الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2004, 02:36 AM

zoul"ibn"zoul

تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان

    Salaam

    See Bashasha you can talk about your ancestors and origins as much as you like, Bani Fallata or bani whatever, but you can not deny other sudanese from talking about their ancestors in a similar manner. Or you can choose to continue to vomit to us some of your dead-on-arrival low level diatribe vis-a-vis the arabs in Sudan

    This is a very long document so I am going to break it in parts. The document is from the geneology site. However, the author is as shown below. At the end I will provide the link. Suggestion is to print the text and read it at ease. Enjoy reading. x


    تاريـخ وأصُول العَرب بالسُّودان ـ الجزء الاول


    الفحل الفكي الطاهر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وبعد. فالحمد لله الذي وفقنا لنشر هذا السفر، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يكون مصدراً هاماً من مصادر باحثينا في تاريخ سوداننا الإسلامي العربي، والذي صارت أرضه الطيبة المعطاءة خير بوتقة، تمازج فيها الدم العربي بالدم الأفريقي، وأنجب شعباً عربياً أفريقياً، كريم الخصال، عزيز الصفات، عرف بين شعوب العالم أجمع بالبذل والعطاء، والشجاعة والوفاء، والجود والسخاء.
    ولا أريد في هذه العجالة أن أقرظ كتاب الوالد رحمه الله، وجعل الجنة مثواه، إذ أن ذلك متروك لفطنة وحس القاريء الكريم، ولكنني أود أن أعبر عن مدى غبطتي وسروري لما وفقنا الله تعالى إليه بنشر هذا الكتاب الذي عاصرته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وهو بيد الوالد في المسودات، يكتب ويعدل، ويضيف ويستفسر، ويستشير أهل الاختصاص شفاهة وكتابة، ويتعجل إصداره قبل الموت، لكي يتمكن من الرد على أي تساؤل من القاريء. ولئن لم نتمكن من إصداره في حياة مؤلفه، فعزاؤنا أننا قد تمكنا من نشره بالصيغة النهائية التي ارتضاها المؤلف.
    شكرنا وتقديرنا لكل من عاون في جمع المعلومات بالوثائق أو الرسائل أو شفاهة، ولكل من أعان في الطبع.
    فالشكر الجزيل للأخ السيد الرئيس القائد جعفر محمد نميري، الذي أبدى اهتماماً فائقاً بطبع هذا الكتاب، وذلل كل العقبات المادية، والذي بفضله تمت الطباعة.
    كذلك مزيد شكرنا للأخ الدكتور محمد عثمان أبو ساق، الذي تولى أمر هذا الكتاب. وللأخ الأديب الأستاذ الطيب محمد الطيب، الذي عاون كل المعاونة الفعالة التي توجت بوضع هذا الكتاب بين أيدي القراء الكرام.
    فالحمد لله أولاً وأخيراً، ونسأله أن يوفقنا لكل خير، ولنشر تراث شعبنا العريق العظيم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
    مهدي الفحل
    الخرطوم في الثلاثين من شهر المحرم سنة 1396هـ
    الموافق الحادي والثلاثين من شهر يناير 1976م.

    ترجمـة
    نود بهذا أن نعطي القاريء نبذة قصيرة عن حياة مؤلف هذا الكتاب والسبيل الذي سلكه في جمع مادته وطريقة عرضها.
    فهو الفحل بن الفقيه الطاهر بن الفقيه عمر. ولد المترجم له بقرية "أم دوم" جنوب شرقي الخرطوم في أواخر القرن الهجري الماضي حوالي سنة 1295 هـ وانتقل إلى رحمة مولاه في يوم الجمعة 20 ربيع ثاني سنة 1395هـ الموافق 2 مايو سنة 1975م بأبي دليق، وهو ينتمي إلى قبيلة الجعليين (فرع النافعاب).
    وقد كان والده الفقيه الطاهر عمر قاضياً بمنطقة سنار في أوائل عهد المهدية، وكذلك كان جده الفقيه عمر من العلماء في ذلك الزمان، وأيضاً جده لأمه، الفقيه الفحل محمد، من أهل العلم والمعرفة. قرأ شيخنا الفحل القرآن وبعض العلم عن والده. كما تتلمذ على عمه الفقيه محمود الخبير، صاحب المسجد المشهور بقرية ود الخبير شرقي رفاعة، وعلى الفقيه أحمد حمد السيد، والشيخ محمد البدوي بأم درمان وغيرهم من فقهاء ذلك الزمان.
    ثم انخرط في الحياة العامة بسلاح العلم والثقة بالنفس، ثم دخل أم درمان مع جيوش المهدية وأقام بها مع والده أيام خليفة المهدي، حيث كان بها معظم أهل السودان. ومنزل والده كان من البيوتات التي يقصدها الناس، فرأى في منزل والده وسمع كثيراً من الحكاوي والسير التاريخية.
    وبالقرب من منزل والده منزل إلياس ود أم برير، الذي كان يعج بمجالس الثقاة من أهل المعرفة ورواة التاريخ.
    استفاد من هذا كله، ثم انخرط في العمل التجاري متنقلاً بين أقاليم السودان المختلفة، كالجنوب، والفونج، والغرب، والشرق، والشمال وعموم منطقة الوسط. طاف تلك الأماكن بوسائل ذلك الزمان الدواب والمراكب النيلية وغيرها، وأقام فيها رغم كل الصعاب.
    ورغم عمله بالتجارة فإنه لم ينقطع عن العلم والدراسة، حتى عد من علماء الفقه والشريعة، بالإضافة للتاريخ والثقافة السودانية العامة.

    بحــوثه:
    من المخطوطات التي تركها شيخنا الفحل مسودة كتاب عن تاريخ البطاحين، وأخرى عن تاريخ سوبا، ودار الأبواب وكتب بحثاً عن القضاء في عهد المهدية، ونشر ذلك البحث في المجلة القانونية السودانية التي كانت تصدر بالإنجليزية عدد 1964 صفحة 169 ترجمة ابنه القاضي مهدي الفحل رئيس محكمة الاستئناف الحالية.

    وثيقة كوستي:
    ومن الأحداث الطريفة للمؤلف أنه عندما كان يعمل بتجارة الصمغ بجزيرة "زنوبة" بالقرب من الجزيرة (أبا) كتب وثيقة في غاية من الأهمية التاريخية، فقد باع آنئذ الشيخ حماد ولد أم دودو زعيم "الجمع" قطعة الأرض الواقعة غربي "زنوبة" للتاجر اليوناني (كوستي بابيس) كان ذلك في أو حوالي سنة 1900م وكانت صيغة المبايعة كما ذكرها المؤلف هي "أنا الواضع اسمي أدناه حماد ولد أم دودو قد بعت للخواجة كوستى بابيس ألف فدان بمبلغ مائة جنيه واستلمت منه المبلغ المذكور وأذنت لمن يشهد بذلك."
    البائع : حماد ود أم دودو المشتري: كوستى بابيس
    الشهود: محمد بابكر بدري ـ حسين شلبي ـ حسين أبو تياه. ومن طريف ما يذكره مولانا الشيخ الفحل، أن الخواجة طلب منه أن يباعد بين الجمل والسطور، فكتب الخواجة قبل جملة ـ ألف فدان ـ ألف ـ فصارت تقرأ ألف ألف فدان. وضرب الخواجة حولها حظيرة لبيع الصمغ والحبوب وأصبحت تلك الحظيرة نواة لمدينة كوستي الحالية.

    الحج الأول:
    ومن أمتع ما حدثنا به شيخنا الفحل حجه الأول والذي كان سنة 1319هـ وهو يذكره جيداً ويذكر رفقاء الطريق وكان تعدادهم وقتئذ 113 حاجاً فقط، وانضم إليهم في الطريق سلطان "زنجبار" وكان من أهم لوازم الحاج السلاح الناري "البندقية".
    وظل منذ انخراطه في الحياة وإلى أن لبى نداء ربه عاكفاً على القراءة والكتابة والبحث والتدوين لما خصه الله به من صفاء عقلي نادر وذاكرة فريدة.
    المصادر:
    وقد خصص رحلات خاصة لجمع المعلومات التاريخية من شفاه الرواة كما جمع بعض الوثائق والمخطوطات التي كانت منها مادة هذا الكتاب. أوجز المؤلف نفسه مصادره فيما يلي:
    1. ما أخذه المؤلف من أحمد ود الأرباب نمر، ما نقله من الفقيه محمد ود عبد الرازق، بما أخذه عن القاضي ذراع، نقلاً عن سجل ملوكي في دار الأرباب إدريس ود الملك الفحل، وفيه خبر قيام الأمير إدريس، والد ابراهيم جعل، جد قبائل الجعليين، من بغداد سنة 656هـ بعد دخول التتار بها، وحضورهم إلى مصر، ثم إلى السودان. وعن تاريخ الملوك بعده إلى الملك الفحل والملك إدريس.
    2. ما اطلع عليه المؤلف لدى المرحوم الشيخ التاي ود سعيد، شيخ خط الهلالية السابق لتاريخ الزبير ود ضوه الفونجاوي، وتاريخ رفاعة وقبائل قحطان بالسودان.
    3. ما اطلع عليه المؤلف من تاريخ السمرقندي لدى المغفور له الشيخ أحمد الشيخ طه البكري البطحاني.
    4. ما اطلع عليه المؤلف من مذكرة بتاريخ الجعليين لدى الأرباب خالد ود المك عمر ود المك نمر.
    5. ما سمعه المؤلف عن العلامة الفقيه الشيخ موسى ود الزاكي العباسي عن أخبار الجعليين ومن أخبار قبائل قحطان.
    6. ما سمعه المؤلف من الشيخ موسى ود ابراهيم الولاليابي الهدندوي ناظر الهدندوة المؤرخ المطلع عن تاريخ البلو والبلين وتاريخ النابتاب.
    7. دخل المؤرخ أم درمان عند دخول المهدي لها، وأقام فيها أيام الخليفة حيث كان بها كل أهل السودان تقريباً. ووالده من الذين يؤلفون ويجتمع إليهم الخاصة ويتحدثون في التاريخ بدار والده، وكثيراً بدار الياس باشا أم برير العامرة بمجالس التقاة.
    8. رغم ذلك وبتواضع العلماء يعتذر المؤلف أن أخطاء لكبر سنه، لأن السير قد تخطيء وقد تصيب، وأن السودان بلد شاسع صعب المواصلات، وأن من أراد أن يحسن وأخطأ فلا وزر عليه.

    المؤرخ يوسف فضل:
    هذا وقد كتب الأستاذ الدكتور يوسف فضل بعد أن قرأ مسودة الكتاب مقالاً (1) نوجزه فيما يلي:
    حظيتُ بالاطلاع على أجزاء منه فوجدت فيه من المتعة والفائدة ما دفعني لأسطر هذه الكلمة:
    رأى المؤلف وهو ما زال يافعاً الإمام المهدي عند فتح مدينة الخرطوم 1885م. وفي أثناء عمله بالتجارة زار أغلب أقاليم السودان، فعرف بقاعه وسكانه واتصل بكثير من العارفين بتاريخه.
    وقد بذل المؤلف كثيراً من الجهد في جمع مادة هذا الكتاب، فقضى في سبيلها عدة سنوات يجمع وينقح حتى اجتمعت لديه ذخيرة وافرة فأعدها في جزئين.
    الجزء الأول منها للحديث عن القبائل العربية، خاصة قحطان وعدنان، كما تحدث عن الصراع بين الأمويين والعباسيين، ودخول العرب في السودان، والطرق التي سلكوها.
    وأخيراً أفرد حيزاً كبيراً لتاريخ الجعليين وأنسابهم، وبداية ملكهم في منطقة بارا.
    وفي الجزء الثاني سرد أنساب القبائل العربية في السودان، وأصولها وتاريخها، في شيء من التفصيل. ويحس القاريء بالجهد الذي بذله المؤلف في الحصول على مادة الكتاب، ومضاهاتها مع مختلف الروايات لاستيفاء دقتها، فقد تنوعت مصادرها وتنوعت أصولها.
    وربما تكمن أهمية الكتاب في أنه يحوي بعض المعلومات القيمة عن تاريخ القبائل العربية في السودان، والتي استقاها المؤلف من بعض الوثائق التي ضاعت أصولها الآن. ولا شك أن الحصول على شيء من تلك المخطوطات يعتبر كشفاً مفيداً لمصادرها. خاصة مما كان يحفظ في بلاط ملوك الجعليين بشندي. ولعل ما يلفت النظر أن المؤلف جعل تاريخ الجعليين يبدأ في منطقة بارا.
    ويورد قائمة طويلة مفصلة بأسماء ملوكهم في ذلك الإقليم، ويبين كيف تقهقروا، بعد عهود طويلة، إلى منطقة شندي. ولا شك أن هذه الرواية تختلف كثيراً عما اشتهر من أخبارهم.
    وربما اتفق مع بعض ما أورده (دي كالفان) عن نفس الموضوع سنة 1836 ولا شك أن ما في هذه الروايات من الحداثة يحتاج إلى دراسة وتحقيق.

    أبو سليم:
    هذا ومن الذين اطلعوا على مسودة هذا الكتاب الدكتور محمد ابراهيم أبوسليم. وقد أبدي ملاحظات هامة أخذت بعين الإعتبار ومما قاله أبو سليم:
    أرى أن الكتاب صالح للنشر لتضمنه معلومات وفوائد تاريخية كثيرة. والروايات عن القبائل وأصولها وأنسابها وارتباطاتها قد سبق التأليف فيها بالعربية والإنجليزية وأرى أن هذه المحاولة إضافة إلى ذلك البحر فمرحباً.

    الكتاب:
    لقد صرف المؤلف وقتاً طويلاً في هذا الكتاب، وأكمله منذ عشر سنوات، ولكنه حتى تاريخ وفاته كان كلما وجد جديداً أضافه إليه. وهو كما ذكرنا في تلخيصنا لمقالة البروفسير يوسف فضل عنه يقع في جزئين.
    لقد كنا نتمنى أن لو عاش شيخنا الفحل حتى يرى هذا الكتاب وقد تم طبعه، وتناولته الأيدي، إذ أن الكل كان متشوقاً لذلك اليوم سواء من سمع عنه من مولانا الشيخ الفحل، أو قرأ مقالة الدكتور يوسف فضل، أو المقالة التي كتبها عنه كاتب هذه السطور بعد مقابلة أجريت معه في جريدة الأيام بتاريخ 4 فبراير 1975م والمقالة التي كتبت بعد مرور أربعين يوماً على وفاته في عدد الصحافة الصادر بتاريخ 14/6/1975م .
    رحم الله شيخنا الفحل، ووفق أبناءه لنشر ما تركه من تراث في الدين والتاريخ، فقد كان حقاً ركناً من أركان التراث العربي الإسلامي بالسودان. ولا شك أن روحه معنا في هذه اللحظة تبارك ما نحاول القيام به من نشر لهذا الشذى الطيب. فالحمد لله وما التوفيق إلا من عند الله.
    الطيب محمد الطيب
    الخرطوم في 31 يناير 1976م

    لمحات من حياة الراحل الكريم
    الشيخ الفحل الفكي الطاهر
    عليه رحمة الله ورضوانه

    بقلم الأستاذ/ علي الشفيع سليمان
    مدرسة التجارة الثانوية العليا الخرطوم

    شمس تغيب، وبدر يخبو، وذكرى باقية، ومشعل يستضاء به ما دام الإنسان معترفاً بالفضل، وما دام العلم منهجاً، والأفاضل قدوة، والتاريخ حافلاً وحافظاً ذكرى الرجال.
    من أولئك العالم الجليل والمؤرخ الشيخ الفحل، الذي أضاء بلادنا وانتقل في كثير من البلدان طالباً وعالماً ومتعلماً، حتى أصبح فحلاً يشار إليه.
    مات ذلك العالم الجليل وكأن الشاعر عناه بقوله:
    سيعرفني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
    أخلاقه:
    كان عليه رحمة الله طيب المعشر، سمح الجوار، حلو الحديث، لا يمل جلساؤه، وكلما طال بك المجلس وأنت معه يزداد سماحة وحلاوة وبهجة وسروراً.
    ومن أخلاقه لم يذم أحداً طيلة حياته، وما ذكر عنده شخص إلا ذكره بخير، أو سكت عنه، مع أنه مؤرخ ضليع يعرف الناس وأحوالهم المختلفة. وكثيراً ما كان ينشد قول القائل:
    وإن أبصرت عيناك عيباً فقل لها أيا عين لي عيبٌ وللناس أعين
    وكان مجلسه عليه رحمة الله يسع الصغيرة والكبيرة، وترتاح إليه النفوس كلما سمعته وأصغت إليه.
    ومن أبرز صفاته، رحمه الله ورضى عنه، مجالسة الفقراء، ومساءلة العلماء، ومؤانسة الأبرار، ومجانبة الأشرار، والمواظبة على العبادة ومكارم الأخلاق، فكان لسانه، عليه رحمة الله، رطباً بذكر الله لا يغفل عن ذلك ساعة ولا لحظة. ومع هذا كله فكانت أخلاقه تسع الجميع ورحم الله من قال في الأخلاق:

    فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
    فالناس هذا حظه مال وذا علـم وذاك مكارم الأخلاق
    لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتـوج ربـه بخـلاق

    رحم الله الشيخ الفحل. كان كثير الاطلاع، ورضيع كل فن من العلوم، لكنه آثر علم التاريخ، وله كتاب ألفه في حياته سيظهر قريباً إن شاء الله، فهو شبه موسوعة تاريخية، وخضم زاخر مليء بالأخبار والقصص، أما الفتاوي فحدث عنه ولا حرج. ما من مشكلة في الميراث أو المعاملات الزوجية أو غير ذلك إلا أفتى فيها وأسند الدليل إلى صاحبها. ومن أطرف فتاويه جاءه رجل من المغاربة وعنده مشكلة زوجية عرضها على كثير من العلماء ولم يوفق في حلها، فلما جاء إلى الشيخ الفحل حل تلك المشكلة وحدثه بالنص، فقال الرجل بعد فرحة شديدة (لولا أسموك الفحل ما كانوا يجدون لك اسماً).

    شجاعته:
    كان شجاعاً في رأيه، جريئاً في الحق، لا يخشى لومة لائم. وكثيراً ما كان يعتز بأجداده الأوائل، فإذا تحدث عن أسلافه يذكرني بقول الشاعر:
    أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
    ولا غرابة في ذلك فإنه عباسي الأصل. كان الشيخ الفحل رحمة الله عليه مع كبر سنه ووقاره ثائراً لا يتردد. وله أيام الاستعمار الإنجليزي ثورات لا تنسى. وكان قبل خمس وأربعين سنة كان هناك مفتش إنجليزي مشهور بالعداء، جاء مخصوصاً لأبي دليق واستفز الناس هناك بأحكام جائرة. والناس ثاروا ضد هذا المفتش الإنجليزي. وكان الشيخ الفحل عليه رحمة الله حمل السيف على كتفه وقال للناس:
    هيا إلى الخرطوم إلى الحاكم العام لنؤدب هذا المفتش الجاهل ونرده إلى صوابه. والحكاية طويلة مشهورة واسم المفتش (مستر بول). وفعلاً بسبب معارضته للاستعمار الإنجليزي نفى من أبي دليق إلى المتمة خوفاً منه أن يفضح المستعمرين في ذاك الزمن وينبه الناس إلى مساويهم. وأيضا في الأربعينيات له موقف مشهور مع أحد المفتشين واسمه (ترنا) أو دنقول. وكانا يترددان إلى أبو دليق فدخل الشيخ الفحل على ذلك المفتش في مكتبه وتكلم معه بشدة. وأخرجه العساكر بالقوة من المكتب. وحاول أن يدخل مرة أخرى بالقوة إلى المفتش الإنجليزي وهو يسخط ويشتم ويقول هؤلاء الإنجليز ملاعين ما عندهم دين ولا تنفع معهم إلا القوة. لكن تدخل بعض كبار القوم ومنعوا الشيخ الفحل من الدخول على المفتش. ولو دخل في تلك الساعة لحصل ما حصل. هذه لمحات من حياته عليه رحمة الله ورضوانه.
    اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وبارك في ذريته إنك سميع مجيب.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي خلق الإنسان من صلصال من طين، وجعله مما يخرج من بين الصلب والترائب من ماء مهين. وجعلهم شعوباً وقبائل، وأوجب عليهم صلة الرحم وبر الأقارب، تفضلاً وتكرماً من رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المخلوقات، وإمام الأنبياء والرسل السادات، وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء الهداة، القائل: (2) {لا يدخل الجنة قاطع} قال سفيان في روايته يعنى قاطع رحم.

    أما بعد، فإني أنا الفحل، بن الفقيه الطاهر، بن الفقيه عمر، النافعابي، الجعلي، من نسل السيد العباس، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم(3)، والسيد العباس بن السيد عبد المطلب، بن السيد هاشم، جد النبي الهاشمي، من نسل عدنان.

    أما بعد،
    لما اتضح لي أن العرب ببلاد السودان مجهول تاريخ حضورهم، ومجهولة الطرق التي دخلوا بها، عند الكثير من الناس، فإنني أريد بما رويت من مؤرخين فضلاء، وكبار عقلاء، أن أذكر دخول كلٍ، من الجهة التي دخل بها، موضحاً طريقه الذي منه دخل.
    فإن بعضاً دخل من طريق مصر، وبعضاً من عيذاب، وسواكن، ودهلك، ومصوع، وجبوتي، وآخرون من الأندلس، وغيرهم من مراكش، وبعضهم من بلاد المغرب الأخرى.
    وإني ذاكر مرجع نسب كلٍ، وراده إلى أصله، إذ أن العرب بالسودان ينتمون إلى أصلين لا ثالث لهما، فهما قحطان وعدنان. فأما قحطان فهو أبو اليمن كلها، وإليه يرجع نسبها. وأما عدنان فهو أبو عرب الحجاز، وإليه ينتمون في أنسابهم، وكرم أحسابهم. وعدنان نال شرفاً عظيماً بما ناله من حظ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم. والشاعر يقول:

    كم من أب علا بابن حوى شرفاً كما سما برسول الله عدنان

    إن دخول العرب في بلاد العجم لم يكن في زمان واحد، ولا من طريق واحد، بل في أزمنة مختلفة، ومن طرق متعددة، ولأسباب متفرقة.
    كان عرب الحجاز واليمن يسمون السودان (بر العجم). وكان قدماء المصريين يسمونه (نوب) أو (نب)4 أي أرض الذهب5 ولذلك سمى سكانه بالنوبيين أي سكان بلاد الذهب. وأما لفظ "السودان" اسماً فأول من أعلنه خديوي مصر محمد علي باشا عام 1240 هجري في أوراقه الرسمية بعد الاحتلال التركي المصري سنة 1236 هجرية.

    دخول جهينة وفزارة
    سميت كل من القبيلتين العربيتين جهينة وفزارة باسم جدها الأول.
    نسب جهينة
    فقبيلة جهينة جدهم الذي إليه ينتمون هو جهينة بن زيد بن ليث بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مازن بن حمير بن سبأ بن يعرب بن يشجب بن قحطان. وقحطان أبو اليمن كلها وإليه يرجع نسبها وقد افتخر بهذا النسب حسان بن ثابت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاعره بقوله:
    نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر قضاعة بن مالك بن حمير

    نسب فزارة
    هو فزارة بن شيبان بن محارب بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان. وعيلان هو ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وعدنان هو جد النبي صلى الله عليه وسلم؛ ونسبه إلى الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
    لقد كانت القبيلتان، جهينة القحطانية، وفزارة العدنانية، تسكنان من ينبع إلى حد القلزم. فلما جاء الإسلام التحق رجال القبيلتين بجيش الأمير عمرو بن العاص فاتح مصر والإسكندرية؛ فلما تم له الفتوح صدر له الأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، بأن ينتخب أميراً ويرسل معه جيشاً إلى صعيد مصر.
    وفي سنة 20 هجرية انتخب الأمير خالد بن الوليد أو خالد بن سعيد، ومعه جيش كبير، ففتح بلاد الفيوم والبهنسا، وقضى على شوكة الروم. ومن ثم توجه إلى أطراف بر العجم وبلاد نوب، أي السودان اليوم؛ فقوبل بالطاعة وقبول الإتاوة، أي الجزية من كل البجاة والنوبيين. ودخل البعض في الإسلام، كما ورد ذلك في الفتوحات للمقريزي والبهنساوي.
    ولما رأى بنو جهينة وفزارة المراعي الخصبة والمياه العذبة، ارتحلوا بأموالهم ونسائهم وأولادهم عن طريق (المحواد) المعروف اليوم بقناة السويس؛ وكان طريقاً مسلوكاً، فنزلوا صعيد مصر، حيث الأراضي الخصبة والمياه العذبة.
    وفي سنة 32 هجرية دخل الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح بلاد النوبة بجيش كثيف، وتوغل داعياً للإسلام أو الجزية، ووصل دنقلا، فقابله ملوك النوبة بالطاعة وقبول الجزية. كما وفد إليه ملوك البجاة؛ ودخل البعض في الدين الإسلامي، فترك معهم من يفهم المسلمين شعائر الإسلام، وآخرين لجباية أموال الجزية. وشرع رجال من العرب في العمل في معادن الذهب؛ وأظنها معادن (جبيت). ووقَّع الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح معاهدة مع كتري ملك البجاة، وأخرى مع ملك النوبة ديري بن فيعص.
    وهذا نص جزء من المعاهدة اختصرته لطولها:
    وفي العهد الإسلامي تتوفر لنا الوثائق فإن حاكم مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح قد سار على رأس جيش نحو بلاد النوبة، حتى وصل دنقلا العجوز، واستولى عليها. وكان لا يبغي فتحاً؛ لأن البلاد تحت طاعته، وإنما ليأمن شر البجاة والنوبة. وقد عقد مع المملكة المسيحية والنوبة معاهدة جاء فيها كما ورد في خطط المقريزي الجزء الأول صفحة 322:
    {بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعظيم النوبة، وجميع أهل مملكته، من أرض أسوان إلى أرض علوة. جعل لهم أماناً وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم، لا تمنعوا عنه المسلمين. وعليكم كنسه وإسراجه} (إنارته). وهذا دليل على أن المسجد بنى في عهد الأمير خالد بن الوليد أو خالد بن سعيد في سنة 20 هجرية.
    وقد حفظ النوبة العهد إلى حصول الفتنة بين أميري المؤمنين الأمين وأمير المؤمنين المأمون.
    وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب هذه المعاهدة بنص كامل، وأن البجاة والنوبة حفظوا المساجد، واستمروا يدفعون الجزية والزكاة ممن أسلم، حتى في أيام الفتن بين أميري المؤمنين.
    نقض كانون بن عبد العزيز العهد
    وفى سنة 73 هجرية وقعت الحرب في مكة بين الأمير السيد عبد الله ابن السيد الزبير ابن العوام، وقائد جيش الأمير عبد الملك بن مروان الحجاج ابن يوسف الثقفي، وكان بنو كاهل أنصار السيد عبد الله ابن الزبير. فلما قتل السيد عبد الله ارتحل بنو كاهل خوفاً من الحجاج إلى بر العجم (أي السودان) من طريق جدة إلى عيذاب وهى قرب حلايب اليوم. واختلطوا مع البجاة. والمؤرخ الرحالة ابن بطوطة وجدهم هناك سنة 133 هجرية.
    والتحق ببر العجم، من طريق باب المندب المعروف بميناء جبوتي اليوم، الأمير سليمان ابن الأمير عمرو ابن أمير المؤمنين هشام ابن أمير المؤمنين عبد الملك الأموي والقرشي.
    وفى سنة 216 هجرية نقض مكنون ابن عبد العزيز ملك البجاة، العهد, وذلك لما علم بالفتنة القائمة بين الأمير الأمين وأمير المؤمنين المأمون. ولما نقض الصلح كنون ملك البجاة، سار إلى أسوان بجيش يزيد على مائة ألف من البجاة والنوبة، ونهبوا قرى الصعيد صعيد مصر؛ فكتب والى مصر عبد الله ابن الجهم إلى أمير المؤمنين المأمون، فأذن له في القيام بحربهم، وأمده بما يلزم. فجاء إلى أسوان؛ ولما نظر ملك البجاة جيش أمير المؤمنين، خضع، والتزم برد جميع الخراج ورد المنهوبات. وأخذ بذلك الأمير عبد الله ابن الجهم عهداً. وهذا نصه، نقلاً عما نشر بحضارة السودان بالعدد سنة 1268 بتاريخ 8 ذو الحجة سنة 1352 هجرية موافق 24 مارس 1934 ميلادي. واتفق الأمير عبد الله ابن الجهم مع ملك النوبة والبجاة كنون ابن عبد العزيز وكتب عهداً جاء فيه: (كتب عبد الله ابن الجهم، مولى أمير المؤمنين، صاحب جيش الغزاة، عامل الأمير ابن أبى إسحاق، ابن أمير المؤمنين الرشيد أبقاه الله، في شهر ربيع الأول سنة 216 هجرية لملك البجة كنون ابن عبد العزيز عظيم البجة بأسوان، أنك طلبت مني، وسألتني أن أؤمنك، وأهل بلدك من البجة، وأعقد لك ولهم أماناً علىَّ وعلى جميع المسلمين، فأجبتك إلى أن عقدت لك علىَّ ، وعلى جميع المسلمين أماناً، ما استقمت، وما استقاموا على ما أعطيتني وشرطت لي هذا؛ وذلك أن يكون سهل بلدك وجبله، من أسوان في أرض مصر، إلى حد ما بينه دهلك وباضع (مصوع) ملكاً للمأمون عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين، أعزه الله تعالى، وأنت وأهل بلدك عبيداً لأمير المؤمنين، إلا أن تكون في بلدك على ما أنت عليه من البجة، وعلى أن تؤدي الخراج إليه في كل عام، على ما كان عليه سلف البجة وذلك مائه من الإبل، أو ثلاثمائة دينار تدخل بيت المال. والخيار في ذلك لأمير المؤمنين وولاته. وليس لك أن تخزن عليها شيئا من الخراج. وعلى أن كل واحد منكم، إن ذكر اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله ودينه بما لا ينبغي أن يذكر به، أو قتل أحداً من المسلمين، حراً أو عبداً، فقد بريت منه ذمة الله، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة أمير المؤمنين أعزه الله، وذمة جماعة المسلمين، وحل دمه كما يحل دم أهل الحرب وذراريهم. وعلى أن أحداً منكم، إن أعان المحاربين على أهل الإسلام بمال، أو دله على عورة من عورات المسلمين، وأثر لعزتهم، فقد نقض عهد الله وذمته، وحل دمه كما يحل دم أهل الحرب وذراريهم. وعلى أن أحداً منكم، إن قتل أحداً من المسلمين، أو أصاب لأحد من المسلمين، أو لأهل منهم، مالاً ببلاد البجة، أو ببلاد النوبة، أو في شيء من البلدان، براً أو بحراً، فعليه إن قتل المسلم، ديات. ومن قتل العبد المسلم، قيم المسلمون وأهل الذمة عشر أضعافه. وإن دخل أحد من المسلمين بلاد البجة، تاجراً أو مقيماً أو مجتازاً أو حاجاً، فهو آمن فيكم كأحدكم، حتى يخرج من بلادكم. ولا تؤاخذوا من أبقى المسلمون، وإن أتاكم آت فعليكم أن تردوه إلى المسلمين. وعليكم، أن تردوا أموال المسلمين إذا صارت في بلادكم، بكل مئونة تلزم في ذلك. وعليكم، إن نزلتم ريف صعيد مصر للتجارة، أو مجتازين، لا تظهروا سلاحاً، ولا تدخلوا المداين والقرى بحال، ولا تمنعوا أحداً من المسلمين الدخول في بلادكم، والتجارة فيها، براً وبحراً. ولا تخيفوا السبيل، ولا تقطعوا الطريق على أحد من المسلمين، ولا أهل الذمة. ولا تسرقوا المسلم. وعلى أن لا تهدموا المساجد التي بناها المسلمون، بصيحة، وهقر، وساير بلادكم طولاً وعرضاً، فإن فعلتم ذلك فلا عهد لكم ولا ذمة. وعلى أن كنون بن عبد العزيز يقيم بريف صعيد مصر، كي يقي المسلمين من دم ومال. وعلى أن أحداً من البجة لا يعترض حد القصر، إلى قرية يقال لها "قبان" من بلاد النوبة حداً عقد عبد الله بن الجهم مولى أمير المؤمنين، إلى كنون بن عبد العزيز كبير البجة الأمان على ما سمينا وشرطنا في كتابنا هذا، وعلى أن يوافى به أمير المؤمنين؛ فإن زاغ كنون، أو عاث، فلا عهد له ولا ذمة. وعلى كنون أن يدخل على أمير المؤمنين بلاد البجة، لقبض صدقات من أسلم من البجة.
    وعلى كنون الوفاء بما شرط لعبد الله بن الجهم، وأخذ بذلك عهد الله عليه، بأعظم ما أخذ على خلقه من الوفاء والميثاق. ولكنون بن عبد العزيز ولجميع البجة، عهد الله وميثاقه، وذمة أمير المؤمنين، وذمة أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد؛ وذمة عبد الله بن الجهم. وأن يعرف كنون بن عبد العزيز بجميع ما شرط عليه، بأن غَيَّرَ كنون بن عبد العزيز، أو بدل أحد من البجة، فذمة الله جل اسمه، وذمة أمير المؤمنين، وذمة الأمير أبي إسحاق ابن أمير المؤمنين الرشيد، وذمة عبد الله بن الجهم، وذمة المسلمين بريئة منهم.
    ترجم ما في هذا الكتاب حرفاً حرفاً، زكريا بن صالح المخزومي، من سكان جدة، وعبد الله بن إسماعيل القرشي.
    هذا ما ذكره المؤرخ ابن الأثير في حوادث سنة واحد وعشرين. فأقام البجة بتنفيذ هذه المعاهدة تقريباً، مدة واحد وعشرين سنة، ثم نقضوا العهد في خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله العباسي؛ وقتلوا بعضاً من آخذي الزكاة وجباة الجزية؛ وقتلوا من يعمل في معادن الذهب، وأظنها معادن جبيت.
    وإليك ما نقله المؤرخ ابن الأثير عن حوادث سنة 241 هجرية.

    ذكر غارات البجة بمصر
    ذكر المؤرخ ابن الأثير في حوادث سنة 241 هجرية قال نقض النوبة والبجة العهد وقتلوا الأمراء عمال الخراج وعمال المعادن. وإليك ما نقله بالحرف سنة 241هجرية: (ذكر غارات البجاة وفيها غارات البجاة على أرض مصر، وكانت قبل ذلك لا تغزو بلاد الإسلام لهدنة قديمة، وقد ذكرناها فيما مضى. وفي بلادهم معادن يقاسمون المسلمين، ويؤدون إلى عمال مصر نحو الخمس، فلما كان أيام المتوكل امتنعت البجاة عن أداء ذلك، فكتب صاحب البريد بمصر بخبرهم، وأنهم قتلوا عدداً من المسلمين ممن يعمل في المعادن، فهرب المسلمون منها خوفاً على أنفسهم، فأنكر المتوكل ذلك، وشاور في أمرهم فذكر له أنهم أهل بادية أصحاب إبل وماشية، وأن الوصول إلى بلادهم صعب. وبين أرض الإسلام وبينها مسيرة شهر، في جبال وعرة وقفار، وأن كل من يدخلها من الجيوش يحتاج أن يتزود لمدة يتوهم أن يقيمها، إلى أن يخرج إلى بلاد الإسلام. فإن جاوز تلك المدة هلك، وأخذتهم البجاة باليد. وأن أرضهم لا تدر على سلطان شيئاً. فأمسك المتوكل عنهم فطمعوا، وزاد على أنفسهم منهم، فولى المتوكل محمد بن عبد الله القمي محاربتهم وولاه معونة تلك الكورة، وهى قفطا، والى الأقصر وإسنا وارفت وأسوان، وأمر بمحاربة البجاة، وكتب إلى عنبسة بن إسحاق الضبي عامل حرب مصر بإزاحة علته، وأعطاه من الجند ما يحتاج إليه. ففعل وسار محمد إلى أرض البجاة، وتبعه من يعمل في المعادن والمتطوعة عالم كثير. فبلغ عددهم نحواً من عشرين ألف فارس وراجل. ووجه إلى القلزم فحمل في البحر نحواً من سبعة مراكب موقورة بالدقيق والزيت والتمر والسولق والشعير، وأمر أصحابه أن يوافوه بها في ساحل البحر مما يلي أرض البجاة. وسار حتى جاوز المعادن التي يعمل فيها الذهب، وسار إلى حصونهم وقلاعهم. وخرج ملكهم واسمه (علي بابا) في جيش كبير أخاف ممن مع القمي. وكان البجاة على الإبل، وهى إبل فارهة تشبه المهارى. فتحاربوا أياماً، ولم يصدقهم (علي بابا) القتال، لتطول الأيام وتفنى أزواد المسلمين وعلوفاتهم، فيأخذهم بغير حرب. فأقبلت تلك المراكب التي فيها الأقوات في البحر ففرق الظمي ما كان فيها من أقوات على أصحابها فاتسعوا. فلما رأى (علي بابا) ذلك صدقهم القتال وجمع لهم، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وكانت إبلهم ذعرة تنفر من كل شيء. فلما رأى القمي جمع كل جرس في عسكره وجعلها في أعناق خيله، ثم حملوا على البجاة فنفرت إبلهم من أصوات الأجراس فحملتهم على الجبال والأودية، وتبعهم المسلمون قتلاً وأسراً حتى أدركهم الليل، وذلك أول سنة إحدى وأربعين ومائتين. ثم رجع إلى معسكره ولم يقدر على إحصاء القتلى لكثرتهم. ثم إن ملكهم (علي بابا) طلب الأمان على أن ترد مملكته وبلاده إليه، فأدى إليهم الخراج للمدة التي كان منها، وهى أربعة سنين، وسار مع القمى إلى المتوكل. واستخلف على مملكته ابنه (فيعص). فلما وصل إلى المتوكل خلع عليه وعلى أصحابه وكسى جمله رحلاً مليحاً وجلله بالديباج وولى المتوكل البجاة وطريق مصر ومكة سعد الخادم الايتاخي فولى الايتاخي محمى القمي فرجع إليها ومعه (علي بابا) وهو على دينه وكان معه صنم من حجارة كهيئة الصبي يسجد له).
    هذا ما كتبه ابن الأثير بالحرف.
    وطريق مكة ومصر المذكور هو طريق الحجاج من مصر إلى عيذاب، وهى حلايب اليوم. وبها مقر القطب الشاذلي في سفره الأخير إلى الحجاز. وما كتبه ابن الأثير شاهد على دخول الأمير خالد بن الوليد، وأخذه الجزية، ودخول البعض في الإسلام وذلك في سنة 20 هجرية.
    وهذا دليل قاطع على دخول الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة 32 هجرية، وخضوع البجاة والنوبة له، وأخذه الجزية، وإسلام البعض، وأخذه العهود عليهم بالطاعة. وشاهد قاطع على أن العرب كانوا يستخرجون الذهب من معادن جبيت. ودليل قاطع على قتل ولاة الجيش، وقتل عمال المعادن. وأن العمال كانوا من جهينة وفزارة، فساءهم ذلك، ودخلوا بر العجم - أي السودان اليوم - بأموالهم ونسائهم. "الرَّغَم جاب جهينة من الريف" فصارت مثلاً. فانساحت جهينة وفزارة حيث المراعي الخصبة. ولم يلقوا كيداً ولا عداء ولاحرباً. وقد لا تجد في السودان اسم جهينة، ولا فزارة، ولا قحطان، ولا عدنان. وذلك لأن القبائل توالدت وسموا بأسماء آباء متأخرين.

    دخول كنانة ودغيم
    لا يعرف متى دخلت كنانة ودغيم السودان. ولكن وجدت في مذكرات المؤرخ الشيخ الزبير ود ضوه(6) أنهم دخلوا عن طريق مصر.
    وكنانة، الذي إليه ينتسبون، هو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد النبي صلى الله عليه وسلم.

    دخول الأمير إدريس
    عند مواقعة التتار ببغداد سنة 656 هجرية كان الأمير إدريس مع أهله من بنى العباس في ميدان المعركة. فلما دخل التتار بغداد وأمسى الليل، وحضر لمنزله الذي كان بحديقته، وجد أن حبوس المياه التي أطلقت قد أغرقت الحديقة؛ فنقل إلى سفينته من كان معه من آله، وسار بها في النهر إلى حيث يؤمل السلامة. فلما أمن أخرج آله منها واستأجر دليلاً وجمالاً وسار نحو مصر. فلما وصلها وجد أن الخبر قد سبقه بتمام القضاء على سكان بغداد، ومقتل الخليفة وابنه. فنزل ضيفاً على سلطانها. فاجتمع إليه العلماء وسألوه. فأبان لهم أنه من آل العباس، ولكنه ليس من أولاد الخلفاء. وحضر بعده عند السلطان الظاهر بيبرس الأمير أحمد بن الأمير الطاهر ابن الأمير الناصر. واجتمع إليه العلماء وبايعوه، بعد أن أثبت الأمير إدريس ومن حضر معه من بغداد صحة نسبه بأنه عم الأمير المقتول فبايعوه.
    وأما الأمير إدريس فلم يقم بمصر أكثر من عامين؛ إذ أنه هاجر منها إلى السودان سنة 658 هجرية. إذ أن الأمر بمصر كان بيد السلطان بيبرس. وبنو العباس ما عدا الخليفة كباقي أفراد الناس. وعرف أن في صحارى غرب النيل جماعة من بني قحطان وعرب فزارة(7) من بني عدنان. فارتحل إلى أسيوط. ومنها أجر الجمال والأدلاء إلى أن نزل على العرب في الغرب في الخيران( فاستقبل بالسرور، وجعلوه إماماً وحكماً بعد أن علموا أنه من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني العباس، أهل الخلافة والشرف. وانقاد له العرب، وأصبح بينهم سيداً مطاعاً. فاستوطن الصحراء، واقتنى الماشية، وصار مع البادية في الحل والترحال. وطاب له المقام. وكان أكثر مقامه بالخيران. وعاش بالسودان تسع سنوات، حتى توفى ودفن بمقبرة يقال أنها اليوم بين بارا وخرسى.(9) وخلفه في الرئاسة ابنه الأمير إبراهيم جعل جد قبائل الجعليين.

    نسب الأمير إدريس
    والأمير إدريس هو ابن الأمير قيس، ابن الأمير عدي، ابن الأمير قصاص، ابن الأمير كرب، ابن الأمير محمد هاطل، ابن الأمير أحمد ياطل10، ابن الأمير ذي الكلاع، ابن الأمير سعد، ابن الأمير الفضل، ابن الأمير العباس، ابن السيد الإمام محمد، ابن السيد الإمام علي السجاد، ابن السيد حبر الأمة وترجمان القرآن، السيد عبد الله ابن السيد العباس عم رسول الله سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وبارك وسلم، ابن السيد عبد المطلب، ابن السيد هاشم، بن عبد مناف، بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
    وعدنان جد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينتهي نسبه إلى نبي الله إسماعيل، وإلى نبي الله إبراهيم، صلوات الله وسلامه عليهم. وهو صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين. أبوه عبد الله، وجده نبي الله إسماعيل.

    دخول موسى بن لقاني ومسلم
    وفي سنة 840 هجرية حضر من بلاد الأندلس كل من موسى ابن الحاج لقاني، جد الولي الصالح الشيخ الحسن ود حسونة؛ ومُسَلَّم بن حجاز بن عاطف جد قبيلة المسلمية.

    نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    واليك الآتي فإني أتبرك بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    هو، صلى الله عليه وسلم، سيدنا محمد رسول الله، ابن السيد عبد الله، بن السيد عبد المطلب، بن السيد هاشم، بن السيد عبد مناف، بن السيد قصي، بن السيد كلاب، بن السيد مرة، بن السيد كعب، بن السيد لؤي، بن السيد غالب، بن السيد فهر، بن السيد مالك، بن السيد النضر، بن السيد كنانة، بن السيد خزيمة، بن السيد مدركة، بن السيد إلياس، بن السيد مضر، بن السيد نزار، بن السيد معد، بن السيد عدنان.
    هذا النسب الذي يجب معرفته. وإني ناقل كلاً من ابن هشام، ما نقله عن ابن إسحاق، أن السيد عدنان هو ابن أد، بن مقوم، بن ناحور، بن تيرح، بن يعرب، بن يشجب، بن نابت، بن نبي الله إسماعيل، بن نبي الله إبراهيم الخليل عليهم الصلوات والسلام.

    شرف نسبه صلى الله عليه وسلم
    أخرج القاضي عياض في الشفاء سنة 62هـ في شرف نسبه صلى الله عليه وسلم من ضمن حديث فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهبطني إلى الأرض في صلب آدم وجعلني في صلب نوح وقذفني في صلب إبراهيم ثم لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة حتى أخرجني من أبوين لم يلتقيا على سفاح قط. ومن الباجوري على الجوهرة أن أبويه صلى الله عليه وسلم ناجيان لكونهما من أهل الفترة بل جميع آبائه صلى الله عليه وسلم وأمهاته ناجون ومحكوم بإيمانهم ولم يدخلوا كفر ولا رجس ولا عيب ولا شيء مما كان عليه في الجاهلية بأدلة تقلبه كقوله تعالى "وتقلبك في الساجدين" وقوله صلى الله عليه وسلم "لم أزل أتقلب في الأصلاب الطاهرات إلى الأرحام الزكيات" وغير ذلك في الأحاديث البالغة مبلغ التواتر وأما آزر فكان عم إبراهيم وعادات العرب تدعو الأب بالعم: فالحق الذي نلقى الله عليه أن أبويه صلى الله عليه وسلم ناجيان على ما قيل أن الله أحياهما حتى آمنا ثم ماتا فالحديث الذي ورد في ذلك هو ما روي عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحي له أبويه فأحياهما فآمنا به ثم أماتهما، قال السهيلي والله قادر على كل شيء وله أن يخص نبيه بما شاء من فضله وينعم عليه بما شاء من كرامته وقد أنشد فقال:

    حبا الله النبي مزيد فضل على فضل وكان به رؤوفا
    فأحيـا أمه وكذا أبـاه لإيـمانٍ بـه فضلاً منيفـا
    فسلِّم فالقديـر بنا قدير وإن كان الحديث به ضعيفا
    وقال الآخر:
    أيقنـت أن أبـا النبي وأمـه أحياهما الرب الكريم الباري
    حتى له شهـدا بصدق رسالة صـدقاً فتلك رسالة المختار
    هذا الحديث ومن يقول بضعفه فهو الضعيف عن الحقيقة عار

    وقد ألف الجلال السيوطي في نجاتهما مؤلفات كثيرة. انتهى نقلا عن الباجوري على جوهرة التوحيد.
    وقال بعض الفضلاء:
    وفي الطيبين الطاهرين بروزه من آدم والى أبيه عبد الله

    آباؤه صلى الله عليه وسلم
    أورد الأستاذ الفقيه الطاهر ابن الفقيه عمر في تبصرة المفكرين وتذكير الراغبين في ذكرى آبائه وأجداده صلى الله عليه وسلم نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نبي الله آدم وأبان بإسهاب سيرة وتاريخ كل من آبائه صلى الله عليه وسلم ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لنشر ذلك منفرداً مع ما ألفه الوالد كمنظومته الرائعة في أهل بدر رضى الله عنهم.

    ذكر السيد العباس ابن السيد عبد المطلب
    وأمه نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمر بن عامر بن لؤي وأنها أول عربية كست البيت الحرام بالديباج وأصناف الكسوة وذكر أن السيد العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام بالديباج ووجدته ففعلته ولم يزل اسمه العباس ويكنى أبو الفضل وكان ميلاده قبل الفيل بثلاث سنين وكان السيد العباس في الجاهلية رئيساً في قريش وقال صاحب نفح الطيب لما بغت العرب وكان حرب الفجار جمعت قريش الأحابيش وخزاعة وبني بكر واستعدوا للحرب وجعلوا لكل فرع من قريش قائد أمته وكانوا اثني عشر قائداً. ولبس السيد العباس تاج الملك ووشاحه وكتب الله النصر لقريش وكان قائد بني هاشم الزبير بن عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم بينهم يدفع عن عمه الزبير وكان السيد العباس يلي شرف مكة السقاية والرفادة ويلي عمارة المسجد الحرام فكان لا يدع أحداً يتشبث فيه بشعرة ولا يقول هجواً وكانت قريش قد تعاقدت على ذلك وكانوا له عوناً وللسيد الكلمة النافذة والأمر المتبع. قال ابن إسحاق شهد العباس مع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة وأكد فيها على الأنصار وذكر ابن هشام من رواية ميسرة القداح أنه أسلم قديماً وكان يكتم إسلامه وكان يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فيأمره بالصبر فيقول له مقامك بمكة خير لنا وكان يرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأخبار المشركين حتى خرج يوم بدر مع المشركين كارهاً حين أُسر فأظهر إسلامه وكان يسره ما يفتح الله به على المسلمين وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنين والطائف وتبوك. وفي المواهب الدينية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس يا عم لا ترم سترك غداً أنت وبنوك حتى آتيك فإن لي منك حاجة فلما أتاه اشتمل عليهم بملاءته ثم قال يا رب هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه قال فأمنت أسقفة الباب وحوائط البيت فقالت آمين آمين ثلاثة مرات رواه ابن قيلان والقاضي عياض في الشفاء وغيرهم وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للعباس ما أسر وما أعلن وما أخفى وما أبدى وما كان وما يكون منه ومن ذريته إلى يوم القيامة. وتوفى في خلافة الإمام عثمان قبل مقتله بسنتين بالمدينة لاثنتي عشر ليلة خلت من اثنين وثلاثين بعد أن كف بصره وصلى عليه الإمام عثمان ونقل الشعراني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنا وإبراهيم في الجنة كهاتين والعباس بيننا مؤمن بين حبيب وخليل.

    أولاد السيد العباس
    وله من الولد السيد الفضل، والسيد عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن، والسيد عبيد الله والسيد عبد الرحمن، والسيد قثم، والسيد معبد، والسيدة أم حبيبة، أمهم أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بن حرب الهلالية أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، والسيد تمام والسيد كثير أمهم أم ولد، والسيد الحارث أمه هذيلية. قال محمد بن جرير الطبري و آمنة وكلثوم وصفية لأمهات أولاد وصبيح ومسهر ولبابة وأمينة وصالح ذكر ذلك العبدري وابن حجر في الإصابة وقال في الإصابة كل ولد العباس إما لهم رؤية أو رواية أو صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم.

    ذكر السيد عبد الله بن السيد العباس حبر الأمة ترجمان القرآن
    لم يزل اسمه عبد الله وأمه أم الفضل. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين بالشعب قبل خروج بني هاشم منه.
    وذكر الطائي أن النبي صلى الله عليه وسلم حنكه بريقه ودعا له وقال اللهم بارك فيه وانشر منه وعلمه الحكمة. وسماه ترجمان القرآن وكان يسمى البحر لغزارة علمه. وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بقوله الله فقهه في الدين وعلمه الحكمة وترتيل القرآن اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين. وكان أمير المؤمنين عمر وأمير المؤمنين عثمان يدعوانه فيشير عليهما مع أهل بدر وقال له أمير المؤمنين عمر والله انك لأصبح الفتيان وجهاً وأحسنهم عقلاً وأفقههم في كتاب الله عز وجل. وكان أمير المؤمنين عمر يقول ذاكم فتى الكهول له لسان سئول وقلب عقول. وقال ابن مسعود نعم ترجمان القرآن ابن عباس لو أدرك أسناننا ما عاشره أحد. وقال مسروق أدركت خمسمائة من الصحابة اذا خالفوا ابن عباس لم يزل يقررهم حتى يرجعون إلى قوله وكنت إذا رأيته قلت أحلم الناس وإذا أأأأأأأأأأأااااااااتكلم قلت أفصح الناس وإذا حدث قلت أعلم الناس وقال عمرو ابن دينار ما رأيت مجلساً أجمع لكل خير من مجلس ابن العباس. وثبت أنه رأى جبريل مرتين وورد أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن رآه معه ولم يعرفه وقال له هذا جبريل. وعن أبي صالح قال رأيت من ابن العباس مجلساً لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخراً رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا يذهب قال فدخلت إليه فأخبرته بمكانهم على بابه فقال ضع لي وضوءاً قال فتوضأ فجلس وقال اخرج فقل لهم من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه فليدخل قال فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوه وأكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج فقل من أراد أن يسأل عن الحرام والحلال والفقه فليدخل فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا أو أكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج وقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل قال فآذنتهم فدخلوا فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوه أو أكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج وقل من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم عليه.
    قال أبو صالح فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس. وشتمه رجل فقال أتشتمني وفيَّ ثلاثة خصال إني لآتي الآية من كتاب الله تعالى فأود أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث يأتي البلد من بلدان المسلمين فأفرح وما لي به سليمة وكان يقول ما بلغني عن أخ لي مكروه إلا أنزلته أحد ثلاث منازل إن كان فوقي عرفت ذلك من قدره وإن كان نظيري تفضلت عليه وإن كان دوني لم احتفل به هذه سيرتي في نفسي فمن رغب عنها فأرض الله واسعة وعن طاوس قال ما رأيت أحداً أشد تعظيماً لحرمات الله من ابن العباس وكان يقول لأن أعول أهل بيت المسلمين شهراً أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلىَّ من حجة بعد حجة ولطبق بدانق أهديه إلى أخ أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل وكان يقول خذ الحكمة ممن سمعت فإن الرجل يتكلم بالحكمة ليس بحكيم كالرمية خرجت من غير رام وقال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت قد قرأت المحكم يعنى المفصل وتوفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين من الهجرة وهو ابن أربعة وسبعين عاماً وصلى عليه ابن الحنفية وكبر أربعاً عليه وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وضرب على قبره فسطاطاً وعن سعيد بن جبير قال مات ابن عباس بالطائف وشهدت جنازته فجاء طائر أبيض ولم ير على خلقته فدخل نعشه ولم يرى خارجاً منه فلما دفن تليت هذه الآية {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} أخرجه ابن عرفة.

    ذكر ولد السيد عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم
    له من الولد السيد العباس وبه كان يكنى والسيد الفضل والسيد محمد والسيد عبيد الله والسيدة لبابة والسيدة أسماء والسيد علي السجاد.
    ذكر السيد علي السجاد بن السيد عبد الله حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم ابن العباس بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد السيد علي السجاد بالكوفة سنة تسعة وثلاثين من الهجرة وأمه من حمير ذكر الشيخ الصبان أن الإمام علي رضي الله عنه جاء إلى صلاة العصر فلم ير السيد عبد الله بن الحبر قال أين أبو العباس فقيل إن زوجته وضعت فتوجه إليه وأخذ الغلام وحنكه بريقه وقال لابن عباس ما سميته فقال أيجوز أن أسميه وأنت بيننا فقال الإمام علي رضي الله عنه سمه علي وكنه أبا الحسن فإنه أبو الخلفاء الذي يأخذ بثأر أبنائي ونشأ ورعاً تقياً تعلم على والده واستوطن بالمدينة.
    فلما كان موقعة الحرة الشهيرة من جيوش الأمير يزيد بن أمير المؤمنين معاوية بقيادة أشقى أهل زمانه مسلم بن الحجاج بعد ما قتل المقاتلة وأباح المدينة فجلس في المسجد وقال كل من لم يباع رقيق لزيد اقتلوه فذهب الأمير مروان بن الحكم والأمير عبد الملك إلى السيد علي زين العابدين بن السيد الحسين بن الأمام علي رضى الله عنه وكرم وجهه وأتوا به بينهما شفقة عليه من مسلم بن الحجاج فلما رآه بينهما انتهرهما وقال تريدان أن تقولا تحرم بنا فوالله لولا وصاية أمير المؤمنين يزيد به خيراً لقتلته فبايعه على السمع والطاعة لأمير المؤمنين يزيد ثم جاء الإمام علي السجاد بن السيد عبد الله بن السيد العباس فقال مسلم تبايع على أنك خول ورقيق لأمير المؤمنين يزيد فقال له الإمام علي السجاد ها الله لا أبايع إلا كما بويع ابن عمي فهم به مسلم بن الحجاج ليقتله فقامت حمير وكانوا عداد الناس وخاصته بنو وليعة فقالوا والله لا يبايع ابن أختنا إلا كما بايع ابن عمه فانتهى عنه مسلم بن الحجاج فقال له على السجاد:

    أبي العبـاس قـرم بني لـؤي وأخـوالي الملوك بنو وليعـة
    همو منعوا ذمامي يـوم جاءت كتائب مسـرف وبنو اللكيعـة
    أرادوا لي التي لا عـز فيهــا فحـالت دونهـا أيـد سـريعة

    ثم انتقل إلى الطائف وهنالك كان ابن عمه الإمام محمد بن الإمام علي كرم الله وجهه وهو المعروف بابن الحنفية وذلك أن بني هاشم بعد قتل السيد الحسين رأوا من بني أمية الاضطهاد فاتفقوا على أن يكون الإمام محمد بن الحنفية إماماً وأرسلوا الدعاة للأمصار يدعون إلى العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بدم السيد الحسين وأن يكون السيد محمد بن الحنفية إماماً بالحق وفي أيام السيد عبد الله ابن السيد الزبير بن العوام تحضر أيام موسم الحج بعرفات ثلاثة ألوية لواء ابن الزبير ولواء عبد الملك بن مروان ولواء الامام محمد بن الحنفية وكان للسيد علي السجاد بالطائف حديقة فكان يصلي فيها في كل يوم ألف ركعة وذاع صيته بالعلم والعمل وسارت به الركبان فأزعج ذلك الأمراء والقواد من بني أمية فأرسلوا من جاء به وأهله إلى الحميمة من أرض الشام فسكنها.

    الأمام محمد ابن الحنفية
    وفي سنة ثمانين من الهجرة حضر عند الأمام على السجاد الإمام محمد بن الحنفية قادماً من دمشق من عند أمراء بني أمية وعرفه أنه سقى سماً وأنه راحل وقال أنت الخليفة الامام بعدي والقائم بأمر بني هاشم وتوفى الإمام ابن الحنفية في الحميمة ودفن بها وذلك سنة ثمانين من الهجرة.
    فقام الإمام علي السجاد بالأمر أتم قيام وأرسل الدعاة وقويت شوكة الشيعة العباسية وكان رجلاً جهوراً فكان يقول إن الأمر صائر إلى ولده وذهب يوماً إلى الأمير هشام بن عبد الملك ومعه ولدا ابنه الإمام محمد أبو جعفر المنصور وأبو العباس السفاح فقضى له ما أراد فقال سأوصي ابنى هذين فلما قام ليخرج قال الأمير هشام إن الشيخ قد أسن وهو يزعم أن الأمر صاير إلى ولده فالتفت إليه الإمام علي السجاد فقال أما والله سيكون فيهم حتى يأخذه منهم العلج هلاكو ملك التتر.

    الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة
    ثم إن الإمام علي السجاد لما رأى من نفسه ضعف الكبر ولى الأمر من بعده ابنه الامام محمد وحرض شيعته وأوصاهم على اتباعه والقيام بالعمل بكتاب الله والسنة والطلب بدم الشهداء فجد الأمام محمد واجتهد وأمد الشيعة بالأموال الكثيرة وكان أمر الشيعة اشتهر وكثر فيهم القتل والأذى فطالبوه في الظهور فقال الحمد لله الذي أعز قتلي بالشهادة وإنما منكم قتلى وان هذا الأمر لا يتم إلا بقتلى في سبيل الحق وأنا صاحب البذر فأبشروا الأوان اقترب وصاحب الأمر آت. وفي سنة أربعة عشر ومائة قدم على الإمام محمد سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز بن قريظة وقحطة بن شبيب فالتقوا به في مكة وأخبروه بقصة أبي مسلم وما رأوه منه فقال لهم الإمام محمد أهو حرٌ أم عبد قالوا أما عيسى فيزعم أنه عبده وأما هو فيدعي أنه حر قال فاشتروه وأعتقوه وقدموا إلى الإمام محمد مائتي ألف درهم وكسوة بثلاثين ألف درهم فقال لهم ما أظنكم تلقوني بعد عامي هذا فإن حدث بي حادث فصاحبكم ابني إبراهيم فإني أثق به وأوصيكم به خيراً فرجعوا واشتروا أبا مسلم الملقب القائد الخراساني. وفي سنة ستة عشر ومائة في شهر ذي القعدة توفي الأمام محمد وهو ابن ثلاثة وسبعين سنة.

    الإمام إبراهيم بن الإمام محمد بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة
    ثم قام بالأمر بعد وفاة والده إبراهيم الامام أتم قيام وفرق دعاته في البوداي والامصار وأظهر الأمر ظهوراً كاملاً وأصبحوا يرغبون خروجه وهو يأمر بالصبر ويتحين الفرص. وفي سنة سبعة وعشر ومائة قابل الامام إبراهيم بمكة في الموسم سليمان بن كثير ولاهز بن قريظة وقحطبة بن شبيب فسلموا لمولى الامام عشرين ألف دينار روماني ومائتي ألف درهم ومسكاً ومتاعاً كثيراً. وكان معهم أبو مسلم فقال سليمان بن كثير للامام إبراهيم هذا مولاك أبو مسلم وأحضروا كتاباً إلى الامام إبراهيم من بكير بن ماهان أنه في الموت وأنه قد استخلف أبا سلمة حفص بن سليمان الخلال وهى رضى للامر فكتب الامام إبراهيم لابي سلمة يأمره بالقيام بأمر أصحابه وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم أنه أسند أمرهم إليه.
    ومضى أبو سلمة إلى خراسان فصدقوه وقبلوا أمره ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من أموال الشيعة وخمس أموالهم ولقبوه وزير آل محمد. وفي سنة ثمانية وعشرين ومائة وجه إبراهيم الأمام ابو مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم إلى خراسان وعمره تسعة عشر سنة وكتب إلى أصحابه أني قد أمرت بأمري فاسمعوا له واطيعوا فإني قد أمرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك فأتاهم فلم يقبلوا قوله وخرجوا من قابل فالتقوا بمكة عند ابراهيم الإمام فأعلمه أبومسلم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره. فقال الامام ابراهيم لقد عرضت هذا الأمر على غير واحد ابوه علي وكان قد عرضه على سليمان بن كثير فقال لا ألي على اثنين أبداً.
    ثم عرضه على ابراهيم بن سلمة فأبى فأعلمهم أنه قد أجمع رأيه على أبي مسلم وأمرهم بالسمع والطاعة له ثم قال له إنك من أهل البيت احفظ وصيتي أنظر هذا الحي من اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم فإن الله لا يتم هذا الأمر الا بهم واتهم ربيعة في أمرهم وأما مضر فإنهم العدو القريب الدار واقتل من شككت فيه وان استطعت ان لا تدع بخراسان من يتكلم بالعربية فافعل وأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله ولا تخالف الشيخ يعنى سليمان بن كثير ولا تعص أمره وإذا أشكل عليك أمر فاكتب به.
    وفي سنة ثمانية عشر ومائة توفى الامام علي السجاد بالحميمة من أرض الشام وأقبر مع ابن عمه الامام محمد بن الحنفية في قبر واحد.
    وحصلت فتن بين الأمراء الامويين أغفلتهم عن شيعة العباسيين بخراسان وفي أثناء ذلك جاءت إلى الامام ابراهيم بن الامام محمد وفود خراسان وكل وفد يطلب الإذن بالخروج.
    فيأمرهم بالصبر والحذر من أعدائهم وكتم أخبارهم. وفي هذه السنوات كان يختلف الى الامام ابراهيم أبومسلم وسليمان بن كثير. وفي سنة تسعة وعشرين ومائة كتب الامام ابراهيم الى أبي مسلم يستدعيه ليسأله عن أخبار الناس فسار اليه في النصف من جمادي الآخرة ومعه سبعون من النقباء وفي أثناء الطريق بقومس لقي أبو سليم رسولا من الامام ومعه كتاب يقول ارجع وإني بعثت لك راية النهر السحاب ومعها راية الفتح الظل وادع من اطاع من شيعتنا وأظهر أمرك وجاهد في الله وأرسل الى قحطبة بن شبيب بمامعك يوافيني به في الموسم. ولما وصل أبو مسلم مرو فدفع كتاب الامام ابراهيم الى سليمان بن كثير وفي الكتاب الأمر بالظهور واعلان الدعوة وقتال كل من يخالف والجد في الحرب ضد قواد بني أمية فنصبوا أبامسلم وقالو رجل من آل البيت ودعوا الى طاعة بني العباس وفرقوا النقباء في البلاد لجمع الشيعة العباسية ووضعوا الراية السحاب على عود طوله ثلاثة عشر ذرعاً والراية الظل على عود طوله اثنا عشر ذراعاً. وكتب ابو مسلم الى كل البلاد ومع النقباء ان الظهور في أول رمضان ثم تحول أبو مسلم الى قرية سيفنج فأتاه أهل ستين قرية وكان إمام الناس في الصلاة سليمان بن كثير والقائد الحربي أبو مسلم. ثم صلوا عيد الفطر بطخارستان. وأرسل الأمير نصر بن سيار غلامه يزيد مع جيش كثيف فوجه اليه أبومسلم مالك بن الهيثم فالتقى الجيشان في عراك شديد بقرية الين وأمد أبو مسلم جيشه بجيش مع ثلاثة قواد صالح بن سليمان الضبحي وابراهيم بن زيد وزياد بن عيسى واشتد القتال فحمل عبد الله الطائي على مولى نصر فأسره وانهزمت جنود الأمير بعد ترك قتلى وأسرى وأمر أبو مسلم خالد بن برمك بجمع الغنائم وتوالت على الأمير نصر الفتوح فالكرماني وبعد قتله أولاده على وعثمان ولحقه أبو مسلم بمرو وكان حربا شديدا ثم قال نصر علام نقتتل فقال أبو مسلم أدعوك الى كتاب الله وسنة رسوله والرضا من آل محمد فطلب نصر التأجيل والنظر وكتب كتاباً إلى الأمير مروان بن محمد يصف الحال وما هم فيه من الشدة فقال:

    أري خلل الرمـاد وميض جمر وأخشى أن يكون لها ضرام
    فإن النــار بالعوديـن تذكو وإن الحـرب أولـه كـلام
    أقول من التعجب ليت شعـري أأيقـاظ أميــة أم نيــام
    فان كانـوا لحينـهم نيـاما فقـل قومـوا فقد آن القيام

    ثم إن أبا مسلم أرسل قحطبة بن شبيب بالفتوح الى الامام ومعه نفقه فقابله بمكة فأعطاه الامام راية وكتب إلى أبي مسلم لمده بالرجال ويرسله الى العراق فإن أوان الفتوح اقترب فأرسل معه جيوشاً كثيرة فالتقى بيزيد بن نصر فهزمه وهزم جيش ابن نباته وسار نحو العراق فأرسل عمر هبيرة ابنه في جيش كثيف وأمده بمعن بن زايدة الشيباني فالتقى الجيشان عند نهر كسكر فخاض قحطبة النهر ولقي القوم وقتل منهم مقتلة عظمى وأسر وانهزم الجيش.
    والتقي قحطبة ومعن لايعرف أحد منهم صاحبه فضرب معنى قحطبة في حبل عنقه فلما سقط قال لابنه حميد القني في الماء واخف أمري لئلا يحزن أصحابنا ويسر أعداؤنا وليلِ الأمر بعدي ابني الحسن فجاء الحسن من جيفرت وقاد الجيش واحتل الكوفة بعد هروب يوسف بن عمر.








                  

العنوان الكاتب Date
الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان zoul"ibn"zoul04-14-04, 02:36 AM
  Salam tani and confiscate your indignation akzom ghayzak ya habeeb elhilayla04-14-04, 03:00 AM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان zoul"ibn"zoul04-14-04, 03:12 AM
  Taslam elhilayla04-14-04, 03:43 AM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان Bashasha04-14-04, 04:44 AM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان zoul"ibn"zoul04-14-04, 01:25 PM
  With lots of all the best to you elhilayla04-14-04, 06:02 PM
    Re: With lots of all the best to you hanouf5604-14-04, 06:24 PM
      Re: With lots of all the best to you Mandela04-14-04, 07:14 PM
        Re: With lots of all the best to you osly204-14-04, 07:31 PM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان zoul"ibn"zoul04-15-04, 01:06 AM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان zoul"ibn"zoul04-15-04, 01:20 AM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان zoul"ibn"zoul04-15-04, 01:29 AM
  Check now elhilayla04-15-04, 03:15 AM
  Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان Bashasha04-15-04, 05:16 AM
    Re: الهشاشة و النجاسة فى فكر المدعو بشاشا ـ تاريخ العرب فى السودان Frankly04-16-04, 09:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de