بيني وبين المنظمة العربية والثقافة والعلوم :د. محمد سعيد القدال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2004, 10:55 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيني وبين المنظمة العربية والثقافة والعلوم :د. محمد سعيد القدال

    بيني وبين المنظمة العربية والثقافة والعلوم

    د. محمد سعيد القدال

    لست هنا بصدد الحديث عن تجربة شخصية مرت بي مع هذه المنظمة الموقرة، فليست صفحات الجرائد مسرحا للخلافات الشخصية. ولكن للتجربة انعكاسات على الحركة الاكاديمية، رأيت ان اشرك فيها القاريء السوداني.
    تتولى المنظمة العربية الاشراف على اصدار كتاب باسم: «الكتاب المرجع في تاريخ الامة العربية»، الذي تتولى ليبيا تمويله. وتكونت لجنة علىا لتقوم بتوزيع الابحاث على المختصين. وكان الدكتور ابو سليم، رحمه الله، من اعضاء تلك اللجنة. ورشحني لكتابة الجزء الخاص بالثورة المهدية في السودان. وذكر في ترشيحه إني ألفت خمسة كتب ومجموعة من الابحاث عن المهدية.

    وبعد ان ارسلت البحث، وصلتني رسالة من الامين العام للمجلس التنفيذي تضمنت ملاحظات المشرفين العلميين الذين يتولون تحرير وتقييم الابحاث. وقمت بالرد علىها في رسالة الى الامين العام في ابريل عام 2003م، وكان ردي على الاعتراضات كما يلي.

    1: ترى اللجنة العلمية اني تعاملت مع الثورة المهدية بمفهومها الحرفي، فتوقفت عند وفاة المهدي وسقوط الخرطوم. فقلت ان تعاملي مع الثورة المهدية لم يك حرفيا وانما كان تاريخيا . فقد اندلعت الثورة للقضاء على الحكم الاجنبي وانتهت عند تحقيق ذلك الهدف. وما حدث بعد ذلك يندرج في اطار مرحلة تاريخية اخرى. وكل الثورات لها بداية ونهاية ولا تمتد الى ابعد من هدفها. فمتى تنتهي الثورة الفرنسية او الثورة البلشفيه؟ ان الكتاب الجامع الذي سوف تصدره المنظمة، يتناول الفترات التاريخية التي تشكل المعالم الاساسية في تاريخ الامة العربية ولا يتناول كل الاحداث ما كبر منها وما صغر، والا امتد الى عشرات المجلدات.

    2: قالت اللجنة اني تبنيت المقولة التي روجت لها المدرسة البريطانية والتي تصف الوجود المصري في السودان بأنه استعمار. اولا، تستعمل اللجنة العلمية تعبير (الوجود المصري في السودان) ، وهذا تعبير غير دقيق وغير علمي. الافضل ان نقول الحكم التركي - المصري . ثانيا، ان وصف الوجود المصري في السودان بأنه استعمار ليس قاصرا على المدرسة البريطانية، او على الذين تبنوا مقولتها دون تبصر بينما تمكنت المدرسة المصرية من تفنيدها لما تمتلكه من قدرات اكاديمية اكبر من التي نمتلكها. ثالثا، كيف نصف الجيوش التي ارسلها محمد على باشا للسودان بعدتها وعتادها ودخلت في حروب مع اهل البلاد، وفرضت علىهم نظاما باطشا وقاسيا، وصف المؤرخ السوداني (كاتب الشونة جانبا منه فقال ان (الدفتردار وضع يده بالخراب، فما ترك بالبلاد انيسا ولا تسمع لها حسيسا من حد شندي حتى كترانج) . فهل جاءت تلك الجيوش في رحلة نيلية لتستنشق هواء البلاد العلىل؟ وطلبت من اللجنة العلمية مراجعة كتابي «تاريخ السودان الحديث» من صفحة 127 الى 145 عن المقاومة السودانية للحكم التركي - المصري.

    ثم قلت في رسالتي: اذا كانت هناك حاجة لمراجعة فترة الحكم التركي - المصري في السودان، فإن المدرسة التاريخية المصرية اولى بتلك المراجعة، لأن كتاباتها في هذا الصدد منحازة وتعبر عن موقف الفئات الحاكمة في مصر وليس عن موقف اكاديمي. وليس هذا رأينا نحن الذين انسقنا خلف المؤرخين البريطانيين دون روية، بل قاله الاستاذ محمد انيس، علىه الرحمة، عندما جاء الى السودان عام 1980م، ممتحنا خارجيا لرسالتي للدكتوراة. فقال ان المؤرخين المصريين تبنوا في دراساتهم عن الحكم التركي - المصري في السودان موقف الفئات الحاكمة في مصر وابتعدوا عن الموقف الاكاديمي . واعتقد ان الدكتور انيس من اعمدة المدرسة التاريخية المصرية ، ولم يكن منساقا خلف المؤرخين البريطانيين.

    ان المؤرخين المصريين انساقوا وراء الرأي الذي يقول ان الثورة المهدية كانت خروجا على الشرعية العثمانية، وانها حطمت وحدة وادي النيل. ولذلك سموا غزو السودان عام 1896م، (استعادة السودان). اي عودة السيادة العثمانية. وهو نفس الرأي الذي اعتمد علىه الاستعمار البريطاني في صراعه الدبلوماسي مع فرنسا حول ازمة فشودة الشهيرة عام 1899م. حيث احتج البريطانيون بان الفرنسيين تعدوا على السيادة العثمانية. فمن الذي انساق خلف الموقف الاستعماري البريطاني؟

    3: ثالثا ان القول بأن المدرسة التاريخية المصرية فندت ما قالت به المدرسة التاريخية البريطانية، فأمر يحتاج الى وقفة. فتفنيد المدرسة المصرية لا يعدو عن كونه رأي اكاديمي مثل مختلف الدراسات الاكاديمية التي تقبل الرفض والقبول، وليس الرأي النهائي والحكم الاوحد. فالمدرسة التاريخية المصرية لها انجازاتها المقدرة، ولكنها ليست هي المرجعية التاريخية لما يكتب عن الحكم التركي - المصري في السودان.

    كما ان وصف كتابات المؤرخين البريطانيين بأنها كتابات استعمارية، فيه اجحاف بحق تلك الكتابات. فقد قدم بعض المؤرخين البريطانيين دراسات عن الحكم التركي - المصري انصفته انصافا لا تجده حتى عند المؤرخين العرب. واشير هنا بشكل خاص الى دراسة البروفيسور هولت بعنوان: (الردة والتحديث في السودان في القرن التاسع عشر)، التي تناول فيها جوانب التحديث التي ادخلها الحكم التركي - المصري، وكيف ان المهدية كانت ردة على ذلك التحديث. وقد ناقشت افكاره بهدوء دون ان اتهمه بالانحياز للعثمانيين ومعاداة المهدية . فالساحة الاكاديمية تموج بمختلف الدراسات، التي يحكم علىها فقط بقوة طرحها وتماسكه ، واشير ايضا الى كتاب البروفيسور ريتشارد هيل بعنوان: (مصر في السودان)، الذي يعتبر مرجعا اكاديميا له وزنه.

    4: دعا الامين العام في رسالته الى عدم اثارة الحساسيات التي اشعلها الاستعماريون ، حتى تتم الاستجابة للمنطق الوحدوي للكتاب . واقول ان الحساسيات التي اشعلتها بعض الانظمة العربية اكثر ضراوة مما اشعله الاستعماريون. الى متى نظل نتخذ من الاستعمار شماعة نعلق علىها كل اخفاقاتنا؟ اما اذا كان للكتاب منطلقات وحدوية، فلن يكون دراسة اكايمية لأن الدراسات الاكاديمية لا تنطلق من النتيجة التي سوف تنتهي الىها. مثل هذه الابحاث كتابات للدعاية ولن تقوى على الوقوف كثيرا. واذا كانت ليبيا تتولي تمويل الكتاب، فهذا لا يعني ان تفرض رؤيتها على منهج البحث.

    وفي الختام طلبت من اللجنة ان تبحث عن شخص آخر غير منساق للمؤرخين الاستعماريين واكثر تفهما للمنطلق الوحدوي للكتاب.

    وتكرم الامين العام بالرد على رسالتي في 5/5/2003م، وللأسف الشديد جاءت الرسالة تنضح بالتبرير. فيقول ان الكتاب ينطلق من منظورات ثلاثة هي: المنطلق الوحدوي ، الفهم الحضاري ، والتقيد بأسلوب البحث العلمي. ان المنطلق الوحدوي هو الاستنتاج الذي قد تنتهي الىه الدراسة او لا تنتهي . فكيف تكون النتيجة هي منطلق البحث؟ ألم اقل ان اصابع ليبيا النفطية تتخلل البحث؟ لقد سئمنا من تدخل الانظمة الشمولية في كتابة التاريخ، بداية بالاتحاد السوفيتي السابق حتى انظمة البعث والقوميين.

    وماذا يقصد الامين العام بالفهم الحضاري ؟ لا استطيع استيعاب مثل هذه التعابير المعممة. أما التقيد بأسلوب البحث العلمي، فلا يحتاج الى اعلان لأن الذي يحكم ذلك التقيد هو البحث نفسه وليس الاعلان عنه. وهل تقيدت اللجنة العلمية الموقرة بأسلوب البحث العلمي عندما اعترضت على وصف الحكم التركي - المصري بأنه استعمار وفضلت علىه تعبيرالوجود المصري؟ ان استنتاج اللجنة العلمية، بعيد عن المنهج العلمي وعن الفهم الحضاري وعن حقائق التاريخ الساطعة، ولم تنظر الى التاريخ الا من زاوية واحدة ضيقة اشد الضيق.

    ان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، خرجت عن طابعها القومي فيما يختص بالكاتب الجامع، واصبحت تحركها اصابع ليبيا والمدرسة التاريخية المصرية التي لايحظى استنتاجها بالقبول في الساحة الاكاديمية من اميركا حتى الهند.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de