"أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرودا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2004, 11:54 PM

شقرور

تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 253

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرودا

    جمانة حداد


    التقيناه على مفترق طرق بين حلم وحلم، بين قصيدة ويد. مشينا اليه في خطى من لا يوقف مسيرهم شيء، وطرقنا شجر ابوابه وزرناه في كل بيوته، في "عشرون قصيدة حب واغنية يائسة" و"الاقامة في الارض" و"النشيد العالمي" و"اناشيد اولية" و"مئة سوناتة حب" و"اعترف باني عشت" وسواها الكثير من المنازل التي شيّدتها مخيلته ونبوغه الشعريان. وهناك، تحت سقف من غيم ونار، ساءلنا نصوصه وحاورناها، ومن امطارها وجمراتها قطفنا هذه الاجوبة.

    قل ايها الشاعر، كيف يولد الشعر؟

    - هو يجيء من مرتفعات غير مرئية. اصوله غامضة ومعتمة، وينابيعه مستوحدة ومعطرة. كمثل نهر يأتي ويجرف كل ما يقع في درب تياره. كمثل نهر ايضا يشق طريقه بين القمم ويذيع نشيده البلوري في المروج. يسقي الحقول ويعطي خبزه للجائعين. يمشي بين سنابل القمح ويروي عطش الرحالة. وعندما يناضل الرجال او يرتاحون، وحده يغني لهم، يجمعهم ويصهرهم ويعجنهم ويسري فيهم مؤسسا الشعوب. هكذا يولد، وهكذا يعبر سهول الارض حاملا الى الجذور وعدا باستمرار الحياة.

    وهل تستطيع هذه الحياة التي يحملها في رحمه ان "تقتل" الموت المتفشي في عالمنا؟

    - ما نفع الابيات ان لم تكن ضد ذاك الليل الذي يخترقنا كخنجر مرّ؟ ما نفعها ان لم تجعل النهار اقل سخفا والغروب اشد غروبا؟ ما جاتنا اليها ان لم تكن ذاك الركن الحزين والجميل حيث يطيب لاجسادنا المطعونة ان تتهيأ للموت؟ نحن الشعراء نكره الكراهية ونحارب الحرب بالكلمة.

    وما الكلمة؟

    - جنح من اجنحة الصمت. قطعة ارض اعشقها، انا الذي لا املك نجمة سواها بين كل مروج السماء. هي التي تكرر الكون وتكثّره. هي بيتي ايضا. شيّدتها فسيحة رحبة لكي العب فيها من الصباح الى الصباح.

    لم تكتب؟

    - انها طريقتي لكي اكون وحيداً. لا اكتب لتسجنني الكتب بين طياتها. اكتب من اجل العصافير. ومن اجل ايلول. اكتب ايضا من اجل الناس البسطاء، رغم انهم لن يستطيعوا قراءة شعري بعيونهم الريفية. لكن ستجيء لحظة يصل فيها سطر من سطوري، او بعض الهواء الذي يهزّ كياني الى آذانهم، وربما يقولون آنذاك: كان رفيقا حقيقيا. وهكذا يكفي. إنه التاج الذي اريد.

    كيف تصف نفسك بابلو؟

    - ولدت من صدر وطني الغباري، ومن جذع الشعر. لي قلب نجار، وكل ما المسه يصبح غابة. احب عالم الريح وغالباً ما تختلط عيناي بأوراق الاغصان. لا اميز بين النساء والربيع، بين الرجل والشجرة، بين الشفاه والجذور.

    ولم جئت الى هنا؟

    - اتيت لاغني ولتغنوا معي. فأنا شعوب، شعوب كثيرة، واملك في صوتي القوة النقية لكي اعبر صمتكم وانزرع في العتمات. ايامي مصنوعة من كل الحيوات، فالشاعر اوسع من البحر وجزره، ويجب ان تنزلوا فيه مثل بئر لكي تخرجوا من الهاوية بغصن مياه سرية وحقائق مغمورة.

    كل هذه الحيوات. الا تتعب احياناً من انك..؟

    - يحدث احيانا ان ادخل معمل خياطة او صالة سينما، ذابلا بائساً كبجعة ورقية تبحر في مياه من رماد. يحدث ان تدفعني رائحة صالونات التزيين او دخان المحرّكات الى الانفجار بكاء. فأنا اريد فقط مسندا من حجر او من صوف، اريد فقط الا ارى المؤسسات ولا المصانع ولا الاسواق ولا النظارات الطبية ولا المصاعد الكهربائية. يحدث ايضا ان اتعب من قدميّ ومن اظافري ومن شعري ومن ظلي. بلى، يحدث في الحقيقة ان اتعب من كوني رجلا...

    ذكرت الحقيقة. هل هي موجودة حقا؟

    - الحقيقة هي ان ليس ثمة حقيقة. لقد متّ، وهذا امر يعرفه الجميع رغم ان الجميع يخفيه. ماتت الحقيقة ولم تتلق ازهارا. ماتت ولم يبكها احد.

    وانت، هل انت ميت حقا؟

    - ميت هو ذاك الذي يصبح عبدا لعاداته، مكررا نفسه كل يوم. ذاك الذي لا يغيّر ماركة ملابسه ولا طريق ذهابه الى العمل ولا لون نظراته عند المغيب. ميت هو ذاك الذي يفضّل الاسود والابيض والنقاط على الحروف بدلا من سرب غامض من الانفعالات الجارفة، تلك التي تجعل العينين تبرقان، وتحوّل التثاؤب ابتسامة، وتعلّم القلب الخفقان امام جنون المشاعر. ميت هو ذاك الذي لا يقلب الطاولة ولا يسمح لنفسه ولو لمرة واحدة في حياته بالهرب من النصائح المنطقية. ذاك الذي لا يسافر ولا يقرأ ولا يصغي الى الموسيقى، ذاك الذي لا يقبل مساعدة احد ويمضي نهاراته متذمرا من سوء حظه او من استمرار هطول المطر. ميت هو من يتخلى عن مشروع قبل ان يهم به، ميت من يخشى ان يطرح الاسئلة حول المواضيع التي يجهلها، ومن لا يجيب عندما يُسأل عن امر يعرفه. ميت ٌ من يجتنب الشغف ولا يجازف باليقين في سبيل اللايقين من اجل ان يطارد احد احلامه.

    ميتٌ؟ انا؟ كلا، لست كذلك. لنقل اني صامت فحسب.

    وما هي الاسئلة التي رافقتك الى صمتك ولا تخشى طرحها؟

    - كثيرة هي.

    لِمَ تخبىء الاشجار روعة جذورها؟ لِمَ تنتحر الاوراق عندما تشعر بأنها صفراء؟ لِمَ تبكي الغيوم الى هذا الحد، ولِمَ كلما بكت ازدادت مرحا وخفة؟ والدموع التي لا تُبكى، هل تنتظر دورها في بحيرات صغيرة، ام انها تصبح انهارا غير مرئية تتدفق نحو الحزن؟ وهل ثمة ما هو اكثر بعثا على الكآبة من قطار متوقف تحت المطر؟

    من يتألم اشد، ذاك الذي لا ينفك ينتظر او ذاك الذي لم ينتظر احدا قط؟ كم من الاسئلة لدى الهرّ وكم يبلغ عمر تشرين؟ كم اسبوعاً في اليوم الواحد وكم عاماً في شهر؟ وما اسمه ذاك الشهر الذي يحل بين كانون الاول وكانون الثاني؟

    من هم اولئك الذين صرخوا فرحاً عندما ولد اللون الازرق؟ وما اسمها الزهرة التي تطير من عصفور الى عصفور؟ اين منتصف البحر، ولم لا تركض الامواج اليه؟ كم المسافة بالامتار المستديرة بين الشمس والبرتقالة؟ لم اجمل الانهار ذهبت لتجري في فرنسا؟

    الم يكن صحيحا اذاً ان الله يعيش في القمر؟ اليست الحياة سمكةُ تهيأ لتكون عصفورا؟ اين انزرعت عينا الرفيق بول ايلوار؟ وعندما كان يبكي بودلير هل كانت تنهمر دموعه سوداء؟ هل استطيع ان اسأل كتابي اذا كنت انا من كتبه حقا؟ من يسعه ان يجيبني ما الذي جئت افعله في هذا العالم؟ ما الذي سيقوله عن شعري اولئك الذين لم يلمسوا دمي؟ وهل ثمة اغبى من ان يحمل المرء اسم بابلو نيرودا؟

    هل تراكِ تعرفين من اين يجيء الحب؟ امن فوق او من اسفل؟

    - آه، الحب... لو اوتي لك اليوم ان تعود لتهمس بضع كلمات في اذن المرأة التي تحب، ما الذي كنت لتقوله لها يا ابلغ العشاق؟

    - انني جائع الى فمكِ، الى صوتكِ، واهيم في الشوارع دون غذاء، صامتاً جريحاً، باحثاً عن حفيف قدميكِ السائل في اوردة النهار. قبّليني واحرقيني يا امرأة، فأنا ما عشت وما مت الا من اجل ان تغرق عيناي في مياه عينيكِ اللامتناهية.








                  

العنوان الكاتب Date
"أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرودا شقرور04-01-04, 11:54 PM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود شقرور04-02-04, 00:27 AM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود THE RAIN04-02-04, 08:18 AM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود esam gabralla04-02-04, 01:04 PM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود شقرور04-02-04, 03:00 PM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود شقرور04-02-04, 07:06 PM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود esam gabralla04-02-04, 11:36 PM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود esam gabralla04-04-04, 03:15 AM
  Re: "أنا شعوب كثيرة وفي صوتي قوة تعبر عن صمتكم" مئوية بابلو نيرود esam gabralla04-04-04, 12:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de