|
Re: روائع من اعمال الأديب عـثمان محمد صالح (Re: Anwar Ahmed)
|
طواركـيّة ــــــــــــــــــ
خمارُ بخار ٍ ملـّونْ، خبز من قـشور شعير Dobrodganski ، شرائح جبن مصنوع من لبن ماعـز، دجاجة مبـّوخة، بندورة وخَص، بطيخ Kargaleeski، سهل مبرقـّع إنسكب من تلاوين الخمار تهزه ثأثأة ريح محمّرة العينين مضمّـخة المزاج برائحة جعّة Plevinska و شعشاع من المشمش و تـزوره بين الحين والآخر شمس ضحى منفـيّة بين حي Mladost و زون فـيلل Malinovadolina، خطيبُ سيّدة الخمار الملـّون متوسّـداً طوال الجلسة ساعـد أحلام مكـتئبة تحت شجرة زيتون إسبانيّة، شريد غائب في ضحضاح سهوم أفـضى به لاحقاً إلى غـمـر، أنا و صمتMilena الأليف يبث طمأنينة Vitosha في حنايا صيف97، وNarodnamuzika من محطة راديو Darik
سألتُ نعيمة عـن سر البخار ـ الخمار فـلم تجبني معذرة، لست موقـناً، ربما تكون أجابت وتلاشى صوتها في تلاوين البخار مختـلطاً مع سجادة السهل قبل أن يصلني
طواركـيّة ، فـصّدتْ فـؤادَ حذائها أحجارُ وديان ، و شاخ خمارها وإنسهكـت ألوانه في عـَفار أغـنام صعبة المراس بجنوب تونسي أهـدرتْ فـيه فـرص حياة رغـدة جاءتها من داخل العشيرة وخارجها ثم إرتحلتْ مع العشيرة والقـطيع إلى السماء
إرتضتْ بالعفار وشـقاوة الأغـنام وقـسوة الأحجار والخمار البالي وهجود العشيرة في بحيرة أرواح عـشماً في إستـفاقة مفـقـود هاجر إلى إسبانيا و بَـترتْ أطراف أخباره سكـين قـيلولة تحت شجرة زيتون عام 83
سلـّمتْ شقـيقـتها الصغرى عـصا الرعي مدبوغةً بعرق شموس وأوصتها بالأغـنام ودلّـتها عـلى مواطن العشب الجيّد وإغـتسلت بماء بئر و إنتعلت حذاءً جديداً وقـررّت البحث عـن أحلام النائم فـيما وراء البحر مستقـلةً ـ بعد أن باءت مساعـيها في الحصول عـلى تأشيرة دخول إسبانية بالخيبة ـ طائرة تابعة للخطوط الجويّة البلغاريّة حطّت بها بمطار صوفـياعام94 لم تجد بإنتظارها غـير مصيدة غـرّرتْ بها طلاوة لسان مغاربي ورأفة زائـفة، ووعدتها خبرة مختـلقة في تهريب المهاجرين عـبر الحدود بأضواء زيتون أرياف إسبانية يستمد سراجها الزيت من أحلام مُهاجرين لتـسلب منها في اليوم التالي جواز السفـر ومبلغاً من المال
تشرّدتْ أسبوعـين وهي تبحث عن النائم تحت شجرة زيتون مسترشدةً بحاستها الصحراوية حتى إهـتدت إليه مقـتفـيةً أثر أحلامه برائحة أصواف أغـنام نـفـقـتْ في جنوب تونسي كانت تـفـوح من شعره المنـفـوش وهـو يحـتسي قـهـوة الصباح في كافـينيه Palma بالمدينة الجامعية بصوفـيا
لم يكن ذلك الذي فارقـتْ لأجله صهداً يرعى قـطيع عـفار ودلـواً بقاع بئر مالح وعـصاةً مدبوغةً بعرق شموس في قـبضة كـفٍ شقـيقةٍ و تـنورَ عـشيرة ببرد إنتظار وحذاءً فـصّدته أحجار وسمراً عائماً على طود لغة خرساء في بحيرة أرواح، بل آخر أكملتْ خطيبته التونسيّة دراسة الطب البشري بمدينة Plovdiv وآبت إلى جنوب تونس لينـقـطع مدادها في عـفار قـاد إلى السماء سأم عـشيرة طواركـيّة وأغـنام عـثمان محمد صالح هامش ــــــــــ ـ Vitosha جبل يحيط بصوفـيا ـ Dobrodganski نسبة إلى سهل دوبرودجا الشهير بإنتاج قـمح رفـيع الجودة وشعير ـ بطيخ Kargaliski نسبة إلى محافـظة Kargali بجنوبي بلغاريا تقـطنها أقـليّة تركـيّة ـ جعة Plevinska نسبة إلى مدينة Plevin البلغاريّة
|
|
|
|
|
|
|
|
|