تشكر جدا على إيراد نص مقابلة الأيام هذه مع محمد إبراهيم نقد، و حقيقة هي فرصة سعيدة جدا أن نلامس كيف يفكر السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني في ما يدور من أحداث و كيف رؤيته.
أعجبني حقيقة حديثه عن هوغو تشافيز و نموذجه الإشتراكي الآتي من خلال ديمقراطية ليبرالية ، و أعتقد أن العالم به تجارب نيرة يكتسب قوادها إحتراما واسعا و حبا حقيقيا، لكن ألا تستدعي إشارته إلى النموذج الفنزولي بعض التساؤلات حول التجربة الكوبية و نموذج فيديل كاسترو بعض التساؤلات حول المشروع الإشتراكي الذي إن جاز لنا أن نسميه الكلاسيكي فلماذا توانى السكرتير العام عن أن يضرب لنا مثلا به أو ليس في ذلك الكثير من الدلالات التي يمكن قراءتها من خلف أو من بين السطور.
ما إستوقفني في حدبث محمد إبراهيم نقد حقيقة حديثه عن التأميم و رأس المال الأجنبي و الديمقراطية الليبرالية، فعن التأميم يقول السكرتير العام إنه يرى و من وحي تجربة التأميم و المصادرة التي عاشها الإقتصاد السوداني في ظل السنين الأولى للحكم المايوي أن التأميم يجب أن يشمل فقط قطاع المصارف و خدمات التأمين، و الشركات الأجنبية، و إن بدا لي هذا الفكر من مخلفات الحرب الباردة و أيام عنفوان المعسكر الإشتراكي قد نقبل أن نتجاذب أطراف الحديث حول تأميم المصارف و شركات التاميم لكن الذي لم استطع فهمه منذ قراءتي لتلك السطور و حتى كتابة هذه السطور هو كيف يتسنى تأميم الشركات و الإستثمارات الأجنبية، فكيف لنا عندها أن نسميها شركات أجنبية بعد أن ننعم عليها بالتأميم، بعد ذلك يأتي سؤال أعتبره شرعي و طبيعي و لو تغاضينا عن الجوهر غير الليبرالي لعلمية التأميم هل يمكن لنا أن نتخيل أن شركة أجنبية ستقبل بأن يتم تاميمها فهي تاتي إلى البلد الذي تريد مختارة طائعة و كذلك يمكنها أن لا تختار المجئ و الإستثمار و ها نحن نعايش أن شركة النفط البريطانية المعروفة (British Petroleum) تسحب إستثمارتها من أسواق أكثر إنفتاحا مثل الخليج و نيجيريا. ثانيا ما الفائدة التي يمكن أن يجنيها إقتصاد تحت النامي مثل الإقتصاد السوداني من عرقلة المسير امام تدفق الإستثمارات الأجنبية، هذه الفكرة سياسية بالأساس و لا تمت للإقتصاد بأي صلة جوهرية و إن بدت للعيان كذلك، فمثلا و لشرح تلك المعادلة إن أشهر الأنظمة التي تبنت فكر التأميم هي الأنظمة التي أطلقت على نفسها إشتراكية يوم أن كانت هذه الصفة (إشتراكية) مجانية يطلقها على نفسه من أوصد الباب أمام الغرب و رأسماله و فتح الأبواب للشرق، فمن فرط مجانيتها تلبسها منقستو هايلا مريم و جمال عبد الناصر و هما من أفرغا المشروع الإشتراكي من كل محتوياته عدا تلك الصلة بالروس، فكان من إستحقاقات الإشتراكية و لهيمنة النموذج الستاليني أن توصد الباب أمام الإستثمار الأجنبي و المعني تحديدا الإستثمار الغربي. هذا الواقع الآن تبدل و أصبحت الإستثمارات الأجنبية هي واحدة من وسائل التنمية في البلدان النامية و البلدان الفقيرة و أصبح الإستثمار الأجنبي لا يعني التبعية للغرب الرأسمالي و لا إرتهان الإرادة السياسية إن عنى ذلك يوما من الأيام و بشكل الصحيح لهذا التعبير الواسع الإستهلاك.
ساعود لاحقا لتتمة هذأ الحديث، و الحديث عن تأميم البنوك و شركات التأمين و حديثه عن الديمقراطية الليبرالية و ما يسميه بالديمقراطية التعددية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة