الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2004, 11:04 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى





    صلاح الدين عووضة

    اشتم الانقاذ.. ألعن «خاشا».. لا تدع لها جنباً ترقد عليه.. اذا فعلت ذلك في مقال.. ونشر لك هذا المقال، فأنت قد أصبحت رقماً «ديمقراطياً» خطيراً.. تمشي بين الناس مرفوع الرأس.. و«تتصيد» المنتديات والتجمعات لتعرف رأي الكارهين للإنقاذ في ذلك الذي سطره قلمك.. ثم أردف ذلك المقال بآخر «تزود فيه العيار حبتين» حتي تختصر الطرق نحو «قلعة النضال الديمقراطي».. ثم لا يهم بعد ذلك إن كنت أنت نفسك غير مؤمن وغير مهموم، وغير «بريء» من ذلك الذي تطالب الإنقاذ بتبنيه، وتلعن «سنسفيلها» لتركها له.. لا يهم إن كنت ترفع شعار الديمقراطية عن حق أو عن باطل.. ولا يهم إن كنت تدين بولاء سياسي خارجي لنظام «أرحم!!» منه الانقاذ ألف مرة.. ولا يهم إن كنت من «ذيول!!» نظام شمولي داخلي سابق لم يكن يتيح لمعارضيه ربع ما تتيحه لك الإنقاذ الآن.. كل ذلك لا يهم.. فقط اشتم واشتم، وتحرى الشتم، حتى تكتب عند الناس «شتّاماً» للإنقاذ فتنال بذلك «شرفاً»..

    هؤلاء الشتامون للإنقاذ من ذوي الخلفيات السياسية الشمولية يراهنون علي ضعف ذاكرة الشعب حين يجعلون من الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الصحافة.. حين يجعلون من كل ذلك محاور رئىسية لهجومهم علي الإنقاذ.. بل ويصل هذا الرهان حد الاستخفاف بالعقول حين يطالبون حزب المؤتمر الشعبي بالاعتذار للشعب السوداني كشرط لنيل شرف الانضمام للمعارضة و«ينسون أنفسهم!!».

    إن شرط الاعتذار - إذا أقررنا به - لا يجب أن يسقط بالتقادم ولا يمكن لشموليي الأمس أو لشموليي اليوم من ذوي الارتباطات السياسية الخارجية بأنظمة شمولية.. لا يمكن لهؤلاء أن يمارسوا سياسة «ذي الوجهين» مع الشعب السوداني، فيكشرون عن أنياب «ديمقراطية» حين يتعلق الأمر بالإنقاذ، ويغضون الطرف عما هو أقبح حين يتعلق الأمر بأنظمة ديكتاتورية يؤمنون بتوجهاتها..

    الانقاذ تستحق النقد.. «ما قلناش حاجة».. ولكن أن تنتقد الإنقاذ من منطلق توجه ديمقراطي صادق شيء، وأن تنتقدها وأنت ترفع شعاراً ديمقراطياً تريد به «باطلاً» شيء آخر.. ولا يمكن أن «نهضم» حقيقة أن يجيء «محسوب» على نظام شمولي سابق - سواء كان هذا داخلياً أو خارجياً - أو يجيء «محسوب» على نظام شمولي آتي من الخارج.. لا يمكن أن «نهضم» حقيقة أن يجيء أحد هؤلاء دون أن يصدع لما يأمره به الشعبيين الآن، ويشتم الانقاذ عبر ما اتاحته له من منابر مطالباً إياها بالديمقراطية والانفتاح، ومنابر نظامه الذي يؤمن بتوجهاته لم تكن «أو هى كذلك الآن» متاحة إلا للذين يسبحون بحمد ذلك النظام ليل نهار وأعينهم في غطاء عن ذكر كل ما له صلة بالذي يطالبون به الإنقاذ الآن.. وبعض هؤلاء يسبحون الآن بحمد قرنق ولايشيرون الى ديمقراطيته.. أو لاحترامه لحقوق الإنسان.. يسبحون بحمده.. ويستبطئون وصوله الي البلاد على ظهر اتفاقية تتمخض عنها مفاوضات نيفاشا حتى «يخلصهم!!» من قبضة الانقاذ الشمولية ولكن من قال إن الحركة الشعبية هي «جمعية خيرية»!! هدفها إغاثة الغاضبين علي نظام الإنقاذ من أهل المعارضة في الشمال.. وتوزيع «كوتات!!» الديمقراطية، والحرية واحترام حقوق الإنسان عليهم؟!!..

    إذا كانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد نسبت الي قرنق من قبل تصريحاً يقول فيه: «إن الترابي رجل غاضب، وأنا لست مستعداً علي أن أخرجه من دائرة غضبه هذا».

    إذا كانت قد نسبت اليه تصريحاً مثل هذا و«مذكرة لندن لم يجف مدادها بعد» فكيف يضحي بسنوات نضاله العشرين لكي يخرج غاضبين «لا بهشوا ولا بنشوا» من دائرة غضبهم لتصبح «الشراكة» والتي هي ثمرة ذلك النضال - عرضة للضياع؟!!.

    إنها شراكة في كل الذي يثير الآن غضب الذين جعلوا من «شتم» الانقاذ وسيلتهم النضالية الوحيدة ولسان حال قرنق يردد في سخرية ؟؟ «اذا كانت الشتيمة والكواريك بجيبوا نتيجة كنتوا انتو هسع قاعدين مع الحكومة في نيفاشا مش أنا»..

    ان قرنق عبّر في أكثر من مناسبة عن تذمره من معارضة «قاعدة ليهو فوق رقبتو» وتريد منه أن يمشي بكل هذا «الحمل» نحو الغايات والأهداف «المشتركة» ولكن قرنق وجد أن غايات الحركة الشعبية واهدافها يمكن أن تتحقق عبر «قواسم مشتركة» مع الطرف الـ «مستهدف» وهو الانقاذ فألقى بكل ذلك «الحمل» من على كتفيه.. وذهب الى نيفاشا حراً «خفيفاً!!».. وليشرب الذين «لا يهشون ولا ينشون» من البحر.

    نعم.. فضل قرنق أن يكون «خفيفاً» في مفاوضات نيفاشا مع الحكومة بدلاً من أن يجر وراءه «تِرِلاّت» تعيق من حركته.. ومن قدرته علي المناورة رغم رجاءات وتوسلات تلك «التِرِلاّت» بأن تكون طرفاً تابعاً له في المفاوضات ويكفيه ما عانى بسببها طوال سنوات الاحتراب مع الانقاذ سيما اذا كان هدفه النهائى هو «الانفصال» وهدفهم هو «وحدة» جميلة ومستحيلة!!.

    إن قرنق ظل - وما زال - يتملكه هاجس أن «يتغدى به طرف قبل أن يتعشى هو به» سواء كان هذا الطرف حليفاً معارضاً يسعى الى أن «يتمسكن حتى يتمكن» أو نداً حكومياً يسعى الى أن «يدودر» الحركة الشعبية حتي يوقعها في حبائل «مشاركة!!» تضيع معها معالم الحركة داخل الإنقاذ «مثلما يحدث لآخرين» بدلاً من «شراكة» تحفظ له كينونة حركته حتى تحين لحظة القفز بها الي خيار الانفصال!!..

    إذن قرنق ليس في عجلة من أمره ما دام هناك «غطاء!!» أمريكي يحفظه من كل غدر وسوء..

    هو ويشتغل على أقل من مهله.. وعندما أبدى الزميل كمال حامد - حسبما أورد الزميل عمر محمد الحسن في بابه - قلقه من احتمال التوصل الى «شيء» فور مغادرته نيفاشا الي الخرطوم للحاق بمباراة الهلال السوداني والأهلي المصري قال له قرنق بسخرية المعهودة: « احسن ليك امشي شوف كورتك»!!.

    وعبارة قرنق الأخيرة هذه تذكر بعبارة مشهورة كان يرددها الأطباء الصينيون بمستشفى كريمة لذوي المرضى الميؤوس من شفائهم والتي هي عبارة عن تخفيف وتلطيف لعبارة أخرى أشد قسوة وألما هي « موت في!!».

    إن العبارة البديلة التي كان يرددها الأطباء الصينيون بعد احتجاج المواطنين هناك هي «أحسن ليهو يمشي بيت»!!.

    إذن قرنق لا يهمه أن يزرع الأمل في نفوس المشفقين من أهل الشمال بدلاً من التشاؤم لأن قضيته ليست هي قضيتهم.. ولا يعنيه في كثير أو قليل إن كانت الانقاذ تضيق عليهم الخناق، أو تمد من فترة سريان قانون الطواريء، أو تفرض عليهم قوانين جديدة للصحافة لا تجعل من أي صحافي «كبيراً علي السجن»..

    قرنق لا يهمه أي من ذلك لأن الحال لديه «من بعضه» ولكن الحالمين بغير ذلك - من ذوي الخلفيات السياسية التي أفضل منها ما تفعله الإنقاذ - لا يفهمون ذلك ويجعلون «رزقهم!!» و«نضالهم!!» أنهم «يشتمون»!!..

    الانقاذ تستحق النقد في كثير من جوانبها المفتقرة الى العدل والحرية والديمقراطية.. «ما قلناش حاجة».. ولكن من الذي يحق له أن ينتقد؟!!!.


    حاجة أخيرة..
    من قال إن الناس يوزعون أوسمة النضال على كل من يشتم الإنقاذ؟!.

    ومن قال إن قرنق يفعل الشيء نفسه؟!!..



    http://www.rayaam.net/articles/article25.htm

    (عدل بواسطة Elsadiq on 04-29-2004, 11:04 AM)









                  

04-29-2004, 11:40 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى (Re: Elsadiq)

    شكرا لهذا المقال اخ الصادق

    البعض بحاجة لمعرفة حقيقة ما يفعله

    المتاجرة بقضايانا من اجل كسب شخصي اصبح لهذا المنبر منه

    حظا كبيرا ... من يريد ان يستشهد بكتاباته التي خطها في المنبر

    مقبل الايام من يريد حظا من القسمه

    من يريد الزلفي والقربي من عليه الساسة

    ومن ومن

    الا النضال صار شحيحا في بلد كل مثقفيه مناضلون علي الورق
                  

04-29-2004, 01:49 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى (Re: Elsadiq)

    مقال يحفل بسقوط لايجاري
    ماذا فعلت الانقاذ للشعب السوداني
    غير تدهور الاقتصاد والقمع وانهيار التعليم
    وظهر الاثر الكبير في الفساد الاجتماعي
    الذي لم يحدث قط في تاريخ السودان
    عجبي من هؤلاء الذين يطبلون
    للدكتاتورية بطريقة لاتمت الي القرن واحد وعشرين
    وربما لاتمت حتي الي العصر الحجري البلوسيني
                  

04-29-2004, 06:23 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى (Re: Elmosley)

    الاعزاء اساسي و الموصلي اشكركم علي التعليق

    في اعتقادي الشخصي .... الكاتب لم يمدح الانقاذ بل طالب بنقدها في اكثر من مرة في المقال اعلاه
    ولكنه طالب بالنقد الموضوي و الواعي وضرورة العودة باللوم على النفس بدل من لوم الآخرين
                  

04-30-2004, 01:07 AM

Abo Amna
<aAbo Amna
تاريخ التسجيل: 05-01-2002
مجموع المشاركات: 2199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى (Re: Elsadiq)


    الأخ الصادق

    تحياتي


    هذا ما يريدك كاتب المقال ان تفهمه في ذات الوقت الذي يمرر فيه ما يريد قوله تجاه الاخرين
    المسالة ليسا فقط قراءة ما بين السطور
    انها قراءة السطور نفسها باللغة التي كتبت بها وبذات الوضوح وقد حاول كاتب المقال أن يكون ذكيا لتمرير ذلك عبرك وعبر الكثيرين ولكن تابع معي هذه السطور

    ولا يهم إن كنت تدين بولاء سياسي خارجي لنظام «أرحم!!» منه الانقاذ ألف مرة

    بل ويصل هذا الرهان حد الاستخفاف بالعقول حين يطالبون حزب المؤتمر الشعبي بالاعتذار للشعب السوداني كشرط لنيل شرف الانضمام للمعارضة و«ينسون أنفسهم!!».

    أو يجيء «محسوب» على نظام شمولي آتي من الخارج..

    ويشتم الانقاذ عبر ما اتاحته له من منابر


    الحركة الشعبية واهدافها يمكن أن تتحقق عبر «قواسم مشتركة» مع الطرف الـ «مستهدف» وهو الانقاذ فألقى بكل ذلك «الحمل» من على كتفيه.. وذهب الى نيفاشا حراً «خفيفاً!!»..



    واخيرا يا عزيزي بيت القصيد

    من ذوي الخلفيات السياسية التي أفضل منها ما تفعله الإنقاذ


    أرجو قراءة المقال مرة أخري
    فيبدو أن الكاتب يؤمن بأن تجربة الانقاذ أفضل كما يقول من التجارب السايقة سواء كانت عبود أو نميري

    عموما ربما يبدو الوضع مناسبا ومؤاتيا لظهور هذا النوع من الصحفيين
    .
    وهل هنالك مديح أكثر من ذم الخصوم لانهم يذمون ...
    .
    .ولو كان يتحدث عن حسن الترابي واسلام صالح ( أحدث النماذج ) لقلنا انه فعلا يمكن أن يكون الأمر كما تعتقد ولكنه ترك هذه الأحداث القريبة ووجه سهامه نحو المعارضة

    عموما آخر ما شد انتياهي في هذا المقال هو أن يطلب بكل صفاقة ألا يتم مساءلة الشعبي أو علي الأقل طلب الاعتذار منه لدخول المعارضة انا قصة ( ما قلناش حاجة ) فيبدو أنها للسخرية لا أكثر
    انها كلمة حق أريد بها باطل ودس السم في الدسم
    .
    .
    كل الود
                  

04-30-2004, 12:11 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48775

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى (Re: Abo Amna)

    أتفق مع ما كتبته يا جعفر.. وأعتقد أن "قول الحق المراد به باطل" مفروض على الصحفيين الذين يمتهنون الصحافة في بلد يحكم حكما شموليا، سواء كان ذلك البلد هو السودان أو مصر أو السعودية..
    في تقديري أن صلاح عووضة يستخدم ذكاءه لكي "يلعّب البيضة مع الحجر".. اقرأوا مقاله التالي وستفهموا عقلية الصحافي الذي يحاول أن يكون مستقلا في السودان.. وبيت القصيد في عبارته الأخيرة التي تعني خوفه على نفسه وربما على رزقه أكثر.. "تا الله إن كدت لتردين"...
    المصدر الرأي العام الإثنين 19 أبريل 2004
    Quote: صلاح الدين عووضة
    إنه كان لي قرين

    ü قال قريني: مالي أراك قد تركت الكتابة في الشأن الداخلي وتفرغت للعرب توسعهم نقداً وهجوماً؟!.

    قلت له: «الحال من بعضو» يا قريني!..

    قال: نعم.. ولكن ليست هذه عادتك ثم إن الساحة الداخلية تموج هذه الأيام بأحداث جسام هي أدعى الى أن يكتب فيها قلم ينتسب اليها.،

    قلت: أنت محق. ولكن ربما لو «إنصلح الـ «كل» انصلح الـ «جزء» طالما أننا نصر على أن نكون جزءاً من ذلك الكل..

    قال: ولماذا لا تقول إنه لو انصلح الجزء.. أو أنصلحت الأجزاء كلٌ على حدة.. انصلح الكل؟!.

    قلت: هذا جدل فلسفي يا قريني ربما تكون فيه أنت علي صواب.. ولكن عزائى - اذا كنت مخطئاً - أنني أتمنى في قرارة نفسي إذا انسلخ «جزؤنا» من ذلك «الكل» وصار جزءاً «خالصاً» من «كل» آخر أراه أقرب إلينا.. وأقرب نحن اليه، اضافة - من وجهة نظري الشخصية - هو الأفضل قياساً لما صار اليه أمر «الكل» الأول.

    قال: يا عزيزي.. دع اللف والدوران وكن صريحاً معي.. لماذا الهروب من الشأن الداخلي الى الشأن العربي؟!.

    قلت: قبل أن أجيبك علي سؤالك هذا أريدك أن تجيبني علي سؤال أطرحه بدوري عليك: هل تابعت زيارة العالم المصري أحمد زويل الى بلادنا خلال الأيام الماضية؟.

    قال: نعم.. وهو عالم جليل حاصل على جائزة نوبل.. وهو مفخرة لكل العرب.

    قلت: حسن.. وما الذي ينقص العرب الآن يا قريني؟!.

    قال: ما تخصص فيه أحمد زويل.. الزمن..

    قلت: برافو عليك.. الافتقار الى الاحساس بالزمن هو أحد مشكلات أمتنا العربية الكبرى.. نحن نستغرق «زمناً» طويلاً جداً حتى ندرك أن ذاك الذي تبنيناه.. ودافعنا عنه.. وسجنا بسببه من سجنا.. وعذبنا من عذبنا.. وقتلنا من قتلنا.. إن ذاك الأمر هو بـ «بساطة!!» امر خاطيء.. وما كان يستحق منا كل ذلك الإهدار في «الزمن!!».. والإهدار في الأرواح والإهدار في حقوق وكرامة الإنسان..

    قال: أضرب لي مثلاً على ذلك..

    قلت: الأمثلة علي ذ لك - يا قريني - لا تعد ولا تُحصى.. خذ مثلاً تجربة ما كان يُسمى بالاتحاد الاشتراكي في مصر - والتي اخذناها منهم نحن حيناً من الزمن كعادتنا في التشبه بالعرب - لقد كانت تجربة لم يجن منها الشعبان سوى «الكلام».. وليته كان كلاماً على اطلاقه فيه المدح والنقد.. كلاماً ذا اتجاه واحد «يتبارى» قائلوه في مدح السلطان.. ومدح كل ما هو سلطاني من قرارات وسياسات.. وتوجيهات حتى صار يطلق - تهكماً - علي من يكثر من الكلام «الفارغ!!» ذي الواقع «الجميل!!» بأن «الأخ في الاتحاد الاشتراكي»..

    قال: ليس الي هذه الدرجة يا أخي..

    قلت: بل الى هذه الدرجة يا صديقي.. أما رأيت كيف أن نميري حين اتخذ قراراً بحل الرياضة وجعلها «رياضة جماهيرية» هلل لذلك أعضاء الاتحاد الاشتراكي.. وأعضاء مجلس الشعب.. واعتبروه قراراً «تاريخياً».. ثم بعد أن أهدر نميري من «الزمن» ما أهدر وتبدت له سوءات قراره على أرض الواقع اتخذ قراراً ألغى بموجبه قراره الأول فإذا بالأعضاء أنفسهم يهللون مرة أخرى للقرار المناقض ويعتبرونه قراراً «تاريخياً»..!!

    قال: نعم أذكر ذلك..

    قلت: الغريب في الأمر أن بعض أولئك المهللين هللوا بعد ذلك بسنوات لتجربة مشابهة لاتحادهم الاشتراكي اتت بها الانقاذ وسمتها «المؤتمر الوطني» ووجدوا عبرها متنفساً لممارسة هواية الكلام « ذي الاتجاه الواحد» وذلك بعد حزمة امتدادات لسنوات أربع هي فترة العهد الحزبي السابق.

    قال: ولكني لا أرى وجه شبه بين التجربتين حيث أن المؤتمر الوطني لا يدّعي أهله بأنه «وعاء جامع»..

    قلت: بل كان كذلك حتى وقت قريب.. أو كان أهله يسعون بـ «أيديهم وأرجلهم» الى أن يكون كذلك حتى اذا اهدروا من «الزمن» ما أهدروا.. واتضح لهم استحالة ذلك، تراجعوا.. وجعلوا منه حزباً الي جانب أحزاب أخرى..

    قال: المهم أنهم تراجعوا وأصلحوا خطأهم.

    قلت: ولكن بعد أن اهدروا «كم» من ذلك الذي تخصص فيه زويل ويحث العرب علي الاهتمام بـ «قيمته»؟!.. وبما أنك قريني لعلك تذكر كيف وقف أستاذ «السياسة!!!» الجامعي ذاك قبل سنوات في قاعة الشارقة يشيد بالتجربة الآحادية للمؤتمر الوطني باعتباره الوعاء الجامع لكل أبناء السودان.. بل ويطالب بالصبر عليها لمدة ثماني سنوات اخرى حتى تؤتي أكلها.. ثم حين تراجعت الإنقاذ عن مناطحة صخرة الواقع وقف الاستاذ ذاته.. في القاعة ذاتها «يشيد!!» برجاحة عقل الإنقاذ في إدراكها لخطل التجربة الشمولية في بلد كالسودان.. وفي استيعابها لضرورات المرحلة، والمعطيات الدولية؟!.

    قال: دعنا يا صديقي الحريص على «الزمن» أن لا نهدر المزيد من «الزمن».. ونعود الى موضوع سؤالنا..

    قلت: أنا شرعت بالفعل في الإجابة على سؤالك.. عدم الالتفات الى أهمية عامل «الزمن».. هذا هو أس البلاء في بلادنا.. وفي العالم العربي ككل.. فإذا جاء من يريد أن ينبّه القابضين علي زمام الأمور الي خطل الولوج في هذه التجربة أو تلك مراعاة لعامل الزمن وصف بأنه «معوِّق» بكسر الواو أو «مثبط».. أو «مرجف في المدينة!!».. أو «خائن»..

    وبمناسبة هذه الصفة الأخيرة فإن أحد وزراء صدام حسين تقدم اليه بالنصح في اجتماع طالب فيه بالنصح لتجنب الغزو الأمريكي للعراق.. ولكن هذا الذي تقدم الى صدام بنصيحة غالية كانت جديرة بأن تجعل الادارة الأمريكية يُسقط في يدها اغتاله صدام بطلقة من مسدسه بعد أن وصمه بالخيانة ليأتي بعد ذلك من يغتال العراق بأكمله.. ويُنهي حكم القائد المهيب الركن.. ويبقى السؤال الذي يجيب عليه التاريخ والشعب العراقي: من الخائن الحقيقي؟!!!.

    قال: وما الذي نصحت به أنت القائمين علي الأمر ولم يعملوا بنصيحتك؟!.

    قلت: أنا لا أتحدث عن نفسي.. وإنما عن أقلام وطنية حرة كثيرة.. أقلام حذرت من مغبة السير في سياسة التحرير الاقتصادي دون اصطحاب «المقومات» الضرورية الأخرى فلم يؤخذ بتحذيرها حتى «جاع» الشعب السوداني.. وصارت نسبة الفقر بين أفراده أكثر من تسعين بالمائة.. أقلام حذرت من «استسهال» طريق ما سمته الانقاذ بعملية السلام من الداخل لانه سلام مع الاطراف الضعيفة بينما الطرف الأقوى «واقف يتربص» فلم يؤخذ بتحذيرها حتى انهارت العملية برمتها وهرب كثير من قادتها صوب الغابة - أو بالأحرى صوب قرنق - مرة أخرى.. ثم الانقاذ تجلس الآن مع الطرف الأقوى الذي تجاهلته في السابق.. أقلام حذرت من مخاطر التوسع في سياسة التعليم العالي اهتماماً بـ «الكم» علي حساب الـ «كيف» ليُقال أن الإنقاذ «فعلت!!» فلم يؤخذ بتحذيرها حتي أوشك التعليم العالي أن يصير في خبر كان من حيث «المستوى» وحتى أوشك عامل «البوفيه» في الجامعة أن يصير استاذاً فيها بعد أن فرّ الاساتذة المتخصصون بعلمهم الى الخارج.. وعلي ذكر «كان واخواتها» هنا فإن سياسة التعريب قضت علي «أخضر» اللغة العربية و«يابس» اللغة الانجليزية.. وهو أمر غريب حقاً.. لينطبق علي هذا الإفراز المثل القائل: «لا طال عنب اليمن ولا أبقى على بلح الشام».. أقلام حذرت..

    قال مقاطعاً: يا أخي دعنا من هذا.. لا أريد أن أهدر كثيراً من ذلك الذي قلت إن العالم أحمد زويل حريص عليه وكأنك أنت نفسك كنت عضواً في الاتحاد الاشتراكي.. أو عضواً في المؤتمر الوطني.. إبان توجهه الآحادي..

    قلت مقاطعاً: على فكرة.. المؤتمر الوطني مرشح الى أن يصير أحادياً مرة أخرى بل ربما أكثر آحادية..

    قال: وكيف ذلك؟!.

    قلت: عن طريق الشراكة؟!.

    قال: هل تعني ما يقال عن شراكة سياسية بين الإنقاذ والحركة الشعبية؟.

    قلت: نعم.. لقد كان صاحب هذا القلم هو أول من أشار الى أن الأمور صائرة الى «شراكة» يتقاسم بموجبها الطرفان كل ما تنفرد به الإنقاذ الان دون الآخرين وأن كان الطرف الحكومي يفضل لو أن تعديلا «لغوياً» بسيطاً - ولكنه كبير في مفهومه ومعناه بالنسبة لأهل الإنقاذ - طرأ علي المصطلح لكان أفضل لهم.. ولمسيرتهم «الانقاذية».. واعني بذلك المشاركة.. ثم لم تكد تمضي ثماني وأربعون ساعة حتى كانت عناوين الصحف الرئىسية تتحدث عن «مشاركة» سياسية بين الطرفين وتنسب ذلك الى مستشار قرنق السياسي منصور خالد.

    قال: إذن لقد قرأت المستقبل؟!!.

    قال: يا قريني العزيز.. المسألة لم تكن تحتاج الى «درس عصر».. فالحركة الشعبية ما كان لها أن تقاتل عشرين عاماً لتأتي في نهاية المطاف.. وحين دنو لحظة الفرصة الذهبية.. و«تمكن» معارضة.. هشة.. هزيلة.. لم تحرك شعرة في رأس الإنقاذ طوال أربعة عشر عاماً.. معارضة عصفت بها الانقسامات والانشقاقات التي لعبت فيها الانقاذ دوراً بذكاء شديد تحسد عليه.. ما كان لها أ ن تمكن مثل هذه المعارضة من مزاحمتها في إدارة دفة البلاد خلال المرحلة المقبلة سيما اذا كانت «عينها» عند نهاية هذه المرحلة على خيار الانفصال..

    قال: إذن احتمال أن تكون هنالك «مشاركة» وارد!..

    قلت: ليس وارداً.. لأن الحركة ليست من الغباء بحيث تسمح لنفسها بـ «الذوبان» في بوتقة الإنقاذ - وهي اللعبة التي برعت فيها الانقاذ مع أطراف أخرى - خاصة وأنها كما قلت لك تراهن على خيار الانفصال.. وقبل أن تسألني لماذا تراهن على هذا الخيار وقد أصبحت شريكة في سلطة تهيمن على كل السودان، وليس الجنوب فقط أجيبك علي سؤالك هذا بسؤال في بعض جوانبه الإجابة حتى وإن بدا بعيداً عن موضوعنا هذا: « هل سمعت بمقولة إسرائىل الشهيرة التي تتباهى فيها بذراعها الطويلة علماً بأن الذراع هذه ليست بالضرورة أن تكون ذراعاً عسكرية؟!.

    قال: «أقطع دراعي» على طريقة اخواننا المصريين إن كنت قد فهمت شيئاً!!!.

    قلت: ولكن اخواننا المصريين يفهمون.. وبعض أخواننا في الإنقاذ.. ولا أريد أن استطرد في الشرح.. وإذا كنت مصراً فاعفني وأبحث عن الدكتور غازي صلاح الدين.. أو حتى أبحث عن الدكتور الترابي «إن استطعت إليه سبيلاً!!!.

    قال بمناسبة الدكتور الترابي.. كنت تكتب سلسلة مقالات في «الصحافة» تحت عنوان «عواصف ترابية في سماء نيفاشا»!! ولكن فجأة انقطعت هذه المقالات؟!.

    قلت: نعم.. نعم.. كنت ارمي من وراء هذه السلسلة الى ... آه.. تا الله ان كدت لتردين!!!.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-30-2004, 12:12 PM)

                  

04-30-2004, 01:16 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذين يظنون أن شتم الانقاذ يقربهم الى قرنق والناس زُلفى (Re: Elsadiq)

    العزيز الصادق
    اناس اتو الي السلطة بليل
    ومؤهلهم هو السلاح
    ماذا يستفيد منهم الشعب
    الراجل يضع السم في الدسم

    سؤال خاص كيف اخبار المحترمه تغريد والاسرة الصغيره
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de