|
Re: السودان وتحديات السوق الحر (Re: Abdel Aati)
|
رجوعا للفقرة:
خصوصا وان هناك عديد من الاحزاب السودانيه تتبنى سياسة التطور الاشتراكى اللارأسمالى
اعتقد ان ما اسمي بطريق التطور اللارسمالي؛ قد كان واحدا من اكبر الاخطاء الفكرية والسياسية التي سادت في الستينات والسبعينات؛ واوصلت البلاد التي سارت بها الي الخراب؛ ولا اعتقد انها مقبولة في عالم اليوم.
التطور غير الراسمالي هل هو اشتراكي ؛ ما هو طابع علاقات الانتاج فيه؛ كيف يتم فيه تحفيز الانتاج؛ ما هي آليات جذب راس المال المهم لدفع عملية التنمية؛ ما هي القوي الاجتماعية الحريصة عليه ؟ هل سيتم فرضه من قبل الدولة ؛ ام هو نمط تعاوني قاعدي ؟ هذه كلها اسئلة ؛ لم يجب عليها القائلون بهذا النمظ للتطور؛ وفي المحصلة فقد ادت محاولة تطبيقه االي المجاعة والخراب؛ في بلاد غنية بمواردها مثل اثيوبيا وانجولا واليمن الجنوبي الخ الخ .
انني نري ان هذا الطريق قد واجه النقد حتي من قبل مفكرين ماركسيين؛ فقد انتقده مر النقد سمير امين؛ وقد اشارت الي خطله ايضا الدكتورة فاطمة بابكر .. كما ان عبدالخالق محجوب نفسه؛ في آخر اعماله : حول البرنامج؛ قد اشار الي ضرورة استحلاب راس المال الاجنبي؛ وتحفيز العملية الانتاجية ؛ وبحث عن حلول تصب اكثر في اتجاه نظام خليط من المبادرة الخاصة وراسمالية الدولة؛ مما لم يجد حظه من التطوير في ادبيات اليسار السوداني.
لقد اصبح واضحا اليوم؛ ان طريق التطور غير الراسمالي؛ هو ما يعادل راسمالية الدولة ؛ او ما نسميه ( نقلا عن عطا البطحاني) الاقتصاد القائم علي الريع ؛ وهو اقتصاد لا يحفز العملية الانتاجية؛ ويجعل من الجهاز البروقراطي للدولة - الحزب الحاكم؛ الحكم والفيصل في توزيع الامتيازات والفائض الاقتصادي؛ الامر الذي يتم في شكل استهلاكي بحت؛ يؤدي الي التقهقر الاقتصادي وقفل اي طرق للتنمية؛ والافقار المتزايد لقطاعات اوسع من الجماهير.
كما انه في زمن العولمة وثورة الاتصال؛ يغدو بناء نموذج اقتصادي معزول وغير مرتبط بالسوق العالمية من المحال؛ وعندنا في تجربة بورما وكوريا الشمالية وكوبا؛ والتي تتقعقر كل يوم الي الوراء؛ وتقف شعوبها علي حافة المجاعة؛ اكبر العبر .
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|