|
Re: الانقسامى (Re: sharnobi)
|
الأخ شرنوبى،
الأخ المسلم يمكن أن يكون ثورياً حيث هو أخ مسلم "كوز"، البعثى، الشيوعى، الخ. بإعتبار تعريف الثورى هو الشخص الثائر على الحال الراهن للمجتمع وأُسس تنظيمه، والعلاقات التى تتحكم فى بنيانه وبُنياته، وهو-أى الثورى- لايرى سبيلاً للإصلاح سوى تحطيم البُنى الراهنة، الظالمة والفاسدة فى رأيه، وإستبدالها بأخرى مُبّرأة!
قبل أن تشرع فى الجزء الثانى نرجوا أن تحدد لنا بصورة عامة ملامح أهداف الثورى الذى أنت بصدده. ما هو المجتمع الذى ينشُد بنيانه، ثم ما هى وسائله لتحقيق أهدافه؟ هل يسعى للتغيير ضمن أُطُر، وسائل، وآليات القديم المتعفن –بحسب رؤية الثورى- أم أن له طريق آخر؟
أيضاً، ماهى الغرابيل المستخدمة لفرز الثورى من الثورى اللا ثورى؟ من هو/هى الممسك/ة بهذه الغرابيل؟ هل الثورية صفة جينية تولد مع المرء؟ هل المنشأ الطبقى مُحدِّد للثورية؟ هل هناك ثرمومتريتم حشره فى فم الثورى سنوياً لقياس درجة ثوريته، أم هناك جهة رقابية يتحتم إنشائها لتفتش فى ضمائر الخلق؟
فى تقديرى أن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من تطابق الممارسة مع الفكر. مدى مطابقة أومفارقة سلوك الفرد مع مايدعوا اليه، هى المحكّ. أمَّا الحديث عن أصيل و "منقسم" فكنا نحسبه من مخلفات القرن الماضى وقد تجاوزه الفكر السياسى على مستوى التنظير والممارسة الى الإقرار بحق الأفراد والجماعات فى الإختلاف، فى البقاء داخل المنظومة، الانتقال لمنظومة أُخرى، أو إنشاء أخرى جديدة لنج. الجسم المُنقسم فى حقيقة الأمر يتحول الى طرفى انقسام، لا يقلل من تلك الحقيقة أن أحد طرفى الإنقسام كبير والآخر صغير فى حجمه، إنقسام الفكر إزاء حدث أو ظاهرة ليس عيباً فى حد ذاته، الخلل يكمن فى المواقف التالية لإنقسام الرأى والتى تكشف عن المواقف الحقيقية الكامنة خلف الأفكار، ومرة أخرى مدى مطابقة أو مفارقة الفكر عن الممارسة.
عدلان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|