مــن يصـدّق التـرابي؟؟؟
من يصدق الترابي أثار خروج حسن الترابي شيخ الجماعة الجبهوية في السودان المنشقة على نفسها , اهتماماً عالميا ولم يكن الاهتمام بسبب شعبية الترابي على المستوى العالمي ولا لعدالة مطالبه كحالة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا ولكنه كان بسبب حالة الترقب التي تسود في كافة الأوساط لما يمكن أن يترتب على إطلاق سراح الترابي من أحداث نظرا لخطورة أفعال الرجل باستقراء تاريخه الحافل بحياكة المواقف وترتيب الأوضاع والتغييرات الحادة وبالنظر لجدية الحكومة السودانية في تنفيذ ما التزمت به من اتفاقيات السلام في نيفاشا مع الحركة الشعبية واتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي والتي نصت بوضوح على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. يخرج الترابي من السجن بعنفوان بادي ويبدأ على الفور بإطلاق التصريحات النارية التي ظل مجرد الحلم بها في المنام يؤرق تلامذته القدامى فهو لا يتردد في تأييد القرار 1593 الخاص بالمحاكمات الدولية لمسئولي حكومة الإنقاذ ولا يتوانى في نقـد سياساتهم النقد القاتل ولا يصبر عن تحديهم بأن الخروج من السجن والدخول إليه مرة أخرى لا يعد أمراً مزعجا بالنسبة له. لكن الملفت في تصريحات الترابي, هذه المرة, هو النزوع الجرئ وغير الوجل إلى تأكيد انزعاج الشيخ من حالة الحريات بالبلاد وتأكيده على ضرورة إطلاق الحريات وفتح أسباب التعبير والعمل السياسي وإتاحة الفرصة أمام الأحزاب لتمارس أعمالها ولتسرح في الساحة وتمرح وغيرها من التصريحات الليبرالية التي تجعل الكثيرين ينظرون إليها غير مصدقين الحدث والحديث. ليس صدفة أن يأتي إطلاق سراح الترابي في يوم عيد الإنقاذ السادس عشر وهي الإنقاذ التي تدين للترابي بمولدها ونشأتها فقد كان العقل المدبر والزعيم الداعم والمفكر والمنفذ للإنقاذ وكل من مشى في ركابها كان من صنع يديه ومن أنجب تلاميذه, هو الترابي نفسـه الذي دبر انقلاب الإنقاذ ووفر لها الدعم وصادر الحريات وبأمره اعتقل المفكرون والناشطون وصودرت الدور والأفكار وأتى على رؤوس الأشهاد بالحزب الواحد وقال للناس أن لا سبيل للأحزاب مرة أخرى في السودان. هو الترابي رئيس البرلمان المعين ومشرع التشريعات حتى العام 1999 وهو الذي ظل يحكم البلاد لعشر سنوات لم يتذكر فيها الحريات يوما واحدا ولم يتذكر فيها حقوق الغير ساعة واحدة. يريد الترابي أن يصدق الناس ما يقول وهو الذي ظل يفعل النقيض لأقواله على الدوام. واليوم يخرج الترابي وفق الاتفاقيات التي أتاحـت خروجـه مما فرضته الحركة الشعبية ومما اشترطه التجمع الوطني الديمقراطي ولا يذكر الحركة ولا التجمع بكلمة شكر ولا امتنان وإنما يصدر التصريحات التي تعلم بنات آوى صحتها من كذبها. وهو قول الشاعر الجاهلي, ألم نعتق نساء بني نمير فلا شكراً جزين ولا ثواباً فغض الطرف إنك من نمير فلا كعباً بلغت ولا كلابـاً فـــمـــــن يصــــدق الترابي؟؟؟

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]