ثم يصدح شمو هنا بمونولوج داخلي يمتاز بالإرتصاص والتوجه الناقد بتساؤلات جوانية تنعدم فيها الحوجة لإجابات محددة متفادياً بذلك كل الجزئيات المتمثلة في شروخ مرآة تاريخنا الحديث مختزلها في حزنه، تاركاً بذلك المتلقي يكتشفها بنفسه...معطياً بذلك للغة كثافتها وقدرتها الشعرية حيث يقول وأنا لست أدري ما الذي يدفعني دفعاً إليك؟ ما الذي يجعلني أبدو حزيناً حيث أرتاد التسكع في مرايا وجنتيك؟ لا عليك
وفي عودة جريئة مرة أخرى إلى الذاكرة الحبلى بالنضال والصراع السياسي يسد الباب أمام الحزن حتى لا يتغلغل، فقاتلنا الخوف والرعب ... وبرغم اقتتالنا في بعضنا البعض تركنا للأجيال القادمة تاريخاً نضالياً مشحوناً بالبطولات والتضحيات
فعلى هذه السفوح المطمئنة نحن قاتلنا سنيناً واقتتلنا نحن سجلنا التآلف في انفعالات الأجنة
يستمر الشاعر في تداخل صورة الماضي وإفرازاته وبين الحاضر وتماثله...سائلاً عمن كور البؤس وسكب الألم وعمن هز الأفق على هذه الأرض اللعوب واحتواني البحر والمد اليقاوم والشراع يا هذه البنت التي تمتد في دنياي سهلاً وربوعاً وبقاع ما الذي قد صب في عينيك شيئاً من تراجيدياً الصراع والمدى يمتد وجداً عابراً هذه المدينة
فأخبريني أيتها المجدلية الشاهدة بربك أبعد كل هذا حزين أنا؟؟ أقاتل أم مقتول أم رهينة؟؟
خبريني هل أنا أبدو حزينا هل أنا القاتل والمقتول حينا والرهـيــــنة
وهل تعتقدي أن البحر يخاف السفينة هل أنا البحر الذي لا يأمن الآن السفينة
أم كما قال زياد توفيق كيف تحيون على هذه الأرض وتعادون محيطاً من لهب وفي بحث شمو الدائب عن حضور الوطن أمام شراسة المنفى وإعادة الحلم مشغولاً بهم الانتماء، يعطي الانتماء طاقته القصوى بصورة مرئية ومركبة مزاوجاً بين الاختباء والتقبيل كل عام بغرض الاستمرارية والتجديد شارحاً بذلك حالة هيامية طازجة خبئيني بين جدران المسام قبليني مرة في كل عام فأنا أشتاق أن أولد في عينيك طفلاً من جديد أرتدي اللون البنفسج أعتلي شكل الهوية
ويستمر شمو مخاطباً المجدلية كي تخبئه مبرراً ذلك بانتظارها سنيناً حتى تكف الأرض عن عهرها.... حين يقول
ضيعتني مريم الأخرى سنيناً في انتظار المجدلية أه لو تأتين أه من عميق الموج من صلب المياه كالرحيل والترقب وانتظار المستحيل وسوف نظل نحن أيضاً ننتظر المجدلية في أن قدرة شمو أعادته في رائعته ما بين مريم الأخرى والمجدلية لا لتغسل قدمي المسيح هذه المرة وإنما جاءت لتغتسل هي بالإبداع والكتابة المسئولة وتحولاتها وفق امتداد الهم الوطني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة