|
|
 Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير (Re: أبوالزفت)
|
وها هنا رجلٌ كالبلسم إن شاء أو كالعلقم أو كما يقول أحمد محمد صالح [هذي اليراعة في يدي لو شئت كانت ذات حد] متى يضع العمامة تعرفونه إنه السياسي الإتحادي الراحل الدكتور/ علي أبو سن المدفون في مدينة الإسكندرية التي يهواها أو كما أوصى الأديب الإنجليزي توماس هاردي أن يدفنوا قلبه في قرية (إستينسفورد) التي أحبَّها.
ولدكتور علي أبو سن شخصية مزدوجة الإشراق فهو دبلوماسي مرموق معتد بنفسه لا يحفل بكسرى وهرمز ولا الملك النعمان (يملأ عينه) أو قيصر طالما وطأ الثرى مترفقاً من تيهه بين ردهات وزارة الخارجية بالخرطوم وسفارات لندن والقاهرة وباريس وجامعة الدول العربية وهو يعد إذاعياً عالمياً قال عنه الطيب صالح إبان عمله معه في إذاعة البي بي سي [يقرأ نشرات الأخبار كالمتفضل على الإنجليز] !!
وهو بعد رساماً مجيداً يهوى تلوين لوحاته بأقلام الفلوماستر الملونة السائلة فضلاً عن إجادته الرسم بالكلمات إذ أنه كاتب صحفي وأديب أحدث كتابه (المجذوب والذكريات) أصداء مجلجلة كدمدمة الريح أو كدويّ الرعد ليس لسحر البيان وزخم المعلومات فحسب بل لمسيره الشائك عبر دروب (أدب الاعتراف) المتعرجة والحرجة لما تنتزعه من أوراق التوت.
فهو مثلاً –يذكر- وبالإسم ذلك الوزير الشهير المثير للجدل الذي عاش أعزباً وما يزال ولكنه لا يقيم علاقاته الغرامية إلا مع أجمل الجميلات سودانيات كُنَّ أم أفرنجيات، وعن الشاعر الدبلوماسي =المعروف= الذي هجرته صديقته الإنجليزية عندما كان في لندن بعد الليلة الأولى لأنه في (لحظة الذروة) أبرز أنيابه وأهوى عليها يعضها مثل جرو مسعور في وجهها وعنقها وما استطاع من جسدها كأنه يؤكد لديها الاعتقاد بأن الأفارقة يأكلون لحوم البشر!!
ثم يمضي يكتب وبالاسم أيضاً عن حكايته مع تلك السياسية السودانية (الشديدة مثل أم قيردون) وكيف حاول مرة أن يخفّف دمه في حضرتها ويبوح لها بإعجابه بها وبجمالها (الريفي) على حسب زعمه وكيف أنها صدته فوراً محدَّجة إياه بنظرات زاجرة شريرة انهالت عليه كالصفعات على الوجه فارتدع وإرعوى.
ثم إنه و –يا للهول- يذكر تصريحاً لا تلميحاً الجانب البوهيمي للشاعر الشهير الذي يحظى بإعجاب الناس بجودة شعره وتبجيلهم إياه لانحداره من أسرة دينية عريقة إذ يذكر الكتاب ولعه بالنساء الأثيوبيات واحتساء الويسكي !! ثم يأتي بأمثلة من شعر له حلمنتيشي بذيء يصف فيه -اللحظات الحميمة- بين الدجاجة والديك وكيف يراودها عن نفسها وقد أرخى جناحه وراح يدور حولها مصوتاً في شبق وهي تتمنع راغبة وكيف يقضي منها وطراً في نهاية المطاف!!
اشتهر اللواء (م) عوض أحمد خليفة المتخرج من الكلية الحربية عام 1951م [الدفعة 3] دفعة المشير جعفر محمد نميري وبأنه مؤسس فرع التوجيه المعنوي وبكونه شاعر غنائي يمعن في صباباته ومعالجة وجدانياته كما تشي أغنياته الموشاة بغلالات شفافة من الرومانسية الحالمة مثل (عشرة الأيام) و (نورا) و (ربيع الدنيا) و (شتات الماضي) لعثمان حسين و (أغلى من عيني) لعبد الكريم الكابلي و (غاية الآمال) لإبراهيم عوض.
الوجه الآخر لسيادته كروي السمات فهو مشجع قديم ثم لاعب وإداري بفريق الموردة علاوة على براعته في الضرب المتقن على العود وهو بعد (مُلَحِّن) أيضاً، حكى الفنان عثمان حسين قال: بأن اللواء زاره في منزله في السجانة أو قال في حي الزهور بعد الهزيع الأخير لبعض الليالي وهو يتأبط عوداً شاكياً من قصيدة تمنعت عليه بعد البيتين الأولين حيث أرتج عليه ولم يصنع شيئاً واستمرت في الصالون أو قات المخاض العصيبة وعوض مكبّاً على عوده ما انفك يبدئ ويعيد :
يا قلبي لا تعذبني
سيب الماضـي
لا تلملم شتاته
ثم استتلى –بعد لأي- كأنه قد أوحي إليه يدندن :-
لا تبكي من ضيّع هـواك
حرمك جمال ريده وصلاته
ثم يبهت حتى لا يكاد يجيب بينما الأنامل يتأرجحن حيارى بين الأوتار ثم بعد حين يحرك شفتيه فلا تسمع إلا همساً :
مع إنك شديت بمعناه
شديت بحلاة حلاته
لكنه باع حبك رخيص
والغالي ما بترخص غلاته
ثم رويداً رويداً يغرق تارة أخرى في بحيرة وهمية من الصمت فيما الأنامل ما برحت تغدو وتروح متأنية بين الأوتار كالتائه محدثة رنيناً كالأنين والنوح ولكنه بغتة يروح ويترنم :
الحـب عطــاء
وجـزاء الكـريم
عنـد النـاس عدم
صدقني يا قلبي المتيم
في الحقيقة الحب وهم
وهكذا دواليك حتى كان الصبح إذا تنفس ولدت قصيدة (شتات الماضي) كاملة وملحنة ومسماة كأحسن ما تكون الأسماء.
وما ذكر الفنان شرحبيل أحمد قط إلا وذكرت أغنيات الجاز أو البوب ميوزك على الطريقة السودانية (خطوة خطوة يا حبيبي نسير) وعادت أجواء رقصات تلك الأيام كالسامبا والتويست والروك آند رول.
ولعل وسط هذا الزخم قد توارى إذن الوجه الآخر للفنان الشامل شرحبيل أحمد، وجه الفنان التشكيلي الذي يمسك فرشاته ويصور لوحاته في أحسن تقويم والرسام في دار النشر التربوي آناء الستينات ومبتدع شخصيات (عمك تنقو) و (العازة) وسائر رسومات مجلتي (الصبيان) و (الشباب) .
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-03-05, 11:29 PM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-03-05, 11:31 PM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-03-05, 11:34 PM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-05-05, 01:18 AM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | بت العرب | 06-06-05, 02:42 AM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | هميمة | 06-06-05, 02:55 AM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | newbie | 06-06-05, 03:20 AM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-06-05, 11:39 PM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-06-05, 11:40 PM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-14-05, 02:57 AM |
| Re: الوجه الآخر لهؤلاء المشاهير | أبوالزفت | 06-20-05, 04:32 AM |
|
| |
أبوالزفت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست