|
تعثر في المفاوضات السودانية: الخرطوم ترفض حلولا توفيقية تقدم بها الوسطاء
|
تعثر في المفاوضات السودانية: الخرطوم ترفض حلولا توفيقية تقدم بها الوسطاء وقرنق يتحفظ عليها الخرطوم: إسماعيل ادم نيروبي: مصطفى سري رفضت الحكومة السودانية أمس مقترحات توفيقية تقدمت بها سكرتارية منظمة «ايقاد» الراعية لمفاوضات السلام الجارية في مدينة نيفاشا الكينية، في ما ابدت الحركة الشعبية لتحرير السودان تحفظات على المقترحات الرامية لايجاد حل لآخر عقبات التفاوض. وكانت الحكومة والحركة الشعبية قد طلبتا من ايقاد قبل نحو اسبوعين بتقديم حلول توفيقية لست عشرة نقطة خلافية بين الجانبين تقف في طريق ابرام اتفاق شامل. وقدمت ايقاد مقترحاتها اول من امس للطرفين غير ان الحكومة اعلنت رفض عدد من النقاط الواردة فيها في ما ابدت الحركة تحفظات. وتقول مصادر سودانية في نيفاشا ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق بدءا محادثات ثنائية مكثفة بغية تجاوز العقبات على ضوء مقترحات ايقاد التوفيقية الجديدة. ونصت مقترحات ايقاد على استثناء غير المسلمين من احكام الشريعة الاسلامية حسب نصوص المعاهدات الدولية، وخصصت نسبة 70% من السلطة المركزية للحكومة مقابل 30% للحركة الشعبية، وحددت ان تكون اللغة العربية هي الرئيسية في الشمال والانجليزية في الجنوب، واقترحت تعيين احد ولاة ولايتي النيل الازرق وجبال النوبة المتنازع عليهما من الحكومة والآخر من الحركة أي مناصفة بينهما. وذكرت مصادر مطلعة في نيفاشا ان طه ابلغ سكرتارية ايقاد رسميا رفض الحكومة للمقترح التوفيقي الذي تقدمت به، غير انه اكد على قدرته وزعيم الحركة الشعبية في التوصل الى نقاط تلاقي بشأن ما تبقى من خلاف بعيدا عن المقترحات، وشددت الحكومة في رفضها عدم السماح بوجود قانونين في العاصمة كما اشارت الى ذلك المقترحات. وكشفت المصادر ان قرنق نقل للسكرتارية تحفظاته على بعض النقاط في المقترح خاصة المتعلقة بتعيين ولاة منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق، ونسبة الـ30% من السلطة المركزية التي تطالب فيها الحركة بـ33.3%. من جهة ثانية قال مصدر غربي في نيروبي لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة تستغل الوقت بذكاء بعد ان اتضح لها ان الادارة الاميركية لم تستطع ادانتها في اجتماعات الكونغرس الاخيرة، وبعد ان تحسن موقفها امام لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف. واوضح ان الخرطوم استغلت الموقف بسبب التناقضات في السياسة الاميركية خاصة بعد فشل حربيها في افغانستان والعراق. واضاف «الخرطوم تدرك الان الموقف الاميركي جيدا وتحاول المماطلة حتى موعد الانتخابات في نوفمبر المقبل». وتابع «ايا كانت نتيجة الانتخابات فان الادارة الاميركية الجديدة ستحتاج الى 6 اشهر اخرى لتقييم الموقف السوداني.. وربما تستمر المفاوضات حتى يونيو (حزيران) العام المقبل لابرام اتفاق». وفى نيفاشا تلقى وفد من البرلمان السوداني برئاسة احمد ابراهيم الطاهر شرحاً مفصلاً من الوفد الحكومي عن آخر ما توصلت اليه المفاوضات من نقاط اتفاق واختلاف، واكد الطاهر في تصريحات انه بموجب ذلك تبين لهم ان الامر قطع شوطاً كبيراً وما تبقى من قضايا لا يمكن اعتبارها قضايا جوهرية بقدر ما هي نابعة من الرغبة في المزايدات ومحاولة الكسب والحصول على اكبر قدر من النقاط لكنه عبر عن تفاؤله في التوصل في نهاية المطاف الى اتفاق سلام.
|
|
|
|
|
|