|
Re: أم المؤمنين تاكل اولادها ( 1) (Re: musadim)
|
أم المؤمنين تاكل اولادها ( 2)
كلمة البداية
هل الإله، كما تصوّره تلك الأديان التي نشأت في منطقة الشرق الأدنى، في كلّ تجلّياته ومفاهيمه التي لا نملك دليلاً «مادياً» على ما هو الأكثر منطقية بينها: أقوى أم الإنسان؟
هل الإله، كما تعارفت على تصويره تلك الأديان، هو الذي يحمي الإنسان: أم العكس؟ وهل يحتاج إلى وصاية بشرية عليه، ككائن ضعيف، قاصر، لا حول له ولا قوة؟
الإله، كما نتلمّسه في مفاهيم غالبية الإسلاميين الحاليين وتصوراتهم، أضعف من أي كائن بشري، مسلماً كان أم غير مسلم - لذلك فهو بحاجة إليهم كي يدافعوا عنه، بحميتهم المعهودة، وعنفهم التقليدي، وصيحات انتصارهم المخيفة.
الإسلاميون عموماً على استعداد الآن لأن يقصّوا كلّ لسان يتحدّث عن إلههم بما لا يعجبهم - أن يكسروا كلّ يد، يقطعوا كلّ رقبة، يحطّموا كلّ قلم، يمزقوا كلّ صفحة!
الإسلاميون عموماً يبيحون لأنفسهم شتم كلّ المعتقدات - وليس هذا بغريب، إذا كان فعلاً اعتيادياً شتم أمهات المؤمنين، زوجات النبي، إحداهن الأخرى - والآراء التي لا تنتمي إلى دوائرهم؛ لكنهم يصادرون على الآخر أدنى حق بانتقادهم، بما في ذلك الإشارة إلى ما في ركامهم الأصفر الورقي من فضائح ومؤامرات وإرهاب ممنهج: لا يحق للباطل، أي الآخر، الاقتراب من الحق الإسلامي، حتى من داخله.
الإله، في نهاية الأمر، فكرة تتجسد على نحو مختلف بحسب الزمان والمكان. وإيمان المرء بهذا التجسيد دون غيره يعتمد أولاً وأخيراً على ظروف هذا المرء الحياتية. فهل يعقل أن يُنحر الإنسان على مذبح الفكرة؟ وهل توجد فكرة في هذا العالم، مهما بدت عظيمة ورائعة، أهم من الإنسان؟ وكيف - ومتى، وأين - أعطى الإله إسلامييه هذا الحق؟ من الذي وكّلهم، عن الإله، كي ينفذوا تلك الأحكام التي يعتقدون أنه أعطاها، بطريقة ما، للبشرية؟
الصحوة الإسلامية... وقوة الصورة المتداولة للإسلام:
في وسائل الإعلام المموّلة بنقود أكبر كارثة عرفها العرب في تاريخهم، النفط، يُتداول مصطلح تفوح منه رائحة الإرهاب والمصادرة: «الصحوة الإسلامية». وكثيراً ما نرى رموز الإسلاميين - خاصة المصريين الذين اشتهروا على مرّ العصور بتسويق أفكار من يدفع جيداً - في محطات التلفاز النفطية تسوّق، بنوع من الاهتياج غير المعقلن، هذا المصطلح، لترفع سوية الذاتية عند مستمعيهم، في وطن أمّي، مستلب، مقهور، مقموع - داخلياً وخارجياً- إلى درجتها القصوى! وغالباً ما تربط تلك الرموز بين الصحوة المزعومة وقوة الصورة المتداولة للإسلام أيديولوجياً. بالمقابل، هنالك حديث مملّ في تكراريته، مزعج في لا علميته، حول تراجع الأديان الأخرى وانكماشها عالمياً، نتيجة لضعفها أيديولوجياً وتضعضعها بنيوياً. لكن: هل قوة الصورة المتداولة للإسلام في أيديولوجيتها، أم في أشياء أخرى؟
كلّ المؤشرات في ما يسمّى بالعالم الإسلامي تدلّ على أن قوة الصورة المتداولة للإسلام تكمن في سيفها وإرهابها: وبالتالي فإن أي حديث عن قوتها الأيديولوجية هو «حديث خرافة يا أم عمرو»! وإلا: فكيف نفسّر هذه المصادرات - للأفكار - المنتشرة كالسرطان في كلّ العالم الإسلامي:
مثال شخصي أول:
هل يوجد علم دين مقارن في الأدبيات الإسلامية؟ لا! بل إنّ محاولاتنا البسيطة في هذا الحقل قوبلت باهتياج شديد في الكويت، واتهمت أعمالي الثلاثة المتعلقة بالموضوع بالمسّ بالذات الإلهية! لكن لماذا يتهمون كتب الدين المقارن بالمس بالذات الإلهية؟ الدين المقارن لا يمسّ الذات الإلهية لأنها، مفاهيمياً، عصية على المسّ؛ وهم يصادرونها لأنها، في اعتقادنا، تكشف، دون لبس، أن الغالبية العظمى مما يقدسونه من أفكار جاء من الخزانة الحاخامية التي لا ينفكون يسيئون إلى سمعتها ويلطخون تاريخها ويشتمونه. ولا نقصد بالخزانة الحاخامية التوراة، بل التلمود أولاً والمدراش ثانياً. وحين يشتم الإسلامي الصغير حاخامه الأعظم، فذلك لن ينجيه من مأساة واقع أنه لو نُخز إصبعه بدبوس، لما تقطّر من ذاك الإصبع إلا الدم الحاخامي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|