|
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ الكريم هاشم نوريت،
الحق مع أخي ياسر الشريف، وهو ليس بمتناقض. أنت المتناقض حين تؤيد بكامل وعيك وبحماس منقطع النظير -مقارنة بأبناء جيلك المنتمين للحركة السياسية التي تنتمي لها- رجلاً ذميا، هو الدكتور جون قرنق، ليشارك في أعلى سلطة سيادية، وأنت مسلم ينادي بتطبيق الشريعة! تأييد قرن، يا عزيزي، أمر نحمده لك أيما حمد. وأنت فيه تمارس الفكرة الجمهورية، دون أن تقر بذلك. فإن الفكرة الجمهورية تقول بأن الشريعة لا تقر تولي غير المسلم لأم المسلمين! لهذا فإنها غير صالحة لإنسانية اليوم. ولكن الإسلام صالح في أصوله، وسيهدي البشرية كلها سبل الرشاد! وهي تقول أيضاً بأن أصول الإسلام تسمح للذمي، ولأي رجل أو إمراة، من أي دين، أن يتولى الحكم إن كانت شروط المواطنة تتوفر فيها/فيها، وكذلك والتأهيك الأخلاقي والفكري -للقيادة الرشيدة. هذه القيم تسندها أصول القرآن، فإن توفرت فإنها تسود، كان المقيم عليها مسلماً أو غير مسلم. وهذا ما تفعله أنت عملياً، وتناقضه بأقوالك.
أرجو مواجهة حجة الأخ ياسر، الذي يقول بأن الردة ليست من الحدود الأربعة التي لا يجوز المساس بها، مواجهة موضوعية. وهذا أمر يستحق النقاش المستفيض. ويقول الجمهوريون بأن حد الردة هو ظل من ظلال الجهاد بالسيف الذي لم يعد وسيلة مناسبة للدعوة للحق بمثلما كان عليه الحال في الماضي. نسخ آيات الجهاد وتحكيم آيات الإسماح المستفيضة مثل "أدعو إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" و "ذكر إنما أنت مذكر ليست عليهم بمسيطر" وغيرها تدل أصول القرآن، لهذا فإن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم يطبق يطبق حد الردة في المدينة البتة لأنه القرآن لم يكن قد أتى بها في فترة الإسماح تلك.
حتى في المدينة نفسها ، على سبيل المثال، فإنه لم يعرف تطبيق حد الردة على الزاني إلا مرة واحدة فقط، وكان ذلك على إمراة أصرت على الاعتراف، على الرغم من أن النبي حاول أن يدرأ عنها الحد بالشبهة بقوله لها "لعلك فعلت كذا وكذا.." ويشيح عنها بوجهه لعلها تطفف من خطيئتها، فأصرت على أن تؤكدها وأن تقتل، فكان لها ما أرادت. وحين تهكم بعض الصحابة منها بعد قتلها شامتين، وبخهم النبي بقوله "والله إنها قد تابت، ولو قسمت توبتها لأهل الأرض جميعاً لوسعتهم." هذا يدل على أن الحدود يمكن أن درأ بالشبهات، بل أن يلتمس لها الدرء. فإنه علمياً اليوم، بعد أن تطور المعمار وأصبحت الحوائط والسياجات و الأقفال محكمة، بأقفال محكمة، وبعضها يحرسه حرس خاص، عند المترفين، مظنة الفساد، فإنه لا يمكن أن يتثب أربعة شهود عدول بأن أثنين زنيا "مرود في مكحلة". فإن فعلا ذلك في مكان عام يلتمس لهما الطب النفسي، فإن أكد بأنهما مرضى يدرأ عنهما الحد، لأن تطور الطب النفسي اليوم يكشف من الأمراض ما كان خافياً في الماضي لتخلفه. فإن ثبت أن الشخصين ليسا مريضين، وأن الشهود الأربعة عدول فيقام الحد. ويدرأ الحد أن يتلجلج وأحد فقط من الشهود فيكون الشك في مصداقيته وفي شهادته لكي تبطل شهادة الأربعة فلا يقام الحد. بهذا المعنى فإن الحود نفسها، مع عدم المساس بها، يكاد يكون من المستحيل تطبيقها اليوم، وإن بقيت كنصوص لتردع الناس، ولتبقى حين يبدأ الانحطاط البشري بعد، لا أثناء، إقامة دولة الإسلام في الأرض. وكل دولة وإن طال زمنها آيلة للانحطاط. أما انحطاط في عالم اليوم فإن الشبهات التي تدرأ الحد فيه تحيط بنا من كل جانب.
أستخدمت مثال الزنى لأنه أول ما يطرأ في الأذهان حين تذكر الحدود، وبقية الحدود ينطبق عليها ما سقته عن الشبهات. لكل هذا أرجو أن ترى معي ومع الدكتور ياسر بأن الحدود، مع بقائها كنصوص رادعة، لا يمكن عملياً في عالم اليوم تطبيقها إلا بعد أن تقوم دولة الإسلام، و ينحط عن مواكبتها الجنس البشري.
وبهذا المعنى فإن تطوير التشريع من نصوص القرآن المدني إلى القران المكي لا يمس نصوص الحدود، ولكن تنفيذ هذا التطوير سيجعل تطبيقها يواكب روح العصر الذي نعيش فيه - والتقدم العلمي المذهل في كل مجالات الطب والعلوم الاجتماعية وغيرها مما يمكن أن يشكل حصانة من الشبهات ضد التطبيق التعسفي للحدود. وأظنك لن تمانع من أن ترى بأن تطبيق نميري و الترابي وزمرتهما المتهوسة لم يكن إلا تطبيقاً متعسفاً أستغلت فيه الحدود لأغراض سياسية، ولهذا فإننا يجب أن نكون حذرين للغاية حين الخوض في أمر الحدود وفي تطبيقها حتى لا تصبح أداة سياسية لترسيخ سلطة المتسلط ، فهي أداة تربوية-إجتماعية محضة وليست أدةً سياسية، كما يريد لها البعض أن تكون.
أحب فيك الصمود الشديد ضد سلطة الهوس وانحيازك للحركة الشعبية، وللمقهورين من أبناء شعبنا، وأتابع مساهماتك بين الفينة والأخرى ولا أجد الوقت للمشاركة فيها. ولكني مثل أخي ياسر أستغرب أيما استغراب لمعاضتك للفكرة الجمهورية وأنت تنادي بعدم تكفير الناس بفقه مضلل وتقف مع المقهورين من شعبنا. مواقفك الفكرية متناقضة وتثير الحيرة. ولكن هذا لا يمنع من أنني أكن لك كل الود والاحترام بسبب مواقفك السياسية وبعض المواقف الفكرية التي تضعك في صف الجمهوريين شئت أم أبيت! وهذا ما نعنيه حين نقول بأن أعداء فكرتنا، مثل أصدقاءها، يعيشون طرفاً كبيراً من الفكرة، وهم في حقيقة الأمر أصدقاء في ثوب أعداء.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جمهورى يؤيد تطبيق الحدود الشرعية فى القرن السابع ويرفضها اليوم. | هاشم نوريت | 07-08-05, 05:58 AM |
اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | Yasir Elsharif | 07-08-05, 06:05 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | Yasir Elsharif | 07-08-05, 06:07 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | هاشم نوريت | 07-08-05, 06:09 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | هاشم نوريت | 07-08-05, 06:13 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | Yasir Elsharif | 07-08-05, 06:17 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | هاشم نوريت | 07-08-05, 06:28 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | Yasir Elsharif | 07-08-05, 07:21 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | هاشم نوريت | 07-08-05, 07:53 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | هاشم نوريت | 07-08-05, 07:56 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | Haydar Badawi Sadig | 07-08-05, 08:54 AM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | هاشم نوريت | 07-08-05, 02:23 PM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | ناصر جامع | 07-08-05, 11:06 PM |
Re: اطمئن فأنا لا أجلد بالسوط ولا أضرب.. | عبدالله | 07-08-05, 11:08 PM |
Re: جمهورى يؤيد تطبيق الحدود الشرعية فى القرن السابع ويرفضها اليوم. | قرشـــو | 07-09-05, 01:11 AM |
Re: جمهورى يؤيد تطبيق الحدود الشرعية فى القرن السابع ويرفضها اليوم. | هاشم نوريت | 07-09-05, 05:07 AM |
Re: جمهورى يؤيد تطبيق الحدود الشرعية فى القرن السابع ويرفضها اليوم. | Haydar Badawi Sadig | 07-09-05, 10:10 AM |
Re: جمهورى يؤيد تطبيق الحدود الشرعية فى القرن السابع ويرفضها اليوم. | ناصر جامع | 07-09-05, 02:25 PM |
|
|
|