إلى سيمباتيكو في غيابه العالي، مع جزيل الحزن

إلى سيمباتيكو في غيابه العالي، مع جزيل الحزن
هاهو غيابك يمتد لأكثر من مائة يوم وفجيعة ولم تجد مبرراً كافياً للعودة لهذا المكان الجاف كفضيحتنا أمام مرآة الوجود. أظنك تعاين هذا الهنا كل يوم مدفوعاً بحلم بعيدٍ أن ترى المكان بهياً عامراً بأرواح تتقطّر منها المحبة، والناسَ ثمار تغني الميلاد والتجدُّد كلما بشَّرت أشجار الحكمة. أن ترى الجِدَّة والجِدِّية مطلوباً عزيزاً تتقصده همم من ترى فيهم ملخّص أمة تتمناها- ونحن معك- سودانية خالصة، وترى فيهم قادة محتملين، ومستنيرين تتمنى – ونحن معك- ألا يعيدوا دور نخبة الأمس من رهنتنا للطائفية والعساكر وأورثتنا كل هذا الخراب. وأن ترى حواراتٍ جاذبةً تحترم الإنسان وانتماءه التفصيلي لذوي الألباب، تنتهي بأطرافها إلى احترام بعضهم بعضاً وبمن حولهم إلى تقدير وتمجيد هذه الأطراف. تعاين وتتمنى أن ترى آراء مختلفة تعرف كيف تسوق حجج اختلافها، وتعتزُّ باختلافٍ تؤسّسه موازين العقول الكبيرة ويقاس عليها ويحكم بمعاييرها. اختلافٍ لا يولّد ضغينة ولا بغضاء، بقدر ما يحفِّز على البحث والمثابرة والبعد عن الاستسهال واحترام العلم، ويعلّي من مكانة العقل ويدفع أطرافه ليخوضوه مدججين بالمعرفة العصية والقدرة على مجالدة مطلوباتها ببأسٍ شديد، وبوعيٍ يغرز نجومه وأقماره بجلد عتمة التغييب، محتملين جهدَ إضاءةٍ يتغذى مصباحُها من زيت أدمغتهم، مترفعين كظهيرة استوائية عمّا ينزل بالمعرفة إلى تراب العادية والمكرر وسفه الحديث وضعف الفكرة وأمية الحجة وركاكتها. وعمّا يقص أجنحةَ فكريةِ الاختلاف فيجعل من أطرافه ومن حولهم كائنات قذرة تخوض أوحال السب والشتم والتعريض، مما يجعل البيئة صالحة لازدهار الجينة الملعونة المتربصة في طينة الآدمي، فينفش الشرُّ ريشه ويبدأ الانهيار العظيم بالتنابذ بالألقاب والقبائل والأعراض والدم. أن ترى الكبير موقراً توقيراً لا تفرضه السن فقط، وإنما توفر الشروط العظيمة لإثبات هذا الكبر. بحيث لا يصنع هذا التوقير طواطم وأصناماً ويحيي شهوة الترفع واضطهاد الغير والاعتقادَ في قداسة مشتهاة ولن تتحقق إلا على حساب غيرٍ سيظلم لا محالة. وأن ترى الرحمة تحتضن الصغير وتأخذ بيده وتدله على الخير وتضيء له في غير وصاية وغير تغييب وغير عنف جسدي أو لفظي مما اتُّبِع في تربيتنا ويرفضه الآن العلم والأخلاق. لكنك حين تنظر، يا لهول ما ترى. تشاهد ما تخشى منتصباً كإلاه عارٍ على مقبرة أمنياتك فتلوذ – أسيفاً- بمنفاك. (عدل بواسطة بدري الياس on 06-20-2005, 11:47 PM) (عدل بواسطة بدري الياس on 06-20-2005, 11:52 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]