|
Re: على ذمتهم ! (Re: محمد حامد جمعه)
|
من اقاصي الدنيا ســــــيـــاســـــــة محمد محمد خير ما أسهل السياسة حين تكون (استهبالاً) باسم المعاصرة أو الايديولوجيا أو المواقف.. وما أصعبها حين تكون النزاهة واحتمال الآخر ونذر النفس والوقت للآخرين، قابلت صباح أمس أحد عتاة السياسة في معناها الأول، وكنت تعرفت عليه بمدينة روما في أوائل الثمانينيات.. كان قادماً من دولة شقيقة له فيها مصالح ومآرب كثيرة، تآخينا في روما على الطريقة السودانية، وتقوت الصلة لأن عدد السودانيين كان قليلاً في تلك المدينة، وبمرور الايام حكى لي أطرف قصة سياسية اسمعها حتى الآن. وتعود القصة لأوضاع حزب كبير كان في الخارج، وبعد وفاة رئيس الحزب (تقسمت الكيمان) فذهب فريق من الحزب لدولة عربية مشرقية وفريق آخر لدولة عربية مغربية. وكان صديقي الذي قابلته ضمن (الفريق المغربي). ولأنه ذكي ويحسن قراءة الخرائط السياسية، تآلف مع عضو آخر وكونا معاً تنظيماً طليعياً وخاطبا الدولة المغربية بأدبيات التنظيم التي تشبه أطروحات تلك الدولة وتوجهاتها الفكرية، والتنظيم عبارة عن شخصين فقط لا غير هو وصديقه. والعضوية هما والرئاسة مشتركة، وظلا يعملان معاً من أجل الحصول على دعم مالي من تلك الدولة، ومكثا هنالك لأكثر من ستة أشهر ينتظران رد الدولة على طلبهما، وقضيا تلك المدة في فندق. وبعد مضي ثمانية أشهر قررت الدولة دعمهما بمئة ألف دولار، وكانا خلال تلك الفترة يؤكدان أن هذا التنظيم يضم في عضويته نصف الشعب السوداني، حتى اقتنعا بهذه الحقيقة وهما الأدرى بأن عضوية التنظيم لا تتعدى سوى عضوين. أقلعت بهما الطائرة لروما وكان صديقي الذي أكتب عنه الآن قد تسلم المئة ألف دولار نيابة عن الشعب السوداني، أو بالأحرى نيابة عن صديقه العضو المكمل للتنظيم!! وفي الطائرة نشب بينهما خلاف حاد حول تقسيم المبلغ، فقد طالبه «العضو المنتدب» بنصف المبلغ، في حين انه كان يرى انه لا يستحق سوى عشرة آلاف دولار ثمناً لمؤازرته وصبره معه مدة الأشهر الثمانية!! وحين وصلا فندق اكسلسيور بوسط مدينة روما، استأجرا غرفة مشتركة، وهناك ذهب صديق صديقي للسنترال وأجرى بعض المحادثات التلفونية، ثم عاد للفندق وهب هبة ثورية على صديقي وأخذ حقيبة المبلغ عنوة وطالبه بعقد اجتماع بينهما، ثم أبلغه بصورة جادة أنه حين أجرى اتصالاً (بالداخل) طالبته (القواعد) بفصل صديقي من الحزب، وتلا له خطاب فصله ثم انهال عليه بالضرب ورماه بأقذع الشتائم واستولى على المبلغ باسم الشعب..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|