الصلاة الوسطى والمجتمع الصالح والعالم الجديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2004, 10:48 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصلاة الوسطى والمجتمع الصالح والعالم الجديد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات ، والصلاة الوسطى ، وقوموا لله قانتين ) صدق الله العظيم
    ولقد فسر المفسرون من السلف (الصلاة الوسطى) بأنها صلاة العصر ، ومنهم من قال أنها صلاة الفجر ، إلخ إلخ ، ولا تثريب على هؤلاء المفسرين ، في تقديري ، لأنهم إنما يفسرون حسب حكم وقتهم .. فإذا جئنا إلى الفهم السليم للقرآن ، والذي لم يكن شرحه لعامة الناس متاحاً ، ولا ممكناً ، ولا مأذوناً ، إلاّ في العصر الحديث ، نجد أن صلاة العصر ، وصلاة الفجر ، وكافة الصلوات المعروفة ، مشمولة جميعاً في قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات ) .. وأما قوله تعالى : ( والصلاة الوسطى ) فيشير إلى أمر آخر ، فماهو ؟؟ .. أو بعبارة أخرى : ما هي الصلاة الوسطى ؟؟
    بالرجوع إلى أقوال الأستاذ محمود محمد طه ، في كتبه ، وفي محاضراته ، حسب فهمي المتواضع لها ، نجد أن هناك حضرتان : حضرة الإحرام ، وحضرة السلام ، فأما حضرة الإحرام فهي الصلاة المعروفة ، وتبدأ بتكبيرة الإحرام ، وتنتهي بعبارة ( السلام عليكم ) .. أي أنها تبدأ بالإحرام وتنتهي بالسلام .. وأما حضرة السلام فهي الفترة بين الصلاتين ، وتبدأ بعبارة ( السلام عليكم ) التي انتهت بها الصلاة السابقة ، وتنتهي بتكبيرة الإحرام للصلاة المقبلة .. أي أنها تبدأ بالسلام وتنتهي بالإحرام .. فهي الفترة بين كل صلاة وأخرى ، وتلك هي الحياة اليومية .. فحضرة السلام تشمل الحياة كلها ، في الفترة بين الصلوات .. فما هي واجبات حضرة السلام ؟؟ .. واجبات هذه الحضرة مشمولة في الحديث النبوي الشريف : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) على أن نفهم الحديث على الوجه الصحيح بحيث يكون معناه أن المسلم ، بالمعنى الخاص ، هو من سلم المسلمون ، بالمعنى العام ، من لسانه ويده .. فمن هو المسلم بالمعنى الخاص ومن هم المسلمون بالمعنى العام ؟؟ .
    المسلمون بالمعنى العام هم جميع الكائنات ـ الأحياء والأشياء ـ قال تعالى في ذلك : ( أفغير دين الله يبغون ؟؟ وله أسلم من في السموات والأرض ، طوعاً وكرهاً ، وإليه يُرجَعون ) .. فالخلق جميعاً مسلمون لله تعالى ، وذلك بمعنى خضوعهم للإرادة الإلهية المهيمنة ، والتي سيرت العناصر تسييراً مباشراً ، وذلك بالقهر الإرادي المباشر للعناصر .. ثم سيرت الكائنات الحية ، ممن دون البشر ، تسييراً شبه مباشر ، وذلك عن طريق إرادة الحياة .. ثم سيرت البشر ، تسييراً غير مباشر ، وذلك عن طريق إرادة الحرية .. فالخلق إذاً مسلمون لله تعالى ، بخضوعهم لإرادته كرهاً ، وذلك هو اسلام الأجساد ، وهو الموصوف بعبارة ( كرهاً ) في الآية السابقة .. وهناك من هو مسلم بالمعنى الخاص للإسلام ، وهو تسليم الإنسان العارف بالله للإرادة الإلهية طوعاً ، وهو مدرك وعالم باسلامه لله ، وذلك هو إسلام العقول ، وهو الموصوف بعبارة ( طوعاً ) في الآية السابقة .. والمسلمون طوعاً حتى اليوم هم أقلية من الناس .. والإسلام الطوعي هو دين الله المشار إليه بعبارة ( أفغير دين الله يبغون ؟؟) من الآية السابقة .. وهو الإستسلام الراضي بالله رباً .. وفي هذا الإسلام الطوعي ، وهو إسلام العقول كما أسلفنا ، يجي قوله تعالى : ( ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله ، وهو محسن ، وأتبع ملة ابراهيم حنيفاً ، وأتخذ الله ابراهيم خليلا ) .. وروح هذه الآية في عبارة : ( وهو محسن ) لأنها تعني : وهو مدرك ، أو قل : وهو عالم ، بإسلام وجهه لله .. وذلك هو الإسلام الأعلى ، في مقابلة الإسلام الأدنى .. والإسلام الأدنى هو الإسلام الإبتدائي الذي به يتم الدخول في ملة الإسلام ، وهو أداء الأركان الخمسة المعروفة ، وهو بمثابة بداية من بدايات الطريق نحو الإسلام الأعلى ، وهذا الأخير هو الإستسلام لله ، والسير خلفه ، مع الرضا به رباً ، رحيماً ، ودوداً ، مدبراً لشئوننا ، وأولى بنا من أنفسنا .. ومن حقائق الدين أن قوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) .. وقوله تعالى : ( ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين ) .. يشيران بالأصالة إلى الإسلام الأعلى ، الذي يعني الإستسلام الراضي بالله رباً ، لأنه الإسلام القيم المعتبر عند الله ، ولا يشيران إلى الإسلام الإبتدائي ، إلاّ في معنى ما هو وسيلة إلى الإسلام الأعلى .. والإسلام الأعلى ، بمعنى الإستسلام لله تعالى ، هو دين الفطرة ، وهو الدين القيم ، الذي قال تعالى عنه : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ) صدق الله العظيم .
    ولنعد الآن إلى الصلاة الوسطى ، فقد ذكرنا فيما سلف أعلاه أن حضرة السلام واجباتها أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك ، وقلنا أن المسلمين هم جميع المخلوقات ـ الأحياء والأشياء ـ وذلك في القمة .. وأما في مستوى أدنى فالمسلمون هم جميع الأحياء ، من بشر وحيوان ونبات .. فواجبك في حضرة السلام أن يسلم كل الأحياء من لسانك ويدك .. فكيف يكون ذلك ؟؟ .. فأما البشر فإن واجبك أن تعيش معهم في سلام ، بمختلف ألوانهم وأديانهم وأجناسهم .. وذلك بأن تحسن التعامل معهم ، على قاعدة الحديث النبوي : ( الدين المعاملة ) ، وسوف نتكلم في شرح المعاملة ، في جوانبها الثلاثة ، في وقت لاحق بإذن الله .. وأما الحيوانات فيجب الرفق بها ، وإحسان التعامل معها .. فلا يجب مثلاً قتل النمل ، كما يحدث كثيراً ، بحجة تواجده بكثرة مزعجة من حولنا ، وإنما يجب مكافحة تواجده ، عن طريق النظافة ، وإزالة بقايا الأطعمة التي تدعوه للظهور ، وكذلك الشأن بالنسبة للذباب ، ولسائر الحشرات .. ولا يجب السماح للأطفال بقتل النمل ، أو إساءة التعامل مع القطط ، أو غيرهما من الحيوانات ، وإنما يجب تعليم الأطفال وتعويدهم على إحسان التعامل مع الحيوانات .. وأما النباتات فيجب أيضاً إحسان التعامل معها ، وعدم نزع أغصانها أو أوراقها ، بغير حق ، وبغير داع ، وإذا كانت من النباتات المثمرة ، فيجب أخذ ثمرتها في رفق ، دونما عنف ، ويجب أيضاً حمل الأطفال على إحسان التعامل مع النباتات .
    فحضرة السلام إذن هي ، في قمتها ، أن تعيش في سلام مع الأحياء والأشياء .. وسأحاول في وقت لاحق أن أتكلم عن إحسان التعامل مع الأشياء ، ومن أمثلته عدم إغلاق الباب في عنف ، ولكن الذي يهمني هنا هو المستوى الأدنى من حضرة السلام ، وهو إحسان التعامل مع الأحياء ، من بشر وحيوان ونبات ، مما سلف الحديث عنه .. فحضرة السلام إذن هي المعاملة التي ورد عنها الحديث النبوي : ( الدين المعاملة ) فهو لم يقل : الدين العبادة ، وإنما قال : ( الدين المعاملة ) .. وذلك لأن العبادة وسيلة ، والمعاملة ثمرة .. المعاملة هي ثمرة العبادة .. فبقدر ما تكون المعاملة حسنة ، بقدر ما تدل على صحة العبادة .. فلا يمكن تجويد المعاملة إلاّ بتجويد العبادة .. والعبادة هي الصلوات ، وهي حضرة الإحرام ، والمعاملة هي حضرة السلام ، وهي هي الصلاة الوسطى ، وقد سميت وسطى لأنها تقع دائماً بين صلاتين كما سلف البيان .. والدعوة إلى المنهاج النبوي ، في العبادة والمعاملة ، هي دعوة إلى تقليد النبي الكريم في تجويد العبادة ـ الصلوات ـ بالصورة التي تؤدي إلى تقليده في تجويد المعاملة ـ الصلاة الوسطى ـ كما هو مشروح في كتيب (طريق محمد) للأستاذ محمود .. وللمعاملة الحسنة مع الناس ثلاثة جوانب هي : كف الأذى عن الناس ، وتحمل الأذى الصادر منهم ، وتوصيل الخير لهم ، وكل ذلك في محبة وفي إيثار .. وسأتكلم في مواصلة هذا الحديث ، فيما بعد ، في شرح جوانب المعاملة الثلاثة ، شرحاً وافياً ، كما أرجو أن أتكلم أيضاً عن علاقة الصلاة الوسطى بالمجتمع الصالح ، وهو المجتمع الذي تتحقق فيه المساويات الثلاث ، وهي : (1) المساواة السياسية ( الديمقراطية ) .. و(2)
    المساواة الإقتصادية ( الإشتراكية ) .. و(3) المساواة الإجتماعية ، وهي المساواة بين الرجال والنساء ، في القيمة الإجتماعية ، وأمام القانون .. والمجتمع الصالح هو الذي ينجب الأفراد الأحرار .. والحرية الفردية تبدأ بالحرية الفردية المقيدة ، وهي أن يفكر الفرد كما يريد ، وأن يقول كما يفكر ، وأن يعمل كما يقول ، على أن يتحمل مسئولية قوله وعمله أمام القانون الدستوري ، والقانون الدستوري هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية ، وحاجة الجماعة إلى العدالة .. ثم ترتقي الحرية الفردية ، بفضل الله ، ثم بفضل الحركة الفردية في المنهاج النبوي ، من ناحية ، والحركة الجماعية في المجتمع الصالح ، من ناحية أخرى ، إلى مستوى الحرية الفردية المطلقة ، وهي أن يفكر الفرد كما يريد ، وأن يقول كما يفكر ، وأن يعمل كما يقول ، ثم لا يكون قوله ولا عمله إلاّ خيراً وبراً بالأحياء وبالأشياء .. وبكل ذلك يتحقق العالم الجديد ، الذي قال عنه الأستاذ محمود : ( نحن نبشر بعالم جديد ، وندعو إلى سبيل تحقيقه ، ونزعم أنا نعرف ذلك السبيل معرفة عملية .. أما ذلك العالم فهو عالم يسكنه رجال ونساء ، أحرار ، قد برئت صدورهم من الغل والحقد والحسد ، وسلمت عقولهم من السخف والخرافات ، فهم في جميع أقطار هذا الكوكب متسالمون متآخون متحابون ، قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم ، وفيما حولهم من الأحياء والأشياء ، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب ، تسموا بهم الحياة فيه سمتاً فوق سمت ، حتى تصبح وكأنها الروضة المونقة ، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر ، وجديد من الثمر ) إنتهى .. ونواصل بإذن الله









                  

02-14-2004, 08:46 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصلاة الوسطى والمجتمع الصالح والعالم الجديد (Re: abu-eegan)

    ذكرنا ، فيما سلف أعلاه ، أن الصلاة الوسطى هي المعاملة ، وأوردنا الحديث النبوي الشريف : ( الدين المعاملة ) .. وتجويد المعاملة ، في مستوى رفيع ، يقتضي أن تؤثر الآخرين على نفسك ، أي أن تقدمهم في التعامل عليك ، بحيث تعمل على خدمتهم ، بالحق ، وفي الخير ، وعلى الرحمة والرأفة والبر بهم ، وتسعى إلى إسعادهم ، وإلى توصيل الخير لهم ، ولو بدا ، في ظاهر الأمر ، أن ذلك على حساب نفسك .. أو قل إن القاعدة الذهبية في المعاملة هي أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، وإن لم يعاملوك به .. فإن من حسن المعاملة أن تحب للآخرين ما تحب لنفسك ، وأن تعاملهم وفق ذلك ، وإن لم يعاملوك وفق ذلك .. ولإحسان التعامل مع الآخرين لابد من معرفة أمرين ، لا يتم إحسان التعامل إلاّ بهما .. الأول أن الأنانية لها وجهان ، وجه جميل ووجه قبيح ، وهما : ( الأنانية العليا والأنانية السفلى ) .. والثاني أن التعامل مع الآخرين هو ، في الحقيقة ، تعامل مع الله ، ولذا سمي بالصلاة الوسطى .
    الأنانية العليا والأنانية السفلى :
    كل فرد هو بالضرورة التكوينية أناني ، ما في ذلك ريب ، وأنانية الفرد تعني تقديمه مصلحته على مصالح الآخرين .. غير أن الأنانية عليا وسفلى ، أو قل عالمة وجاهلة .. فالأناني الجاهل يظن مصلحته في أمور قد تتعارض مع مصالح الآخرين ، ومن ثم يضحي بمصالح الآخرين ، حيثما حصل التعارض ، في سبيل مصلحته المتوهمة .. وأما الأناني العالم فيعلم أن مصلحته الحقيقية هي إمتداد لمصالح الآخرين ، وأن المصلحة التي تتعارض مع مصالح الآخرين هي مصلحة وهمية ، تتصورها أوهام العقول ، وترغبها أهواء النفوس ، وأن الطريق إلى السعادة ليس هو الطريق المباشر ، الذي يتوجه فيه الفرد إلى مصلحته مباشرةً مضحياً بمصالح الآخرين ، وإنما هو الطريق غير المباشر ، الذي يتوجه فيه الفرد إلى خدمة مصالح الآخرين ، كوسيلة إلى تحقيق مصلحته ، وأن الطريق المباشر هو طريق الشقاء ، وليس طريق السعادة ، ومن ثم يسعى إلى خدمة منافع الآخرين ، وإلى البر بهم ، من أجل تحقيق مصلحته وسعادته .. ولقد تم تفصيل ذلك بصورة وافية في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) ، وفي غيره من كتب الأستاذ محمود ، فليرجع إليها من أراد التفصيل .
    التعامل مع الخلق هو تعامل مع الخالق :
    جاء في الحديث النبوي الشريف : ( الخلق عيال الله ، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) .. فإنك لا تعامل الله تعالى في فراغ ، وإنما تعامله في خلقه ، فكأن الخلق هم خلفاء الله أو ممثلوه أو نوابه في التعامل معك ، فإن أسأت التعامل معهم فقد أسأت التعامل مع الله ، وإن أحسنته معهم فقد أحسنته مع الله .. وبقدر ما تحسن تعاملك مع الله يحسن الله تعامله معك ، وفي هذا المعنى ورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، منها : ( كان الله في عون العبد ، ما دام العبد في عون أخيه ) .. ومنها : ( أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .. وللمعاملة الحسنة ، مع الآخرين ، ثلاثة درجات هي : (1) كف الأذى عن الآخرين ، (2) تحمل الأذى الصادر من الآخرين ، (3) توصيل الخير إلى الآخرين .
    كف الأذى عن الآخرين :
    كف الأذى يبدأ بكف الصور الغليظة من الأذى ، ثم يرتقي ، مع إرتقاء الفرد في تجويد المعاملة ، نحو كف الصور الدقيقة من صور الأذى ، وكف الصور الغليظة من الأذى هو المرحلة الأولى من مراحل تجويد المعاملة مع الآخرين .. وصور الأذى الغليظة التي يتوجب علينا الإقلاع عنها فوراً ، وكفها عن الآخرين ، كثيرة ، لا حصر لها ، ومنها على سبيل المثال : إقامة الحفلات الصاخبة في الأحياء ، مما قد يسبب إزعاجاً للنائمين ، أو للمرضى ، من الجيران ، ومنها التواجد بغرض الزيارة ولفترة طويلة في أماكن العمل ، مما قد يعيق العامل عن أداء عمله ، ومنها أيضاً إلقاء المهملات في الطرقات ، إلخ إلخ إلخ ، وعموماً فإن كف الأذى عن الآخرين أمر واضح ، لا لبس فيه ، وإنما يلتبس الأمر في مسألة تحمل الأذى الصادر من الآخرين .
    تحمل أذى الآخرين :
    تحمل الأذى هو المرحلة الثانية من مراحل تجويد المعاملة ، وعندما يمارس الفرد واجبه في تحمل الأذى الصادر من الآخرين ، يعينه ذلك على تجويد كف الأذى في صوره الدقيقة ، فهو بقدر ما يتحمل أذى الناس ، ويصبر عليه ، تزداد قدرته على كف أذاه عن الناس .. غير أن مسألة تحمل الأذى تثير تساؤلاً فحواه : إذا كان من واجب الفرد أن يكف أذاه عن الآخرين ، فإن من واجبه ، ترتيباً على ذلك ، أن يدعو غيره من الأفراد إلى كف الأذى ، وأيسر صور الدعوة إلى ترك شيء هي عدم الرضا عن فعله ، فكيف يستقيم تحمل الأذى الصادر من الآخرين ، مما يعني الرضا به ، مع الدعوة إلى كفه ؟؟
    وللإجابة على هذا السؤال لابد في تقديري من التعرض إلى مسألتين : (1) مسألة رؤية الفاعلين ( بفتح اللام وتسكين الياء ) ، و(2) مسألة التمييز بين صور الأذى المختلفة ، وكيفية التعامل مع كل صورة .. وسأتكلم بإذن الله عن هاتين المسألتين ، وعن المرحلة الثالثة من مراحل تجويد المعاملة ، وهي مرحلة توصيل الخير إلى الآخرين ، في مواصلة هذا الحديث .. ولا تستوجب تجزئة هذا المقال أن ينتظر المشاركون والمستفسرون حتى أكمله ثم يطرحون آراءهم أو أسئلتهم حول هذا الموضوع ، وإنما يمكن لأي مناقش أو مستفسر أن يدلي بدلوه قبل مواصلتي لهذا الحديث
                  

02-15-2004, 08:28 PM

abu-eegan

تاريخ التسجيل: 02-20-2003
مجموع المشاركات: 124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصلاة الوسطى والمجتمع الصالح والعالم الجديد (Re: abu-eegan)

    ما رأي دعاة الفهم السلفي للإسلام في موضوع الصلاة الوسطى ؟؟ هل يعتقدون أنها صلاة العصر أو الفجر أو إحدى الصلوات المعروفة ، كما قال المفسرون من السلف ، أم يتفقون مع الأستاذ محمود على أنها تعني المعاملة كما هو موضح أعلاه في هذا الخيط ؟؟
    فإذا كانوا لا يؤمنون إلا بتفسير المفسرين من السلف فما قولهم في أن صلاة العصر وصلاة الفجر وغيرهما من الصلوات المعروفة مشمولة جميعاً في قوله تعالى ( حافظوا على الصلوات ) ومن ثم فإن قوله تعالى ( والصلاة الوسطى ) لا يشير إلى إحدى الصلوات المعروفة ، وإنما يشير إلى الفترة بين الصلوات ، وهي حضرة السلام ، وهي المعاملة ، كما هو مفصل أعلاه في هذا الخيط ، فما رأي دعاة الفهم السلفي الرافضين لأي تفسير جديد للقرآن غير ما قال به المفسرون من السلف ؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de