وصية شيخ البرعي الأخيرة للسيد محمد عثمان الميرغني

Quote: .............. ............. ............ ولا ادرى أن كان يجوز ان اورد هذه الواقعة دون استئذان، لآخر لقاء تم بين السيد محمد عثمان الميرغنى والشيخ عبد الرحيم البرعى فى القاهرة، ولكن يشفع أنها تأتى فى سياق تفسير التزام ثابت اقترن بالحسم والحزم لتحقيق ماهو مطلوب. فلدى وصول الشيخ البرعى لتلقى العلاج فى اغسطس 2004م فى مصر، زاره السيد الميرغنى، وعندما رآه الشيخ البرعى اراد النهوض من رقدته، فهوّن السيد الميرغنى عليه الأمر ليحول بينه وبين الجلوس، وظل راقداً، معتذراً وطلب منه الاقتراب، وعندما فعل، طلب الشيخ البرعى من الحاضرين الخروج، وفعلوا ما عدا نجله،ولكنه طلب منه الخروج ايضاً. وأصبحا معاً، فقال الشيخ البرعى: أريد أستئذانك فى تقديم نصيحة، وعندما اوامأ الميرغنى بالرضى والقبول، قال له: اريد ان اوصيك بعدم الرجوع للسودان إلا اذا اكملت ما بدأته عندما قررت الخروج من البلد فعقب الميرغنى: «انه بنصيحته عزز ما قرره مسبقاً فى داخله باكمال ما هو مطلوب للوطن ولأهله اولاً، «فليس لدينا مطمع او مطمح إلا ما فيه مرضاة الله والوطن»، وبدا ان الشيخ البرعى قد اطمأن وارتاح لما سمع حيث ردد «الحمد لله، الحمد لله»، وكان ذلك اخر لقاء للسيد الميرغنى مع الشيخ البرعى الذى انتقل الى رحاب ربه. لدى عودته للوطن، ثمة هنالك جانب آخر يقلق السيد الميرغنى وجوب العمل على عودة كافة المواطنين بالخارج، وذلك يستوجب الاطمئنان الى تحقيق الحل السياسى الشامل والاستقرار وتوفير الحياة الكريمة للجميع. ان العودة قرين بتحقيق ما هو مطلوب. ............ ...........