المرأة أسطورة أم واقع؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2004, 01:57 AM

Solara_sabah


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرأة أسطورة أم واقع؟


    أخذ عصرنا ينفتح على المرأة ويتحسس قضاياها، ونحن، كنساء في هذا القرن ، نسعى إلى وعي ذواتنا، وإلى التعرّف على الحياة من حولنا. هذه العملية المزدوجة تتمثل في وعي المرأة ذاتها كامرأة، وفي إدراكها الخصائص العامة للزمان الحاضر.‏
    تجدر الإشارة إلى أننا نشهد، في الوقت الحاضر، تحولات واضحة وسريعة. وعلى الرغم مما يجري، فإن حضارتنا ما تزال، في مجملها، تتسم بميسم الرجولة، وغلبة الذكور الذين لعبوا الدور الأهم خلال عصور عديدة.‏
    وإذا ما نظرنا إلى المرأة، من خلال ما تعرضه عنها السينما والأدب الغربي، فإننا لا نراها تنال الاعتبار لذاتها، في مجال الحياة الاجتماعية والثقافية، لأنها بالنسبة للرجل تتحدد، وبالنسبة إليه تحتل منزلتها. وعلى هذا النحو أيضاً يجري تقويمها. أضفْ إلى ذلك، أن المرأة منظورة، بشكل أساسي، من قبل الرجل، ومن أجله يُحكم عليها. وكأن حياتها ومكانتها لا وجود لهما، ولا واقع، ولا قيمة إلا بالنسبة لوجود الذكور.‏

    هكذا تظهر المرأة في الطرف الأول من السلسلة، مستعبدة للرجل ومسخرة لمتعته، وتغدو، بالنتيجة محتقرة ومقهورة. أما في الطرف الثاني فتبدو قليلة الشأن ومفتقرة إلى الوجود السياسي. لهذا لا يُنظر إليها، في الواقع، نظرة الإكبار والاعتبار. وقد أصابت سيمون دي بوفار، في قولها إن المجتمع يجعل من المرأة موضوعاً، وعندما يذكرها الناس، في عالمنا الراهن، إنما يتصدون في الغالب، تلك المرأة- الموضوع. لكن ذلك الواقع أخذ ينكشف للأفهام. وما الامتعاض الذي ملأ الصدور والسخط الذي ارتسمت ملامحه على الوجوه، إلا دليل على حصول تطور جديد. وهنالك مواقف جديدة تنطوي على الاعتدال والتوازن، في مرحلة الإعداد. ولم يعدْ من المقبول الاستمرار في التمييز، لأن الناس، عند حديثهم عن الأنوثة، إنما يذكرونها، على الدوام، بنوع من الازدراء أو بابتسامة دالة على الحماية والهيمنة. بحسب هذا المنظور يكون علينا أن نبحث عن الجانب المعادل للأنوثة، في عالم الإحساس والعاطفة، وفي نطاق الضعف والمسكنة، وقد أدى ذلك التوجه إلى بروز عقدة التفوق التي تتسم بها حضارة توصف بغلبة الذكور وسيطرتهم. وفي مثل هذا النهج، إنما نضل سواء السبيل، ولا نكون موضوعيين على الإطلاق. ليس لنا أن نحط من شأن الأنوثة ونجردها من قيمتها، دونما روية وإنعام نظر، لأنها المقابل الأكيد للرجولة. ومن اللافت للانتباه أننا عندما نكون أمام موضوع الرجولة فلا أحد يخطر بباله أن يتساءل: هل هي "أسطورة أم واقع؟". إن الرجولة تشير إلى قيمة تعشقها النفوس محاطة بهالة من العزة والمجد.‏
    أن تقول عن رجل أنه كامل الرجولة، أليس في ذلك، أوسع مديح يمكن أن يوجه إليه؟ وبالمقابل أن تصف إنساناً بأنه يحمل عقل "امرأة" إنما ترميه، في أغلب الأحيان" بالزراية والاستخفاف.‏
    أليس هذا التصرف غريباً؟‏

    كلنا يقول إن مفهومي الرجولة والأنوثة متكاملان وإن أحدهما يقابل الآخر. ولا يمكن أن ندرك معناهما إدراكاً صحيحاً إلا عندما نرجع إلى مظاهرهما المتكاملة.‏

    لنقبل إذن، كأمر حاصل، أن الأنوثة أمر واقع شأنها شأن الرجولة.‏

    وفضلاً عن ذلك، إنها واقع لا يمكن الإفلات منه عندما يكون الإنسان امرأة. وأنْ تحاول المرأة تجنب ذلك الواقع، وعدم السلوك كامرأة، إنما يشكل "هروباً".‏

    جدير بالذكر أن ذلك السلوك الهروبي يؤدي، أحياناً، إلى عُقَد وإلى مجموعة من الاضطرابات أكد خطورتها علماء النفس والأطباء النفسانيون. ويدل في بعض الحالات على رفض من المستوى الأخلاقي والروحي، يرجع إلى الأزمنة القديمة. ويكون، في الغالب، رفضاً لاشعورياً. ولا بد من القول إن المرأة ذاتها غير مسؤولة عن ذلك السلوك الرافض، مسؤولية كاملة.‏

    في الحقيقة إن قبولنا بواقع الرجولة يقضي قبولنا بواقع الأنوثة بيد أن إيضاح معنى الأنوثة لا يقف عند حدود الناحية الجنسية. صحيح أن الأنوثة تغمر الناحية الجنسية من كل جانب، على الرغم من أنها تستند إليها، لكن ينبغي على المرأة أن تذهب بعيداً عن الناحية الجنسية حتى تفهم نفسها وتؤكد ذاتها.‏

    ومن نافلة القول إن المرأة تحتل، في الوقت الحاضر، منزلة في عالمنا الراهن، فلا غرابة أن تنزع إلى البروز على سطح الحياة الاجتماعية، وأن تحمل الآخرين على القبول بها. وهي بذلك المسعى تشق بنفسها طريقها، لكن يبدو، في الآن عينه، أنها تكتشف نفسها، وتنزع إلى وعي ذاتها وعياً جديداً.‏

    إن المرأة فى هذا - ذلك الإنسان الذي "حرّرته" الأزمنة، الحديثة- إنما تنحدر من الماضي البعيد، إن صح التعبير... لأنها، لم تكن في العصور الخوالي، معتبرة كإنسان، "وككائن قائم بذاته" وقد لزمها زمن طويل حتى تيسر لها الحصول على وسائل تنمية شخصيتها وتأكيد ذاتها. ولا تزال تلقى، على مختلف الأصعدة، مقاومات شديدة، في الأسرة أو في البيئة والمجتمع، على الرغم من التحولات البطيئة الحاصلة في المجال الاقتصادي والثقافي. لقد تسارعت تلك التحولات بفعل النزاعات العالمية التي قلبت موازين القوى وغيّرت في الأعراف والتقاليد، ولم يكن بالأمر الهين التحلل من القيد الاجتماعي، ومن حالات التزييف التي أصابت المرأة. وعلينا أن نعترف أن من العسير إيجاد النظام السليم الذي يحكم حياة البشر لأن التجربة العالمية تقضي بأن يفرض الإنسان وجوده عندما يعارض ذاته، أو عندما يتوحد مع ذاته.‏

    يضاف إلى ذلك أن جانباً من حياة الزوج أخذ يُفلت من كنف المنزل، خلال العقود الأخيرة. ونظراً لأهمية ذلك الجانب، أصيبت المرأة بالشح والحرمان، إلى حد بعيد. وفي أيامنا، نرى زوجات مدراء المشروعات والمهندسين، وكبار المسؤولين، تحدوهنَّ الرغبة، في مقاسمة أزواجهن همومهم. حري إذن بالحياة الزوجية أن تقوم على المصارحة في كل شأن، وعلى المشاركة في كل شيء، حتى في الصعوبات المهنية أو الخارجية، وفي حالات "التزام" الرجل على صعيد العمل الوطني. وربما يكون هذا الرأي صحيحاً كلما أخذ تعقيد المشروعات وتداخلها بالازدياد.‏

    في الحقيقة إن المرأة تطمح في معالجة جانب من هموم زوجها، وعلى أية حال، لديها رغبة في أن لا تكون غريبة عنها. وبفضل تطور المرأة أخذت المواقف تتغير، شيئاً فشيئاً، ضمن هذا الميدان.‏

    وبالمقابل، فإن هذا التغير في المواقف يحمل على تعاظم وعلى تسريع ذلك التطور بالذات. ونتيجة لما تقدم راحت المرأة تطالب، ضمن واقعها الخاص، بما يعود إليها، وتؤكد على ضرورة حيازة حصتها الشرعية بمقدار ما تتحرر من ماضيها: ماضي "المرأة- الموضوع" الذي مرت به حسب المراحل التاريخية، وحسب البيئات والحضارات، وماضي "السيدة" أو الخادمة، وماضي "المرأة- اللعبة" أو العبدة المهيضة الجناح أبداً أو ماضي "استراحة المحارب".‏

    خلال هذه المسيرة، يبقى موقف الرجل في الميزان. سيظل، بالتناوب، متهماً ومهاجماً، إلى أن يعمل بالقيم الجديدة التالية: الرفاقية، والتقدير، والاحترام والتكافؤ والتكامل.‏

    غني عن البيان أن استقبال "الآخر- الأنا" من خلال العيش المشترك، وفي المنزل، إنما يؤدي إلى ولادة "المرأة- الرفيقة" ويعمل على اكتشاف الآفاق غير المحدودة للحب الحقيقي.‏

    ويقتضي ذلك النهج سلسلة طويلة من المحاولات والآلام والمعاناة والتعرض للفشل حتى يتسنى للمرأة إثبات وجودها وبلوغ المنزلة اللائقة.‏



    للكاتبة الفرنسية ميشال أومون

    (عدل بواسطة Solara_sabah on 03-09-2004, 02:05 AM)









                  

03-09-2004, 03:53 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة أسطورة أم واقع؟ (Re: Solara_sabah)

    Quote: خلال هذه المسيرة، يبقى موقف الرجل في الميزان. سيظل، بالتناوب، متهماً ومهاجماً، إلى أن يعمل بالقيم الجديدة التالية: الرفاقية، والتقدير، والاحترام والتكافؤ والتكامل.‏


    فعلا تلك القيم هي التي ستكون المعيار المهم لتجاوز الهيمنة الذكورية

    شكرا سولو

    مع محبتي

    المشاء
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de