|
الأستاذ محجوب محمد صالح: ومتى يعود التجمع الى الداخل؟
|
لأيام 23/5/2005
أصوات واصداء
ومتى يعود التجمع الى الداخل ؟
محجوب محمد صالح
سواء تمت مفاوضات القاهرة او لم تتم فاننا لا نرى سببا واحدا يدعو قيادات التجمع للبقاء خارج السودان في هذه المرحلة من تاريخ السودان بل ان عودتهم قد تأخرت كثيرا ولا مبرر في ان تدار الحركة السياسية (بالريموت كنترول) والفرصة الان متاحة لهذه القيادات لممارسة عملها بالداخل وهي ليست في حاجة لاتفاق يعقد في القاهرة او اسمرا او عنتبي لكي تعود الى الديار.
لقد اضر تأخير عودة قيادات التجمع للداخل كثيرا بالمعارضة ونشاطها وجعل تحركها واداءها مشتت بين سكرتارية مشلولة بالداخل وقيادة معزولة بالخارج ومشاورات تتم عبر اتصالات هاتفية ورحلات مكوكية وعمل سياسي على الارض مجمد تماما بينما كل ظروف العمل والنشاط والتحرك والاتصالات متاحة في الداخل الان ولم يعد هناك ادنى مبرر للوجود الخارجي.
السودان يمر بمرحلة فاصلة في تاريخه وهو يحتاج الى حوار داخلي مكثف والى نشاط سياسي متواصل وغيبة الصوت المعارض الذي يتجاوب مع الاحداث حسب الواقع على الارض ويسهم في تغيير ذلك الواقع اصاب عمل المعارضة بالشلل والعودة اصبحت امرا هاما وعاجلا وضروريا بعد ان اصبح مركز صناعة القرار هو السودان وليس اي مكان خارجه.
واذا كانت ظروف العمل السياسي والحصار المفروض على المعارضة في وقت سابق قد فرض على المعارضين نقل نشاطهم للخارج بعيدا عن الحصار المضروب فقد كانت الهجرة انذاك مبررة والقضية السودانية برمتها كانت تتداول من المحيط الخارجي والحكومة تفاوض الحركة الشعبية خارج السودان والمبادرات تنطلق من خارج السودان وللخارج دور كبير في صناعة القرار ولكن بعد توقيع اتفاق السلام حصلت نقلة نوعية لم تتجاوب معها المعارضة بالسرعة المطلوبة ولم تنقل مركز نشاطها الى الداخل الذي اصبح هو مركز صناعة القرار واذا كانت ثمة بعض القضايا ما زالت معلقة بالخارج ويتم تداولها في القاهرة وطرابلس ونيويورك وابوجا فان النشاط الاساسي اصبح هنا في الداخل والحوار الفاعل قد انتقل الى الداخل – بل ويجب ان يكون للمعارضة موقف مبدئي بضرورة عودة القضية السودانية الى الداخل بعد ان تداولتها الايدي خارج الحدود ردحا طويلا من الزمن – وقد كان هذا هو رأينا والصراع في اوجه وكان مبرر المعارضة دائما هو ان المساحة المتاحة لتحركها في الداخل يومذاك كانت محدودة فما هو مبررها اليوم وقد اتسعت هذه المساحة واصبحت الحاجة ماسة لوجودها هنا وسط اهل القضية ووسط القابضين على جمرها؟!
وتزيد دهشتنا بعد ان تطاولت اجتماعات هيئة القيادة بين القاهرة واسمرا ان نسمع باضافة عاصمة جديدة للقائمة عندما اعلنت الصحف ان هيئة القيادة تعتزم ان تعقد جلستها القادمة في كمبالا بيوغندا!! ما هي المبررات؟ الا يكفي التنقل بين عاصمتين حتى نضيف لهما ثالثة ويغيب مفهوم العودة الى الخرطوم عن الاجندة؟
ان التجمع محتاج ان يعود الى الداخل واحزابه مطالبة بأن تفعل نشاطها وتوثق صلاتها بقواعدها وان تطرح على الرأي العام رؤاها وافكارها ومقترحاتها لمعالجة قضايا السودان العالقة وهي قضايا لن تحل داخل الغرف المغلقة والمحادثات التي تدور خلف تلك الابواب. ان موازين القوة السياسية تصنع بالنشاط المكثف على مسرح الاحداث وعلى التجاوب السريع مع الوقائع ومع الاطروحات التي تخلق رأيا عاما ضاغطا وكل ذلك مكانه داخل السودان لا خارجه.
لقد ظللنا نسمع على مدى شهور بل سنوات ان هيئة قيادة التجمع قررت ان تنقل نشاطها الى داخل السودان ولكن شيئا من ذلك لم يحدث واصبح التسويف هو القاعدة فكانت النتيجة شلل في العمل الداخلي وتقاعس عن اداء مهامه فالى متى يستمر هذا الوضع؟!!
------
تصريحات ياسر عرمان =======
السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
|
|
|
|
|
|
|
|
|