|
الاستعباد الذي عانى منه الأفارقة في نيويورك.
|
تقبع بقايا عشرين ألف رجل وامرأة من الأفارقة تحت شوارع نيويورك المزدحمة لمدة تربو عن القرون الثلاثة في انتظار أن تروي قصة العبودية في المدينة. وبدأ مايكل بليكي الأثري المتخصص في التاريخ الأفرو/أمريكي في التنقيب في مقبرة بوسط مانهاتن سنة 1992.
وقال بليكي "لقد قرأت عن هؤلاء الناس المدفونين تحت أساسات وشوارع المدينة في عدة دوريات أثرية وحان الوقت لكي أسبر غور تلك المسألة وأن أراهم رأي العين لا أن أكتفي بالقراءة عنهم".
وكان الموقف كئيباً حين بدأ الفريق في الحفر إذ كان الوقت شتاء وكان العمل يجري تحت مظلة بلاستيكية عملاقة بنيت خصيصا لتشمل موقع الحفر كله.
ويصف بليكي الحال قائلا "لم أر في حياتي مثل ظروف هذا الموقع، إذ كانت الأمطار تهطل والجو مظلم وبارد وكان الأثريون والعمال يكونون مجموعات متناثرة وكل منها يشعل موقداً كيروسينياً للتدفئة"
ويردف "وحين وصلت في أول يوم حفر، كانت هناك حوالي 12 جثة قد بدأت تظهر للعيان وكانت أوضاعها تدل تماما على الفكر السائد حينذاك حول السلام في العالم الآخر".
"فقد كانت ذراعي كل جثة متشابكة الواحدة فوق الأخرى، وكانت هناك امرأة مدفون معها وليدها".
وكانت الأسرار التي يحملونها كفيلة بأن تفضح مدى الاستعباد الذي عانى منه الأفارقة في نيويورك.
وقال بليكي إنهم وجدوا هيكلا عظميا منشورة أسنانه وإن هذا النموذج لم يتكرر إلا تسع مرات في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية.
وأضاف أن 27 من تلك النماذج قد وجدت في تلك المقبرة وحدها.
ويدل ذلك على أن هؤلاء الناس جلبوا من أفريقيا مباشرة قبل أن يمنع استيراد العبيد سنة 1808 واتجه النخاسون إلى "توليد" العبيد داخليا في مزارع الجنوب.
وكان العبيد الهاربين يميزون عن بقية العبيد بعلامات جسدية وبالذات في الأسنان.
وكان للعبيد دور اقتصادي كبير في بناء المدينة إذ وكل إليهم العمل اليدوي الشاق كالعمل في أحواض السفن والحفر والبناء.
ويرجع جزء من أهمية تلك المقبرة إلى أنها تدل على مدى الخسائر البشرية التي تكبدها العنصر الأسود في تاريخ مدينة نيويورك با والولايات المتحدة ككل.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_3663000/3663611.stm
|
|
|
|
|
|