|
الحركة الشعبية والمنطقـــة الرابعـــة
|
جميل أن تلتفت الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى فئة من أبناء الوطن ظلت تعاني من التهميش والظلم والإجحاف منذ ربع قرن إذ أصدرت الحركة بيانا في أول يناير من هذا العام تعلن فيه تصديها بالمطالبة والعمل على رفع الغبن عن هذه الشريحة الكبيرة اللمتشتتة في جميع أنحاء الدنيا وأغلب الظن أن الكثيرون مثلي قابلوا بيان الحركة بشئ من الإرتياح ولكن لهنيهة افاقوا بعدها وهم يتذكرون أمنيات الماضي ووعوده التي ذرتها الرياح مع غيرها من الأماني والوعود التي حفلت بها البرامج السياسية والبيانات التي تحمل الرقم واحد. وليس بمستبعد أن يكون هذا البيان نقلة من النقلات التكتيكية التي مارستها الحركة وأحرزت فيها نجاحا لا بأس به فمن مناطق الجنوب بحدودها المعروفه أثيرت مسألة المناطق الثلاث ثم جاء هذا البيان كصيحة معبرة عن واقع أليم تعيشة فئة المغتربين من أبناء الوطن ..هذه الشريحة الكبيرة جدا يمكن أن نعتبرها منطقة رابعة تعيش في المهاجر والمنافي (على قرار الحكومات التي تتشكل في المنافي) تضاف إلى المناطق الثلاث وتتميز بأنها منطقة قومية بحق تضم كل أعراق السودان ومناطقه وثقافاته كما أنها تضم كوادر لا يستهان بتأهيلها وخبراتها من إقتصاديون ومهندسون وأطباء وأكاديميون وأدباء وكتاب وأعلاميون وفنانون من الجنسين وأيا كانت النوايا فان هذه المبادرة تحسب للحركة لا عليها حتي إن ظهر في مرحلة متقدمة أن المسألة لم تكن تتعدى دغدغة المشاعر والإستقطاب السياسي لهذه الطيور المهاجرة التي لم تحاول أي من الأحزاب والتجمعات السياسية الأخري الإشارة إليها من قريب أو بعيد أو تحاول دغدغة مشاعرهاا (ولو من باب تطييب الخواطر) ومن هذا المنظور سيحسب البيان محمدة للحركة وحلما نسبل أجفاننا وننام عليه منتظرين ما يسفر عنه حين ينبلج الصبح..وإن غدا لناظره قريب.
الزاكي عبد الله الزاكي
عن منتدي النيل-عدد مارس 2004
منتدى النيل - مارس 2004
|
|
|
|
|
|
|
|
|