|
Re: وجهي يتقشر منه ملامحهم .. قصيدة جديدة لحافظ عباس عالم.. (Re: ياسر هاشم خليل)
|
يآاااهـ.. كدأبه في كتابته يعمل حافظ عباس-بدربةٍ تلقائية- ولعلها قصدية مرنة على إقناع الشجن والحنين والأسى بالتبرعم والنمو في عذوبةأداءٍ شعري،ربما لا تتعارض معهم بيد أن الفريد هناهو إقناع كل ذلك- وليس قسره- بالتعايش مع بل والخروج في وتيرةإيقاعية ساخنة وقالب موسيقي صخاب، وهو ما بدا لي دوماً مخالفاً لطبائع الأشياء ويمكن مراجعة ادعائي هذا في الكثير من القصائد ذات النبرة الشجية أو الحزينة والآسية والتي أعتقد أنها -في الغالب- تنزع نحو الإيقاع المتباطيء المتباعد والموسيقى الهادئة الهامسة على عكس ما فعله حافظ هنا وفي قصائد أخرى أذكر منهاقصيدة "جواز سفر" التي لحَّنها وأداها المرحوم مصطفى إذ نجده "أي حافظ" يبدع قصيدةً تقول حنينها ووحشتهاوشجنها وأساها ليس بالهديل وانما بالهدير الإيقاعي والموسيقي من دون أن يُفْقِد ذلك الحامليْن ولا المحموليْن أياً من خواصهما بل زاد من عذوبة القصيدة وتميزهاكونها عبرت ذلك السراط حاملة جماع تلك المكونات المدهشة في بساطتها. شكراً للأخ ياسر وليتك تزيدنا من كتابات حافظ ، وبالمناسبة هل هو حافظ عباس عالم أم حافظ عباس محمد نور؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجهي يتقشر منه ملامحهم .. قصيدة جديدة لحافظ عباس عالم.. (Re: Mahmed Madni)
|
سعدت هذا الصباح بقراءة عمل شعري خلاق لأحد المبدعين من شبابنا- الشاعر حافظ عباس محمد نور. وعلى الرغم من أنني ضد تعريف الشخص باضافته لعلم آخر، لكني من باب تقريب الصورة أقول..نعم؛ حافظ عباس هو شقيق عالم عباس- احدى القمم الشعرية لجيلنا. بيد أن لحافظ صوته المتفرد بين الشعراء السودانيين الشباب منذ منتصف الثمانينات. والأسرة مسكونة بالعلم والشعر والثقافة القرآنية (يستوي في ذلك النساء والرجال).
يفاجئني هذا الشاب -كلما شط بناالمزار - بصعق كهربي لعمل شعري جديد، وكأني به يمد لسانه ساخرا على طريقته العبثية وهو صبي حدث ، قائلا: هأنذا أفرد الجناح محلقا، فهلم الحق بي أنت وصديق عمرك عالم!!
أعود الى القصيدة فأقول بأنها عمل جيد، يكتظ بالعديد من الصور الشعرية المتداخلة، تمثل الغنائية فيها والموسيقى -كما اشار الى ذلك الأستاذ محمد مدني في مداخلته- عنصرا حيويا. ولعل استدعاء الذاكرة لحقبة باكرة من العمر، ملآى بايقاع الحياة البهيج قد خلق جوا من الصور الشعرية الحية. وقد لعبت المفردة دورا هاما في اثراء الصورة:
أبحث عن زمن مخبوء في نافذة وجدار يرمقني بعتاب أبحث عن أمي وضجيج الصبية في الديوان أصوات الحدادين وريح الكير دوي المرزبة اذ يهوي في القلب وفي جمر الصوان!
مزجت تلك الصور بين سحر المكان ورحابة الأمس وسحره..مزجت بين بين التاريخي والاجتماعي بتلقائية وعمق:
الفاشر نافذة في شفق الجمر وحلم الخبز بذاكرة الفقراء المنسيين ظلام يسخر حين يمد لسانا في الطرقات وفي الحارات.. الخ..الخ...
لا يحتار حافظ عباس -وهو يستدعي تلك الصور من ماض شديد الشفافية- أن يبرز التاريخ العظيم للمكان"الفاشر، حاضرة سلطنات الفور"، وكيف أن المكان لم يعد هو المكان في زمن الوجوه التي حشرت لتمارس التلصص والتنصت على النوافذ والأبواب..لكي يهرب التاريخ الحافل للمدينة من بوابة أخرى!
نحتفى بالشاعر والقصيدة في هذه العجالة..ونشكر للأخ ياسر هاشم حسن انتقائه لها.
فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
|