دارفور.. تؤرخ ذاكرة جديدة للوجع السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2004, 12:13 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور.. تؤرخ ذاكرة جديدة للوجع السوداني

    خالد عويس

    بات لزاما على جبل "مرة" الذي كان قبلة للمصطافين الإنجليز على عهد الاستعمار وهم يقصدونه للحصول على متعة من نوع خاص في أحضان طبيعة ساحرة بكل المقاييس، أن يستمطر الدموع عوضا عن المياه المتدفقة عبر مساقطه. وإذا كان لجبل "مرة" أن يقف شاهدا صامتا مجللا بثروة التاريخ وهيبة الجغرافيا، فإن مواطني دارفور سيتعذر عليهم استيعاب التفاصيل الصغيرة التي تخلفها يوميا وقائع الحرب الدائرة هناك. وسيتعين على الذاكرة الجمعية في السودان أن تحاول مجددا تفكيك طلاسم الحوار الإثني "بالبندقية" .

    كانت المفاوضات حول السودان في جنوبه تبشر بسلام يعم مليون ميل مربع، حين تفجر العنف في دارفور منذرا بمأساة إنسانية جديدة تضاعف الجراح المتولدة عن مقتل مليوني سوداني خلال حرب العشرين سنة، فضلا عن 4 ملايين آخرين أسلمتهم الحرب الأهلية إلى معسكرات اللجوء خارجا والنزوح داخلا في ضوء مجهول يكتنف مصيرهم.

    لكن مفاوضات "نيفاشا" عينها وهي التي تستأثر باهتمام واسع على المستويين السوداني والدولي أضحت شأنا ثانويا على خلفية "الأوضاع الإنسانية" المتدهورة في دارفور.

    بنهاية أذار/مارس 2004 تدفق آلاف المدنيين السودانيين إلى تشاد المجاورة لينضافوا إلى آلاف آخرين على الرغم من تأكيدات الحكومة السودانية أن بوسعهم العودة إلى مناطقهم الآمنة في السودان. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في 28 من الشهر ذاته - أي بعد عام على بدء المعارك- إن حوالي 25 ألف سوادني قد وصلوا إلى تشاد في ذلك الوقت.

    وكان عمال الإغاثة في تشاد أكدوا في مطلع أذار/مارس 2004 إن آلاف اللاجئين وصلوا إلى البلاد مؤخرا بعد تعرض قراهم لقصف علاوة على هجمات المسلحين.

    في الأثناء كانت الحكومة التشادية ناشدت الأسرة الدولية تقديم مساعدات "عاجلة" لنحو 100 ألف لاجئ سوداني جلهم من النساء والأطفال والمسنين فروا من القتال الدائر في إقليم دارفور .وقال وزير الخارجية التشادي نجوم ياموسوم وقتئذ إن هناك حاجة "ملحة" لكل أشكال المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين الذين ينقصهم الغذاء والماء والمأوى.

    ووفقا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية فإن أكثر من مليون و 100 ألف مدنيا في دارفور تسببت الحرب في لجوئهم إلى تشاد أو نزوحهم إلى مناطق سودانية لم تصل وكالات الغوث إلي غالبيتهم منذ ابريل ومايو 2003م إلا في شهر أغسطس من نفس العام بسبب الأمطار .

    ووصف وفد من منظمة العفو الدولية زار ثمانية مخيمات للاجئين في منطقة الطينة على سبيل المثال المعيشة بأنها قاسية داخل أكواخ مصنوعة من عصى وحصير في حين يعيش لاجئون في مواقع أخرى في ملاجئ غير ثابتة مصنوعة من سيقان جافه فحسب.

    يعيشون تحت الشجر

    وكانت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة بنت معسكرين في (فرشانا) ( 55 كلم من مديـنة آدري الحـدودية) يسعان حوالي 30 ألف لاجئي وآخر في (سراره) يسع 20 ألف لاجئي ورابع في (كونكركو) يسع 8 آلاف لاجئي. غير أن منظمة العفو الدولية لم تحصل على مؤشرات تطمئنها على الوضع الإنساني هناك إذ ناشدت المجتمع الدولي للاضطلاع بجهود عاجلة وفورية لتكملة إعادة توطين كل اللاجئين في مناطق آمنة قبل حلول موسم الأمطار في مايو2004م المقبل.

    وطبقا لتقارير مفوضية اللاجئين فإن عددا كبيرا من النازحين يعيشون في مدارس ومناطق مكشوفة في مدن مختلفة غربي السودان و لا يحصلون على أية معونات انسانية.

    كان تقرير لمنظمة العفو الدولية صدرفي مطلع أغسطس 2003 قدم نموذجا للمأساة الانسانية في منطقة واحدة ضمن مناطق عدة هددتها الحرب .فر آلاف المدنيين من مدينة كتم إلى القرى المجاورة وإلي مناطق مجهولة، كما حاول بعضهم الهرب إلي الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تبعد 80كلم جنوب شرق كتم إلا أن الغالبية انقطعت بهم السبل في بلدة (كفوت) الواقعة في منتصف المسافة بين المدينتين بعدما صدتهم السلطات السودانية من النزوح الي الفاشر. وأكد التقرير أن الفارين من القصف الجوي والمعارك يعيشون تحت الشجر من دون وسائل للعيش في حاجة ماسة الي الطعام و الأغطية و الملابس .

    التقرير عينه رصد تعرض 24 قرية تسكنها قبيلة "الداجو" حوالي مدينة نيالا الي الهجوم والحرق بين نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر 2003. وذكرت المنظمة اسماء 42 مواطنا على الاقل لقوا حتفهم في حين جرح 20 آخرون خلال الهجوم. وقالت المنظمة بأن السلطات الحكومية اشترطت عودة النازحين إلي مناطقهم ليتلقوا العون على الرغم من أن قراهم أحرقت وسيكونون في حال عودتهم عرضة لهجمات .

    أكبر كارثة إنسانية

    وفي تطور أخير انتقدت الأمم المتحدة في 19 أذار/مارس 2004 النزاع الدائر في دارفور بين القوات الحكومية والمتمردين المسلحين منذ عام,‏ ووصفته بأنه "أكبر كارثة عالمية" علي الصعيد الإنساني‏،‏ وعلي صعيد حقوق الإنسان‏.‏ وقال موكيش كابيلا منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان إن النزاع في دارفور يعيد إلي الأذهان عمليات "الإبادة الجماعية" التي شهدتها رواندا عام‏1994,‏ التي قتل خلالها متطرفون من الهوتو‏800‏ ألف من التوتسي‏ والهوتو المعتدلين خلال‏100‏ يوم‏.‏ وقال إن الفرق الوحيد بين رواندا ودارفور هو في "العدد".

    وأضاف أن أكثر من عشرة آلاف شخص قتلوا في النزاع الدائر منذ فبراير‏2003,‏ في حين شردت الحرب مايصل إلي مليون شخص فر ‏100‏ ألف منهم إلي تشاد‏.‏

    من جانبها قللت الحكومة من اتهامات مسؤول الأمم المتحدة بالخرطوم ومنظمة العفو الدولية عن تقييد المساعدات الإنسانية وعدم حماية المدنيين في دارفور. وعادت لترد بعنف.ووصف بيان صادر عن الشؤون الانسانية في 2أذار/مارس تصريحات كابيلا بانها "شاذة" وحملت الكثير من الاكاذيب حول حجم النزاع في دارفور وارقام القتلي والمعتدي عليهم. ورأى البيان ان كابيلا "فقد اهم الصفات" التي يجب ان يتحلي بها الممثل المقيم، والمتمثلة في الحيادية بل تعداها الي عمل سياسي مكشوف وتصريحات كاذبة على حد قول البيان الحكومي.

    لكن التصريحات والمناشدات من الجانبين قد لا تعني شيئا بالنسبة لامرأة تشغل ذراعيها بجر طفلين يتيمين من ظل شجرة إلى العراء ، ومن قرية محروقة إلى أخرى تنتظر قدرها الحزين. إذ تصبح وسائل الإعلام التي تقوم بنقل "التصريحات" ترفا لا قبل لها به في ضوء "الجوع" و"الخوف" و.. انتظار الموت.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de