بلبل الثأر يغرد في دارفور وجبال النوبة :محمد المكي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2004, 02:47 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بلبل الثأر يغرد في دارفور وجبال النوبة :محمد المكي إبراهيم

    [email protected]

    تسببت حكومة الجبهة القومية في تعاطف شعبي كبير مع قرنق وحركة تحرير السودان التي يقودها بسبب قسوتها الجهادية في معاملة الجنوب والجنوبيين. وهو تعاطف عام شمل قيادات الأحزاب الشمالية المعارضة وامتد منها إلى الجمهور العريض ولكنه تمحور بصفة خاصة في قطاعات الشباب ممن ولدوا بقلوب سليمة بعيدا عن الموروثات العقيمة التي نشأت عليها الأجيال السابقة. والآن وقد عادت الحكومة المتأسلمة إلى بعض رشدها وفتحت مفاوضات السلام مع الجنوبيين فقد أبت إلا أن تفسد علينا بهجة يومنا بقسوتها وقبحها ودمامتها في التعامل مع دار فور الثائرة ومطالبها العادلة، مثبتة للمرة الألف أنها حكومة ضد الفرح وضد التصافي بين أبناء السودان.

    تخصصت حكومة المتأسلمين في قطع الأرحام ومعاداة ذوي القربى فبدأت بأبناء وسط السودان لتصفي معهم حزازات أيام الدراسة التي لا يعبأ بها إلا حاكم صغير العقل ضيق الصدر لا يفقه شيئا عن فنون الحكم وأخلاق الحاكمين. فامتلأ رصيدها بالحاقدين وطلاب الثأر ممن ذاقوا عذاب الآخرة في غرف التعذيب وبيوت الأشباح وأصبح بلبل الثأر يغرد في قلوبهم حتى في ساعات التسامي والانشراح. ومن بعد الأقربين التفتت على أهل الجنوب وارتكبت ضد المدنيين البسطاء أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير بطريقة توحي بموت الضمير وانعدام الرأفة وتحجر القلوب وكلها صفات معهودة في الحكومات المتمسحة بالدين منذ عهد اليزيد إلى محاكم التفتيش وحتى انبثاق عصر الحرية والعلمانية الذي وضع حدا لتلك الممارسات في البلاد المحظوظة –بلاد الديموقراطية والعدل القائم على الضمير.

    وما حدث لجبال النوبة هو الأخر وجه آخر لعملة الجبهة الإسلامية المتداولة –عملة الأرحام المقطوعة والأرض المحروقة وإلحاق الظلم بالأقربين. فليس في السودان من هو اقرب إلى القلوب من هذه القبيلة الشجاعة المجيدة.ذات الخلق العالي والذكاء المتوهج والغنى الثقافي الكبير. وهي بنفس الوقت من اكثر القبائل اندغاما في نسيج السودان الحديث فقد تزوجوا من القبائل المستعربة وزوجوها وتبنى اغلبهم دين الإسلام وطرقه الصوفية. ولقد كنت انوه شخصيا بأنني وزعيم الحركة المسلحة لجبال النوبة نحمل نفس الاسم-اعني بذلك البطل الراحل يوسف مكي كوة كما أن عائلتينا تنتمي إلى نفس الطريقة الصوفية. ويروي المنصفون من الجنود الحكوميين انهم كثيرا ما باغتوا قرى النوبة ومؤذنها يرفع الأذان لصلاة الفجر فلم ينفع ذلك في عصمة دماء السكان الأبرياء وأعراضهم وممتلكاتهم ولم يمنع جلاوزة الحكومة من معاملتهم معاملة الكافر المرتد.

    ثم نأتي إلى الجرح الطازج النازف في دار فور، ففي أول عهدها بالحكم استقوت حكومة المتأسلمين بجماهير دار فور مستغلة تدينهم الفطري وغيرتهم على دين الإسلام. ولطالما استعرضهم تلفزيونها وهم يقومون بتلك التلاوة الجماعية التي تجعلهم يفرغون من تلاوة كامل الكتاب الكريم في ساعة أو بعض ساعة. ولكن جشع المتأسلمين وأنانيتهم حجبت عن أهل دار فور كل مقومات النهضة والحياة فقد استأثروا لأنفسهم بكل شيء وحرموا آهل السودان من كل شيء.وحين فرقع الغضب في دارفور نثرت دولة المتأسلمين كنانتها وعجمت عيدانها ورمت دار فور بأمرها عودا وأصلبها مكسرا وأطلقت على الأهالي العزل جحيما من القتل والقصف والتشريد.

    تلك هي سياسة النظام الثابتة:أن يكسروا كل فم ينفتح في المطالبة بالحقوق وان يستغلوا فترات صمتنا الخائف المرعوب ليأكلوا استحقاقاتنا من الماء والطرق والعلاج. وإذا فاض الكيل وأحدثنا فرقعة صغيرة هنا أو هناك هجموا علينا بقضهم وقضيضهم وجندوا من اخوتنا من ينصرهم علينا ويؤذينا ليرضيهم . فهكذا حرضوا النوير على الدينكا وعرب دار فور على فورها ومساليتها ولهم في تمزيق نسيج الوحدة في السودان رصيد كبير. ومن كل ذلك تبوء الجبهة الإسلامية بعداوة ومقت الناس فالذي يحدث الآن هو رفض للجبهة من كامل آهل السودان جنوبا وغربا ونوبة . وهو رفض متدرج بعضه يحمل البندقية وبعضه يحمل القلم وأكثره يعبئ الناس ليوم فصل يرونه بعيدا ونراه قريبا.

    في غضون ذلك يتحدث المتحدثون عن زوال السودان القديم الذي نشأنا فيه يريدون بذلك فناء الغابات والميادين والمكتبات وازدحام المدن وزوال الرحمة من قلوب الحاكمين.وليتهم يفكرون بزوال حقيقي يتمثل بفناء البشر وموتهم واختفاءهم من وجه البسيطة هو فناء وإفناء أهلنا الفور والمساليت والنوبة إلى جانب مليونين من الجنوبيين ماتوا بالسيف وبالجوع والمرض والهجرة الإجبارية من الأوطان.

    إن دماء هؤلاء جميعا في عنق الجبهة القومية الإسلامية وسيظلون من مسئوليتها بعد انفضاض الحفل وحين يمثل الخلق بين يدي خالقهم . أما في الحساب السياسي العادي فلا مهرب للجبهة من كل هذه الآلام التي تسببت فيها للوطن وأبناؤه من كل جهة وكل عرق. ومتى شالت الكفة فلسوف تلقى سوء المصير. ومن طبيعة الأشياء أن يحدث ذلك فهكذا يرث الله الأرض ومن عليها أم انهم لا يوقنون بذلك ويحسبون أنفسهم خالدين فيها أبدا.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de