انطباعات عائد للسودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 10:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2004, 02:30 AM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انطباعات عائد للسودان


    انطباعات عن زيارة السودان
    الساعة السادسة و النصف حطت طائرة الخطوط الاماراتية على مطار الخرطوم، درجة الحرارة 38 درجة مئوية و هي بالنسبة للثاني من مارس للعام الفين و اربعة مرتفعة نوعا ما، مرت مدة طويلة منذ ان رأيت الخرطوم آخر مرة و بالتحديد لم ارها منذ بداية سبتمبر 1989.
    لم اتوقع اشياء ايجابية كثيرة و أتيت الى وطني مليء بالهواجس و التوقعات. لفتت نظري صالة الوصول بحالتها المزرية و عدم الترتيب الذي لا يدل على الفقر قدر ما يدل على غياب التصور و غياب الاحساس بالجمال، فالباب مهمل للغاية و اصلاحه قد لا يكلف بضعة دولارات كما ان البساط الاحمر الذي يفترض ان يكون احمديا و يساهم في استقبالك كزائر لهذا البلد ملقى بغير اكتراث على مشارف الباب.
    قادما من دبي و مطارها الفخم و الصغير نسبيا في نفس الوقت بالنسبة لتوقعاتي عنه، فاجأتني كمية الكاميرات الكثيرة في صالة الوصول السودانية، و تسائلت لمن هذه الكاميرات و لماذا هذا الصرف البذخي في مثل هذه التجهيزات في مطار تكون صالة الوصول فيه دائما فارغة و عددتها ففاقت الـ12 كاميرا موزعة بصورة غير محترفة على الصالة حتى بالنسبة لي و انا غير خبير لكن بنظرة عابرة تجد عدم الدقة في تركيبها و ووجودها الواحدة خلف الاخرى.
    أيضا راعني وجود لوحتين مضيئتين لشركة موبايل مقحمة قسرا في الصالة قبل تقديم الجوازات.
    من الاشياء الملفتة للنظر ان صف الاجانب و الذي وقفت فيه انا اطول من صف السودانيين و دعنا نقول انهم كانوا نصف ركاب الطائرة أو اكثر قليلا، ويحمد للضباط حينها ان صف السودانيين تحرك اسرع من صف الاجانب و هذه محمدة، ان يخدم السوداني في وطنه افضل من الغريب و ان كان لا يساورني الشك ان خروج هؤلاء لاحقا سيكون عسيرا و كما يقول المصريون دخول الحمام ليس كالخروج منه، و يساورك شعور غريب بالحزن عندما تدخل وطنك بعد سنين عديدة بجواز سفر اجنبي.
    خرجنا من صالة الوصول كي نجد ان الخرطوم اصبحت فعلا مليئة بالسكان و هذا شعور تتحسسه فورا بعد وصولك الى اول شارع بعد بعد نهاية شارع المطار، كميات هائلة من السيارات المليئة بالركاب، و كميات هائلة من الاتربة المعلقة في الهواء. تجاذبت اطراف الحديث مع اهلي الذين قابلوني في المطار، و الناس هم الناس لم يتغيروا كثيرا، كأني كنت هنا البارحة و لم امكث هذه الـ 15 سنة خارج السودان...
    طرمبات البنزين مليئة بالشعارات الدينية و الآيات القرآنية... في ظاهرة غريبة ذكرتني بدول الشعارات في العالم العربي مثل ليبيا و العراق و ان كان النص الديني هو المستهلك، في استخدام اعمق و انبل الاحساسيس الانسانية في شعارات سياسية.
    المفارقات واضحة سواء في السيارات او المنازل، و ذكرتني الخرطوم في الوهلة الاولى مدن امريكا اللاتينية، حيث الفوارق ضخمة للغاية بين البشر، اذكر جيدا و نحن قادمون من شارع الجمهورية كي ندخل بحري عبر كبري كوبر منظر ذلك الرجل الكسيح و هو يزحف بين السيارات في مشهد مؤلم بجلابية بالية و اضواء مصابيح السيارات مسلطة على وجهه.. غريب هذا الوطن خرج والدنا منه منذ بداية ستينات القرن الماضي و هذا الوطن يخطو خطوات حثيثة نحو الوراء...خاصة فيما يتعلق بالعناية بالانسان داخله، فبعد ان كان بند العطالة حقا لكل خريج لا يجد عملا اصبح حتى الشاش و القطن من مسئولية المريض.

    ملاحظة العادي من الامور الصعبة للغاية لذا فللزائر فرصة ذهبية لملاحظة التغيرات و متابعتها و عقد المقارنات.

    بدأت هذا الموضوع يوم 6 مارس 2004 و اليوم هو 15 مارس أي بعد اسبوعين من بقائي هنا مرت سراعا، اصبت فيها بتسمم معوي حاد جراء سندوتش كارب، لذا انصح من يأتون لزيارة السودان بتجنب أكل اللحوم خارج المنزل الا بعد ان يتأكدوا من درجة تحميرها.. تعمدت ان اركب المواصلات في ترحالي و قد كان ان تلقيت عرضا سخيا من احد الاصدقاء ان يعطيني سيارته لقضاء مشاويري المهمة فشكرته جزيلا لاستحالة المخاطرة بسياقة السيارة هنا و صعوبة ذلك البالغة، حيث ان القيادة هنا قلع عديل و ملاوزات و ترازي للزول عشان تاخد الشارع هذا ناهيك عن الركشات التي تظهر من تحت الارض فجأة لتزيد صعوبة الموقف.

    الموقف من السلطة
    لم ارى أي مظهر عملي من المشروع الحضاري كل ما رأيته عبارة عن شعارات و لا فتات و ان كان هناك تدين واضح في الشارع السوداني و ترى الجوامع في كل مكان حتى في الاماكن التي لا يمكن ان يصلها مصلون نظرا لمواقعها كجامع حدائق مايو( او لعلها حدائق ابريل لست ادري أي شهر تعرف به حاليا). لكن الواضح ان تدين السودانيين يسير في طريق آخر غير الطريق الذي ترغبه الحكومة، فهناك زهد واضح و هناك عزوف عن تدين المظاهر ذلك ان الانقاذيون قد تركوا الصلاة للشعب و تفرغوا للحكم و التجارة، و قد ابلغ من قال "الكيزان دخلوا الناس الجوامع ومشوا السوق". و قد لفت نظري اليوم صلاة حقيقية في نظري على الأقل لست شاي في ميدان ابو جنزير متلفحة بثوب اصفر منقاوي " من المنقة" موشح برسوم حمراء داكنة، تصلي العصر حوالي الساعة الرابعة ظهرا في هجير غريب على مصلاية من شوال بلاستيكي مهتريء في خشوع تام، نظرت اليها وهي تنفصل عن هذا العالم للقيام بفريضة للخالق على الرغم من المسئوليات، و عجبت كم هو عظيم هذا الانسان و كم هي عظيمة هي قدرته على التكيف و المقاومة.
    الشعب السوداني نجح تماما في ارسال رسالته الرافضة الى حكام الخرطوم بتأسلمهم المتهافت و المصطنع، نحن كسودانيين نعرف ديننا و نرفض ان تولوا انتم انفسكم كمفسرين لهذا الدين، من اعظم ايات هذا الرفض الشعبي الطاغي عدم قدرة أي كوز على الاعتراف بانه كوز و قديما قال اهلنا ".. الشينة منكورة" و هذه الملاحظة الذكية ليست مني بل من صديق اريب، ذكرها ابان حفل وداع له مغادرا هولندا في رجوع نهائي الى السودان.
    ان حكومة الجبهة الاسلامية القومية بدأت مشروعها بالتنكر لانتمائها حتى تحمي نفسها من الرفض العالمي لحكم اسلاموي متطرف، و انتهى بها الامر الى ان تنكر انتمائها بعد سيطرة مطلقة على الحكم دامت 15 عاما بل انها لم تجروء حتى على تطبيق تصورها القاصر للشريعة الاسلامية على السودان مع تفردها الكامل بالسلطة. هذا ما ذكره الاخ عمر القراي نقلا عن سيد قطب في كتابه الجهاد ام حرية الاعتقاد " ... ان الاسلاميين يجب ان لا يجادلوا من يسألهم عن برنامجهم للحكم لان في ذلك مضيعة للوقت و الجهد و قد يقود للاختلاف الذي قد يضعف وحدة الجماعة و يجب الاهتمام بالقضية الاساسية و هي الوصول الى السلطة و بعد ذلك مناقشة مثل تلك التفاصيل وقد كان ان وصلوا الى السلطة و تركوا مناقشة التفاصيل الى وقتنا هذا....

    هناك تعاضد جميل بين أبناء هذا الوطن العظيم جنوبيون و شماليون جنبا الى جنب سواقين و كماسرة و ميكانيكية.. الخ في تناغم تام و في تحمل كامل لبعضهم البعض كنسيج موزايكي لشعب واحد متعدد الاعراق.. وقد ذكرني ذلك مقولة للباحث محمود الزين الذي يعتقد جازما ان السودان الجديد قد انجز سكانيا على ارض الواقع و يبقى ان ننتظر انعاكاسات هذا الواقع على السياسة. عملية الهجرات القسرية إلى الخرطوم خلقت واقعا سكانيا جديدا تماما سنشهد جميعا افرازاته في القريب العاجل، العاصمة اصبحت فعلا تعبر عن هذا القطر المسمى السودان باعراقه المختلفة و هذا في رايي تطور ايجابي للغاية حيث سيأتي التقسيم السلطوي القادم معبرا عن هذا التغيير السكاني.
    الاسبوع الماضي كنت اركب حافلة متجها الى الثورة بالوادي و ضحكت كثيرا لنقاش ودي بين احد الاخوة الجنوبيين و الكمساري حيث دفع هذا الراكب مبلغا اقل من تكاليف التذكرة و حين ذكره الكمساري بذلك اجابه الجنوبي بتلقائية معهودة " يأني لو إندي ما كان اديتك يا زول". فتبسم الكمساري الذي كان شماليا و مضي قدما في تحصيل قيمة التذاكر من بقية الركاب. لذا انصح كل من يزور السودان ان لا يفوت فرصة الاستمتاع بركوب المواصلات العامة عدة مرات ففي ذلك فائدة كبيرة و فرصة جيدة للتعمق في الاوضاع، ذلك جزء يسير من التعايش الذي لمسته في شوارع خرطوم 2004، بالطبع الوضع ليس ورديا و المعاناة في اشدها خاصة فيما يتعلق بالعلاج و قد اتاحت لي الظروف ان اذهب الى احدى المستشفيات الخاصة كي اجد ان العناية سيئة للغاية و الفاتورة جيدة للغاية.

    أيضا لمست روح الحرية و نسائمها التي لا تخطئها الانوف في تعامل الناس مع السلطات الامنية و اقدم لكم نموذجا حدث اليوم حيث ان احد الشباب ممن رجعت معهم الى منزلي في امدرمان كان يعاكس رجال الحراسة في نقاط التفتيش بأن يطلب منهم سفة بروح دعابة عالية لم يكن ليجروء بها على حد قوله بضعة سنوات خلت.. الاخوان المسلمين في السودان يركزون اقدامهم في ارض السودان عبر التركيز على الاستثمارات و الشركات في مرحلة تمكنا، و لعلي اجنح لتسميتها زغنا كي يتحولوا من مافيا سفاحة كما في امريكا الخمسينات الى رجال اعمال محترمين.
    حقيقة لم اتمكن من قراءة ما يمكن ان تسفر عليه اية اتفاقية سلام قادمة بين الحكومة و الحركة الشعبية لكن هناك حقيقة واضحة ان المشروع الحضاري الجبهوي سقط و رفض من الشارع السوداني و لكن ما هو البديل يا ترى...
    سأحاول ان اواصل هذه الانطباعات اذا وجدت صدى طيبا عند القراء
    لكم ودي








                  

العنوان الكاتب Date
انطباعات عائد للسودان هميمة03-15-04, 02:30 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان Muhib03-15-04, 02:43 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان Outcast03-15-04, 02:43 AM
    Re: انطباعات عائد للسودان Muhib03-15-04, 02:47 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان Raja03-15-04, 03:17 AM
    Re: انطباعات عائد للسودان Ayman Gaafar03-15-04, 03:55 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان omar ali03-15-04, 03:57 AM
    Re: انطباعات عائد للسودان الكيك03-15-04, 07:15 AM
      Re: انطباعات عائد للسودان nazar hussien03-15-04, 08:38 AM
        Re: انطباعات عائد للسودان ترهاقا03-15-04, 08:56 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان Alsawi03-15-04, 01:18 PM
    Re: انطباعات عائد للسودان shammashi03-15-04, 02:37 PM
    Re: انطباعات عائد للسودان omr aziz03-15-04, 03:46 PM
  Re: انطباعات عائد للسودان هميمة03-16-04, 06:49 PM
    Re: انطباعات عائد للسودان aosman03-17-04, 00:38 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان هميمة03-17-04, 00:47 AM
    Re: انطباعات عائد للسودان yumna guta03-17-04, 00:59 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان هميمة03-18-04, 00:56 AM
  Re: انطباعات عائد للسودان هميمة03-21-04, 03:51 PM
  Re: انطباعات عائد للسودان هميمة04-02-04, 11:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de