مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2005, 07:43 AM

Adrob wad Elkhatib
<aAdrob wad Elkhatib
تاريخ التسجيل: 05-05-2003
مجموع المشاركات: 638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! (Re: banadieha)

    شكرا بناديها على الترجمه - ولك خالص الود

    Quote: عند التخطيط لإجازة فإن اسم السودان قد لا يخطر للذهن مباشرة. قد يخطر ببالك " من ذا الذي يذهب لقضاء عطلة في السودان؟" ولن ألومك على ذلك. فالسودان لا يظهر في مجلات السفر أو مطبوعات دليل السفر ذات الورق الفاخر وانما هو دائم الظهور في عناوين الأخبار في البي بي سي عن الحرب والمجاعة في أفريقيا، ولذلك يعمد السياح إلى النأي بأنفسهم عن السودان علاوة على أن الحكومة السودانية لا تشجع حقيقة تلك الفئة القليلة من المغامرين الذين يتجاسرون على الاستفسار عن التأشيرات. إذاً لماذا أنا هنا؟

    أنا في الخرطوم عاصمة السودان أعمل مدرس لغة انجليزية متطوع وأعمل في مدرسة ثانوية تتوفر فيها بالكاد مقومات المدرسة ولكنني وبغض النظر عن عملي في التدريس فقد أردت أن اقوم في الخرطوم باشياء سياحية وسأستخدم هذا الحيز لأحاول أن أجعلها تبدو كمكان جذاب. كنت اعتقد أن التدريس أمر صعباً ولكن هذه المهمة أصعب بكثير جداً.

    السودان ليس مكان جذاباً. هناك مناظر جيدة وأماكن ممتعة للزيارة ولكن لا يمكن وصفها بأنها جميلة، على الأقل أنني لم أشاهد حتى الأن ما يغريني لأن أكتب خلاف ذلك. إن الخرطوم وهي مدينة كبيرة تتمدد بعشوائية لا يمكن أن تحظي بالقبول فوراً، فهي حارة ومغبرة وفقيرة وغير منظمة ومزدحمة.

    يوجد هنالك مباني قليلة من الطراز القديم بينما بقية المباني مشيدة من الخرسانة، وهي أما نصف مكتملة أو نصف مهدمة (يصعب احيانا القول إن كانت نصف مكتملة أو نصف مهدمة). المباني القليلة التي خلفها عهد الإستعمار البريطاني هي بحالة سيئة من عدم الصيانة بحيث أنها بالكاد تستحق المجازفة بالتعرض لحرارة الطقس في سبيل استطلاعها والبحث عنها. ولكن بالرغم من ذلك فإنها تصبح أخاذة لك. موقع الخرطوم موقع خاص لدرجة ما..فهي تقع عند مقرن النيلين الأزرق والأبيض. واللونان حقا مختلفان، أحدهما نوع من الطمي الرمادي والأخر بني متسخ. وعلى الضفة الأخرى للنيل الأبيض توجد بنت عم الخرطوم، أمدرمان، بينما تطل على الخرطوم من الضفة المقابلة للنيل الأزرق الخرطوم بحري والمعروفة ببحري وهي عموما ضاحية سكنية وصناعية وبخلاف المقاهي الأثنيتن على شاطي النهر والسوق النشط فليس هناك إلا القليل الذي يغري الزائر بعبور الكوبري الذي يربطها بالخرطوم.

    لماذا أحب الخرطوم؟ طيب، أنا أحبها لكل ما ذكرته من أسباب أعلاه..إنها حارة وقذرة وغير منظمة وما إلى ذلك..وجميع ذلك رهنا بالحالة المزاجية. فإذا كنت في مزاج سيء بعد يوم شاق من التدريس / إدارة الطلاب فإن آخر شيء أرغب فيه هو أن يدنو مني الف شحاذ وشحاذ بأعضاء مفقودة في حرارة نهار اليوم بينما أسعى جاهداً لشق الأسواق للوصول إلى مكان البص الذي أريد وهو كوم من الحديد الصدئ ولكن يستطيع بقدرة قادر أن يتحرك. تسبب لي الفوضى العارمة صداعا وسأهب في وجه أي شخص يتجرأ أن يناديني "خواجة" ("أجنبي")، وسألعن المدينة إلى الجحيم والعودة بعد الممات.

    وفي المقابل إذا كان يومي رائقاً (وذلك هو الإحتمال الغالب) فعندها تكون نظرتي للأمور كلها مختلفة. ففي هذه الأيام الرائقة فإنني لا أفكر أن أكون في أي مكان غير أن أكون متلقيا للوكز والتدافع في زحام الأسواق من قبل أفراد قبيلة الدينكا والنساء المتدثرات وعلى وجوههن أنواع الوشم القبلية. أن تكون محشورا ببطء وسط زحمة بشر على بص محلي فإن ذلك يبدو كأحد متع الحياة الصغيرة خصوصا عندما تتلاشى كافة الأفكار في خضم الصوت الفريد لموسيقى البوب السودانية.

    الشوارع المتربة تكون "ريفية" والهدم "يضيف إلى شخصيتها" وتصبح الحرارة محتملة وتكون الفوضى لدرجة ما مسلية
    الشوارع المتربة تكون "ريفية" والهدم "يضيف إلى شخصيتها" وتصبح الحرارة محتملة وتكون الفوضى لدرجة ما مسلية.

    يجب أن تهيئ نفسك للخرطوم. الفوضى والحرارة والفقر سيبدون لك بقوة حالما تخطو خارج الطائرة. قد تبدو مثل الهند بدون أي محمدة. فإذا كنت تتوقع الأسوأ فعندها ستجد الأمر ليس بذاك السوء إطلاقاً ولكن إذا كنت تتوقع مدينة عربية ساحرة بدرجة رفاهية خمسة نجوم ستكون الخرطوم لك نسخة من الجحيم. وإذا كان بوسعك أن تتخلى عن الرفاهية والراحة فعندها سوف تستطيع أن تستمع بوقتك في الخرطوم وباقي السودان. وبالنسبة لشخص يبقى في المدينة لأيام قليلة فهناك ما يكفي وزيادة لعمله ولذا سأبدأ بالحديث عن الأشياء الجاذبة في الخرطوم. ستكون أول معرفتك بالمدينة غالباً هي السوق العربي، وأرتال البصات الكثيرة، والركشات والمتسولون وأكشاك ومحلات عصير الفواكه التي تشكل قلب الخرطوم. وتبدو هذه المنطقة على الخريطة كساحة مستطليلة ولكنها في الحقيقة عبارة عن مجموعة من محطات الباصات توجد حول مسجد كبير من الطوب. تأتي البصات من جميع الجهات وكذلك المتسولون..هناك الألوف من اللاجيئين ومن النازحين الذين نزحوا إلى الخرطوم في العقد الأخير، وكل منهم له حكايته عن البؤس..والمشكلة هي كيف تفرر لمن تعطي النقود.

    مع أن الجريمة نادرة في الخرطوم إلا أنه يجب عليك أن تنتبه لحقيبتك في هذا المكان.

    بعد عصير فواكه واحد أو ستة في أي من الأكشاك العديدة فأنه بوسعك أن تفعل أسوأ من ذلك الا وهو زيارة واحد من المتحفين. ويفترض أن يكون هناك أربعة متاحف في الخرطوم إلا إنني قد شاهدت فقط اثنين منهما مفتوحان. المتحف الرئيس وهو متحف السودان القومي وهو عبارة عن مجموعة واسعة من مشغولات أثرية من جميع أنحاء السودان. يتعلق الدور الأرضي بالإكتشافات الأثرية بينما يوجد بالدور العلوي رسومات رفعت من كنائس مملكة دنقلا المسيحية القديمة. ولا يفوتنك المعابد التي أخذت طوبة طوبة ونقلت إلى الخرطوم وأعيد تشييدها على أرضيات المتحف. وأمعن النظر لترى بعض الجداريات التي نجمت عن حفريات القرن التاسع عشر. وإن لم تكن الآثار هي ما يهمك ففي الخارج هناك مقهي ممتع في الحدائق ذات الأطلال المبعثرة حيث يمكنك أن تتصور كيف كانت بركة التماسيح تبدو في يوم من الأيام عندما كانت بها مياه وتماسيح. والمتحف الثاني الذي يستقبل زوار هو متحف القصر الرئاسي ويضم مجموعة قديمة وغريبة من الهدايا التي تجمعت لدى مختلف قادة السودان من الزعامات الأجنبية. أنظر إلى أول بيانو في السودان (قد يكون سقط من سلالم عدة طوابق في عمره، هكذا تخيلته)، رقعة الشطرنج الفارسية وتحفة غير مألوفة من نقابة مسلخ أمدرمان.
    ربما يكون أكثر شيء مثير للإهتمام في هذا المتحف هو المبني نفسه..فهو يوجد في مبنى الكنيسة الأنجيلية سابقا مع الشواهد التي تخلد ذكرى الجنود البريطانيين الذين توفوا هنا. وايضا لهذا المتحف مقهي حديقة ومبني زجاجي (بيت زراعة محمية) يحتوى على السيارات الرئاسية الملجنة. المكان الأمثل لإلتقاط صور التخرج أو على الأقل هذا ما يجب أن يكون عندما ظنت جماعة من التايلانديين وصلت في مجموعة متناسقة بالأرواب والقبعات في عصرية يوم جمعة. لا تسألني لماذا..المتحفان كلاهما يكلفان 100 دينار، أي أقل من 50 سنت/30 بياستر. ولاحظ أيضا أنهما من الأماكن القليلة في البلد التي تبيع البطاقات البريدية ولذا عليك أن تتزود منها بما تحتاج.
    بجانب المتاحف، فليس هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله في الخرطوم.
    عند جامعة الخرطوم هناك كاتدرائية كبيرة ومع أن البوابات كانت مغلقة في كل مرة أحاول الدخول إلى الكاتدرائية ولذلك لا يمكنني أن اتحدث بثقة عن داخل الكاتدرائية. إن المساجد حسب علمي محظور دخولها علي غير المسلمين، وهو أمر مخز، حيث أن مسجد أو مسجدين منها لافتان جداً. وما أن تنتهي من زيارة مواقع الكنائس والمساجد فإن الشيء التالي الذي تفعله هو التوجه إلى النيل والجلوس للإعجاب بالمنظر بينما ترتشف الشاي أو عصير المنجة في أحد مقاهي الشاطي. يوجد العديد لتختار منها وجميعها لديها ترابيز على أرضيات متسخة وجميعها تحاسبك باكثر من المعتاد ولكن في حدود ميزانية الخواجة الغني.
    استقل أي بص متوجه إلى أمدرمان وستمر على سلسلة من هذه المقاهي مباشرة بعد المتحف القومي.
    أستقل أي بص متوجه إلى أمدرمان وستمر على سلسلة من هذه المقاهي بداية من بعد المتحف القومي. وإن كنت من محبي المغامرة فبوسعك أن تركب مركبا لتعدي إلى جزيرة توتي مقابل خمس عشرة دينارا (أي لا شيء). ليس هذا موجها لمن هو رهيف القلب أو لعجوز واهن..الزوارق المزودة برفاص تقبع على مستوى منخفض في الماء وتتكدس مكتظة بالركاب ويمكن أن تنقلب في أي لحظة في تيارات النيل القوية. إلا أن جزيرة توتي جنة، قرية تقليدية من الطوب وطرقها ترابية وأرضها زراعية. وهي مكان يكون الحضور إليه في أخر النهار عندما يصبح الجو بارداً بما فيه الكفاية ليتيح لك استكشاف أزقتها الشبيهة بالمتاهة وكذلك فإن لحظات الغروب من مرسى المركب هي من أفضل الأوقات. وإذا ما مشيت بطول توتي فإنك ستمر على مرسى آخر به مراكب صغيرة مخلخلة وتتوجه إلى أمدرمان. إن أمدرمان وإن كانت واقعيا جزء من حاضرة الخرطوم إلا أنها مدينة قائمة بذاتها. إن أمدرمان تقليدية أكثر بكثير من الخرطوم ولديها في الحقيقة ما تعرضه مقارنة بتاريخها القصير نسبيا ولكنه شهير. قام الزعيم السوداني المعروف بالمهدي عند الهجوم على الخرطوم التي كانت تحت السيطرة البريطانية بإقامة معسكر على الضفة المقابلة للمدينة مؤسسا بذلك أمدرمان. وفي الوقت الحاضر يمكن للمرء زيارة بيت المهدي (بيت الخليفة) الذي هو الآن عبارة عن متحف صغير جدير بالإهتمام يعكس كيف المهدي وعائلته يعيشون. وبجوار بيت الخليفة هناك قبلة ملونة مخروطية الشكل مثيرة للإهتمام تحيط بها أشجار النخيل..أنها المكان الذي دفن فيه المهدي. ولسوء الحظ فإن غير المسلمين لا يمكنهم دخولها ولذا عليك أن بدلا عن ذلك أن تطالع المنظر من بعيد. توجد على شواطئ النهر بقايا طوابي أمدرمان المبنية من اللبن. وأنا أقول بقايا لأنه في الحقيقة لم يبقى منها الكثير، ولكن توجد مقاهي قليلة وجيدة بجوار الطوابي، وهي قد تستحق الإستطلاع إذا كان لديك وقت.

    أفضل رحلة هي تلك التي تكون إلى سوق أمدرمان، وهو مساحة محيرة من اسواق الشوارع الضيقة التي تبعد نحو ميل من شاطيء النهر. وسوق أمدرمان لا شيء مقارنة بسوق الحميدية في دمشق أو سوق الملح في صنعاء فهو يمكن أن يكون مكاناً جذاباً للتجول فيه وخاصة في آخر النهار. وكما هو حال الأسواق العربية الأخرى فإن كل شارع مخصص لبيع نوع مختلف من المنتجات..صف من الدكاكين لبيع السكسك للمجوهرات وصف آخر تمتد به أكشاك البهار على مد البصر وشارع آخر مخصص لأسبيرات العجلات، بينما يوجد هناك شارع آخر لا يباع فيه شيء البتة..أشخاص ذوي بشرة أبنوسية يرتدون جلابيات وعمم ناصعة البياض يجلسون وراء الترابيز التي يعرض عليها صنف واحد. الأشخاص الذين يحملون فؤوسا هم عمال يبحثون عن عمل باليومية والأشخاص الذين يعرضون لمبات هم كهربجية ينتظرون من يطلب خدماتهم. ولهذا التنوع في خليط البشر فإن سوق أمدرمان جذاب..ففي أي مكان يمكن أن تختلط مع أفراد من قبائل الدينكا والاستوائيين(؟) (Bileng) وعلى جباههم وشم القبيلة والتجار العرب ينقلون بضائعهم على ظهور الحمير والنساء الأفريقيات بأثوابهن ذات الألوان الباهرة؟
    في أيام الجمعة تكون الخرطوم وأمدرمان في الغالب مغلقتين تماما حتى مغيب الشمس. وتبقى المقاهي وأكشاك العصير مفتوحة وكذلك المتاحف أما المحلات ووسائل النقل فإحتمال أن تكون متاحة قليل.
    في عصر الجمعة هناك شيء واحد تفعله وهو تسجيل زيارة إلى حمد النيل حيث الصوفية أو الدراويش الذين يرجحنون يقومون بما هم معروفين به..يرجحنون في الرمل على إيقاعات معقدة من الطبول السودانية. إن الخرطوم مكان آمن للمرء يتجول فيه، نهاراً أو ليلاً، بالرغم من الصورة السالبة عنها في الخارج كمرتع إرهاب. إذا استمعت إلى الإعلام الغربي فإن السودان مكان غير آمن لزيارته، إلا أنه في الحقيقة هناك اجزاء من البلد هي كذلك. أما في الخرطوم فهناك أثر ضئيل جداً للحرب المستمرة الستعرة في جنوب البلاد ولا شيء عن الصراعات القبلية على أجزاء متفرقة في الحدود الأريترية. توجد جريمة ولكنها مقارنة مع المدن الغربية فهي لا تكاد تذكر.
    إن الخطر الأكبر هو في عبور الطريق.
    الكرم السوداني معروف على امتداد العالم العربي. وأنا عارف أن ذلك شيء مشترك ولكن بصفة عامة فإن السودانيين قوم سعداء وفي غاية المودة والعون تجاه للأجانب. ومن الوارد أن تلتقي بأصدقاء جدد في الباصات وأن تدعى لزيارة بيوتهم لتناول وجبة طعام. نصيحتي هي أن تقبل الدعوة ولكن إياك أن تقبل أكثر من دعوة واحدة في اليوم الواحد لأن الموت بسبب التخمة ليس بالأمر المحبذ تجريبه.

    المواصلات رخيصة ولدرجة ما سريعة ويمكن التعويل عليها. والمشكلة الوحيدة بالنسبة للسائح هي عدم وجود يافتات على الباصات.. فليس هناك ثمة طريقة لتعرف إلى أين يتوجه الباص، ولا حتى صياحك بوجهتك التي تريد سيفيدك كثيراً. يجب عليك أن تستعين بأحد أفراد المنطقة لتستقل الباص المناسب . عادة، أميل للمشي في المدن ولكن الخرطوم عوقت ذلك بسبب الحرارة المفرطة (درجات الحرارة في الغالب في أعلى درجات الثلاثين وأقل درجات الأربعين، والشمس قاسية). المسافات بين المناطق المثيرة للإهتمام طويلة ولذا فإن معرفتك بشبكة الباصات هي الوسيلة الوحيدة لتجاوز الشبكة. لا تحاسبك الباصات بأكثر من 60 دينار عن أي مشوار ويقوم كمساري بتحصيل الأجرة على ظهر المركبة. ولتطلب من الباص أن يتوقف عليك أن تفرقع اصابعك نحوه (ودائما يشار إليه ب"هو") وسوف يقوم هو بالصفير للسواق للوقوف. أمجاد بديل أسرع وأريح وأغلى مقارنة بالباصات إلا أنها لا تكلف أكثر من مائة دينار. والركشات أمر آخر تماماً. فأحياناً تكون محظوظاً وتصادف سواق ركشة لطيف مع الخواجات، ولكن في تسعة مرات من عشرة سوف يتم الإحتيال عليك ما لم تكن تعرف التكلفة الواجبة. التاكسيات وسيلة رفاهية للتنقل ولانهم بلا عدادات وسضع نفسك تحت رحمة سائق التاكسي..فعليك ألا تقترب منهم.
    السودان ليس معروفا بأطعمته الفاخرة واللذيذة. الطعام الرئيس هو الفول الذي يتم غليه حتى يصبح مديدة ويخلط به ملح وجبنة غنم وشطة ويغرف برغيف من كورية طلس ويؤكل على جوانب الشارع. أحيانا يكون الفول لذيذا وأحيانا يكون مذاقه مماثلا بالضبط لمنظره..كورية طين (الكلمة الإنجليزية مقرفة). مأكولات المطاعم ليست مثيرة حقيقة في أحسن أوقاتها وهي غالباً ما تكون مقتصرة على أنواع كباب الضأن وشاورما الضأن وشاورما الدجاج والطعمية والبرجرات. وأحيانا قد تكون محظوظا وتجد دجاجة أو سمك مقلي ولكن بصفة عامة فإن مأكولات المطعم السوداني غير مغرية وثقيلة على المعدة. وفي المقابل إذا حصل ووجهت لك دعوة إلى بيت سوداني فعليك ألا تفوت الفرصة لتجرب الأطمعة السودانية مثل العصيدة والتقلية.
    كغالب البلاد العربية فإن الشاي شائع جدا ويقدم مع الهبهان أو القرفة أو النعناع أو مع لبن البودرة. وفي الحالتين فهو دائما بسكر زيادة عن الحد. القهوة أيضا جيدة وتقدم تقيلة وقوية وسوداء مع كثير من السكر. وهناك الكركدي وهو شاي يصنع من نبتة الكركدي، لذيذ وهو حار وأفضل عندما يكون مبرداً. عصائر الفاكهة ممتازة ورخيصة (ما بين 30 و50 دينار للكوب). والعصائر السائدة هي البرتقال والمنقة والليمون والقريب فروت والجوفة ولكن لا تنسى المشروبات المحلية مثل العرديب والشعير. وتقدم العصائر دائما في جكوك بلاستيك ليست نظيفة ومملؤة بالثلج ولكن لا تقلق كثيرا عن الصحة..فإن ماء الحنفية ليس صالح للشرب فقط بل وله مذاق جيد فعلاً. إحذر عصير البرتقال الذي يكون سكره زائدا جدا..وإذا كنت لا تميل لعصائر الفواكه فهناك تتوفر المشروبات الغازية لدى الدكاكين. الببسي والميراندا (برتقال أو فراولة) وستيم (تفاح) هي المفضلة إلا انني أحبذ البزيانوس السودانية التي لها مذاق دواء الكحة في البداية ثم ما تلبث إلا أن تحبها بسرعة. أشرب من الزجاجات خارج الدكاكين لأنهم يطالبونك بإعادة الزجاجات. السودان مجتمع مسلم ويخضع للشريعة الإسلامية منذ سنة 1983. وذلك لا يعني أن النساء محجبات تماما كما لايعني أن البلد للإصوليين والإرهابيين. النساء عادة يغطين شعرهن بتياب فضفاضة أو بإيشاربات سادة ولكن العديد منهن لا يأبهن إذا ما نزل الثوب أو الإيشارب أمام الناس أو لا. وليس مطلوبا من المرأة الغربية أن تتبع الأساليب المحلية في اللبس إلا أنه يجب عليها أن تختار ملابس بسيطة ولا تكشف الكثير من جسدها. تحرم قوانين الشريعة الكحول ولكن ذلك لا يعني أنه لا توجد كحول في السودان. فالكثير من السودانيين يستعملون شراب أو شرابين من الخمور المحظورة والكثير من المناسبات الاجتماعية لدى الطبقات العليا لا تكتمل بدون زجاجة من الويسكي الغالي. أبعد عن الخمور المنتجة محلياً المعروفة بالعرقي والمصنوعة من التمور ورائحتها مثل السبيرتو بالضبط..لا تسألني عن مذاقها، فأنا لم أصل إلى مرحلة أن أتذوقها. لا توجد حياة سهر في الحقيقة ففي الأمسيات يتجمع الناس في المواقف والمقاهي ويحتسون الشاي حتى الحادية عشرة ليلا حيث من المفترض أن تنتهي جميع الحفلات. إن حفلات الزواج إذا ما دعيت لإحداها هي مناسبات مرحة وصاخبة وفيها الكثير من الرقص الأفريقي والطعام..ولكنها ايضاً تنتهي عند الساعة الحادية عشرة ليلاً. هل ذكرت الحرارة؟ طيب، فإن الطقس حار ومشمس طول الوقت ودرجات الحرارة تبلغ الأربعينات والأمطار الموسمية. وعندما تمطر فإن البعوض يأتي بقوة ولذا عليك أن تحضر مادة طاردة وناموسية وأحذر أن تحضر بدون أخذ أدوية وقاية ضد الملاريا.
    وعموما فإن هذا العرض لن يجعلك تندفع إلى مكتب السفريا لتحجز سفرية إلى الخرطوم وأنا بعد لا أنصح في الحقيقة أي شخص للحضور إلى السودان في إجازة. هناك الكثير من أمكانيات السياحة..الرحلات النيلية والغوص في البحر الأحمر والرحلات إلى جبل مرة في الغرب وسباق الهجن مع البدو ومدينة كسلا الجبلية والسفاري في حظيرة الدندر القومية والآثار القديمة والإهرامات في مروي ودنقلا..ولكن الخدمات الأساسية لجذب الزوار الأجانب غير متوفرة. في الخرطوم وبورتسودان الفنادق خمسة نجوم متوفرة لرجال الأعمال ولكن خلاف ذلك فلتبحث عن لوكاندات بثلاثة دولارات عن الليلة الواحدة. لا تتوقع راحة أو مأكولات طيبة أو أن ترى وتفعل الكثير. تعالى إذا أردت لتشاهد بلد لم يتأثر بالسياحة تقريبا ويمكنك أن تتعايش مع بعض الجريمة والفقر وأن تنشد بعض مع من المغامرة. وبالرغم من ذلك فإنني متأكد أن هناك الكثير من الأماكن لتقوم بزيارتها في العالم قبل أن يشرع السودان في ترغيبك فيه. واذا لاحت لك الفرصة لزيارة أصدقاء أو أقارب في السودان فعندها سأنظر جدياً في الذهاب والا فإنه قد يتوجب عليك أن تحاول الذهاب إلى مكان آخر.
    !!!

    (عدل بواسطة Adrob wad Elkhatib on 06-02-2005, 04:36 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! Adrob wad Elkhatib05-17-05, 07:49 AM
  Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-17-05, 11:40 PM
    Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-18-05, 01:16 AM
  Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! سامى عبد الوهاب مكى05-18-05, 02:05 AM
  Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! المعتمد05-18-05, 02:42 AM
    Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-18-05, 03:57 AM
      Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! Tabaldina05-18-05, 04:38 AM
  Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! سامى عبد الوهاب مكى05-18-05, 05:12 AM
    Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-18-05, 08:52 AM
  Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! willeim andrea05-18-05, 09:04 AM
    Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-19-05, 02:55 AM
      Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-21-05, 03:37 AM
        Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-21-05, 03:58 AM
  Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! Khalid Osman Jaafar05-21-05, 03:28 PM
    Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! banadieha05-22-05, 08:48 AM
      Re: مذكرات خواجه فى الخرطوم......!!!!! Adrob wad Elkhatib05-23-05, 07:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de