نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: adil amin)
|
انى لا اخجل من تعرية عورات وطنى والامراض التى تنفر منه..لانك اذا لم تتطهر امام نفسك ستظل النجاسة تغمر دواخلك مهما استعملت من ماء وصابون شكرا الاخت رواية للزيارة....ما نكتبه اقول شاهد اثبات عن متى يعلنون وفاة الشمال ******* نتعمد الاسراف كى نستر الفاقة الزاد خبز حاف والنفس افاقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: adil amin)
|
عادل الامين
الود والامنيات ورد الله غربتك وغربتنا ..وما اقسي غربة النفس....نوغل في الرحيل وبذات النسق يحل فينا الشوق الي الجذور اضعاف اضعاف..عين شمش والهروب الي المخزون الكامن فينا من الذكريات علنا نداري سوءة واقعنا المملوء بكل قسوة الغربة والحنين ايضا الي اصي الشمال فينا حيث القلب والخاطر... قرأتك ورحلت ذات الخطو الي هناك..فلك الود اقصاه والشكر علي جمال اللغة واللحظة عبدالله جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: haleem)
|
عين شمش...بعد سنين طوال وتحولت الى زينب المراة المناضلة فى رواية الساقية..ويمكنكم ان تلاحظوا الوصف الدقيق لزينب بعد ان فقدت زوجها وغيب رجال الامن ابنها.. اضحت عين شمش ... وضحت عين شمش زينب.مرة اخرى برؤية ثورية..وكل عام والمراة السودانية بخير *************** الفصل الخامس عشر كان الماء ينسلب عذباً رقراقاً.. يتلامع كالمرآة السحرية مع اشعة الشمس الذهبية الغاربة في القناة، في ذلك الأصيل المشهود من أيام القرية التي بدت تدب الحياة في أوصلها تدريجياً.. كانت زينب تجلس عند حافة القناة عند مشرع المعدية تعب الماء عباً، وصلت المعدية إلى الشاطئ وبدأ القرويون يتدافعون للنزول إلى البر دافعين الدواب أمامهم.. نزل شاب طويل القامة نحيف تبدو عليه آثار السفر والعناء، نظرت زينب من خلف الشجيرات إلى ذلك القادم الغريب، لم تكن تعرف انه معاوية فلذة كبدها الذي فجعها فيه رجال الأمن، عاد معاوية كأنه كبر ألف عام، دلف معاوية يشق طرقات القرية المتربة.. مر جوار منزل ود البشير الجزار، كان يعمل معه صبي جزار أحياناً في الماضي، هرعت الكلاب الشرسة لاستقبال صديقها القديم معاوية، تعرفت الكلاب الوفية على اليد التي كانت تطعمها في الماضي، الكلاب التي لفظت عثمان ود البشير وجعلته يترك البلدة نهائياً، استقبلت معاوية استقبال الأبطال. كان شريف وكمال يقفان أمام منزلهم، لمحا معاوية قادم عند نهاية الزقاق.. - من القادم الجديد يا كمال؟! نظر كمال إلى الرجل القادم من بعيد تتراقص حوله الكلاب. - يا إلهي.. انه معاوية!! كان اللقاء بين الأصدقاء الثلاثة حافل بالشجن، الزمن الذي فرقهم الأمس عاد يجمعهم الآن، تعالى صوت ملكة من داخل البيت، كانت تستفسر عن القادم الجديد، لم تسعها الفرحة عندما خرجت وواجهت معاوية القادم من المجهول، كانت حرارة اللقاء شديدة، حتى انهم لم يفطنوا إلى زينب التي اقبلت تشق الطريق المترب في طريقها إلى المقابر غير آبهة بهم، التفت معاوية إلى أمه في استغراب، اصبح شكلها مفزع، تمزقت ملابسها واسود لونها وتساقط جل شعرها الطويل الجميل، تعرف معاوية على أمه، القى حقيبته الصغيرة واندفع خلفها يناديها. - أماه .. أنا معاوية !! وقفت زينب بغتة وقد رن صوت ابنها في أذنها كالجرس عله أوقظ ذاكرتها النائمة، والتفتت تحدق فيه ملياً وهو يوسع الخطى نحوها، ثم انصرفت عنه تنوح "ولدي معاوية أخذه رجال الأمن… ولدي لن يعود".. شعر معاوية كأنما هناك خنجر انغرز في صدره، عرفته الكلاب الوفية ولم تعرفه أمه.. انهار معاوية باكياً " ما الذي حدث في هذه الدنيا ؟! " اقترب منه كمال وشريف يطيبا خاطره وعادا به إلى البيت. - لا عليك يا معاوية، كانت الصدمة فوق احتمالها، ملكة ستتكفل بها فهي لا تثق بأحد غيرها منذ وفاة أبي. - هل مات محمد أحمد ايضاً ؟! - نعم يا معاوية مات أبي والحديث ذو شجون هيا بنا الآن . - إن لله وإنا إليه راجعون. دخلوا إلى المنزل، وتهالك معاوية على عنقريب دافناً رأسه بين يديه. جلس الصديقان قبالته يحدقان فيه في أسى عميق.. * * * اندفعت ملكة خلف زينب التي ولت مبتعدة في طريقها إلى مكانها المعهود، المقابر.. وقد بدأ الظلام يلف المكان بعبائته السوداء المرصعة بالنجوم.. عند قبر محمد أحمد جلست المرأتان تندبان وتنوحان.. كان نواحهما يشق صمت المقابر الموحشة ممزوجاً بنعيب البوم وحفيف الأشجار، أشجار النخيل والدوم المتيبسة.. وأنين الساقية البعيدة.. كانت هذه سيموفنية الخراب الذي خيم على هذا البلد الذي خبث.. السودان - كريمة 18/1/ 1988م عادل محمود الأمين
*********** والى اللقاء فى تداعيات اخرى ونشكر كل من زار اوشارك من الاخوان
| |
|
|
|
|
|
|
|