حكايةهذه البنت التي قرأت كتاب تعلمواكيف تصلون فإلتزمت الفكرة الجمهورية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2004, 10:37 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكايةهذه البنت التي قرأت كتاب تعلمواكيف تصلون فإلتزمت الفكرة الجمهورية

    حكاية هذه البنت التي قرأت كتاب تعلموا كيف تصلون وطبقته حرفيا فالتزمت الفكرة الجمهورية فزال الهم والغم والحزن والكدر وعذاب الضمير والقلق والتقلب الذي كان يلازمها منذ أمد بعيد..
    ما عاد ينطفىٍ آخر شعاع من اٍشعاعات الرجاء والأمل ، حتى تبدأ صورة لامتناهية من جديد
    ويح الذى غاص فى دياجير الظلمات يجتبى منها مايشاء ، يقتفى الأثر الضايع فى ردهات الضياع
    وخيوطه المتشابكة اللانهائية . الاٍنحدار أم الصعود ،الاٍنزلاق أم التسلق ،السقوط أحسن أم التشبث.. تناسجت خيوط الأمل الضايع واختلطت مع دموع الحزن الممجوج بالرجاء فى بوتقة نفس منكسرة
    الماضى .. الحاضر .. المستقبل .. وجودى غيابى ظهورى .. اٍختفائى ..ذاتى .. العدم ..أنوثتى دلفت أرشف من معين ما قالوا وفعلوا ولم يجسدوا ماقالوا ،ولن يجسدوه . صعدت أعلى القمم التعليمية ، قبضت الريح والزئبق ووجدت الكبريت الأحمر، حديث من النفس له طقوس خاصة ، تشعبت وتشابكت، وظلت تتوالد فى اٍتجاه سالب توالد منه الكدر والهم والغم والحزن .. ذرفت دمعة من العين
    اليسرىولم تذرف من العين اليمنى . ظلت اليمنى يابسة تنظر لجارتها ،وتقول : ما الذى يبكيك ! قالت لأنها اليسرى ،
    أخرجت من درج الطاولة لفافة ملفوفة بورق الجرايد ، فاٍذا بداخلها ساندوتش" كانت قد وضعته لها أمها فى تباليج الصبح الأولى ، قبل الذهاب الى المكتب . نظرت فيه وأمعنت النظر ، اٍستهجنت ولم تستهجنها ، اٍنه العدس ! . وقع نظرها على كتاب مظهره عادى ، كان قد أحضره قريب لها لايرجو منها شيئا ، ولا يتودد لها بشىء وهى كذلك لاترجو منه شيئا .أحضره لها ولم يقبض الثمن ،لأنه يعرف أنها لا تمتلك الثمن ،ولاجزءأ منه .. ماذا يا ترى يحوى هذا الكتاب وماذا يقول !وهل سيفيدنى فى شىء ، وقد عجزت كبرى فلسفات الأرض ، ومستشفيات الدنيا فى تقديم شىء ،أو هكذا ينبغى ،نحن نموت كما تموت السائمة فى العراء ،أو تذبح قربانا ،من ذا الذى يريد الألم والدم قربانا،الألم حتى ولو كان من الحيوان أو دونه .آهـ .. فكرى ..رأسى..أمعائى ..واحمرت العين التى لم تدمع من قبل .ما بالك ، ألا تبكين مثل أختك فتغسلىو..و..اٍنها بوادر شقيقة كانت قد زارتها قبل عام ."حباية اسبرين كافية " .لايزال الكتاب مقفولا على الطاولة ، يقع مابين يدها اليمنى واليسرى وبالاحرى مؤخرتا يديها ،لأن أكفف اليدين كل واحدة منهما على خد .من صفحات وجهها ،وبقى رأسها بين الأكفف محمولا ،كزهرة مكورة يابسة بين فلقتين ذابلتين ،أو ورقتين ذابلتين .
    هكذا كان منظرها يبدو للرائى اٍذا دخل من باب المكتب ،ذو" الضلفتين "الذى يواجهها.اٍن كنت تقصدهافيجب أن تميل قليلا عند الدخول، نحو " ضلفة " الباب اليسرى لتكون محاذيا لطاولتها.أما اٍن دخلت الى المكتب وأنت أقرب الى الى ضلع الباب الأيمن ،أى جنبه الأيمن ،فاٍنك تكون أقرب الى طاولة عازة .هكذا كان يفعل المراجعون لمكتبهن .اٍنقضت الساعات الأولى من يوم العمل ،ولم يراجعها المراجعون من الرجرجة والدهماء كم تسميهم عازة جارتها التى لا تكف عن العبث ،ولكنها هى كانت تعطف عليهم وتشفق ،وتقضى لهم أمورهم فى سرعة كأنها ومضة برق .كانت عازة تستهجنهم وتوقع على أوراقهم وتدفعها بقوة من على طاولتها،فتقع الأوراق على الأرض فى اٍتجاه صاحبها ،فيحنى ظهره المنحنى أصلا ليأخذها ،وأحيانا عندما توقع عازة الأوراق ، وتدفعها تجاه صاحبها ،كانت مروحة السقف العمودية على طاولتها ،تقلب الهواء فتقلب الورقة ،فى اٍتجاه آخر .فتقع الورقة تحت أقدام عازة ،فيمد المسكين يده ليأخذها ، فاٍذا به يأخذ صفعة من عازه على ظهره أو يده .ماذا تريد أيها الغبى أتنظر تحتى ! ...
    كانت هى تصهر هذا فى جوفها وتجتره .فجأة قامت عازه وأدارت مفتاح المروحة بأقصى سرعة لها ،لأن النهار قدانتصف ..الحر غائظ ..واٍن كانت صا حبتنا لاتحب ذلك ،ولكنها تمد لعازة مدا ومددا ، علها ترعوى يوما ما .حديث خواطر يدور ولكنها لاتكلمها ،ولكنك اٍن نظرت الى وجهها ترى الكلام بحق . قد دارت المروحة بسرعة جنونية وكان لذلك محمدة ،اٍنفلبت صفحة من الكتاب الذى يقع بين ساعديها من أثر شدة الهواء ،هى لاتريد أن تفتحه ،وكذلك لاتريد أن تقرأ هذه الصفحة التى فد اٍنقلبت . وقع بصرها على الصفحة من غير قصد فاٍذا هو مكتوب فيه :
    الاٍهداء ... النساء ،والرجال !!
    الشابات ، والشبان !!
    هل أدلكم على ( مطية ).
    تبلغ بكم منازل العز ، والشرف ــــ
    عز الدنيا ، وشرف الآخرة !!
    اٍذن فاسمعوا !!
    هذه (المطية ) .
    اٍن هى ،
    اٍلا الصلاة ( الذكية )..
    أخذت الكتاب من صاحبه وقريبها ، هى واحدة من مجاملات أهل السودان الكثيرة ،التى قد (تنفع أو تودى فى ستين الف داهية )
    اٍلهى ماذا ينتابنى ،أهكذا يكتبون ،لقد صادف هذا الحديث هوى فى نفسى ،قلبت الصفحة التى تليها هذه المرة ولم يقلبها الهواء ،وهكذا الى أن اٍنتهى الكتاب .ساعتان وهى تطالع وتتمعن ، آهـ اٍنه من نفس طينتى ، هذا الكتاب كأننى فد كتبته أنا ،ولكننى لاأقوى أن أقول تعبيرا عربيا واحدا رصينا كهذا! . لا لم أكتبه أنا ولكنه صادف هوى فتمكنا ...غصبا عنى ، لقد اٍسترقنى خلسة . كانت الساعة تقارب الواحدة ظهرا . أدارت قرص التلفون ومكاتب الدولة على وشك أن تغلق أبوابها ،والمواصلات قد بلغت ذروتها ..." الزحمة " البشر ...الهائمون على وجوههم فى الطرقات.. ولكنها تذكرت حافلتها التى تقلهن هن الموظفات . أدارت قرص التلفون لتتصل بقريبها الذى أحضر الكتاب .
    أصاحبه على قيد الحياة ! قال بلى أو نعم وقتها .وهل يفعل ما يقول هذا ! قال نعم وزيادة ويطبق أكثر مما يقول .هل يمكن أن أراه الآن .! نعم وسوف آخذك معى اليه ، لا..لا.. صف لى الدار.
    هىكذا ..شارع كذا ... ملاصق لكذا ... هو كذا. اٍذن سوف أراك فى صبيحة اليوم التالى . اٍنها لحظات الطلق ، اٍنها البداية ،اٍنها ساعات الميلاد الأولى ،ولكنه أى ميلاد أصعب من هذا ! هى تعلم أنه لايوجد مكان لتبدأ فيه بالغسل ، ولكن كانت نيتها كما قال الكتاب . توضأت وصلت ركعتين كما قال الكتاب أيضا . ذهب نصف الحزن وبقى نصفه الآخر . وصت لوالدتها ،بأنها سوف تتأخر ،لم تكن هنالك وسيلة اٍتصال بها تلفونيا .ذهبت كما قال لها ،طرقت الباب طرقا خفيفا ،فتح غلام دون الثامنة الباب جلست فى مضيفة الدار ،وحيدة ولكنها ليست وحيدة ،معها حقيبتها السوداء ،وقد وضعتها على ردفيها بداخلها الكتاب الذى تتحرق شوقا لاٍعادة قراءته مرة أخرى .ولكنها لم تضع كفيها على كاحليها هذه المرة لأن نصف الحزن قد زال ،وانفتحت مغاليق المجهول أمامها ألآن ،وساعدها ضميرها على ذلك،لأنه كان يقول لها :أٍنتهى عهد التضرع والدموع فى غار حراء ، ذاقت طعم العافية، ذلك الشىء الذى لم تذقه ، منذ أمد بعيد .لذلك عندما اٍنكفأت قارورة العطر فيما بعد ، أو هكذا يظنها الذى ينظر اليها من خارج حلقتنا الداخلية ،لذلك خافت هى مرة أخرى من مواجهة المجهول عهدها بالبدايات
    الصفحة الثالثة
    عهدها بالبدايات،ولكن عرفت فى التو أن زجاجة العطر لم ولا ولن تنكسر واٍنما بدل أن تكون واقفة صارت منبطحة وأهريق منها العطر ليعم الكون عبيره الفواح ،وأنه سوف يعيدها سيرتها الأولى هى .. هى وان الزجاجة هى الزجاجة ، والعطر هو العطر نفسه ،ومن طول ما ألفت الزجاجة ذلك العطر الذى تحتويه، ومن طول ما ألف العطر الزجاجة صح قول العارف : أثنان نحن وفى الحقيقة واحد .فالعطر والزجاجة سيان .قال تعالى : ( الله نور السماوات والأرض ،مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية ، يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار ، نور على نور ، يهدى الله لنوره من يشاء ،ويضرب الله الأمثال للناس ،والله بكل شىء عليم ) .صدق الله العظيم .
    هى تذكرت هذا فيما بعد ،ولكنها ذلك اليوم فى مضيفة الدار لم تنتبه اٍلا والغلام الذى فتح لها الباب سابقا ،يقول لها الأخوات فى الأوضة مع الأستاذ ) . حرارة سلام ثم جلوس وسطهن .كان هناك ثمةحديث قد بدأ قبلها، لكنها لم تسمع جله ، كان بصرها يجول فى الغرفة مرة فى الناس ،ومرة فى الأشياء الموضوعة ..حتى العراقي الذى غسل حديثا ووضع على كرسى ، وهو لا يزال لينا اٍحتارت فيه ، وجالت ببصرها وفكرها فيه ، يا ترى لماذا يضعه هنا ! أليس مستعجلا عليه .. أم أنه يخشى ذنوب العباد التى تحملها أشعة الشمس ! . أم.. أم.. سؤال لاتدرى الاٍجابة عليه حتى الآن ، وكان يمكن أن توهب الاٍجابة لو سألت ،ولكنها شغلت نفسها بأشياء أكبر بعد ذلك ، حسب رؤيتها هى ،..يا لطيبته ،يا لبياض أسنانه ، يا لرأفته .. اٍنها هرة تتمسح بساقيه ، يسألهن عن أهلهن ، وتفاصيل علاجهن ، بصورة لا يسالك لها طبيبك أو والدتك يسالهن ليطمئن الى آخر ما توصلن اليه .. جاء دورها ،حكت حكايتها وروتها بالتفصيل الغير ممل الآن ،لأنك ترى آذانا صاغية ، وتعابير الوجه تطلب الزيادة ، شعرت بأن نظرات الأبوة ، الرأفة والحنان الدافق اٍخترقت جوفها واستلت باقى الحزن الدفين ،وعقدت عروق وأوردة الحزن حتى لا ينبت مرة أخرى ، يا اٍلهى ..خالقى .. أنا حرة الآن .. الآن تأكدت لى الرؤية التى رأيتها وعمرى دون الثامنة ،كأننى رأيتها بالأمس ، لأن المشهد قد تكرر أمامى الآن وتجسد.. نعم .. نعم ..اٍنه هوكما رأيته فى رؤيتى تلك فى الزمن الغابر ، اٍذن انا على بر السلامة اٍن شاء الله وأنا دون الثامنة أخبرنى بأشياء لاأحب أن أسردها الآن ، لأنكم قد لا تصدقوننى هذا يكفى .. آهـ ..المهم انه هو ..هو.. يا للعناية الاٍلهية لقد ساقتنى الى النهى و النهايات لأخط فيها سطرا ،أو لأخط معها سطرا ،أو لأخط بها سطرا وأحط رحالى .
    كانت والدتها تضع عليها آمالا عراضا من آمال الدنيا ،لاٍنها هى الوحيدة التى تعلمت فى الأسرة ،هى التى قامت ببناء البيت ،هى التى تولت أمر أخوتها من بعد أبيها . وقع خبر اٍلتز.امها على والدتها وقوع الصاقعة ، كانت لاتعرف اٍلا القليل عن هؤلاء القوم الجدد ،الأقاويل ، القيل ، القال الذى تسمعه شتاتا ،كانت اٍبنتها مثلها الأعلى ،خلقها اٍلتزامها ، أدبها ، حنينها وحنانها . ولذلك كثيرا ماكانت تحضر بخورا من شيخها وتبخرها به ، خوفا من العين وحسد الجيران تأكدت الوالدة هذه المرة بأن العين قد أصابتها ،وغرست سهامها فيها ، طلبت منها والدتها بأن تأخذها الى شيخ ، يبعد كثيرا عن العاصمة هو شيخ والدتها سابقا ،قالت الوالدة ذلك ، بالرغم من تطمين اٍبنتها لها بأن شيئا لم يكن ، وان كل شى قد كانت تبرهم به ،سوف يكون كما هو ،بل ويزيد ،وأنها سوف تكون أكثر محنة ورحمة بأخوانها ،اٍلا أن الوالدة التى لم تكف عن البكاء ،لم تطمئن الى ذلك ، رضخت الأبنة الى طلب أمها بعد جهد .هى الآن أمام الشيخ ( يا شيخنا حالفة ما أطلع من هنا ، اٍلا توظف كل ناسك وسرك وجاهك فى خدمتنا ..نحن حيرانك وأبونا كان من حيرانك ،بعدنا عنك شوية فى السنين الفاتت ، البت سحروها حالفة ما أطلع من هنا ، اٍلا والبت عادت الى حالتها ) تمهل الرجل كثيرا ودخل وخرج وغاب ساعات ثم عاد ،ثم خرج مرة أخرى ، أرسل شخصا لهما وهو خارج الدار ، بأن يأخذهما الى مضيفة النساء وأن الشيخ ذهب فى سياحة لمدة يومين .أخيرا كما روت هى عاد الرجل ،دخل غرفته ونام ليلته ،بعدها طلب الطعام ، قال : وين الحريم الضيفات ؟ يا حاجة أتعبتونا كثير فى حاجة نحن فوق طاقـتـنا،كل ناسنا المسخرين لى خدمتنا ما عندهم اٍجابة عليكم ،رحنا مكان بعيد الاٍجابة عند واحد فيهم ،بنتـك ما عندها أى عوجة اٍنت شفـقانة ساكت ، البت دى فى عناية اٍلهية مغتـيه عليها ،صقر ..صقر كبير ،فارى جنحينو عليها .. نحن ما نقدر نقلع ريشة واحدى من جناحو عشان نخرجا .وبعدين نخرجا ليه الموضوع دا حفظ ليها وخير .اٍنت خايفة ليه يا حاجة ، الموضوع دا أنا كان ما محكوم على بى حاجات معينه أنا ذاتى كان مشيت فيهو .) يا شيخنا دا كلام تقولو لى ! انا عاوزة بنتى معاى وبس الخير منو العارفو . ياحاجة أصبرى مافى شىء يصيب بنتك .هاكى البخرات ديل والبخور دا والحجاب دا ، أبدا ما تجيكم عوجة .هكذا كانت بدايتها من جملة بدايات القوم ،هى هكذا كما قالتها فى زمن غابر ، أو هكذا يجب أن تكون ،هى ليست بداياتى كما أنها ليست بدايات نفسى التى اٍنبـثـقت عنى خارجى مآلا فهذه لم تكمل ثانويتها اٍلا بعد السير الثنائى أما تلك فكانت كما ذكرت .قالت قبل سنوات قد مضت ، الفيض موجود ولكن من يقوى عليه ! وقد كنا ضعفاء يأتينا رزقنا بياتا ،من الدين والدنيا .
    ما أحر لحظات الفطام من بعد الرضاع ، يا للأطفال الرضع أهكذا يعانون لحظة فطامهم ، ونحن الكبار لا نشعر بهم . سمعته قد قال لبعضهن ( أنا فى سجادة ألتـلت .)وهل أنا من هؤلاء النفر !
    غلقت عليها الأبواب ذات مساء وقالت لحزنها : ( هيت لك . ) وأطلقت لنفسها العنان فى البكاء والعويل والنحيب ،بأعلى طبقة فى صوتها ممكنة وغير ممكنة . لو سمعتها أمها هذه المرة لوجدت عليها الدليل الكافى فى الذهاب بها الى شيخها . بح صوتها خارت قواها ، ثم جاء وقت التـضرع ،فقالت بصوت خافت متهدج : (من أوقف منى الغيث قبل أن تورق شجرتى وتزهر وتثمر ! من سرق الياقوتة الحمراء من خاتمى ! يا لهول المصيبة لقد أصبت فى مقتل . اٍنتـثر عقدى وتشتت قلائده وفصوصه أين حرمى أين أمانى ،حرزى .. زادى ..يا لهول المصيـبـتين ؟ .ليتنى لو كنت أعلم أنه ذاهب لاستكثرت من الخير ،ليتـنى لو كنت أعلم أنه ذاهب لراعيت الأدب الكافى معه ، ليتـنى لو كنت أعلم أنه ذاهب لكنت راهبة فى الدير ..وتركت كذا وكذا يالدمعتى التى لم تجف..يا لحسرتى التى لم تنقطع اٍلا وتبدأ حسرة أخرى .. لم يضع الأمل ولكنه ليس فى يدى الآن ،لقد كان قبضة يدى ..)
    قالت: انها أطلقت لنفسها العنان فى البكاء مرة أخرى حينما أنشد هاشمنا فى الأيام الفايتة ،فى دار أستاذى سعيد ، تملكتمو عقلى .. طرفى .. ومدمعى ...... بكى المنشد فبكى الكل بكاء مستفيضا وقد كان يوما مشهودا قالت وقلن : ( بارك الله فيك يا هاشم ، لينا زمن عاوزين لينا مدخل لى بكية .
    وهى فى خلوتها تلك التى غلقت فيها عليها الأبواب واصلت تتضرع ،متى ينطلق العدل من عقاله
    الصفحة الأخيرة
    من يعيد لى الفردوس وهل فعلا هو مسروق ، يا للفاجعة ، اما كان لذلك أن يتم بغير الصورة التى تم بها . قال لها فى نومها مرة : يا بنيتى لا تذهبى نفسك حسرات ، كل شىء قد تم باٍرادتى ، وسوف تعلمين نبأه بعد حين ...قال: كتبي بينكم..تلاميذي بينكم..حياتي كلها هدية لكم..مددي باق..لكل من وصلني.كلمتي لاترد الي فارغة.. من قرأها يجد فيها كل العون في حياته ومماته..والوقت لم يفت بعد فهو آت..
    بقلم
    صديق عبد الله منصوري


    (عدل بواسطة منصوري on 03-18-2004, 10:53 PM)
    (عدل بواسطة منصوري on 03-19-2004, 03:57 PM)









                  

03-19-2004, 03:27 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايةهذه البنت التي قرأت كتاب تعلمواكيف تصلون فإلتزمت الفكرة الجمهورية (Re: منصوري)

    الحمد لله علي نعمته في الأول والآخر..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: الخلق عيال الله. أحبهم الي الله أنفعهم لعياله. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de