السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو (الشرق الاوسط)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2005, 06:13 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو (الشرق الاوسط)

    السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو

    أشهر عنوان أدبي للطيِّب صالح هو «موسم الهجرة للشمال»، لكن أشهر عنوان سياسي عنده هو ولا ريب «من أين جاء هؤلاء؟»، والذي كان مقالاً تناول فيه ما رآه طبيعة عنيفة وقمعية للنظام السودانى، بحيث تستدعي السؤال عن هذه النابتة الغريبة، كيف خرجت في التربة السودانية المتسامحة؟ والسؤال، شأن الأسئلة الاستنكارية، ينطوي على جوابه في نفسه، يعني أن أولئك لا أصلَ لهم ولا فصلَ، بل خرُّوا على «السودان» صمَّاً وعمياناً، وليس مهمَّاً من أين. وقد كُتب له الذيوع، ربما لأن فيه قدراً من التنفيس الشعبي عن غضب مكتوم تجاه سلطة متصلبة غير مهاودة، لا ييدو أنها كانت تفكِّر مرَّتين في التعامل مع خصومها.

    و شأن كلِّ ما يحتضنه الضمير الشعبي، فقد دخلت عليه بعض الإضافات أحياناً، فصار البعض يقول «من أين جاء هؤلاء الناس»، أو «من أين جاء هؤلاء القوم»، أو ربما أن كل من استلذَّ بالعبارة أراد من حيث لا يعلم أن يضع عليها بصمته الخاصَّة، باعتبارها مساهمته في المعارضة.

    ولكن ذات السؤال الأشهر في قاموس الاقتباسات السياسية السودانية يوشك أن يصير سجناً لصاحبه، فما انفكَّ النَّاس منذ عزم «الطيِّب صالح» على العودة إلى «السودان» في إبريل 2005م، لأول مرة منذ أواسط ثمانينيَّات القرن الماضي، ليشارك في مناسبات تتعلِّق بأنشطة «الخرطوم» كعاصمة هذا العام للثقافة العربية، يتصلِّون به معاتبين «أوجدت جواباً على سؤالك حتى تعود؟»، فعودة الرجل، بنظر البعض، تمثِّل مهراً منه على شرعية الحكومة. ولا ريب أن موقفاً كهذا يمكن أن يضع صاحبه في مأزق، فهو في مفاضلة بين الحفاظ على ود معجبي العبارة التي كادت تصير شعاراً لرافضي تجربة «الإنقاذ» كلِّها، وبين المقدرة على تجاوز هذا «النجاح»، وممارسة حق العودة للوطن. آثر «الطيِّب صالح»، آخر الأمر، أن يعود، وربما يكون هذا، ورغم أجواء الزيارة الثقافية، أفضل ممارسة سياسية له في الثلاثة عقود الأخيرة.

    بغضِّ النظر عن «هؤلاء» ومنبتهم، فإنه حرىٌّ بنا أن ننظر إلى علاقة «الطيِّب صالح» بالوطن باعتبارها لا تخلو من أزمة. فزياراته للسودان جدُّ قليلة، حتى قبل مجيء حكومة «الإنقاذ». وفي أواسط الثمانينيَّات كتب في مجلة «المجلَّة» عن زيارة له إلى «السودان»، عن ضابط الجوازات الجنوبي الذي راح يحقِّق معه: أين ختم الجوازات الذي خرج به من «السودان» آخر مرَّة، وحول سيَّارة الأجرة، وحول فندق «هلتون» الذي استقر به. وجاوبه «عمر بشير» (صحفى لا نعلم له علاقة قربى مع الرئيس السوداني) في جريدة «ألوان» بمقال يعرِّض فيه (أو يصرِّح) بالعودة الماجدة التي يطل فيها الكاتب الشهير على بلده من نافذة «هلتون».

    كنت أظن «عمر بشير» يتشبَّث بتلابيب «الطيِّب صالح» أكثر من اللازم قليلاً، لكنني بعد كلِّ هذه السنين أتأمل المسألة على نحو أعمق. ليست مشكلة «الطيِّب صالح» أنه ارتقى «طبقياً» على أهله، بل هي أنه خرج من مضمارهم، أو كاد. ليست مشكلة «الطيِّب صالح» أنه يقيم في زياراته لبلده في «هلتون»، بل هي أنه يقيم في فندق. ليست مشكلة «الطيِّب صالح» أنه محظوظ أكثر من كتَّاب بلده، بل هي أنه ليس عنده بيت فيه.

    موسم الأوبة للجنوب:

    كان صبي زعرور قد اشتبك معي قبل نحو عامين في سجال كتابي عنيف حول مسائل الحكم السوداني و«الجبهة الإسلامية» وجنوب «السودان»، وذلك عقب دعوة رقيقة (أو هكذا ظننتها) طلبت منه فيها أن يدعم تعليمه الذي تلقاه خارج الوطن بقراءات في تراث أمَّته. وقد اجتهدت في أن لا أجعله يهنأ باستعمال «كليشيهات» المعارضة السودانية الجاهزة والعموميَّة، في وصف الحال السودانية. أخبرته أن بعض من يعتبرهم طغمة متعصِّبة أرادت إذعان جيل من الجنوبييِّن هم شباب مثل الورود، عمراً وعبيراً، مقبورون في سفوح جبال بعيدة، وغابات مجهولة، لم يحظوا حتى بأفضلية العودة إلى ديارهم في «أكياس أجساد». حدَّثته عن أن النزال لم يكن لغزو الأرض واستعباد الرقاب، بل كان لحزم ما انفرط من وطن. لكنني كنت أشدَّ فطنةً من أن أنساق في نقاشه أكثر من اللازم. أخبرته في جولة باكرة أنه لا حقَّ له أصلاً في الحديث عن شيء يخص الوطن، ما دام معظم عمره الراشد (إن يكن قد رشد) قضاه بعيداً، من دون سببٍ طاردٍ لاحقه شخصياً. إنني جدُّ أعجب من ذلك الصنف من النَّاس، الذي يتعامل من خارج الوطن مع قضاياه كهواية، يزجي لها فضول وقته بعدما يرجع آخر اليوم مكدوداً، ليجلس إلى لوحة المفاتيح ويسدى إلى العباد النصيحة الغالية. يقول «علي شريعتي» (لا تقل لي إن زمانه انتهى) «من يدافع عن حق العمال في الإضراب، ومن تعلم ودرس الأفكار الراقية عن التنظيم النقابي، ليس تفسيره لمعنى الإضراب وإحساسه به مماثلاً لتفسير من شارك في إضراب عمَّال بالفعل، ومعرفة تفاعل مادة محترقة مع الأكسجين نوع من المعرفة، لكن وضع اليد ساخنة معرفة أخرى، والمعرفة الحقيقية خليط من هاتين المعرفتين».

    و هكذا فإن من يتحدَّث عن غلظة «هؤلاء» ليس كمن تعرَّض لفظاظة أخلاق حارس شخصي لعمر البشير وسلاطة لسانه وهو ينتظر قدوم الرئيس لمعاينة مستشفى تحت الإنشاء (كما حدث معي منذ سنين طويلة)، ومن ينتقد هيمنة «الجماعة» على الثروة، بينما يتلقى راتبه آخر الشهر بالخارج منظمة دولية أو شركة متعددة الجنسيات، ليس مثل خرِّيج حديث مرابط في بلده لا يظفر بوظيفة، أو رجل أعمال ما فتيء يتقدَّم للعطاء تلو الآخر من دون نجاح.

    وإن كانت بعض الدول تمنحك جنسيتها إن أقمت فيها خمساً من السنوات، فجدير بنا أن نسحبها ممَّن أقام خارج الوطن مثل ذلك، أو، إن لم نشأ أن نمضي لذلك الحد، أن نكمم فاهاً عن الحديث حول شؤوننا. وذلك بالطبع باستثناءٍ واحد هو حالة النفي الاضطراري. ولا أجد النفي الاختياري نفسه مسوِّغاً لارتداء مسوح المعارضين للأنظمة، فربَّ منفي باختياره لا يكاد يعبأ أحدٌ برجوعه أو بقائه، بل ولا يكاد يعلم به. إلاَّ إن اتخذ هذا الأمر جدَّاً إلى حدِّ أنه صار حرفته، فسكب فيها جلَّ وقته. أمَّا أن يعطينا أولئك فضول أوقاتهم: خطبةً في هذا التجمع، أو رقصةً في ذلك المهرجان، أو حذلقةً على سطور البريد الإلكتروني، فكلاَّ.

    إنني أطلق على أولئك اسم «أحفاد بي. بي.»، أي «برجيت باردو»، النجمة الفرنسية التي قادت الحملات دفاعاً عن حيوان الفقمة. إنهم يتعاملون مع قضايا الأمة كتعامل النجوم مع القضايا، «باردو» مع كلاب البحر، و«بول مكارتني» مع ثعالب الـ «مِنك» و«مارلون براندو» والهنود الحمر، فلا بد لمعارضينا أولئك من أن يعارضوا تحت الأضواء، ولا بد أن تحظى هذرمتهم بتغطية، كما من العجيب أنهم يظنون أنفسهم نجوماً، والواحد منهم، كما أسلفنا، لا يكاد يحفل به أحد. والحق أن «باردو» (و ربما معها «براندو») مظلومة معي، فهي، على الأقل، كرَّست نصف عمرها الثاني لقضيِّتها، بينما يرمي لنا أحفادها أولئك بالدقائق الأخيرة قبل النوم.

    هل تجعلنا نجومية «الطيِّب الصالح»، وسمته المحترم، وروحه الوقور، وقران اسم «السودان» مع اسمه في المحافل الدولية، والقدر اللازم المعتاد من تدليل كاتب مثله، نعطيه أفضليَّة تتجاوز عن غيابه الطويل؟ لا أعتقد ذلك، بل يزيد كلُّ هذا من حجم المسؤولية على عاتقه.

    من دون أخذ «الإنقاذ» في الاعتبار، تم عقد مقارنة بين «الطيِّب صالح» و بين الكاتب السنغالي «براقو إسماعيل ضيوف»، حيث انحاز الأخير بشكل صارخ، فرجع (و هو البيطري بالدراسة) إلى وطنه، مطبِّباً لحيوانات زداكارس، بينما لا نعرف بعد حتَّامَ ينفخ «الطيبِّ صالح» في القِرَب الاسكتلندية.

    رجوع «الطيِّب صالح» إلى «السودان» للمشاركة الثقافية حدثٌ جميل; لكن يقع مثله في «أصيلة» و«الجنادرية» وغيرهما. المهم في الموضوع أن يصنع له بيتاً في «الخرطوم». الأهم أن يسكنه.

    *صحافي سوداني
                  

العنوان الكاتب Date
السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو (الشرق الاوسط) jini05-25-05, 06:13 PM
  Re: السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو (الشرق الاوسط) Outcast05-25-05, 06:33 PM
  Re: السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو (الشرق الاوسط) صديق الموج05-25-05, 07:32 PM
    Re: السودان: مناوشة مع مثقفي المنافي.. وأحفاد برجيت باردو (الشرق الاوسط) Hussein Mallasi05-26-05, 03:36 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de