|
قادة التمرد فى دارفور ... سعيكم مشكور !
|
هل بدا المجتمع الدولى والدول المجاورة للسودان عملية ( نفض اليد ) عن قادة الحركات المسلحة فى دارفور وربما الحركات ذاتها بشكلها وتسمياتها القديمة وهل استنفذت تلك الحركات مرحلتها وعليها الان ان ( تنجم ) وتجلس بعيدا بمبدا (سعيكم مشكور ) خاصة ان قادة تلك الحركات اظهروا بؤسا مقيما فى تعاطيهم مع مشكلة الاقليم و ابتهال الدعم والتاييد الدولى والغطاء الذى لم تحظى به قط حركة مناهضة للنظام فى الخرطوم بما فى ذلك الحركة الشعبية - شريك اليوم فى القصر الجمهورى - والبؤس ربما تجاوز اشخاص قادة التمرد الى الفكر و(المانفستو ) الذى قامت عليه (العدل والمساواة ) و( جيش تحرير السودان ) اذ بدا جليا ومنذ بدايات نشاط الحركتين انهما تعانيان من خلل بين فى فكرة ومشروع حمل السلاح فبعد تجريد خطابهما من عبارات التهميش والاقصاء وغيرها من المفردات لم تنجح اى من الحركتين فى تقديم تصورات واضحة لماهية مشروعهما ليقتنص الفرصة اى مغامر منهما باعمال وانشطة بدا جليا انها تفتقد للحكمة فعلى الصعيد المحلى - داخل دارفور - كانت هناك عزلة محكمة عليهما ولم يتجاوب السكان المحليون مع دعوات الثورة لطبيعة الحقيقة المفجعة بناء تلك الحركات القائم على الاختيار والتكليف والتبليغ على اسس عرقية وقبلية ثم التضييق اكثر من ذلك باللجوء للافخاذ القبلية ( خشوم البيوت ) وضحت بعد ذلك فى استهداف الحركات نفسها لبعض القبائل والزعامات الاهلية ( قتل ابن احد زعماء الهبانية وقتل ملك امبرو واختطاف احد زعماء الزغاوة ) وتجلى كل هذا تماما فى انصراف اهل دارفور لمداوة جرحهم وفق طرائقهم القديمة فى حل الازمات مع ابتعاد كلى عن تبنى ودعم وطرح العمل المسلح والناشطين فيه وحتى فى الخرطوم وفى مدن الشمال كان الامر كذلك ومن امثلة ذلك ان ابرز رجال الاعمال والاثرياء ابتعدوا كلية عن دعم الحركات المسلحة . وفى ظل استمرار هذه العزلة انفجرت خلافات وانقسامات - على نحو ما هو معلوم - بين قادة الحركات المسلحة فظهر جناحين بحركة العدل والمساواة حربة وخليل ابراهيم وجناحين او ثلاثة كذلك بحركة تحرير السودان ( منى وعبد الواحد وحقار واخرون ) ويضاف الى ذلك حركة التنمية والاصلاح - بقيادة العقيد جبريل عبد الكريم - ثم الحركة الشعبية التى برزت مؤخرا من القاهرة وكان ملفتا للانظار ان هذه الحركات تنقسم ومع كل يوم جديد يبرز قائد على (راس مية ) ينعت خصومه بانهم عملاء ومن صنع بيوت الخبرة الاستخباراتية فالعدل تتهم جيش التحرير بانهم من صنع مخبارات تشاد وجيش التحرير يرد بان العدل من صنع الجنرال الارترى تخلى منجوس ومدعومين من المؤتمر الشعبى فيما يتهم العقيد جبريل عبد الكريم بانه من صنيعة المخابرات السودانية وان الجبهة الشعبية - التنظيم الوليد - من صنع الجنرال المصرى عمر سليمان ! هذه الاوضاع الشائكة واللطم والردح المتواصل اضاع بقدر ما معالم قضية غالب تلك الحركات فيما ركن المتاثرين من الاحداث بدارفور و(لزموا الجابرة ) وبدا واضحا ان غالبهم صار اقرب الى القبول بمعالجات الحكومة وجهودها فى تسوية المسالة فيما بدا ان المجتمع الدولى قد ضاق ذرعا ودونكم ما ادلى به مسئول امريكى حين اقر مسئول امريكى ان وصف الرئيس جورج بوش فى يوليو 2004 لاعمال العنف باقليم دارفور بغرب السودان بانها حملة ابادة جماعية جاء لمجرد ارضاء اليمين المسيحى قبل الانتخابات الرئاسية الاخيرة . ونقلت صحيفة اندبنت البريطانية (السبت 2/7/ 2005 ) عن السفير جون دانفورث فى لقاء ببرنامج بانوراما قوله ( ان ادارة بوش ضمت صوتها لصوت الكونغرس فى عام 2004 حين صوت على قرار يطالب الرئيس بوش بتسمية القتل الجماعى والتصفية العرقية فى دارفور بمسماها الصحيح وهو الابادة الجماعية . وردا على سؤال اذا ما كان وصف بوش ووزير خارجيته وقتذاك كولون باول لما يحدث فى دارفور بانه ابادة جماعية قد اعاق وضع حل للمشكلة بسبب طبيعة الكلمة المشحونة قال دانفورث : لا اظن انها كانت ذات تاثير بطريق او باخر اعتقد انها قيلت للاستهلاك داخل الولايات المتحدة الامريكية ) ومضت تصريحات دانفورث ليقول ( حرص بوش خلال حملته الانتخابية قبيل اعادة انتخابه فى ديسمبر 2004 على ارضاء اليمين المسيحى ووعد بتنفيذ مطالبه واليمين المسيحى الجديد هو تيار دينى قام بتشكيل منظمات مدنية تعمل كجماعات ضغط فى اطار المجتمع المدنى ولهذا التيار تاثير كبير فى الانتخابات حيث ان له قدرة على جمع تبرعات مالية للحملات الانتخابية ويملك وسائل اعلام قوية ) وقطعا فان هذا تصريح خطير وكان غريبا ان يصدر عن دبلوماسى يفترض عليه ان يدقق فى معانى حديثه لانه ينسف اخلاقية بلاده المدعاة فى دارفور ويكشف بجلاء ان واشنطن وبعد ان ضمنت ان الخرطوم وبمنطوق وترتيبات اتفاق السلام من الممكن - بقليل من التعديلات بالطبع - ان تكون حليفا ثقة ومفيد بعد هذا واضح ان بلاد العم سام قد خلعت عن يدها قفاز قضية دارفور وتتجه لغسل يدها وتجفيفها والعودة لمصافحة الحكام فى القصر ...
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|