السيد / مبارك الفاضل و مشروع الإصلاح بين حزب الأمة – والمؤتمر الوطني / محمد خير النعمة حمودة
بسم الله الرحمن الرحيم السيد / مبارك الفاضل و مشروع الإصلاح بين حزب الأمة – والمؤتمر الوطني قراءة في الحدث والتداعيات محمد خير النعمة حموده صنعاء أطلعت على ما كتبته الأخت العزيزة لنا مهدي في موقع Sudaneseonline والذي جاء تحت عنوان – مبارك الفاضل بين الأمس واليوم – فالموضوع رغم إختصاره على شخصية السيد مبارك الفاضل من حيث أداءه في العمل المعارض لحزب الأمة بالخارج ومحاولة الأخت لنا طرح سؤال ضمني من خلال الاحتمالات التي طرحتها في تناولها للموضوع حيث برز السؤال الأتي :- هل كان السيد مبارك الفاضل مفوضاً من قبل حزب الأمة وما صحة الجدل الذي كان يدور وسط كوادر الحزب حول أخطاء مبارك الفاضل في فترة العمل المعارض الذي كان يقوده حزب الأمة بالخارج في تلك الفترة ؟ بالإشارة إلى الطريقة التي اعتمدتها الأخت لنا في طرح هذا الموضوع نجد أنفسنا أمام عدة محاور يمكن ان تمثل مدخلاً مناسباً لقراءة كثير من المحاور المتعلقة بموقف السيد مبارك الفاضل ومجموعة الإصلاح والتجديد من حزب الأمة ومن حكومة الإنقاذ وبالطبع الأمر لا ينفصل عنما طرحته الأخت لنا حول الأمس الذي شكل مرحلة زمنية حافلة بالنشاط السياسي للسيد مبارك الفاضل. إن قراءة هذه المرحلة وتقييمها من الضروري ربطه بما ترتب على تطورات عمل حزب الأمة وموقف السيد مبارك الذي أدى إلى خروجه من حزب الأمة ، وعوداً على ما طرحته الأخت لنا حول ماضي السيد مبارك قبل دخول حزب الأمة إلى الداخل نقول في هذا ان تقييم تلك المرحلة لابد من ربطه بالظرف الإستثنائي التي اعقبت إنقلاب الجبهة في الثلاثين من يونيو 1989م فالعمل السياسي في كيان مدني مثل حزب الأمة لابد ان يواكب طبيعة هذا الظرف فالمبادرة الفردية على مستوى القيادة وأرتباطها بالخط العام للحزب وإستثمارها لكل الفرص المتاحة لتنفيذ الخيارات المناسبة لتحقيق الأهداف هو كلما يمكن فعله في مثل هذه الظروف الإستثنائية ونعتقد أن السيد مبارك الفاضل قد فعل هذا ، وهناك عامل مهم في تقييم صلاحيات السيد/ مبارك وأدائه وهو البحث عن شرعية هذه الصلاحية إذا كانت تفويضاً او حق أصيل بناء على ذلك عندما وقع إنقلاب الجبهة الاسلامية كانت كل أجهزة حزب الأمة منتخبة وفق المؤتمر العام للحزب في 1986م ولعل هذا الإنجاز المتفرد هو الذي وفر على حزب الأمة كثير من الجهد الذي يمكن أن يبذله في سبيل المحافظة على تماسك أجهزته القيادية ووفق هذا الواقع مارست كل القيادات والأجهزة صلاحياتها بعد الإنقلاب ومن ضمن هذه القيادة كان السيد مبارك الفاضل يمارس نشاطه لهذا الحق الأصيل حيث كان السيد مبارك عضواً في الأمانة العامة للحزب بالإضافة إلى هذا فقد لعب السيد / مبارك الفاضل إلى جانب المرحوم العم الدكتور/ عمر نور الدائم دوراً كبيراً في بلورة عمل الحزب في الخارج واسهم إسهاماً مقدراً في تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي وعندما تم بناء تنظيم المرحلي في 1999م جاء السيد مبارك الفاضل منتخباً في الأمانة العامة عضواً في المكتب السياسي بل ورئيساً للقطاع السياسي . وبناء على هذه المعطيات الواقعية ، فإننا لانستطيع ان نطعن في صلاحيات السيد/ مبارك الفاضل ولا مقدراته السياسية في تلك المرحلة وإن كان هذا لا يمنعنا أن نختلف معه ، أما بالنسبة للخلافات التي واكبت عمل حزب الأمة بالخارج فنعتقد انها طبيعية محكومة بالظرف الذي طراء على الحياة السياسية بعد إنقلاب الجبهة الإسلامية ونعتقد أيضا ان عمل حزب الأمة في الخارج لم يظل مرهوناً لطبيعة تلك المرحلة وكما ذكرنا سابقاً أن القيادة استقلت الظروف وأتجهت لتأسيس التنظيم المرحلي الذي من خلاله تم توحيد أجهزة الحزب في الداخل والخارج . هذا هو حزب الامة الذي كان مبارك الفاضل يمارس دورة القيادي فيه قبيل خروجه منه عبر ما يسمى مؤتمر سوبا الذي افرز حركة الإصلاح والتجديد التي قادت مبارك الفاضل وبعض الأخوة من حزب الأمة إلى التحالف مع المؤتمر الوطني وهذا ما أردنا ان نتناوله في قراءتنا لمجمل الموضوع بإعتباره ناتجاً موضوعياً ترتب على هذه التطورات وحتى لا يتشعب الموضوع نرى حصره في إطارين : 1- الإطار الأول : أجهزة حزب الأمة القيادية . 2- الإطار الثاني : موقف حزب الأمة من المشاركة في السلطة . بالنسبة للإطار الأول أجهزة حزب الأمة المعنية هنا هي الأجهزة التي تم بنائها في إطار التنظيم المرحلي والتي نعتقد انها قامت على أساس معقول من الديمقراطية ، وكان للسيد / مبارك الفاضل والقيادات التي خرجت معه دور فعال في تأسيس هذا العمل ، أما بالنسبة لموقف حزب الأمة من المشاركة في السلطة فقد صدر قرار في 18فبراير 2001م شاركت فيه معظم القيادات للنقاش وتداول والتصويت فالفقرة التي تناولت موضوع المشاركة في السلطة تقول بالنص الحرفي الأتي : ( ... المكتب السياسي تداول الراي حول مشروع الإتفاق المتفاهم عليه من الطرفين وقدر مجهود فريقنا المفاوض بناء عليه تكون المشاركة في السلطة على أحد اساسي الأول إنتخابات حره في المستويات المختلفة . الثاني في إطار قومي مجمع عليه ) وقد جاء في حيثيات القرار ان الأخ/ رئيس المكتب السياسي قدم القرار في شكل إقتراح تمت تثنيته من الأخ/ الزهاوي إبراهيم مالك وأيده الحاضرون بالإجماع . بناء على ما تقدم وقياساً بإطار أجهزة حزب الأمة المنتخبة نجد ان ما قام به السيد مبارك الفاضل وبعض القيادات من إقامة مؤتمر فوقي أهم قراراته حل جميع أجهزة حزب الأمة وتكوين أجهزة بديلة نجد هذا القرار قرار خاطئ ولا يقوم على أي اساس دستوري او لائحي ويعد خروجاً على أجهزة حزب الأمة. وقياسا على موقف حزب الأمة من المشاركة في السلطة نجد ايضا ما قام به السيد مبارك الفاضل ومن معه من التحالف مع المؤتمر الوطني والدخول والمشاركة في حكومته الشمولية يعد خروجاً واضحاً على قرار حزب الأمة الذي أتخذه بالإجماع في إجتماع المكتب القيادي والسياسي ، وكل هذا يمثل خطأ إستراتيجياً بكل المقاييس الموضوعية ووفقاً لواقع الحال لايستطيع أحد ان يمنع جماهير حزب الأمة او الرأي العام السوداني بأن هذا العمل تقف وراءه جماهير حزب الأمة فحقيقة ما تم في سوبا بأسم الإصلاح والتجديد كما وصفه العم المرحوم / عمر نور الدائم بأنها قيادات من حزب الأمة تنادت وأقامت عمل لا يشبه حزب الأمة ولا يشبه أهل السودان لأنه عمل فيه تسلط ووصاية على الآخرين . وفي هذا المقام لابد ان نذكر بشئ من الإيجار تطورات الأوضاع داخل هذه المجموعة : أولا : إنشغلت معظم القيادات السياسية والشبابية في مجموعة الإصلاح والتجديد بالوظائف الحكومية وأدارت ظهرها لمشروع الإصلاح والتجديد ( إن كان هنالك مشروع ) ثانيا : في مرحلة فاصلة خرجت مجموعة مبارك الفاضل من التحالف مع المؤتمر الوطني واستقال اعضائها من مناصبهم الحكومية واصدروا بياناً أعلنوا فيه عدم التزام المؤتمر الوطني بتنفيذ البرنامج الوطني وهيمنة المؤتمر الوطني على مقاليد الأمور وسعيه لإحداث الفرقه بين قيادات الإصلاح والتجديد . ثالثا : وفي خطوة لاحقة انقسمت المجموعة إلى ثلاث مجموعات الإصلاح والتجديد بقيادة السيد / مبارك الفاضل ، القيادة الجماعية وابرز قادتها : الصادق الإمام الهادي، حزب الأمة الفدرالي بقيادة الدكتور / احمد بابكر نهار ولم يستطع مشروع الإصلاح والتجديد ولا البرنامج الوطني ان يجمع بين هذه المجموعات . وفي ظل هذه التداعيات انخرطت مجموعة القيادة الجماعية والأمة الفيدرالي في أعمال مفوضية الدستور التي يهيمن عليها حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بنسبة 80% فينظم الأخ/ عبد الهادي عبودي والأخت/أشواق يوسف ابو طويلة لأعمال المفوضية لتمثيل حزبي الأمة الفيدرالي والقيادة الجماعية .. بينما هاجم السيد مبارك الفاضل موقف المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في إبعاد القوى السياسية من إتفاقية السلام وصياغة الدستور ، ففي برنامج بالمرصاد في قناة العربية ندد السيد/ مبارك الفاضل بالشراكة الثنائية بين طرفي الإتفاق وعدد عيوب هذه الإتفاقية في جهوهرها وآلياتها وامن على المبادئ الأساسية والإيجابية التي حققتها الإتفاقية وذكر بالتحديد ان اهم عيب في الإتفاقية هو ثنائيتها ، هذه الثنائية التي أدت لفشل كثير من الإتفاقيات وعلى حد قوله ( إتفاقيتنا نحن في الإصلاح والتجديد مع المؤتمر الوطني فشلت لأنها ثنائية ) . هذا الموقف المتطور للسيد مبارك الفاضل على وجه الخصوص ومع ما ذكرته صحيفة أخبار اليوم عن اللقاء الذي تم بين الإمام الصادق المهدي والسيد مبارك بتنظيم من الأخ/ إسماعيل عبدالله الفاضل في القاهرة أدى إلى تكهن البعض بقرب عودة السيد مبارك الفاضل إلى رحاب حزب الأمة خصوصاً في ظل التقارب الكبير بين موقف السيد مبارك الفاضل الأخير من إتفاقية السلاح وموقف حزب الأمة وأيضا في ظل سعي المؤتمر الوطني الحثيث للهيمنة على ترتيبات الفترة الإنتقالية وأهمها صياغة الدستور في أقصاء واضح لكل القوى السياسية في السودان والدليل على ذلك ما صرح به الدكتور / عبد الرحمن إبراهيم الرئيس المناوب لمفوضية الدستور في برنامج ( بلا قيود ) حيث قال : ( على هذه الأحزاب ان تقبل المشاركة في مفوضية الدستور بهذه النسب المعلنة او تنتظر مصير ابن نوح ) . هل يشكل هذا المناخ عودة السيد مبارك لحزب الأمة ؟ أم ستنجح الجهود الحثيثة التي يبذلها الأخ الزهاوي إبراهيم مالك في عودة السيد مبارك الفاضل لمعسكر الإنقاذ على حسب ما أعلن عنه الأخ الزهاوي في القناة الفضائية السودانية بعد لقائه بقيادات المؤتمر الوطني (بانهم بصدد التنسيق مع الأخوة في المؤتمر الوطني للعمل معاً من اجل إنزال إتفاقية السلام إلى ارض الواقع ) في تناقض لا يحتاج إلى برهان في موقف هذه المجموعة من حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني ، بل وتناقض اكثر وضوحاً مع الموقف الذي اعلنه السيد مبارك الفاضل من إتفاقية السلام !!! هذه محاولة متواضعة لقراءة موقف السيد مبارك الفاضل والمجموعة التي خرجت معه من حزب الأمة مع خالص تقديري ومودتي للأخوة في الإصلاح والتجديد لمسمياتهم المتعددة رد الله غربتهم من معسكر الشمولية والوصاية إلى رحاب الأمة الوطن الكيان ولابد ان ارسل شكري للأخت / لنا مهدي التي فتحت لنا مدخلاً للبوح في قضية سكتنا عنها .. لا سكوت الشيطان الأخرس عن قول الحق ولكن السكوت جاء إستجابة طبيعية لحالة الوطن الذي انفتحت جراحاته على أكثر من نافذة ، وعلى المستوى الشخصي جاء الصمت إرضاءً لمعايير حالة الحزن والأسى على أخوة أحباب نعتقد كما قال السيد الإمام الصادق المهدي ( حفظه الله ) : ( انهم دخلوا في تجربة لا تشبه تأريخهم ونضالهم ) . محمد خير النعمة حموده صنعاء – 12/6/2005م

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]