Quote: ولكن يجب أن تتأسس نظرة جديدة إلى التاريخ، بحيث نفضي إلى تأمله وتأمل أنفسنا بداخل حركته إلى الأمام، ومعاينته وفقا لرؤية علمية لا تكرس بطولته المطلقة ومثاليته اللامنطقية، وإنما تجذر طاقة دفع باتجاه المستقبل،
أتفق معك ... تذكرت مقوله للسياسي البريطاني تشرشل يقول فيها: (The Longer you can look backword, The ferther you can see forword)، وترجمتها حسب علمي (كلما أطلت بصرك إمعاناً في الماضي، كلما إزدادت بصيرتك خبرة بالمستقبل) ... ذلك صحيح وهو البداية الأولى للثورة التي يرغب فيها محسن خالد ... تلك التي تعيد تأسيس الأشياء بشكل مغاير حتى نستطيع أن نكون ... وإلاّ فلن نكون أي شئ ... وما ينكت به الناس في ورائية الإنسان السوداني ... أن بناء الجالوص في العادة يبني وهو يزحف إلى الخلف مخلفاً أمامه بلغة (الطوب) (مدماك) ... والذين يصفقون خلف ذلك الفنان الشايقي يرجعون إلى الخلف في حركة راقصة بشكل دراماتيكي ... وتمترس ثقافة (لا تقل ها أنذا بل قل كان أبي) إنهزامية نفسية تنبع من إحساس الفشل والتجربة السودانية بالعموم في كل شئ هي محطات تجريب لم يكتب لها النجاح ونقاشات الستينات حول الهوية الثقافية لم تحسم حتى الآن ولكننا نحن لمناخ تلك النقاشات التي ربما لا نحب تذوق طعمها ورائحتها الآن ... في السياسة ما زلنا نجرب النظام البرلماني والديمقراطية التي فشلنا فيها ... فشلنا أو لم نستطع أن نقدم صوتنا للآخر العربي بإعتبارنا عرب ... إنهزامية غريبة نعيش فيها وإفترضنا أن العرب لن يفهموننا وضعنا النتيجة لوحدنا وقررنا فشلنا ولم نجرب .. الإشكال الرئيس يا عويس أن الجيل القادم لن يتباكى على الماضي لأنه لا يعرفه بالمرة جيل لا يعرف الأزهري ولم يسمع بالخليل ... ولا يفهم قضية الهوية الثقافية ... جيل غير متأكد إن كانت ثورة أكتوبر قد حدثت في عام 1973م أو في عام 1969م، جيل كما حكى لي الأخ العميد عمر دج مدير المتحف الحربي أن أحد الشباب أشار لصورة تجمع الرئيس إبراهيم عبود بطالب حربي ويسأل من هذا؟ أعتبره دج يسأل عن ذلك الطالب فأتضح أنه يسأل عن عبود ويقول أعتقد أنني رأيته قبلاً لكن لا أذكر ... حتى الورائية هذه يا عويس لن تجدها مع هذا الجيل الآتي وهم قطاع كبير من طلاب الجامعات الآن ... ربما نقول أن هذا جزء من الأزمة ... الهروب النفسي من ذلك الماضي الذي لم نقتنع به ذلك الماضي الذي يتعتبره الكثيرين الأجمل ولا يتحركون من محطته ... فأصاب الأبناء بالذهلله والهروب إلى كل ما هو هامشي ... لن نناقش إنشداد السودانيين إلى الماضي فقط بل أيضاً هروب الجيل القادم من الماضي كذلك ... نحتاج إلى ثورة ... فلتكن ... ولك الود عزيزي عويس ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة