|
الجــاحـظ "الأسـود": و فـخـر "الـسـودان" على "البيـضـان" .. !!
|
نواصل عرض سلسلة سير " مشاهير العالم السود - World's Great Men of Color" مترجمة عن كتاب الباحث الأميريكى "الأسود" "J.A.. Rogers". و اخترنا هنا سيرة " الجاحظ": العالم "الأسود" سيد العصر الذهبى للأدب العربى, و بعض ما أورده فى كتابه القيم : " فخر السودان على البيضان". و "الجاحظ" استقر فى مخيلة السودانيين باعتباره من "العربان" "البيضان", هكذا صورته لنا ثقافة "العربسلام" التى تصمت عن ذكر اللون أو تصنف المعنى ضمن "البيضان" حين يكون المعنى من الأعلام العرب, و تسارع فى تحديد اللون عندما لا يرقى المعنى لكبير شأن فى هذه الثقافة, أو حين يقدم المعنى نموذجا لمعاناة "الأسود" من لونه فى الوسط العربى مما يعطى انطباع الأصل العرقى "الأبيض" "للعربان" و تفوقهم, و فى نفس الوقت شذوذ وجود "الأسود" فى هذا الوسط. و فى هذا "فرية" كبيرة انطلت على أهل السودان ردحا من الزمان و آن أوان فضحها و التخلص منها.
و حين أفصحت لنا ثقافة "العربسلام" عن "الجاحظ" قالت أنه مؤلف كتب : "البيان و التبيين" و "الحيوان" و "البخلاء", ثم صمتت "شهرزادنا!" عن الكلام المباح, لنكتشف و قد بلغنا من العمر عتيا أن "الجاحظ" كان رجل فاحم السواد, بالمستوى الذى يطلق عليه المتسربل "بالعربسلام" فى السودان لفظة "عبد", و الأدهى أن لديه سفر لا يقل أهمية عن مؤلفاته المذكورة, كله مخصص عن "السود" فى الجزيرة العربية, و يقدم شهادات لا يمكن تجاهلها عن طبيعة الصراع العرقى بين "البيضان" و "السودان" فى تلك الحقبة, و التى يبدو أن هذا الصراع فى ذاك التاريخ بالذات قد بدأ دورة أخرى من دوراته العديدة لتغليب "البيضان" على "السودان", الأمر الذى دفع "الجاحظ" لتأليف ذاك السفر التوثيقى لتذكير من فاتهم "أفضال السودان على البيضان".
الكتاب يقدم اجابات شافية لكل من نالت منه نظرية التفوق العرقى "العربى" على الأفريقى "الأسود", فأستسلم و لم يعد يشك مجرد الشك فى عدم صحة هذه النظرية, أو أن العكس قد يكون صحيحا !. و ما كشف عنه "الجاحظ" من جانب مدهش عن واقع "السود" فى الجزيرة العربية هو حقائق ما كانت لتخطر على بال السودانى الذى دلف أكاديميا الى ثقافة "العربان" من خلال عيون "المصريين" المنحازة الى "البيضان" و ضد "السودان". ما كان ليخطر على باله ذلك بسبب ما استقر فى ذهنه من عملية القولبة المنتظمة التى ألبته ضد لون بشرته, و قد بدت آلية هذه القولبة فى أشد تجلياتها السافرة فى:
من علم الأسود المخصى مكرمة أقومه البيض أم آباؤه الصيد أم أذنه فى يد النخاس دامية أم ثمنه بالفلسين و هو مردود لا تشترى العبد الا و العصى معه ان العبيد لأنجاس مناكيد
و العبيد هنا ليسوا شخص آخر ندعوه "الجنوبى أو النوباوى", بل هو تحديدا السودانى "الشمالى", اذ أن "نوبى" تعنى فى القاموس اللغوى "عبد", بنفس الشكل الذى تعادل فيه لفظة "أسود" لفظة "عبد". و هؤلاء "العبيد" السودانيين, لسخرية الأقدار, مازالت أبيات الشعر هذه تتردد بين جدران مؤسساتهم التعليمية تحفظها أذهان أبنائهم الشابة رغما عنهم عن ظهر قلب و الا فلا علم !! .. بينما تظهر على شاشة تلفزيونهم "القومى" "ماما" برنامج "جنة الأطفال": امرأة " بيضاء", فى عرف أهل السودان, تسأل أطفالهم "السود": " ماهى المرأة الوضيئة ؟ هل هى المرأة التقية أم المرأة الجميلة أم المرأة البيضاء ؟!" .. و بينما يحتار أبنائنا فى الاجابة على سؤال هذه "الماما" التى لا تشبه أمهاتهم, يجيبون أخيرا فى رهبة: "التقية"!, .. فتيجيبهم "الماما" السعيدة "ببياضها" بأكثر من سعادة من قام بتعيينها فى هذا الموقع و الابتسامة لا تفارق ثغرها: " كضبا كاضب .. هى المرأة البيضاء" !!!؟ .. مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن وراء حالة "الشيزوفرينيا" اللونية التى يعانى منها السودانى تقف سياسة مدروسة أوصلته لأن يصنف نفسه ضمن "البيضان", .. الأمر الذى يكشف عن حاجة السودان الماسة لثقافة "وعى أسود – Black Consciousness" .. كترياق يشفيه من حالة فصامه اللونى, .. و سنعمل الآن على استنطاق اليسير منها فى ثقافة "العربان" قبل أن نواصل بحثنا عن تجلياتها فى التاريخ البشرى العريض. و كالعادة نطلب من القراء المساعدة فى ترجمة أسماء الأشخاص و الشعوب و المناطق و الجزر التالية على التوالى:
أسماء الأشخاص: Nusaib ibn Riah / El-Haiqutan / Al Wanshi / An Nassam / Gibbs / Akym ibn Akym / Dhu Nowas / Aflah / El-Ghandaf / Labid / Ghumdum / El-Montagi ibn Nbhan / Eli-Ajjaj / Irar / Mekkive / Beni Makhsoum / Wahrig / El-Musrif El Mwirri / Al-Burkhui / Abdullar ibn Khazim / El Adgham / Faraj Abu Kub أسماء المناطق : / Obollah Euphrates أسماء الجزر: Kalah / Zabig يتبــــــــــــــــــــــع ..
(عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 09:11 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجــاحـظ "الأسـود": و فـخـر "الـسـودان" على " (Re: Tanash)
|
الجــــــــــاحـــــظ
سيد العصر الذهبى للأدب العربى (778 – 868 )
لتقييم "الجاحظ" دعونا نستعين بآراء مادحة له لثلاثة من العلماء : يقول العالم العربى "قبس - Gibbs" : ( .. ان الكاتب الأكثر عبقرية فى عصره, ان لم يكن فى تاريخ الأدب العربى برمته, كان حفيدا لأحد العبيد "السود" هو "عمر بن بحر", و الذى عرف باسم "الجاحظ", و يعنى : " ذو العينين الجاحظتين" .. ). و يقول "كرستوفر داوسون" : ( .. كان "الجاحظ" العالم الأعظم فى عصره, و مبدع القرن التاسع الميلادى الأول باسلوبه المميز البديع .. ). و يقول "P.K. Hitti" .. ان أول من قدم علم الحيوان و علم الانثروبولوجيا هو " أبو عثمان عمر بن بحر "الجاحظ" .. و الذى احتوى كتابه "الحيوان" على أصول ما عرف فيما بعد بنظريات النشوء و التطور, و التكيف البيئى, و علم نفس الحيوان. لقد كان "الجاحظ" يعلم كيف يستخرج عنصر "النشادر" من فضلات الحيوانات عن طريق التقطير و التجفيف. ان أثره على علماء الحيوان اللاحقين كان واضحا و جليا. و لكن تأثير "الجاحظ" كعالم لاهوت راديكالى و رجل أدب و معرفة و ثقافة, كان أعظم. لقد كان "الجاحظ" واحدا من أكثر العلماء غزارة انتاجية, و احد الأكثر استشهادا و اقتباسا من أعمالهم فى الأدب العربى. ان أصالته و مقدرته العقلية الفائقة, و ظرافته و روحه الساخرة, و معرفته الغزيرة, جعلته مشهورا على نطاق واسع).
ان "الجاحظ" الذى يبدو أنه كان "زنجيا" فاحم السواد, خرج الى الحياة فى أكثر البيئات وضاعة و حقارة, الا أنه بولعه بالمعرفة و مثابرته فى التحصيل, و ذاكرته الهائلة و المذهلة و مقدرته الاستيعابية الاستثنائية, و لين و طيب معشره, استطاع الوصول الى أعلى مراتب العلماء و ارتقاء أعلى درجات التقدير و الاحترام. و لد "الجاحظ" فى مدينة "البصرة", و درس فيها فقه تاريخ اللغة و الفلسفة و العلوم, تحت اشراف معلم "المعتزلة" المرموق " النسام", و بروحه المستقلة لم يستغرق طويلا لأبتداع طريق المعرفة الخاص به, فأسس مدرسة لأفكاره الخاصة و التى عرفت "بالجاحظية". لقد كانت مقدرته العقلية الفائقة و روحه الفكهة و سعة عقله و ذاته المتجردة و النزيهة, سببا فى جعله محبوبا حتى لدى الفرق الدينية الأكثر تعصبا, و التى كما جرت عادتها تعامل أمثاله مجرد مهرطق و زنديق. "الجاحظ" كأنسان لا يمل القراءة, كان يقوم بتأجير المكتبات من أصحابها حتى يتمكن بذلك من قضاء الليل بأكمله فى الاطلاع داخل المكتبة. كانت مؤلفاته تأتى فى حجم مجلدات, و قد كان القليل من المؤلفين فى مستوى غزارة انتاجه, كما من النادر أن نجد مؤلف يستمر فى الكتابة المدة التى قضاها "الجاحظ" فى التأليف. لقد كان بالفعل خصب الانتاج الى أن توفى فى عام 868 م عن عمر يفوق التسعين. لقد كان يكتب بطريقة كما قال ( جبس ): ( تبدو كنوع من الثرثرة و الهذر مطعما ذلك باسلوب وقور رزين تتخلله روح الدعابة و المرح, مما يثير خيال القارى و متعته, و ذلك فى قالب محكم و متقن يفيض بالحياه الى حد بعيد. ان فطنته و روحه المرحة حاضرة دائما, و انتاجه غزير.. ).
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع ...
(عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 08:35 PM) (عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 08:35 PM) (عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 08:40 PM) (عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 09:01 PM) (عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 09:08 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجــاحـظ "الأسـود": و فـخـر "الـسـودان" على " (Re: Tanash)
|
ان أهم مؤلفات "الجاحظ" هو كتاب "الحيوان", و هو يقع فى سبعة مجلدات, و من كتبه أيضا "مناقب الأتراك" و " تفضيل التجارة و احتقار الادارة", و " فخر السودان على البيضان" و "البيان و التبيين". و "الجاحظ" بأسلوبه الذى يحتوى على أغرب أنواع المعلومات المتنوعة, يقوم بتغطية كل جوانب الموضوع. و باسلوبه هذا نجده يعالج الصفات الايجابية و السلبية للحيوانات كما هو واضح فى معالجته لموضوع محاسن و مساوىء الكلاب.
و على مستوى ملامحه الشخصية كان "الجاحظ" لا يتمتع بمظهر جذاب, فقد كانت عينيه تبدوان كما لو كانت ستقفذان فجأة من محجريهما. و يحكى أن الخليفة " المتوكل" دعاه الى تعليم ابنه, و لكنه عندما رآه يدخل عليه, صدمته ملامح و جهه, فما كان منه الا أن أمر له بمبلغ ضخم و صرفه فى الحال. و لكن " المتوكل" لاحقا دعاه مرة أخرى الى القصر و وضع أبنه الأمير الصغير تحت أشرافه التعليمى, رغم أنه يختلف بحدة مع مذهب و قناعات "الجاحظ" الدينية. فى نهايات سنين حياته الطويلة, عانى "الجاحظ" معاناة كبيرة من تدهور صحته. فكان يشتكى بالقول: "ان علل الطبيعة قد تآمرت على جسدى, فأنا ان أكلت شيئا باردا فهو يهاجمنى فى أقدامى, و ان أكلت شيئا دافئا فهو يهاجمنى فى رأسى. لقد كان عمرى من أثقل الأحمال التى دعيت الى حملها ". و مع ذلك لم يسمح لشىء من كل هذا أن يتدخل فى أعماله الأدبية. و لقد وضع "ياقوت" قائمة بأكثر من مائة و عشرين مؤلف كتبت بقلم "الجاحظ".
فى كتاب ( فخر السودان على البيضان), يبدأ "الجاحظ" فى تعداد الكتاب "الزنوج" من أمثال "لقمان" الذى كانت كتاباته معروفة و دعى فى القرآن الكريم "بالحكيم", ثم يواصل القائمة: ( و هناك أيضا من "الزنوج" "ابن جبير", و هو رجل عرف بالتقوى و الورع الشديدين, و كان يلقى عالى الاحترام و التبجيل لتفقهه العميق فى السنة المحمدية, وهناك "بلال" الحبشى الذى قال عنه الخليفة "عمر" أنه منفردا يعادل ثلثى الاسلام, و كذلك "أفقا – Afga" أول من استشهد فى الغزوات الاسلامية, و هناك "المقداد" أول من حارب فى الاسلام على ظهر حصان, و كذلك "الوانشى" و هو من قتل "مسيلمة الكذاب", و "جليبيب" الذى مات فى أحد الغزوات الاسلامية بعد أن قاتل باستبسال فقتل سبعة رجال, فورى جسده الثرى بأيدى النبى "محمد" نفسه.
و هناك أيضا " فراج" الحلاق الجراح, الذى اشتهر بالعدل و الانصاف مما كان سببا فى استدعائه باستمرار بواسطة القضاء لاستشارته. و كذلك "الحيقطان" الشاعر الذى عندما رآه الشاعر "جرير" يلتحف ثوب أبيض فى احدى الولائم علق قائلا: "انه يبدو كذكر الحمار و قد لف بورقة بيضاء" ! .. فرد عليه "الحيقطان" بأبيات شعر قال فيها : يتبــــــــــع ...
(عدل بواسطة Tanash on 03-25-2004, 09:04 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجــاحـظ "الأسـود": و فـخـر "الـسـودان" على " (Re: Nada Amin)
|
الأعزاء .. ندى .. و مريود .. و القراء الكرام..
يسوؤنى أن أخبركم أننى أخفقت فى الحصول على كتاب "الجاحظ – فخر السودان على البيضان", و لكنى وجدت اصدارة دورية تصدرها الجامعة الكويتية:" حوليات الآداب و العلوم الاجتماعية", و فيها وجدت دراسة بعنوان : "السود فى التراث العباسى – قراءة فى الجاحظ و ابن الجوزى", بقلم "د. عبد الله محمد الغزالى". و على تواضعها و جنوحها لحزف أبيات الشعر القاسية الهجاء فى حق "البيضان", الا أننى سعدت بها كثيرا, ففى هذه الدراسة بعض الأشعار و الأسماء التى وردت فى كتاب "الجاحظ" و سيرته كما كتب عنها "ج.أ. روجرز" التى نحن بصدد ترجمتها, و لكن للأسف الشديد لا يوجد فيها شرح لأشعار الشعراء "السود" الرائعة.
و لما كان هناك بعض المعلومات فى دراسة المجلة الدورية التى لم ترد فى دراسة "روجرز", و منها ما يقوم بشرح المناسبة التى قيل فيها الشعر, رأيت أن أخلط بين المعلومات الواردة فى موضوع "روجرز" و موضوع " الدورية". عليه سيكون الوارد بين [....], منقول أو ملخص من موضوع الدورية الكويتية, و ما عداه يتبع لموضوعنا قيد الترجمة. كما أعتذر لكم لعدم توفر امكانية الكتابة "بالتشكيل" لدى, مما سيصعب معه قراءة و فهم الأشعار الجميلة الواردة على لسان الشعراء "السود" الفحول, و هذا امر محزن و مؤلم فى آن, فهذه الأشعار مما يجب أن يحفظه أبناء "الأساود" عن ظهر قلب كذخيرة يبرزونها عندما يتجرأ أحفاد "المتنبىء" النيل منهم بانحيازاتهم ضد "الأسود" . أرجو أن يتوفر لنا من يستطيع شرح هذا الشعر الذى يحتل مكانة هامة لدى أبناء "الأساود".
لكم وافر الود ..
| |
|
|
|
|
|
| |