في إفاداته التاريخية لـ كمال حسن بخيت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2004, 04:33 AM

Ahmed Elmardi
<aAhmed Elmardi
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في إفاداته التاريخية لـ كمال حسن بخيت

    »:في إفاداته التاريخية لـ«كمال حسن بخيت

    مولانا محمد عثمان الميرغني يضع «نقاط» الوضوح فوق حروف «الغموض» المتراكم

    هذه ليست مشكلتي.. هذه مشكلة الرئيس البشير..!

    مستعد أن أعود إلى السودان وأقول إني فشلت.. وهذا لا يعيبني في شيء..!

    الموقف عندي ثابت ومتطور مع الأحداث وليس هناك فقدان للاتجاه..!

    هناك مهام وطنية أشرف على إنجازها وأعود بعد اكتمالها

    الاتفاق الإطاري الذي وُقّّع في جدة هو الخطوة الأولى في طريق العودة

    لقاء «لقاء القاهرة» لم يكن تكتلا عدوانيا.. بل بداية حقيقية لتوحيد السودان

    مسيرة السودان الجادة نحو السلام بدأت بتوقيع اتفاقية الميرغني ـ قرنق في 16 نوفمبر 1988

    سندعو الاتحاديين الحقيقيين لمؤتمر المرجعية بالقاهرة في مارس المقبل.. وهم الذين من حقهم أن يقولوا نحن «الحزب الاتحادي الديمقراطي»..!

    ليس من العدل إن تحالفنا مع الحكومة ،أن نترك الآخرين الذين نتحالف معهم

    أنا الذي أطلق اسم التجمع الوطني الديمقراطي من داخل سجن كوبر أثناء الاعتقال وقد وافق جميع السياسيين داخل السجن على الاسم

    إذا جاء الصادق المهدي بخير قبلناه..وإن أخطأ رددناه للحق

    البعض تمنى أن أكون ضد لقاء طه ــ قرنق ولكنني خيّبت ظنهم..!

    نحن أقوياء بالله وبأنفسنا وبمن نمثلهم والأقوياء لا يخشون التغيير

    علي الحاج بشّرنا من قبل قائلاً: من لا يحمل السلاح لا نتحاور معه

    قلت لافورقي: متى تحتاج لمباني السفارة السودانية سأعيدها والمفاتيح موجودة بمكتبي

    إضاءة

    جاء إتفاق جدة الإطاري بين مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي والسيد علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية مفاجأة هزت سكون المحيط السياسي الذى كان يتابع في صمت مايدور في نيفاشا من مفاوضات بين الحكومة والحركة .. رحب البعض بالاتفاق .. وعارضه آخرون كان في مقدمتهم من هم في التجمع الديمقراطي.. بل ان قيادات في الاتحادي اعلنت معارضتها للاتفاق.. وبدا لي ان من يضع النقاط على الحروف، ويزيل كل غموض ويكشف الحقائق هو الشخص الذي يمسك بيده مفاتيح القضية.

    وقررت .. وحزمت أمري ان اطير الى القاهرة للقاء مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لأستجلي الحقائق كاملة ومباشرة من سيادته.. واتصلت بالقاهرة وحددت الميعاد.. وطرت الى هناك..

    لم يكن لقائي بمولانا هو الاول.. فلقد يذكر القراء ان العدد الاول من الاضواء كان يزدان بحوار مطول مع سيادته .. ومابين ذلك اللقاء وهذا الذي جرى قبل عدة ايام، جرت مياه كثيرة تحت جسر السياسية السودانية: مفاوضات نيفاشا واتفاق الترتيبات الامنية، واتفاق تقسيم الثروة واتفاق جدة.. وتواصلت المفاوضات في ماتبقى من بنود .. الخ .. واتهامات وجهت للتجمع الديمقراطي وللحزب الديمقراطي الذي صور البعض اتفاق جدة بانه اتفاق بين الحكومة والاتحادي ولا علاقة للتجمع به.. كانت الاسئلة تزدحم في رأسي .. وهي ذات الاسئلة التي كانت تطرحها القيادات السياسية السودانية في الخرطوم وفي عواصم العالم ذات الاهتمام بالقضية السودانية..

    .. كانت فرصة تاريخية في منعطف تاريخي للوطن اتيحت لي، وكان علىّ استغلالها لاضع على طاولة مولانا الميرغني جميع التساؤلات التي تشغل اذهان ابناء الوطن..

    لذلك كان حواري مع مولانا الميرغني شاملاً تناول الاحداث منذ اتفاق الميرغني ـ قرنق باديس ابابا عام 8891م والذي يعتبر بكل المقاييس الخطوة الاولى الى المحطة الاخيرة.. مروراً بخروج مولانا من السودان.. عقب خروجه من السجن.. وتطورات الاحداث التى شهدها الوطن.. وتكوين التجمع الوطني الديمقراطي والمحاولات التي كان يقودها والمبادرات التي قدمها مولانا الميرغني.. انتهاء باتفاق جدة وماسبقه من خطوات جادة وراسخة لتحقيق سلام السودان القائم على الوحدة والديمقراطية ومشاركة الجميع دون عزل لأحد.. كل ذلك وقضايا كثيرة كانت مدار حوارنا الذي استغرق ساعات عديدة بدءًا من القاهرة وعبر جدة وابوظبى واسمرا وانتهاء بالقاهرة مرة اخرى واسئلتنا تطارد مولانا الميرغني وهو يجيب بقلب مفتوح وذهن وقاد وسماحة جبل عليها، وبضحكات كانت تتخلل الحوار حتى تلك الاسئلة الصعبة كان يسبق الاجابة عليها باضاءة منيرة من وجهه وابتسامة عذبة تسمح للاسئلة ان تتفجَّر .. وللاجوبة التفصيلية ان تنساب ..

    فالى تفاصيل الحوار التاريخي الذي قال فيه مولانا ما لم يقله من قبل.



    اتفاقية الميرغني ـ قرنق



    بدأ السيد محمد عثمان الميرغني حديثه حول مسيرة السلام والمحطات التي وقفت فيها.. فكيف تم تجاوز العثرات التي وضعها أمامه أعداء السلام من الطرفين؟

    ـــ في واقع الأمر بدأت مسيرة السودان الجادة نحو السلام بتوقيع اتفاقية الميرغني ـ قرنق في 61 نوفمبر 8891 والتي وقعت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا و أجيزت من الجمعية التأسيسية، وحدثت أحداث حالت دون تنفيذها وهى تمثل الأساس للسلام دون شك. وهذه الاتفاقية والتي تنص بكل وضوح على وحدة السودان شعباً وتراباً لم يكن فيها أي نص حول تقرير المصير ولا خلافه.. وظل الحفاظ والتأكيد عليها من الجانبين: الحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديمقراطي.. وكان للاتفاقية ما بعدها. تعزيز هذه الصلة يعني التأكيد على وحدة السودان.. ولعل وفد الحركة الشعبية عندما ذهب إلى الخرطوم تحدثوا بأنفسهم عن هذا الأمر، وعن دور الحزب الاتحادي الديمقراطي ودور رئيسه في الحفاظ على وحدة السودان.

    الموقف ثابت ومتطور مع الأحداث وليس هناك فقدان للاتجاه، لا نتجه يوماً شرقاً ويوماً غرباً لأن المقاصد محددة ومنحصرة في ما فيه نفع للوطن والمواطن.



    الرصاص ينهمر على داري



    ماهي ملابسات ذهابك الى اديس ابابا؟

    ـــ لقد ذهبت إلى أديس أبابا في ظروف صعبة، عندها كان الرصاص ينهمر على داري.. وأنا في تشييع والدة الأستاذ أحمد سعد عمر «رحمها الله» وهو الآن موجود معنا في هذه الغرفة، وذلك لم يمنعني من التوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأن التقي بالرئيس الإثيوبي السابق منقستو هيلالي مريام قبل أن نبدأ الحوار مع الحركة، فطلب أن يكون له مندوب في اجتماعنا مع الحركة واعترضت على ذلك وقلت له دعنا نحن كسودانيين نبحث مشاكلنا ونحلها بطريقتنا، ولو احتجنا لمعاونتك فسوف نتصل بك، فوافق على ذلك. وقد أكرمنا غاية الكرم واستضافني في القصر الإمبراطوري.

    اخذت المفاوضات مسارها الطبيعي بين وفدي الحزب والحركة الشعبية وتعثرت في بعض المرات لأسباب كثيرة، وكنت التقي مع الدكتور جون قرنق لنحل المشاكل التي تطرأ في هدوء تام، وبصدق في التعامل تم حل كل الإشكالات ولم يكن لديّ هدف سوي إيقاف الحرب وأن يسود السلام.



    نصوص موقوتة



    وماذاعن نصوص الاتفاقية ؟

    أبلغني الأخوان المرحوم الفريق يوسف أحمد يوسف والأستاذ أحمد سعد عمر بأن هناك مشكلة في بعض نصوص الاتفاقية، فالتقيت بالدكتور قرنق وقلت له إن ما وضعه وفد الحركة في مسودة الاتفاق لا يمكن أن أوقع عليه على الإطلاق، وأنا أريد مصلحة الوطن والمواطن وليست لي مآرب شخصية ومستعد أن أعود إلى السودان وأقول إني فشلت وهذا لا يعيبني في شيء..! فصمت الرجل وذهب وتحدث مع وفده ثم تغير الموقف تماماً، وانتهى الخلاف. وهذا يعني أن هناك حرصاً من الطرفين لإنقاذ البلد من الحالة التي كانت سائدة فيها والتي تفاقمت الآن.

    وصمت مولانا برهة وقال: شاء الله أن يظل ذلك الاتفاق والذي أجيز من الجمعية التأسيسية ولم ينفذ يظل هو الأساس لكل محاولة لإحلال السلام في السودان، وهناك بيانات موجودة، منها بيان 51 نوفمبر3002م الذي صدر عني وعن الدكتور جون قرنق في الذكرى الخامسة عشرة لذلك الاتفاق، وهو يحمل التأكيد على تلك المعاني التي حملها الاتفاق.

    ودواعي ذهابك الى اسمرا؟

    ـــ التقينا بعد ذلك في أسمرا بدعوة من الرئيس الإرتري أسياس أفورقي للاستماع إلينا كقيادات وذلك في السابع والعشرين من نوفمبر عام 4991، كانت للحزب الاتحادي الديمقراطي مذكرة عن السلام والوحدة والديمقراطية تقدم بها في ذلك الوقت، وزعت على المجتمعين، بالإضافة لحزب الأمة والاتحادي والحركة كان هناك العميد عبد العزيز خالد.



    الوحدة والانفصال



    ولكن البعض يتهم قرنق بأنه يمتطي صهوة الانفصال؟

    ـــ أخذ البعض يطالبون بتقرير المصير لهنا وهناك، والبعض تطرق لأكثر من ذلك. فقلت: إننا مجتمعون لإيقاف الحرب وإحلال السلام وإعادة الديمقراطية، ولم نأت لنقسم السودان، وإذا كان الأمر غير ذلك فمن الأفضل أن يذهب كل منا إلى سبيله. وقد نظر الدكتور جون قرنق للشخص الذي قدم ذلك الطرح وكان ضمن وفد الحركة بنظرة حادة ولم أره في عمل منذ ذلك اليوم. وقال دكتور جون: جميعنا مع وحدة السودان.. لكن هذه الوحدة لها أسس يجب أن تقوم عليها، وأخذ يقرأ في ورقة الحزب الاتحادي الديمقراطي التي قدمناها للاجتماع وبدأ بالفقرة الخاصة بالوحدة، وقال هذه هى أسس الوحدة التي نريدها. فقلت له: لقد اتفقنا. والتقينا في اليوم التالي وكان حديث الدكتور قرنق قد خلق موقفاً عظيماً، وأكدنا على كل الرؤى بالنسبة للحاضر والمستقبل، وأصبحت هناك أرضية مشتركة، وأمنا على وحدة السودان، وهى وحدة طوعية ليس فيها قهر أو تسلط، ويرتضيها جميعنا لأن هذا القطر الكبير يسع كل أهل السودان ولا مكان فيه للتناحر وإثارة المشاكل. كان هذا أول لقاء مع الدكتور جون قرنق بعد اتفاقية السلام في أديس أبابا.



    مصير القضايا المصيرية



    مؤتمر القضايا المصيرية..ثار حولها غبار كثيف..هل من ايضاح؟

    ـــ سارت الأمور على ما يرام.. وجاء مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا، وكان يرأس وفد الحزب الاتحادي الديمقراطي الدكتور أحمد السيد حمد، وكنت وقتها في جدة، ودار هناك حديث عن رئاسة الاجتماع وقال الدكتور قرنق: الاجتماع لا يبدأ إلا بعد وصول السيد محمد عثمان الميرغني بالرغم من أن وفد الحزب الاتحادي كان مكتملاً. وفي ذلك الاجتماع بحثنا كل قضايانا ووصلنا إلى اتفاق حولها وتم اختياري رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطي، كما تم تشكيل هيئة قيادة التجمع وأجهزته الأخرى.

    قال الرئيس أسياس: إن هذا الاجتماع تم بدعوة من الشعب الإرتري لكل السودانيين. وقد سئل وفد الحزب الاتحادي هل يمكن أن يأتي الشريف زين العابدين إلى الاجتماع أو يدعى له؟ قالوا نعم، لأن الدعوة من الشعب الإرتري، ونحن لا نحجب أحداً من أجل الوطن. ووجه نفس السؤال إلى الحركة الشعبية. وقبول الحزب الاتحادي الديمقراطي بأن يسمح لكل خارج عن أطر الأحزاب التنظيمية، ساعد الإرتريين كثيراً في معالجة المواقف مع الآخرين. وبالفعل وجهت الدعوة للجميع وإن لم يلبِ البعض، لكن المهم أن المظهر كان رائعاً.

    معنى هذا ان الامور سارت بشكل جيد؟

    ـــ نعم.. سارت الأمور بشكل جيد وبتعاون كامل، وليس معنى هذا أنه لم تكن هناك مشاكل، ولكن كانت تحتوى أولاً بأول، عبر الحوار والحكمة ولا تعالج بالرعونة. ولعل السيناتور الأمريكي دانفورث وفي اجتماع لهيئة القيادة بأسمرا في فبراير الماضي أشاد بذلك الإطار والتعاون الموجود، وقال أتمنى أن أرى هذه الصورة الرائعة من الإخاء والانسجام في داخل السودان.



    ردود فعل سلبية



    هل هناك أية ردود فعل لاجتماع أسمرا؟

    ـــ نعم كانت هناك ردود فعل سلبية لا أود الحديث عنها الآن لأننا تجاوزناها، ولا أريد أن أتحدث عـن سلبيات.

    المهم بدأ عمل جاد لإحلال السلام والديمقراطية.. وحل المشكل السوداني حلا سياسيا شاملا يتفق عليه الجميع.

    بالطبع كانت هناك معالم أكثر إثارة وأهمية يمكن الوقوف عليها؟

    ـــ نعم.. بعد اتفاقية السلام ظللت اعمل في كل مسعى يحقق السلام للسودان، وعندما حضر الرئيس النيجيري السابق إبراهيم بابانجيدا وكان يتولى رئاسة منظمة الوحدة الإفريقية إلى القاهرة سلمته مذكرة، تحدثت فيها عن اجتماعات أبوجا، وعن أسس الحل والسلام وأكدت أنه لابد من مشاركة الكافة وأن لا يكون الحوار بين جهتين فقط. ومن ناحية أخرى نحن نسعى لإحلال السلام ولاستعادة الديمقراطية.. ولابد من مشاركة الجميع في تلك الاجتماعات، وأعطيت صورة من تلك المذكرة للسفارة السودانية بالقاهرة.

    وماهو موقف السفارة السودانية وقتها من المذكرة..؟

    ـــ هناك كثيرون ساءهم ذلك.. وليس لدىّ موقف معادي وطلبت من السفارة السودانية إيصال تلك المذكرة إلى الجهات المعنية سواء اكانت رئاسة الجمهورية أو وزارة الخارجية.. وقصدت أن أكون واضحاً حتى مع الحكومة التي اختلف معها، ولكن بكل أسف كان هناك تعامل باستكبار معنا في هذا الأمر.

    ماذا عن رد الفعل الرسمي يومها؟

    ـــ كان وقتها عبد الله محمد أحمد وزيراً للإعلام، فثار وهاج وأطلق عليَّ لقب المعارض الأول، وهذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه.

    ولماذا لم تعد بعدها؟

    ـــ كنت قد رتبت أوضاعي للعودة للسودان بعد حج عام 1141هـ ونقل إليّ الرئيس البشير عبر سفيره في السعودية عمر بريدو رسالة وأبدى مشاعر طيبة. لكن هناك آخرون يعملون أعمالا سيئة. وسألت السفير بريدو عن ما يحدث من البعض فقال لي: ماذا نعمل؟ قلت له: كنت أنوي العودة إلى بلادي بعد الحج مباشرة، ولكن تلك المواقف التي صدرت من البعض جعلتني أفكر في تأجيل العودة. والموقف هو مصادرة أراضي آل الميرغني بكسلا.



    الميرغني يدفع الثمن غالياً..!



    هل سبق ان تمّ تهديدك من محسوبين على الحكومة؟

    ـــ ذهبت في زيارة للعلاج إلى لندن، وكنت في المستشفى وكان يزورني السياسيون من كافة ألوان الطيف السياسي. وصدر لنا تحذير من رجل كان في صدارة الحكم لا أود أن أذكر اسمه، أعطاني الإشارة الواضحة في إحدى الصحف قائلا: إذا عارض الميرغني هذا النظام فسوف يدفع الثمن غالياً. ولم أرد عليه ولكن جاءتني «الأشائر» وكانت المصادرات. ونحن خرجنا من أجل القضية العامة ولذا لم التفت للتهديد ولم يزعجني القرار.

    ولماذا تأخرت عودة شقيقك السيد احمد؟

    ـــ قرر شقيقي السيد أحمد الميرغني أن يعود إلى الوطن عام 2991م، لكن هناك من كان يعمل على أن لا يعود السيد أحمد الميرغني، وطلب تأجيل مجيئه بعد أن أكمل استعداداته للعودة، وفي اليوم الثاني صدرت قوائم بمصادرات بعد طلب الإرجاء وذلك لمنع العودة نهائياً. والمصادرة لا تكون إلا عقوبة..

    لكن إذا كان الإنسان لم يرتكب جريمة فلماذا يعاقب؟!

    ـــ هذا بغي واستكبار.وهذه الملابسات أوضحها لي الرئيس البشير شخصياً في لقائي معه في أسمرا سبتمبر0002م ولكني لا أستطيع أن أتحدث عن تفاصيلها لأن الحديث كان بيني وبينه، وكان البشير مرحباً بعودة السيد أحمد الميرغني، وكلف من يستقبله، ولكن تأتي أوضاع أخرى أو مستجدات تمنع عودة السيد أحمد الميرغني، بل تذهب إلى آماد بعيدة لتمنع العودة بشكل نهائي.

    الا تتفق معي يامولانا ان كلاكما كان يكيد للاخر؟

    ـــ لم نسع إلى شر على الإطلاق لكن في النهاية من يكيد لك يجب أن تكيد له «يكيدون كيداً وأكيد كيدا».إن التصدي للظلم واجب شرعي، حيث لا استكانة أمام الباطل. حتى وإن أخذ المنحى الشخصي لأن الظلم عام وليس في الأساس قضية شخصية.

    هل صحيح ان علي الحاج كان يقف حجر عثرة امام إلتئام التفاوض بينمك والحكومة؟

    ـــ بعد انتهاء ابوجا حدثت محاولة من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني وذكرها لي شخصياً. فقد استدعى الدكتور علي الحاج والدكتور جون قرنق بعد انهيار ابوجا، وقال لهما إنه سوف يدعو الميرغني والصادق المهدي أو من يمثله، فطلب الدكتور علي الحاج من موسفيني أن يستفسر الخرطوم ثم يفيده برأي الحكومة. فكان الرد من الخرطوم عجيباً وأبلغه علي الحاج للرئيس موسفيني وهو: «من لا يحمل السلاح لا نتحاور معه»، وهذا الكلام أبلغه الدكتور جون قرنق للرئيس محمد حسني مبارك في اجتماع مشترك بيننا الثلاثة، في سياق الحديث عن مبادرات السلام والجهود التي بذلت من أجله.

    هل يعني هذا ان الصدام كان حتمياً بينكم وبين الحكومة؟

    ـــ إن المشاكل تحل بالحوار وليس بالصدام، ومادامت هناك فرص للجلوس وللحوار فلماذا تزهق الأرواح؟. نحن دائماً نهدف لتحقيق السلام ولا نشارك في أي عمل يباعد بيننا وبين السلام على الإطلاق.

    وقد بذلنا جهوداً مضنية مع الأشقاء القادة العرب للمعاونة في حل المشكل السوداني سلمياً، وفي هذا الصدد حدثت محاولات كثيرة. وهنا في مصر دعاني الرئيس مبارك وشقيقي السيد أحمد الميرغني في السابع من مايو 9991، وتحدث عن رغبته في دعوة الفرقاء «كل الأطراف السودانية» للجلوس على مائدة الحوار، فحمدنا له هذا التوجه، وطرحته على التجمع، وكانت الأجواء السياسية متوترة نتيجة لقاء جنيف بين السيد الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي عندما كان في السلطة في اوائل مايو 9991 . وفي جلسة طويلة للتجمع بدأت في الساعة الحادية عشرة صباحاً وانتهت في السادسة مساءً في هذه الدار وبحضور حزب الأمة تمت الموافقة على دعوة الرئيس مبارك وخرج الاجتماع بمسودة رسالة، كنت حريصاً أن توقع عليها كل الأطراف التي حضرت، وخاطبت بها الرئيس مبارك، ثم ذهبت إلى طرابلس والتقيت بالأخ القائد معمر القذافي وشرحت له ما طرحه الرئيس مبارك واقترحت عليه دعوة هيئة قيادة التجمع للاجتماع في طرابلس.



    المصرية والليبية



    وماذا كان موقف الرئيس الليبي وقتها؟

    ـــ سعينا لتوحيد المبادرات المصرية والليبية لأن هنالك من كان يقول في داخل الخرطوم نرفض المبادرة المصرية ونقبل المبادرة الليبية ونشر ذلك في الصحف اليومية الليبية. فتحدثت مع الأخوة الليبيين في هذا الأمر. وفي دعوة لتكريم قيادة التجمع بمدينة سرت تحدث معي الأخ القذافي مشكوراً، وقال لي أبلغت برأيك وأنا موافق عليه تماماً، وبعد يومين سألتقي مع الرئيس مبارك لنوحد جهودنا، وحدث ذلك اللقاء فولدت المبادرة المشتركة بعد أن كانت المصرية لوحدها والليبية لوحدها. وواصل مولانا حديثه قائلاً: هذه كلها جهود بذلت لإنجاح المساعي لتحقيق السلام في بلادنا. وأضاف: المبادرة الليبية المصرية المشتركة لم تستمر كما ينبغي.

    ما هى الأسباب التي حالت دون استمرار المبادرة المشتركة في تقديركم؟

    ـــ ضحك مولانا وقال: لا أريد أن أزيد على ذلك، الأسباب كثيرة.

    وواصل الحديث قائلاً: ثم انتقل الأمر إلى الإيقاد وإلى أصدقاء الإيقاد ثم إلى شركاء الإيقاد، وبدأت المحادثات في نيروبي ثم جاءت مشاكوس.

    وكيف تمّ عزل التجمع عن الايقاد؟

    ـــ كان هناك إصرار لعزل التجمع وعزل الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة عن مفاوضات الإيقاد. وفي يوليو 7991 كنت في جولة بدول الإيقاد بدأت بزيارة إرتريا والتقيت بالرئيس اسياس افورقي ثم إثيوبيا والتقيت رئيس الوزراء ملس زيناوي، ثم انتقلت إلى كمبالا والتقيت بالرئيس موسفيني ثم بالرئيس السابق دانيال آرب موي في كينيا، وصادف ذلك نهاية اجتماع الإيقاد الذي أقرت فيه الحكومة قبولها بإعلان مبادئ الإيقاد في نهاية يوليو 7991. التقيت بالرئيس دانيال آرب موي في الصباح الباكر لأنه كان ذاهباً إلى قريته، وحرص على لقائي، فقلت له: إن المشكلة ليست مشكلة الجنوب لكنها مشكلة السودان، والحوار يجب أن يكون مع الكافة لأن الحوار الثنائي المغلق لا يفيد عملية السلام وكان تعليقه الذي قاله لي (الأوضاع السائدة الآن ضد طبيعة الأشياء) أذكر ذلك تماماً، وقلت له إذاً لابد أن نصحح الأوضاع إذا كنا نريد الوصول إلى احلال السلام العادل في السودان.

    وقال مولانا: لابد من الرجوع إلى الوراء قليلاً لأذكر نقطة مهمة، وهى في اجتماعنا الأول والذي عقد في أديس أبابا كان الحوار «سوداني سوداني» دون وسطاء من إثيوبيا، وهنا دخل الوسطاء عبر مبادرة الإيقاد ثم دخل أصدقاء الإيقاد، والذين تحولوا إلى شركاء الإيقاد ثم تدخلت الدول العظمى من أجل إنجاح عملية السلام في السودان. ونحن نشكرهم على ذلك كثيراً لكن أقول في النهاية أن أهل مكة أدرى بشعابها. الأمور كانت متعثرة وغريبة، والوسطاء يطرحون أسئلة على الطرفين، ثم يتخذون موقفاً يطرحونه على الطرفين دون جلسة مشتركة للوفود ما عدا الجلسات الختامية حينما يريدون أن يوقعوا اتفاقاً.



    قنوات الحزب الاتحادي



    هل بُلٍّغت بلقاء طه ـ قرنق؟

    ـــ ظل الحال على هذا المنوال الى أن حدثت وفاة نائب الرئيس الكيني، وذهب الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس إلى هنالك. ورأت الحكومة الكينية أن هذه فرصة ليتم لقاء بين النائب الأول والدكتور جون قرنق في نيروبي. بلغنا الخبر عبر قنوات الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهناك من تحدث بأنه يجب أن لا يكون أي لقاء ولا داعٍ له.. وللأسف من عناصر مسئولة وعناصر متوالية وأبلغني الأخوة بحقيقة الأمر، فرأيت من الواجب أن أتحدث للدكتور جون قرنق، وهو رجل حليف وبيننا تفاهم كامل، وأحسست بأن هذا اللقاء إذا تم قد يأتي منه خير للسودان ولعملية السلام، خاصة وأن الدكتور جون قرنق لا يعرف الأستاذ علي عثمان وكذلك الأستاذ علي عثمان يجهل الدكتور جون قرنق. وهما في قمة المسئولية وقطعاً إن في التواصل بينهما خيراً لمن يريد الخير. وتحدثت يوم 1/9 الماضي مع الدكتور جون قرنق، وكان في جنوب السودان، وقلت له أليس هناك لقاء من المفترض أن يتم في نيروبي بينك وبين الأستاذ علي عثمان؟ وأراك الآن في جنوب السودان! قال لي نعم هناك دعوة من كينيا ولم اتخذ أي قرار حولها. قلت له أرى أن تلتقي بالأستاذ علي عثمان فأنت تجهله وهو يجهلك وعلى الأقل تتعرف عليه على حقيقته ويعرفك على حقيقتك، بدلاً من أن تكون الأمور سماعية.

    تعني ان قرنق اخبرك باللقاء شخصياً؟

    ـــ إتصل بي الدكتور جون قرنق يوم 4 سبتمبر أي بعد ثلاثة أيام من حديثي معه وقال لي: لقد وصلت نيروبي وسوف التقي بالنائب الأول. فشاء الله أن يلتقي الرجلان ويتغير المنهج التفاوضي بعيداً عن الوسطاء. وهذه مسألة لم تكن في الحسبان بأن يكون اللقاء سودانياً خالصاً دون وسطاء.. وهذه محمدة تسجل للدكتور جون قرنق والأستاذ علي عثمان محمد طه. وفي بداية المرحلة التالية لمفاوضات نيفاشا اتصلت بالدكتور جون قرنق، ولم أنجح في الحصول على الأستاذ علي عثمان إلى وقت متأخر من الليل، وكان مغادراً إلى نيفاشا صباح اليوم التالي، فاتصل بي من المطار، وقلت له أنني أنصحك بما نصحت به الدكتور جون قرنق: إذا قمتما بعمل نافع من أجل الوطن والمواطن سأكون النصير الأول لما تصلان إليه.



    ليست شراكة..بل...!



    من هذا سمّوك بالشريك الخفي؟

    ـــ ليست شراكة وإنما أمانة وطنية أديتها لأن هدفي وغرضي هو أن يتم اللقاء والاتفاق سواء كنا مشاركين أو غير مشاركين، المهم أن يصلوا إلى عمل يحقق أهداف المواطنين ويفيد الوطن، وليكن هذا هدفنا جميعاً، بعيدا عن النظرة الشخصية القاصرة، وقلت له بالرغم من أننا لم نشارك أتمنى أن تصلوا لاتفاق يوقف الحرب ويحقق السلام ويعيد الديمقراطية. فرد عليَّ قائلاً: ليست هناك جهة تستطيع أن تعزلكم.

    إذن انت كنت مع اللقاء عكس ما اشيع ؟

    ـــ بمفهوم المعارضين وبمنهج البعض في الخرطوم يجب أن أكون ضد ذلك اللقاء ولكني خيبت ظنهم. نحن ليست لدينا أجندة خاصة أو مآرب شخصية وإنما المقصد هو مصلحة الوطن والمواطن.

    ويأتي المستر آلان قولتي المبعوث البريطاني للسلام في السودان واستدعيت الفريق يوسف أحمد يوسف«رحمه الله» والأخوة الموجودون بالقاهرة من التجمع والحزب. وكانت الصحف قد نشرت خبر اتصالي بالأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور جون قرنق، فسألني آلان قولتي عن هذه الواقعة فقلت له: نعم حدث ذلك، فقال مازحاً: أنت بهذه الصورة وهذا التحرك ألغيت مهمة آلان قولتي. ثم توجه بعد ذلك المرحوم الفريق يوسف برسالة مني إلى الدكتور جون قرنق والأستاذ علي عثمان محمد طه في نيفاشا، والتقى بهما، والحمد لله الأمور سارت بشكل جيد، وكل هذه الأشياء تعزز الثقة بين الناس. هناك خطوط حمراء يجب أن نقف عندها مهما كانت درجة الاختلاف بيننا. وهذه فرصة يجب أن نستفيد منها ونسأل الله أن يحقق السلام والاستقرار لهذا الوطن بأيدينا أو بأيدي غيرنا، والمهم العمل والإنجاز نفسه لا من يقوم به.



    أقوياء بالله



    بعد كل المياه التي جرت تحت جسر التحالفات..هل مازال التجمع قوياً؟

    ـــ نحن أقوياء بالله وبأنفسنا وبمن نمثلهم، والأقوياء لا يخشون التغيير بعون الله. وإذا خلق واقع جديد فإننا نعرف كيف نتعامل معه، لا نجبن أمامه. هل نُبقي الأمور راكدة كما هى والناس يعيشون في درك الشقاء؟ هذا كلام غير مقبول. وشاعر البيت الميرغني يقول:

    وخلص مساجين القلوب من الهوى وأطلق أسارى العقل من ضيق الحبس

    والمعنى أن الشخص الذي يكون هدفه العمل من أجل مصلحته الخاصة فهذا أسير للهوى ونحن نسعى للتغيير. والتغيير الذي نسعى له يجب أن يكون نحو الأفضل وليس أي تغيير. ولذلك لابد من إعمال الفكر بعقل نير كما قال شاعر البيت الميرغني: «بعقل ثاقب نوره فضي»

    التقيت مع الرئيس عمر البشير في أسمرا سبتمبر 0002م. وذلك لم يأت من فراغ لأن هيئة القيادة اجتمعت في القاهرة في يوليو 0002 وكان وزير خارجية مصر آنذاك السيد عمرو موسى يولي اهتماماً بالشأن السوداني فقد كلف السفير محمد رفيق خليل وهو الآن سفير مصر في المملكة العربية السعودية ليشهد افتتاح الاجتماع وطلب من هيئة القيادة أن يلتقي رئيس التجمع بالرئيس البشير في القاهرة. وتمت الموافقة على ذلك، لكن لسبب أو لآخر تعطل هذا اللقاء. وذهبت إلى أسمرا وانعقد في مصوع في سبتمبر 0002 المؤتمر الثاني للتجمع الذي أعلن في ذلك المؤتمر سعيه الجاد لتحقيق السلام. وفوضت من المؤتمر في التواصل مع الحكومة، وأقر المؤتمر أنه لابد أن تكون هناك لقاءات مباشرة مع الحكومة وفوضت بإجراء اللقاءات الاستكشافية والمباشرة معها.

    يواصل مولانا حديث الذكريات.. ويقول:

    ـــ زارني الرئيس أفورقي في مقر إقامتي في أسمرا وقال لي أنا ذاهب إلى الأمم المتحدة لاحتفالات القرن الجديد وسألتقي هناك بالرئيس البشير، فهل تمانع أن يكون اللقاء بينكما في أسمرا؟ فقلت له فُوِّضتُ في هذا الأمر، وهناك قرار من هيئة القيادة ولا مانع لديّ إطلاقاً، ولما عاد لم يكن مؤتمر مصوع قد انتهى وطلب الرئيس افورقي مني والدكتور جون قرنق أن نلتقي في مكتبه برئاسة الدولة الإرترية، وأكد لنا في ذلك الاجتماع بأن الرئيس البشير قد رحب بأن يتم اللقاء بيننا في أسمرا. قلت له حسناً سوف نخطر اجتماع هيئة القيادة ما دام منعقداً، وفي طريقنا إلى اجتماع هيئة القيادة طلب مني الدكتور جون قرنق أن أترك له طرح الموضوع على الاجتماع وأن لا يتحدث أي عضو من الحزب الاتحادي الديمقراطي في هذا الأمر.. وقد تولى الدكتور جون قرنق طرح الأمر بنفسه وقال نحن حضرنا الآن من الرئيس الإرتري الذي اقترح علينا لقاء بين الرئيس البشير والسيد محمد عثمان الميرغني. تحدثت بعض العناصر كثيراً وانبرى لها دكتور جون قرنق وقال لو اشترطنا أي شرط لهذا اللقاء فمن حق الرئيس البشير كذلك أن يشترط ما شاء. وقال: إن مولانا يدرك الموقف تماماً فدعوه يتصرف. وانتهى الأمر بتصفيق حاد من اجتماع هيئة القيادة وتم اللقاء في أسمرا.. بحضور الرئيس أفورقي وكان لقاء جيداً، وأخوياً، واتفقنا على استمرار التواصل. وأود أن أؤكد بأن الأمور التي وصلت إلى هذه المرحلة المهمة من النجاح لم تأت من فراغ.

    ويواصل مولانا الحديث قائلاً: زارني في هذه الدار الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية في أول زيارة له لمصر، وردت له الزيارة في مقر إقامته وتحدثنا سوياً حول لقاء الحكومة والتجمع في أسمرا، وكان من رأيه أن يتم اللقاء على وجه السرعة وذهبنا إلى أسمرا، وتعيّن وفد الحكومة.

    أفورقي والبشير



    ما هو دور ارتريا في ترتيب لقائكم الشهير بالرئيس البشير في اسمرا؟



    ـــ اقترحت إرتريا تنظيم لقاء آخر يجمع بين التجمع والحكومة حيث اجتمع الرئيس أفورقي بالدكتور جون قرنق وطرح عليه الأمر. وقال له الدكتور جون قرنق: هذا الموضوع أرى أن تأخذ فيه رأي السيد محمد عثمان الميرغني أولاً قبل رأيي. وكلف الرئيس أفورقي الدكتور قرنق أن يبلغني بأنه سيزورني في الرابعة مساء بمنزلي بأسمرا، وطلب من قرنق الحضور في ذات الموعد لحضور اللقاء. قال الرئيس أفورقي في الاجتماع وبحضور د. جون بأنه سوف يوجه الدعوة للرئيس البشير لزيارة أسمرا ليلتقي معي والدكتور جون قرنق، لحسم كثير من المسائل، وتم الاتصال بالخرطوم، ولكن بكل أسف اعتُذِر عن هذا اللقاء لأسباب في تقديرنا لم تكن مقنعة. إذ لو لم تسمح ظروف الرئيس في ذلك التاريخ كان يمكن أن يأتي النائب الأول أو الأمين العام للحزب ويتم اللقاء بصورة أو بأخرى. ولو تم هذا لكنا قد تجنبنا كثيرا من المشاكل، وحُلَّ كثير منها لكن هذه إرادة الله.. ولا أريد الدخول في تفاصيل ما وراء ذلك الأمر. ومضى مولانا قائلاً: عندما لم يتيسر اللقاء قلنا للرئيس أفورقي: في أي وقت يتيسر هذا اللقاء نحن على استعداد.. وقد صدر هذا التأكيد مني ومن الدكتور جون قرنق بلغة واحدة وفي وقت واحد وأكدنا له في أية لحظة تسمح ظروف الرئيس البشير للحضور إلى أسمرا نحن مستعدون لترك أي مهام أخرى ونصل إلى أسمرا.



    وقت القطيعة



    حدثنا عن العلاقات السودانية الإرترية التي ساءت كثيراً بعد أن تحسنت بترككم لمبنى السفارة السودانية في أسمرا والذي سلمته لكم الحكومة الإرترية في مدة انقطاع العلاقات.. ما الذي حدث الآن؟

    ـــ وقت القطيعة الكاملة استلمنا السفارة السودانية وأصبحت مقراً للتجمع، ولكن عندما أحسست بوادر التقارب بين الخرطوم وأسمرا وقبل ثمانية أشهر من عودة العلاقات السودانية الإرترية وإعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين التقيت الرئيس أفورقي وقلت له في أي لحظة تحتاج لمباني السفارة المفاتيح موجودة بمكتبي فعند تطبيع العلاقات لابد أن تعود السفارة ، ونحن لا نريد أن نكايد، بل أعلنت له عن ترحيبنا بتطبيع العلاقات السودانية الإرترية وأننا لا يمكن أن نقف حجرة عثرة في طريقها، وقد حمد لنا الرئيس افورقي هذا الموقف.

    وأضاف مولانا الميرغني قائلاً: نحن تهمنا جداً الصلة بين الشعوب، يمكن تختلف المواقف السياسية ولكن الجماهير في السودان وإرتريا يجب أن لا يتضرروا جراء اختلاف القيادات الذين يتصدون للمسئولية، ويجب أن لا يتضرر المواطنون من هذا الاختلاف. ومن ثم تم تخصيص فيلا من طابقين لتكون مقراً لهيئة قيادة التجمع تقديراً لموقفنا ومبادرتنا المبكرة بإخلاء مباني السفارة السودانية في أسمرا.

    هي بذل سعادتكم جهداً لرتق الفتق بين اسمرا والخرطوم؟

    ـــ ذات يوم زارني الأخ الأمين محمد سعيد أمين عام الحزب الحاكم في إرتريا ومعه الأستاذ عبد الله جابر مستشار الرئيس الإرتري ومسئول التنظيم والأستاذ يماني قبرآب مستشار الرئيس للشئون السياسية، ودار من جانبي الحديث حول تطبيع العلاقات بين إرتريا والسودان، وقلت لهم إن خلافاتنا مع الخرطوم يجب أن تضعوها جانباً وأن لا يتضرر الشعب السوداني ولا الشعب الإرتري من توتر العلاقة، ونحن نؤيد تطبيع العلاقة والتواصل بين الشعوب. فنهض الأستاذ الأمين محمد سعيد قائماً، وقلت له لماذا أنت ذاهب اعتقد أن لديكم موضوعاً. قال: ما جئنا من اجله قلته أنت قبل أن نطرحه. هذا هو منهجنا وفهمنا للأمور وهو المنهج العقلاني الذي يجب أن يحكم كل تصرفاتنا. الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب قديم وله موروثاته بكل أبعادها السياسية والدينية.



    متى ينعقد؟



    كثر الحديث ولفترات طويلة عن مؤتمر الحزب الاتحادي الديمقراطي.. مرة يعلن تاريخ ومكان انعقاده ولا يعقد يصير السؤال المهم الآن متى وأين سيعقد المؤتمر العام لحزبكم؟

    ـــ نحن الآن نعد العدة للقاء مهم في مصر في الأسبوع الأول من شهر مارس المقبل، تلتقي فيه مرجعية الحزب بمناسبة مرور خمسين عاماً على توحد الأحزاب الاتحادية عام 3591.

    قلت له اجتماع للمرجعية وليس مؤتمر الحزب؟ قال: نعم.. اجتماع للمرجعية لأن المؤتمر سيحضره الآلاف وسوف يكون في الداخل بعون الله.

    وأضاف: إن اجتماع المرجعية هو الذي يرتب الأوضاع لعقد المؤتمر العام للحزب.

    ما هى المؤسسات التي تمثل المرجعية وستحضر هذا الاجتماع؟!

    ـــ المؤسسات الحزبية التي ستحضر اجتماع المرجعية محددة ومعروفة وهى المكتب السياسي للحزب والهيئة البرلمانية ومجموعة العمل بالداخل ومجموعة العمل بالخارج بالإضافة للعناصر الناشطة في القطاعات المختلفة.

    ما هى أجندة هذا الاجتماع المهم؟

    ـــ سيناقش برنامج الحزب لهذه المرحلة وإعادة ترتيب الأوضاع لحين انعقاد مؤتمره العام في الداخل.

    وزاد مولانا قائلاً: حزبنا حزب قديم.. وليس كل من يدعي بأنه اتحادي ديمقراطي هو اتحادي ديمقراطي.. سندعو الاتحاديين الحقيقيين والذين من حقهم أن يقولوا نحن الحزب الاتحادي الديمقراطي، لذلك أسميناه بالمرجعية.



    متفرغ للمكايدة



    الا يتخلل حواركم مع الحكومة ،مكايدات هنا أو هناك؟

    ــــ الحوار كان مثمراً ولم يتوقف وفي مراحل مختلفة وهناك من لديه نوايا حسنة وصادقة وتشغلهم هموم البلد ولا وقت لديهم للمكايدة، وهناك من هو متفرغ للمكايدة.. لأنهم يتعاملون مع الأمور بمنظور شخصي وليس بمنظور وطني.

    وعاد مولانا للوراء وقال: بعد خروج حزب الأمة من التجمع وقعنا نداء السودان مع حزب الأمة في هذه الدار، وكانت للحركة الشعبية اتصالات مع المؤتمر الشعبي ووقعوا اتفاقا أيضاً، وفي الأول من فبراير من العام الماضي وقعنا اتفاقية تفاهم مع حزب المؤتمر الوطني، وقعها عن جانب الحزب المرحوم الفريق يوسف أحمد يوسف، وعن جانب المؤتمر الوطني الحاكم المهندس الحاج عطا المنان، والقصد منها تقريب وجهات النظر. ولم يكن هناك خلاف، لأننا وقعنا مع المؤتمر الوطني والحركة وقعت مع المؤتمر الشعبي، فالتجمع الوطني الديمقراطي وعاء شامل وجامع لأهل السودان، وهو لا يلغي وجود الأحزاب ولا يلغي وجود الكيانات، ويسمح بحرية الحركة لكل التنظيمات وغير مكبل لها.

    وكشف مولانا الميرغني سراً لأول مرة بأنه هو الذي أطلق اسم التجمع الوطني الديمقراطي من داخل سجن كوبر أثناء اعتقال القيادات السياسية وقد وافقه جميع السياسيين داخل السجن على الاسم.

    وواصل الحديث: نحن وقعنا مع حزب الأمة ومع المؤتمر الوطني والحركة وقعت مع المؤتمر الشعبي وعندما اختلف حزب الأمة والحركة الشعبية سعى الحزب الاتحادي الديمقراطي فتم بينهما لقاء في داري بأسمرا، و مهد ذلك للقاء حزب الأمة والحركة في فندق المريديان بالقاهرة. وأخبرني الدكتور قرنق بموعد الاجتماع مع حزب الأمة والذي يعقبه حفل عشاء تكريماً للسيد الصادق المهدي، وبعد الاجتماع يلتقون في داري وبالفعل تم الاتفاق وصدر إعلان القاهرة في مؤتمر صحفي.



    شكراً للرئيس البشير



    شكرت الرئيس البشير كثيراً لترحيبه بذلك اللقاء.. ونوهت عن هذا في المؤتمر الصحفي وقلت بالنص: إن هذا اللقاء «لقاء القاهرة» ليس تكتلا عدوانيا لكنه بداية لتوحد سوداني. وبعد أيام أطلق مثيرو المتاعب كلماتهم العدائية دفاعاً عن... و دفاعاً عن... وقالوا إن ما ورد في هذا الاتفاق عن وضع العاصمة وقوميتها يعني علمانية العاصمة، وسيأتي بالقمار والحانات والبارات. وقلت في التلفزيون.. أنا لا أعرف في أي قاموس أن مصطلح قومية يعني العلمانية.. وأود أن أقول: الجبهة الأم التي أفرزت المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي.. كان اسمها الجبهة الإسلامية القومية، فهل معنى ذلك أنها الجبهة العلمانية؟ وقلت: يجب أن يكون الناس صادقين وأن لا يعملوا على ليّ عنق الحقيقة، وستظل الحقيقة هى الحقيقة وبدلا من أن نقول عاصمة «اتحادية»، وهذه التسمية فيها حساسية لدى البعض أصبحت عاصمة قومية.

    حسناً.. لماذا توقف التفاوض بعد توقيع مذكرة فبراير الشهيرة؟

    ـــ بعد توقيع مذكرة التفاهم في 1 فبراير بين الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني أوقفت التفاوض لأنني أحسست بأن هذه المذكرات واللقاءات ستقودنا إلى اتفاق ثنائي، ونحن نريد أن نحتوي الأمر كله، بأن لا يكون بيننا متفلت بسبب أنه لم يشارك أو أية أسباب أخرى. ودعوت إلى اجتماع هيئة قيادة وأوضحت الأمر، وقلت لهم إن كل مؤتمرات التجمع أوصت بضرورة اللقاءات والتواصل مع الحكومة. ونريد الآن أن نخطو خطوة إيجابية بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة، خاصة وأننا لم نشارك في مشاكوس.. ولابد لنا أن نتحدث في شأن الوطن. وأرى أن حزبا كبيراً مثل الاتحادي الديمقراطي بهذا الاتفاق يتمكن من التصدي لمسئولياته ويواصل المسيرة النضالية. ولكن الحزب الاتحادي له التزامات تجاه الآخرين. وهذه أخلاقيات التعامل العام، وليس من العدل إذا اتيحت الفرصة لتحقيق نجاحات أن نترك الآخرين الذين نتحالف معهم. وتحدثنا كثيراً في هذا الشأن. وفي النهاية فوضت في اجتماع هيئة القيادة تفويضا كاملا لإدخال التجمع الوطني الديمقراطي في المفاوضات الجارية في ذلك الوقت، أو إيجاد آلية للحوار ما بين الحكومة والتجمع الوطني. وهذه هى المهمة التي أنجزتها الآن بموجب ذلك التفويض. ونحن الآن نضع الترتيبات بالتواصل بيننا وبين الدكتور إبراهيم أحمد عمر في غياب الأستاذ علي عثمان لأنه كان طرفاً في اللمسات الأخيرة لذلك الاتفاق.

    وزاد: قبل عام التقيت في المدينة المنورة مع الأستاذ علي عثمان محمد طه.. وتحدثنا حول هذا الأمر وضرورة أن يكون الحوار مع التجمع الوطني الديمقراطي أو استيعاب التجمع برضا الحكومة والحركة في المفاوضات الجارية في نيفاشا أو في مشاكوس، وهو شخصياً اقتنع وطلب مني إمهاله بعض الوقت.



    ق








                  

02-18-2004, 04:34 AM

Ahmed Elmardi
<aAhmed Elmardi
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في إفاداته التاريخية لـ كمال حسن بخيت (Re: Ahmed Elmardi)

    اتفاق جدة الإطاري



    ويقول مولانا السيد الميرغني حول اتفاق جدة الإطاري أن ذلك الاتفاق الذي وقع بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي هو نتاج للقاءات كثيرة. تم لقاء مع وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان، لم يبلور ذلك اللقاء رؤى معينة لكنه ساعد عموما في الوصول إلى هذه النتائج الطيبة. وفي لقاء مع البروفيسور إبراهيم أحمد عمر في المدينة المنورة ناقشنا المشروع وهو مستمد من مؤتمرات التجمع وقرارات هيئة القيادة ورؤى الحزب بدءاً من اتفاقية الميرغني قرنق. وكان هناك لقاء مع البروفيسور إبراهيم محمد عمر شارك فيه أربعة أشخاص لمناقشة مضمون الاتفاق وبلورة رؤية معينة.

    وزاد: ما كان الدكتور إبراهيم أحمد عمر يريد أن يكون الحوار بين الحكومة والحزب الاتحادي الديمقراطي ولكن بعد تلك اللقاءات وافق مشكوراً، وناقشنا المسودة المطروحة للاتفاق الإطاري.

    وهناك مساهمات من بعض الإخوة في الرياض وأبوظبي ولندن من ذوي الخبرة وليس في إطار الحزب الاتحادي الديمقراطي وحده، فهو نتاج جهود كثيرة. ولم يكن هنالك وسطاء بالمعنى الواضح، ولكن كنا نجتمع هنا في القاهرة وبالإسكندرية ومعنا عدد من الأخوة. وهناك من كلفناه من جانبنا بالتواصل مع الأخوة في الخرطوم وهم الأستاذ صلاح أحمد إدريس والمرحوم الفريق يوسف أحمد يوسف والأستاذ أحمد سعد عمر.

    وبحمد لله وتوفيقه وبعد مرور عام من لقائي بالأستاذ علي عثمان في المدينة المنورة في رمضان قبل الماضي، أراد الله أن يتم هذا الاتفاق وأن يوقع في جدة، والتوقيع في جدة أعطى البعد العربي للاتفاق وفيه إشراك لكل الدول العربية سواء اكانت المملكة العربية السعودية أو مصر أو ليبيا أو الكويت أو الإمارات وكل المهتمين بالشأن السوداني. وغاية الأمر أن المنهج واحد سواء أكان في نيفاشا أو في جدة لأنه لقاء وحوار سوداني سوداني.

    لماذا لم يحضر أعضاء من قيادة التجمع توقيع الاتفاق خاصة وأن الاتفاق باسم التجمع؟

    ـــ كل هذا الأمر تم خلال 84 ساعة ولم يكن من الممكن حضور أعضاء هيئة القيادة وهم في بلدان مختلفة ولكنني أمثل التجمع ومفوض منه.



    القنصلية



    هل اخترت أنت القنصلية السودانية في جدة لتوقيع الاتفاق كما رددت الأنباء؟

    ـــ منهجنا منذ البداية أن يكون الحل سوداني سوداني، واللقاء سوداني سوداني حتى لا نحرج أحداً.

    ثم ماذا بعد اتفاق جدة؟

    ـــ نحن نرقب ما يحدث في نيفاشا ونسعى لتنفيذ اتفاق جدة ونسعى لإيجاد حل سياسي شامل مجمع عليه حتى تستقيم الأمور في السودان، ويكفي البلد والمواطن ما جرى من شقاق وانقسام وحروب.

    هل تم تكوين وفد التجمع المفاوض للحكومة؟

    قال: المشاورات جارية لتكوينه، إلا أن الأهم من ذلك هو المادة التي ستطرح للحوار، وقد كونت لجنة فنية من ذوي الخبرة بالداخل لدراسة بنود الاتفاق ووضع الرؤية التفاوضية الخاصة به تمهيدا لتقديمها لاجتماع هيئة القيادة المقبل.

    هناك أصوات في التجمع وفي الحزب ارتفعت معارضة لاتفاق جدة في بدايته.. الآن خفتت.. هل تم إقناعها؟ وبالتحديد الحزب الشيوعي السوداني وأصوات الداخل أيضاً؟

    ـــ أنا لا أتعرض لأي موقف ومن له رأي فالفرص متاحة ليبديه عبر تنظيمات التجمع وهيئة القيادة داخل الاجتماعات، وكل الآراء محل تقديرنا ولكن أي حديث خارج هذه الأطر لا أقيم لها وزناً، والحق أبلج والباطل لجلج.





    شوارد ولطائف



    مكائد



    ضحك مولانا ضحكة عميقة عندما قال معقباً على تساؤلي عن مكائد الساسة :

    في هذا العصر ليس هناك موقع للمقولة «من صفعك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر كذلك» : التقيت الرئيس البلغاري ترايكوف وقد كنت في زيارة لبلده فقال لي:

    ــ أنا مبسوط من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ليس كالآخرين فقد قال: من يصفعك فاصفعه «هذه ترجمة تعبيره»..!



    المعارض



    في معرض حديثنا عن السفير عبد الله محمد الذي كان له «شرف» تسمية مولانا بالمعارض الاول، قلت له انه الآن ومنذ أن تم إعفاؤه من سفارة السودان في إيطاليا أصبح معارضاً ومقيماً في لندن فضحك مولانا ضحكة مترعة.. فهمت منها الكثير.

    متى كان ذلك؟



    مشكلة البشير



    من اسرار عدم عودته عام 0991 ما رواه مولانا الميرغني قائلاً:

    قلت للسفير «عمر بريدو»الذي نقل اليّ رسالة تحمل مشاعر طيبة من الفريق البشير:

    أنا أشكر الرئيس البشير على هذه الرسالة. ولكن هذه المواقف لا تسمح بالعودة.

    فقال لي السفير متأثراً: ماذا نعمل يا مولانا.. ناس يصلحوا.. وناس يخربوا ماذا نفعل؟

    فقلت له: هذه ليست مشكلتي.. هذه مشكلة الرئيس البشير. وذكرت له الحديث النبوي (طوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر). أننا لا نسعى إلا في نفع، وهذا موروثنا ألاَّ نفتح باب الشر.. لكن الذين يفتحونه سيعود عليهم، وأنا واثق من ذلك.



    نصيحة



    الأخ القائد القذافي عمل بنصيحتي ودعا التجمع للاجتماع بطرابلس وأتينا إلى القاهرة ثم توجهنا إلى طرابلس. فكان إعلان طرابلس الشهير، واللقاء مع الأخ القائد في سرت.

    كتبت رسالة الأستاذ الأمين محمد سعيد الأمين العام للجبهة الشعبية الحزب الحاكم في إرتريا برئيس وأعضاء وفد التجمع. وكذلك الحكومة أبلغته برئيس وأعضاء وفدها وبكل أسف حدث موقف ولم يتم الاجتماع. وأقول لو تم ذلك اللقاء لكان فيه خير كثير.

    قلت للأخوة في التجمع: إذا جاء السيد الصادق المهدي بخير نقبله، وإن أخطأ نرده عن الخطأ ولا يجوز أن نهاجمه أو نتحدث عنه حديثاً غير مناسب في غيابه.

    الحج الى لندن


    في ختام حديثه حول مسيرة السلام والجهود التي بذلت إلى أن وصلت هذه المرحلة قال مولانا:

    في لقاء بمسئول حكومي بالمدينة المنورة قال لي سنوقع اتفاقاً مع الحركة وسنتعاون معهم.. فما رأيك؟

    قلت له:

    السلم خير من الحرب وصديق صديقك صديقك. أما اتفاقك مع الحركة فهذا أمر فرغت منه منذ 51 عاماً.

    وثم قال لي متى تذهب إلى لندن؟

    قلت له:

    لماذا أذهب إلى لندن وقد جئت إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصوم رمضان؟

    قال لي تذهب للاجتماع الرباعي.

    قلت له:

    إذا جرى ذلك الاجتماع فمن المعزول منه؟

    قال لي:

    طبعاً نحن «الحكومة والمؤتمر الوطني».

    قلت له:

    نحن نريد حل مشكلة البلد وليس لدي وقت للمكايدات، وأنتم تكايدوننا لكننا لا نكايدكم.

    قلت لمولانا والحوار في خواتيمه:

    نريد أن نحمل بشرى لمريديك ومحبيك وجماهير حزبك وكل الشعب السوداني عن مجيئك للسودان؟

    قال:

    هناك مهام وطنية أشرف على إنجازها تكون العودة باكتمالها، ويمثل الاتفاق الإطاري الذي وقع في جدة الخطوة الأولى في طريق العودة بعون الله وتوفيقه.
    والله الموف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de