اسماء فى حياتنا:عين شمش

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 04:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2004, 04:57 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36947

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اسماء فى حياتنا:عين شمش

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    كنا فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بلد امى كورى...نشاهدها فى الافق البعيد تسبح فى السراب فى محيطات لا نهائية من الرمال...فينوس ..امراءة فى غاية الجمال..ترتدى فستان اخضر وتنتعل سفنجة قمر بوبا..كانت عيناها نجلاوان وقامتها فارعة ولكنها صلعاء..(عين شمش)..هذكان يسميها الناس..لم اجد تفسير لوجودها الغامض وعزلتها المجيدة..ولكنها من كائنات الشوق ا لآخر التى يحبها الاطفال كثيرا...لانه تعطيهم الحلوى وتبتسم فى وجوههم..احيانا نجدها تجلس وحيدة كأله الهنود شيفا تحت ظل نخلة على الرمال فى مواجهة النيل فى استغراق عميق لا يعرف احد قيمة الظل الممدود فى الجنة اكثر من اهل الشمال وهم يعانون
    الامرين من رمال مشتعلة ورياح تسفع الوجوه ويكون اقصى امل للمرء ظل ممدود وانسام باردة..انها تبصر عالم لا نراه ولكنه على ما يبدو عالم جميل لا يشبه عالمنا البشع اطلاقا..ويبدو فى ظلال ابتسامتها الساحرة
    ************
    فى الحقيقة حتى لا نبخس الناس اشياؤهم..كانت امراة لها موقف من الحياة..فهى لا تتعهر او تستلم للغزل الرخيص الذى يتحفها به الرجال عندما تاتى لسوق الثلاثاء فى مورة لتتبضع تشتري الدهان والكحل والملابس والعطور وكل ما يستهوى امراءة جميلة تعيش فى قلب باريس..الويل ثم الويل لمن يسمعها كلمة غزل رخيص من بطش يدها او سفنجة القمر بوبا التى لا تخطى هدفها كانها موجهة باليزر..ويكون الدرس قاسى لهذا الرجل الغريب الذى جاء الى سوق البلدة واراد ان يتقرب من فينوس..آلهة الجمال التى هبطت مع ارفيوس فى الارض...وضلت طريقها الى السماء مرة اخرى
    **************
    عين شمش ذات روح ابية لا ترضى ابدا ان يتصدق عليها الناس او ينظروا اليها كسقط المتاع..كانت تعمل لكسب عيشها احيانا فىطاحونة الطرف..وكم يبدو منظرها ظريفا عندما يغطى الدقيق المتتطاير وجههاو راسها الاصلع وتبرز عيناها النجلاوان المدمختان بالكحل وتلمعان ذكاءا فى توهج خرافى..تذكرك بمسرح الكابوكى اليابانى..تعمل بجد ونشاط ومرح ..هنا فقط تقبل المزاح والغزل ...حتى لا يفقد صاحب الطاحونة زبائنه..فهى تعرف الاقتصاد قبل دخول الماركسية السودان
    ***********
    ليس من المهم ان تكون مشهورا..او ثرثارة فى كل ناد تخطب..كان صمتها جليل واحيانا تطلق عقيرتها بالغناء فى مشيها وتجاولها فى الصحراء بين البلدين او فى طاحونة الطرف دفعا للملل.بل المهم ان تعيش فى هذه الحياةبموقف..ان هذه المراة الساحرة وغيرها من كائنات الشمس وارمال..سببت حالة قلق ميتافيزيقى دائم للطفل الاخضر ..عن دقائق الحكمة غير المنظورة التى اوجدت هذه الكائنات فى زمان ومكان محدد..ثم الاختفاء فى هذا السديم الرمادى الذى يسميه الناس الموت. دون ان تترك اثرا.وتبقى فى ذاكرة الطفل القلق ليعيد خلقها من جديد وفى اطار اخر..لا مجال لذكره هنا..سياتيكم نباءه بعد حين
    **********
    وعندما تركنا السودان وجئنا الى اليمن..كان ذلك موقف من الحرية و النظام فى السودان..والان بعد رحلة طويلة فى اروقة الذاكرة..اضحى لنا موقف من الحياة نفسها..اسوة بكائنات الدرب الاخضر التى كانت تعيش فى مدن النخيل فى بلاد الرمال الوقحة التى تدفن كل شىء وهجرة النخيل المستمرة الى مدن الخراب
    *******

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ..
    *********
    اظنكم الان عرفتم سر حبى لقصيدة البنت الحديقة(عين شمش)
    شايلة قمرين
    فى عيونا
    وفاردة ليلين لجنونا
    وشايلة الوان
    حتجى البحدث بريقا
    ضجة الضو فى المكان

    (عدل بواسطة adil amin on 02-21-2004, 08:51 PM)









                  

02-21-2004, 06:28 PM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: adil amin)


    سلم فوك
                  

02-22-2004, 09:00 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36947

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: adil amin)

    انى لا اخجل من تعرية عورات وطنى والامراض التى تنفر منه..لانك اذا لم تتطهر امام نفسك ستظل النجاسة تغمر دواخلك مهما استعملت من ماء وصابون
    شكرا الاخت رواية للزيارة....ما نكتبه اقول شاهد اثبات عن متى يعلنون وفاة الشمال
    *******
    نتعمد الاسراف
    كى نستر الفاقة
    الزاد خبز حاف
    والنفس افاقة
                  

02-22-2004, 09:13 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: adil amin)

    عادل الامين

    الود والامنيات
    ورد الله غربتك وغربتنا ..وما اقسي غربة النفس....نوغل في الرحيل وبذات النسق يحل فينا الشوق الي الجذور اضعاف اضعاف..عين شمش والهروب الي المخزون الكامن فينا من الذكريات علنا نداري سوءة واقعنا المملوء بكل قسوة الغربة والحنين ايضا الي اصي الشمال فينا حيث القلب والخاطر...
    قرأتك ورحلت ذات الخطو الي هناك..فلك الود اقصاه والشكر علي جمال اللغة واللحظة
    عبدالله جعفر
                  

02-22-2004, 10:07 AM

haleem

تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: adil amin)

    واصــل يـا عــادل.....واصل
                  

03-07-2004, 12:43 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36947

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسماء فى حياتنا:عين شمش (Re: haleem)

    عين شمش...بعد سنين طوال وتحولت الى زينب المراة المناضلة فى رواية الساقية..ويمكنكم ان تلاحظوا الوصف الدقيق لزينب بعد ان فقدت زوجها وغيب رجال الامن ابنها.. اضحت عين شمش ... وضحت عين شمش زينب.مرة اخرى برؤية ثورية..وكل عام والمراة السودانية بخير
    ***************
    الفصل الخامس عشر
    كان الماء ينسلب عذباً رقراقاً.. يتلامع كالمرآة السحرية مع اشعة الشمس الذهبية الغاربة في القناة، في ذلك الأصيل المشهود من أيام القرية التي بدت تدب الحياة في أوصلها تدريجياً.. كانت زينب تجلس عند حافة القناة عند مشرع المعدية تعب الماء عباً، وصلت المعدية إلى الشاطئ وبدأ القرويون يتدافعون للنزول إلى البر دافعين الدواب أمامهم.. نزل شاب طويل القامة نحيف تبدو عليه آثار السفر والعناء، نظرت زينب من خلف الشجيرات إلى ذلك القادم الغريب، لم تكن تعرف انه معاوية فلذة كبدها الذي فجعها فيه رجال الأمن، عاد معاوية كأنه كبر ألف عام، دلف معاوية يشق طرقات القرية المتربة.. مر جوار منزل ود البشير الجزار، كان يعمل معه صبي جزار أحياناً في الماضي، هرعت الكلاب الشرسة لاستقبال صديقها القديم معاوية، تعرفت الكلاب الوفية على اليد التي كانت تطعمها في الماضي، الكلاب التي لفظت عثمان ود البشير وجعلته يترك البلدة نهائياً، استقبلت معاوية استقبال الأبطال.
    كان شريف وكمال يقفان أمام منزلهم، لمحا معاوية قادم عند نهاية الزقاق..
    - من القادم الجديد يا كمال؟!
    نظر كمال إلى الرجل القادم من بعيد تتراقص حوله الكلاب.
    - يا إلهي.. انه معاوية!!
    كان اللقاء بين الأصدقاء الثلاثة حافل بالشجن، الزمن الذي فرقهم الأمس عاد يجمعهم الآن، تعالى صوت ملكة من داخل البيت، كانت تستفسر عن القادم الجديد، لم تسعها الفرحة عندما خرجت وواجهت معاوية القادم من المجهول، كانت حرارة اللقاء شديدة، حتى انهم لم يفطنوا إلى زينب التي اقبلت تشق الطريق المترب في طريقها إلى المقابر غير آبهة بهم، التفت معاوية إلى أمه في استغراب، اصبح شكلها مفزع، تمزقت ملابسها واسود لونها وتساقط جل شعرها الطويل الجميل، تعرف معاوية على أمه، القى حقيبته الصغيرة واندفع خلفها يناديها.
    - أماه .. أنا معاوية !!
    وقفت زينب بغتة وقد رن صوت ابنها في أذنها كالجرس عله أوقظ ذاكرتها النائمة، والتفتت تحدق فيه ملياً وهو يوسع الخطى نحوها، ثم انصرفت عنه تنوح "ولدي معاوية أخذه رجال الأمن… ولدي لن يعود".. شعر معاوية كأنما هناك خنجر انغرز في صدره، عرفته الكلاب الوفية ولم تعرفه أمه.. انهار معاوية باكياً " ما الذي حدث في هذه الدنيا ؟! " اقترب منه كمال وشريف يطيبا خاطره وعادا به إلى البيت.
    - لا عليك يا معاوية، كانت الصدمة فوق احتمالها، ملكة ستتكفل بها فهي لا تثق بأحد غيرها منذ وفاة أبي.
    - هل مات محمد أحمد ايضاً ؟!
    - نعم يا معاوية مات أبي والحديث ذو شجون هيا بنا الآن .
    - إن لله وإنا إليه راجعون.
    دخلوا إلى المنزل، وتهالك معاوية على عنقريب دافناً رأسه بين يديه. جلس الصديقان قبالته يحدقان فيه في أسى عميق..
    * * *
    اندفعت ملكة خلف زينب التي ولت مبتعدة في طريقها إلى مكانها المعهود، المقابر.. وقد بدأ الظلام يلف المكان بعبائته السوداء المرصعة بالنجوم.. عند قبر محمد أحمد جلست المرأتان تندبان وتنوحان.. كان نواحهما يشق صمت المقابر الموحشة ممزوجاً بنعيب البوم وحفيف الأشجار، أشجار النخيل والدوم المتيبسة.. وأنين الساقية البعيدة.. كانت هذه سيموفنية الخراب الذي خيم على هذا البلد الذي خبث..

    السودان - كريمة 18/1/ 1988م
    عادل محمود الأمين

    ***********
    والى اللقاء فى تداعيات اخرى ونشكر كل من زار اوشارك من الاخوان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de