|
Re: الترابي يهاجم حكومة البشير و يعد بإستمرار التعاون مع قرنق (Re: Kostawi)
|
وكتب عثمان ميرغنى اليوم ::: الترابي 2005 ..!!
تحول واضح في الخطاب السياسي للدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي .. في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس بالمركز العام لحزبه في ضاحية الرياض بالخرطوم .. وكأنى بالترابي يراجع منهجه التصادمي الذي أدى لكل الإحن وتراجيديا الخصومة الدامية .. ولأول مرة .. وأكرر لأول مرة - في التاريخ - يتحدث د. الترابي عن شقاء المواطن السوداني وشظف العيش ومكابدة الحياة المرة..
الترابي استخدم خطابا سياسيا مباشرا وقويا في الاتجاه السابح مع التيار..التيار الجماهيري الجارف الذي ما بات مستعدا للدوران في تعقيدات التفسيرات الفلسفية للأوضاع .. وفي تقديري أنه من هنا بالتحديد ستنشأ معضلات الحكومة القادمة .. فلو استمر الترابي في منهجه القديم وساق مترادفات الخطايا التي يظن أنها تقذف الحكومة وحدها لوفر على الحكومة جهدا كبيرا ولتمتعت بالهجمات المرتدة .. لكن الأمر يبدو الآن مختلفا كليا فالترابي .. قرر - وبمفردات واضحة - أن ينظر الى المستقبل ويتناسى الماضي .. نسياناً لا غفراناً ..!!
وفي سياق النظر الى المستقبل قال الترابي (لن نكون معارضة انتهازية).. وفي هذا ينضم الى رفيقيه الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي والاستاذ محمد ابراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي اللذين تعهدا بمعارضة وطنية حصيفة.. وقال الترابي - للتدليل على رشد هذه المعارضة - ان الحكومة استخدمت في مفاوضات (نيفاشا) بعضا من أطروحات المؤتمر الشعبي ..
رغم مآخذ الكثيرين على الترابي في مسلكه التصادمي السابق إلا أن الحق يقتضي الإقرار بأنه فعلا كان وراء توسيع دائرة الحريات والمشاركة التعددية في أعتى زمن الكتم .. ومن هذا فقد اتسقت تلك الخلفية التاريخية مع قوله أمس بأن المطلوب ليس مجرد حرية التعبير .. بل حرية المشيئة للمواطن .. وطالب بإنهاء اصطلاح (معتقل سياسي) بمعناه القانوني والسياسي ..فأما المرء تحت طائلة القانون الجنائي بإجراءات عدلية عادية أو لا توقيف البتة ..
الترابي لا يزال يعول على الطرق المستمر على ظلامات الولايات والأرياف.. وقد أكثر من ذكرها في مؤتمره أمس .. وفي تقديري أن هذا لا يعدو كونه ترويجا لعواطف الجهمور .. فالحديث سهل للغاية عن التهميش والتطفيش وما الى ذلك من أطاييب الخطاب الجماهيري المهيج للعواطف .. لكن النظرة البصيرة للأمر تدرك أن أسطورة المركز والولايات أمر فيه كثير من الخطل السياسي.. فقد كتبت هنا أكثر من مرة أن الولايات هي التي أجحفت في حق المركز طوال التاريخ السياسي الحديث للسودان .. فقد كان المركز هو الذي يفجر الثورات ويكابد معارضة النظم الاستبدادية بينما كانت الولايات دائما هي التي - ما أن ترسو الديموقراطية على بر - أول من يجثم على أنفاس المركز بما توفره من أصوات انتخابية سهلة مخزنة عند الطلب لدى ساسة لا يُسألون عما يفعلون .. ساسة يرتكبون السبعة وذمتها ثم كلما جاء موسم الانتخابات هربوا من العاصمة الى الأقاليم وجاؤوا محمولين على أعناق أصوات انتخابية عمياء مبلغ علمها هو (الرمز الانتخابي) الذي تم تلقينه لها تلقينا .. كثير من الساسة الذين حكمونا بشرعية صندوق الإنتخابات جاؤونا عبر الولايات التي تتحدث عن التهميش .. وأقول (عبر) هذه الولايات وليس منها .. فهم من العاصمة أصلا ومولدا ومزاجا.. لم تكن دارفور في تاريح الأحزاب إلا ذلك المستودع الضخم للأصوات الإنتخابية التي بها يصل القادة الى السلطة .
نقطتان في حديث الترابي اتفق فيهما معه 100% .. لكن بكل أسف لا يمكن الإشارة إليهما الآن ..!! فنحن على حد قوله (مساكين..!!) .
|
|
|
|
|
|
|
|
|