ظللنا في التجمع الوطني الديمقراطي نتابع بقلق تطورات الأحداث المتفجرة في دارفور والمأساة الإنسانية المروعة الناتجة عنها، وننظر باستنكار لمنهج النظام في مواجهة الأزمة والذي يعتمد الحل العسكري وحرق القرى والتطهير العرقي والتهجير القسري للمواطنين، وفي نفس الوقت نستنكر التشويه الذي ظل يمارسه نظام الخرطوم بتصوير الصراع الدائر في دارفور تارة بأنه نهب مسلح يمارسه قطاع الطرق وتارة أخرى بأنه تمرد محدود لا هدف له، وطوراً آخر بأنه أدوات للآخرين. إن ما يجري في دارفور في حقيقته ثورة شعبية لها أسبابها وجذورها التاريخية التي تفاقمت بسبب سياسات نظام الخرطوم لتنفجر هكذا ثورةً مسلحةً في وجهه، تناضل من أجل أهل دارفور وحقهم العادل في الحياة الكريمة وفرص التنمية والاستقرار والمشاركة في القرار والمصير، وبالتالي هي مظهر من مظاهر الأزمة الوطنية الشاملة والممتدة منذ الاستقلال، وتعبير جزئي عنها في بقعة واحدة من مختلف بقاع السودان التي تنوء جميعها تحت وطأة تلك الأزمة، وتأكيد واضح لصحة ما ظللنا نطالب به من أن الأزمة الوطنية في بلادنا، وبمظاهرها وتعبيراتها المختلفة في الشرق والغرب والجنوب والشمال الكامنة منها والمتفجرة، لا حل لها إلا بمنهج سياسي شامل يعترف بالأزمة ويخاطب جذورها. وإننا إذ نشيد باهتمام المجتمع الدولي بأزمة دارفور واهتمام المؤسسة الدولية الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة؛ نطالب كل الأطراف الدولية والإقليمية بمزيد من الضغوط على النظام للكف عن نهج الحلول العسكرية الرعناء، كما نناشدهم لنجدة وإغاثة أهلنا النازحين والهائمين على وجوههم في صحارى دارفور وشرق تشاد. وإننا نناشد أهلنا في دارفور بتوحيد صفوفهم واتخاذ الحيطة والحذ لتفويت الفرصة على النظام بعدم الانجرار وراء سياساته المدمرة التي يمارسها معهم بتأليب القبائل ضد بعضها بالتسليح والإثارة، لأن الانجرار وراءها لا يؤدي إلا إلى تخريب نسيجهم الاجتماعي ونمط تعايشهم السلمي الذي مارسوه طوال القرنين الماضيين.
أسمرا في يوم الإثنين 16 فبراير 2004م
العنوان
الكاتب
Date
التجمع الوطني الديمقراطي.. بيان حول الأوضاع في دارفور
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة