وهل يملك سبدرات سلطة على أمين حسن عمر

Quote: وزير الإعلام.. هل يغضب للتاريخ كغضبته لنفسه! يذكر قراء الصحف تلك المساجلة الساخنة التي دارت بين الزميلين الاستاذ اسحق احمد فضل الله والدكتور زهير السراج حول مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي ووجهها الابرز برنامج في ساحات الفداء.. كان زهير منطلقاً من فرضية ان الحرب قد وضعت اوزارها وان المؤسسة تلك كانت معنية بالتعبئة وحشد الطاقات للحرب أما وقد انتهت الحرب فيجب ان تتقدم مؤسسات اخرى لبناء السلام والديمقراطية.. اما اسحق وغيره من سدنة المؤسسة والبرنامج فقد كان رأيهم.. واحسب انه لايزال.. ان المؤسسات التي خاضت الحرب هي الاقدر على بناء السلام.. كان هذا موقف الطرفين بايجاز بعد ازالة كل حواشي الاثارة ودواعي الخصومة السياسية!. وأياً كانت النتيجة التي انتهت اليها تلك المساجلة الصحفية فلم يكن من حق احد ان يحدد دور آخر الا بالقانون.. ولن يكون من حق طرف ان يصادر حق طرف آخر خاصة اذا ادعى ذلك الطرف الآخر انه عازم وبصدد المساهمة في بناء السلام وترسيخ التحول الديمقراطي.. ولكن تبقى الحقيقة التي لن يختلف حولها اثنان ان محاكمة اية مؤسسة او جهة او جهاز ستتم من خلال ما تقدمه من اعمال.. وما تحاول تسويقه من افكار ومدى انسجام تلك الاعمال والافكار على حد سواء مع ما ينشده الشعب من تحول ديمقراطي.. واذا كانت أبسط مقومات الديمقراطية هي الاعتراف بالآخر فان برنامج في ساحات الفداء وفي واحد من برامجه الاخيرة قد حاد عن هذا المبدأ الجوهري من الممارسة الديمقراطية.. والاسوأ في ما جرى لا عدم الاعتراف بالآخر فحسب بل عدم الاعتراف بالتاريخ.. في تلك الليلة بدأ البرنامج وعبر التلفزيون القومي في استعراض قادة القوات المسلحة من لدن الفريق احمد محمد وحتى المشير عمر البشير.. ولكن لحكمة ادركها معدو البرنامج فقد انقطع التسلسل التاريخي عند الفريق فوزي احمد الفاضل ليقفز مباشرة الى المشير البشير.. ببساطة تقرر حذف الفريق فتحي احمد على من تاريخ السودان ومن تاريخ الجيش.. لم يشفع للرجل انه في ذمة الله.. ولم يشفع له حتى انه كان عراب مذكرة القوات المسلحة التي تحولت الى افضل غطاء مرّ من تحته انقلاب 30 يونيو 89 .. بل لم يشفع له ان تلك المذكرة ظلت واحدة من مصادر شرعية الانقاذ حتى بعد عيدها السادس عشر حين اتكأ عليها المشير البشير وهو يروي قضية الثورة. ولكن.. لا تثريب على البرنامج.. وتبقى المسؤولية مسؤولية جهاز التلفزيون الذي يفترض انه قومي ويفترض انه قمين على التاريخ.. وتبقى المسؤولية مسؤولية وزير الاعلام.. والظن ان يتحول «التكليف» الى واجب حين يتعلق الامر، بالتاريخ.. فهل نرى غضبة من الوزير في حق الوطن توازي على الاقل غضبته لنفسه في حكاية مشغل الهاتف السيار