|
|
 الكرسي واحد ... والقادة كُثـرُ..!!!
|
ضحكتُ حتي بانت نواجذي .. وأنا أقرأ ماخطه قلم الزميل الصديق والكاتب عثمان ميرغني والذي يحكي فيه عن بعض طرائف السياسة، وذلك قبل عدة أسابيع تحت عنوان ( قسمه ونصيب) بحديث مدينته اليومي بصحيفة الرأي العام ، فقد كانت عبارته فيما معناه : أن مشكلتنا تتلخص في أن كل القادة السياسيين في بلادنا يريدون الجلوس كلهم علي كرسي السلطه الواحد في وقت واحد ، كان تعبيراً يتيح للقاريء إمعان النظر جيداً في محاولات إستماتة الساسه ( حاكمين ومحكومين ) في هذا الصراع المحموم سعيا وراء كرسي السلطه منذ بواكير الحركه الوطنيه وحتي اللحظه.. وليس في السودان فحسب .. بل في كل المنطقة العربية .. ولا أدري هل نسميه الكرسي الوثير أم الكرسي الساخن أم ( المولـِّع نار عديل كده ؟ ) .. وهو في النهاية كرسياً واحداً لا يتحمل الجميع إلا بالتداول السلمي أو غير السلمي.
لكن .. ماقادني إلي كتابة هذا الإستراحه بعد طول غياب عن الكتابه الصحفيه التي تلامس السياسة لمساً وهمزاً طفيفاً .. لكنه ( ربما يكون موجعاً للبعض ) ، هو حديث كرسي السلطه ذاك .. فنحن نفهم جيداً في السياسة أكثر من كثير من الساسة المتعطشين لسرابها الغشاش .. لكننا لا نرغب في الكتابه في هذا المنحي نظراً لتكرار المقولات والمقالات فيه .. ( ولاطحين كسبناه).. ماقادني هو أن الكاتب في حديثه المذكور آنفاً عن كرسي السلطه الواحد قد جعلني أتذكر نكته سياسيه طريفه جداً.. ولكنها واقعه حقيقية سبق أن رواها الأستاذ (عرفان نظام الدين ) رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعوديه الأسبق والتي تصدر من لندن ، كتبها في بدايات عام 1981م ، وقد كنت وقتها أعمل بمدينة جده مراقبا ماليا بإحدي أقسام الخطوط الجويه السعوديه بالمطار حيث تأتينا الصحف بالمجان ( ملح ). فقد كتب عرفان في عموده اليومي أنه قد سجل زياره للبيت الأبيض الأمريكي .. لا ليجري حوارا مع الرئيس الجديد وقتذاك( رونالد ريجان- جمهوري ) ولكن ليستفسر عن عنوان الرئيس السابق له ( جيمي كارتر - ديمقراطي ) ، فأخبروه بالعنوان .. فذهب ليري مكتبا راقيا مؤثثا بواشنطن العاصمه .. وليقابل مديرة المكتب كي تحدد له مواعيد حوار مع كارتر ، ولكنه في دهشه تامه سأل المديرة : لماذا يتكبد سيادة الرئيس كارتر عناء كل هذه المصاريف في إيجار مكتب ضخم وهيئة سكرتاريه وخبراء وأجهزه إتصال وحواسيب ،وهو قد فارق كرسي الرئاسه ؟ فكانت إجابة مديرة المكتب أكثر دهشه حين قالت له : ( هذا المكتب بكل مصاريفه وأجهزته وموظفيه تغطي تكلفته الحكومه الأمريكيه للرؤساء السابقين لأنهم يصبحون جزءاً من التاريخ السياسي الأمريكي ..ولأنهم معرضين دائماً لسلسلة زيارات من رؤساء ورجال إعلام مثلكم للحديث في العديد من القضايا التي تهم أمريكا والعالم أجمع .. كما أن هؤلاء الرؤساء السابقين ترجع لهم الحكومات الأمريكيه المتعاقبه للإستشارة في كثير من الأمور نظرا لمايمتلكونه من معلومات وتجارب تصبح ملكا للشعب بعد مفارقتهم لكرسي الرئاسه .. ثم واصلت تسأل الأخ عرفان في إستغراب: وهل أنتم في الشرق الأوسط لا توفرون مثل هذه الخدمات للرؤساء السابقين عندكم ؟ فأجابها عرفان ضاحكاً: نحن بصراحه لانوفر مثل هذه المكاتب لهم ، وذلك لسبب بسيط .. أنه لايوجد لدينا رؤساء سابقين .. فالرئيس عندنا في الشرق الأوسط يكون إما قابضاً علي السطله جيداً .. أو.. مات .. ليأتي بعده رئيس آخر يواصل ذات المسلسل .. !!! ) . فإندهشت سكرتيرة الرئيس كارتر علي هذه ( الكنكشة الشرق أوسطية ) .. ولكنني شخصياً .. لم اندهش عند قراءتي لحديث عرفان نظام الدين .. ذلك أنني من سكان الشرق الأوسط... بل من قلب أفريقيا .. وهذا يكفي .. وإلي اللقاء ،،،،،
** نقلا عن الزميلة الخرطوم
|
|
 
|
|
|
|
Abulbasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست