مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2004, 02:31 AM

ibnomar


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ...

    كانت سنوات الإنقاذ الخمسة عشر بحلوها ومرها ، سنوات إختبار عظيم للسودان وأبنائه بكل مافيها من إبتلاءات وأحداث جسام . فقد كانت تلك الأيام سبباً فى أن ينتفض المارد ويخرج من قمقمه متلفتاً لما حوله - كمن فطن لأول مرة لرؤية صورته - ليجد أنه بلا هوية ... وبلا إستقرار إجتماعى أو سياسى أو إقتصادى بل صار كيانه مهدداً . فبعد نصف قرن من الزمان والحكم الوطنى وجدنا أننا كنا نؤذن فى مالطا !؟ نعم كنا نؤذن بمالطا - كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضا قطع . وإذا أردنا أن نتأمل فى الأسباب ، لابد لنا من من محاولة إستقراء الماضى لسبر أغواره ومن ثم الولوج منه لإستشراف المستقبل للوصول الى مرئيات لحلول .

    إذا نظرنا للجيل الأول من المثقفين السودانيين ، نجد أنهم يختلفون عناكثيرا، ربمابسبب الظروف والنشأة فى كنف المستعمر أو ربما لأنهم ووجهوا بحقيقة كونهم الأوائل ، الأمر الذى دفعهم ليكونوا أكثر تميزا منا . سنجد أن أولئك الجيل كان يتمتع بحب جارف للوطن لايدانيه حب . كانوا يتنفسون فى شهيقهم وزفيرهم نسمات الوطن . لذا فقد كانوا لايقومون الآ بما فيه مصلحة الوطن - حتى فى حيواتهم الشخصية ! أليس ذلك تميزاً ؟ لقد كانت أرواحهم من الشفافية بمكان لايمكننا نحن الأجيال الجديدة مجاراتهم فيه . يكفى أن الأزهرى وكثير من رفاقه لم يكونوا يملكون منازلا ! ثم أنظر إنجازاتهم العظيمة - فإن لم يحققوا شيئأسوى الإنحياز لمصلحة الشعب بالأستقلال فهذا وحده يكفى . ثم أنظر حتى العسكريين الأوائل - عبود وزمرته ؛ لقد كانوا مخلصين ونزلوا عند رغبة الشعب عندما طلب منهم ترك الحكم !؟ ولست شمولياً ؛ولكن الحق يقال فقد قاموا بما يمكنهم بما توفر لهم . وأذكر أن البروفيسور محمد هاشم عوض الذى كان يدرسنا إقتصاد السودان قال ( عند سقوط ثورة نوفمبر أن السودان يمر بفترة مزدهرة ؛ حيث أن البنية التحتية تشهد توسعاً بينما ميزانية الدولة بها فائض ميزانية يبلغ تسعة مليون جنيه (الجنيه أبو جمل) !؟ تحيلوا كم تعادل بسعر اليوم ؟

    ثم حتى لاتأخذنا التحليلات الإقتصادية بعيداً ، نجد أن الأمور السياسية لم تكن تسير بصورة حسنة حيث ركنت أحزابنا التقليدية للفاقة بعد تحقيقها للأستقلال وكأن مشاكل السودان إنتهت بذلك فى حين أنها بدأت لتوها من حيث تنظيم المجتمع وتحديد هويته ومرجعياته وكيفية حكمه وتنميته ... إلخ بدلاً عن ذلك ركنت نفسها للتمتع برفاهية الحكم والديمقراطية الليبرالية المنزلة علينا من ويستمنستر بضبانتها دونما محاولة إجراء عملية توليف لها !؟ جتى إنتهى بهم المطاف لتقليد مظاهرها الرأسمالية دون محورها ولبها التنافسى الحر لمصلحة الوطن وبنائه . فلجأت للمكايدات السياسية والتحالفات الظرفية مؤجلة مواضيع الصراع ونقلها للمستقبل . هذا علاوة على مشكلة الجنوب التى كانت تمور خفاءا وعلناً دون إعارتها نظرة موضوعية فاحصة حتى صارت الى ما انتهت اليه من تشعب وتعقيد .
    هذا لايثنينا عن ذكر حقيقة تلك الأحزاب الموروثة نفسها وكيفية نشأتها ودعمها من قبل السلطات الإستعمارية (دولتىّ الحكم الثنائى) التى كانت تنفخ فيها دفعاً للصراع الجارى بينها وليس لمصلحة الشعب السودانى البتة . يمكن أن تكون الأحزاب ممالئة لتلك السلطات تحقيقاً لمصلحتها الآنية ... ربما ولكن ما هو عذرها بعد خروج المستعمر ؟ ألم يكن بوسعها إعادة تنظيم نفسها وتنظيم الحياة السياسية للسودان بكامله ورسم طريقة حكمه ؟ هذا لاينسينا أن الآباء الروحيين من أمثال السيدين عبدالرحمن المهدى وعلى الميرغنى - وبحكم هالتهما الدينية وشفافيتهماوظروف البلد حينها - يحتلفان عن ورثتهما فى كل شىء ، إلا أن ذلك لايعفى من تلوهما من تبعات التسيب واللامسئولية فى الإرتقاء بحزبيهما وتحديثهما . أما الأحزاب العقائدية فيكفى أن أفكارها مستوردة وغير واقعية بالرغم من قيامها بحقن الحياة الساسية السودانية بروح التنافس والنعرات التنظيمية الحديثة فبثت الروح فى أحزابنا التقليدية ودفعتها للتنافس . ألا أنها فى النهاية إنخرطت مع رصيفاتها فى الفاقة السياسية ونزعت نحو المكايدات السياسية التى تنتهى دوماً بالعسكر .
    ثم جاء العسكر مرة أخرى وكان ماكان من خصومات وتصالحات وكر وفر ، فبدأ نميرى من أقصى اليسار حتى أنتهى فى أقصى اليمين ، فكان الفوز وقطف الثمر الأسلاميون الذين إستفادوا أقصى إستفادة من فترة حكمه والتى مازال السودان يشهد ثمارها حتى الآن بسبب طول تلك الفترة .
    لذا،وعندما جاءت الإنقاذ بسياساتها الإقصائية والتمكينية كانت بمثابة الخضة لكل المسلمات والثوابت ، فتشتت الأحزاب والقوات النظامية والخدمة المدنية وهاجر روادها ومعهم مختلف فئات الشعب السودانى ، وإنتشروا فى الأرض بدواعى مختلفة من النضال الى البعد أوالأنزواء أو بحثاً عن مكان أفضل للعيش !؟وإنتشر الشباب والرجال والنساء الى أقاصى الدنيا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباًالى مناطق لم يكن أحد ليحلم برؤيتها ، وفقد السودان خيرة أبنائه المؤهلين .
    هذا الأنتشار القهرى كانت له فضائله الكثيرة ومآسيه بالطبع . من أفضل الفضائل أن فئات الشعب الداجة إحتكت مع شعوب جديدة ومن ثم تفتحت عيونها على ثقافات جديدة وأمكنها لأول مرة رؤية نفسها من على البعد فهالها مارأت من سوءات لم تكن لتراها بالداخل . إذ تكشفت لها حقائق مريعه عن بلدها وشعبها وحكوماتها . وفى نفس الوقت كانت مشكلة جنوب البلاد قد وصلت قمتها من التصعيد والحرب والتدخل الأجنبى . ويمكنكم الإستقراء من واقع مشاهداتكم بالغربة .
    كانت تلك فزلكة سريعة حاولت البعد بها عن السرد التاريخى الممل لأصل للنهايات المرجوة . ويحضرنى هنا نقاش دار بمنزل الأخ صلاح غريبة بداره العامرة يوم الخميس الماضى بمناسبة إجتماع بورداب الرياض بحديث أثاره الأخ/ محمد مهدى الذى رمى باللوم على المهاجرين والمغتربين من أبناء السودان فى المنافى . علق الكثير من الأخوة على حديثه ؛ ومن بينهم الأح ودقاسم الذى ركل الكرة نحو المغتربين السياسيين فى المنافى الأوروبية والأمريكية وليس فى الدول الخليجية ممن يسعون للعيش بظروف أفضل . وأتفق مع ودقاسم بدرجة ما وذلك لأصل لتحليلى بأن مشكلة السودان تقع على عاتق أبنائه المثقفين عموماً فى عدم قيامهم بما يتوجب عليهم سداداً لضريبة الوطن الذى علمهم من عرق أبنائه ووضعهم فى مكان مقدس لم يحترموه ولم ينبروا للدفاع عنه فى لحظات ضعفه ووهنه لأنهم ببساطة إندفعوا بأنانية تجاه مصالحهم الشخصية جرياً على المثل ( ملعون أبوكى بلد!) .
    حتى لانلقى بالوم على أحد ، دعونا نتوحد معاً ، ونقبل الرأى الآخر ومن ثم نجلس معاً لنعدد مشاكل بلدنا ونشخصها ونعمل معاً لوضع الحلول لحلها معاً دونما تغول فئة أو جماعة على فئة أحرى أو على جماعة أخرى .
    هذه بعض منها كمؤشرات عليها ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ... هويتنا هل هى أفريقية أم عربية ؟ مجتمعنا فيه الكثير من الموروثات الطيبة ... علينا العمل على تنقيتها مما علق بها من مستجلبات وتغيير ما صار غير متوائم مع حياتنا الحديثة . حكم بلدنا ... كيف نريده؟ طبعاً نحن كسودانيين نعشق الحرية ... فكيف نصوغ حبنا فى أسلوب مناسب للحكم ... ديمقراطية أى نوع منها لماذا لاتكون ديموقراطية سودانية خالصة مع صوغ الحريات الديموقراطية بمنظار سودانى متحفظ . أحزابنا ... لابد من شروط منهجية لتكوينها وتسجيلها ولابد أن تكون كلها بإختلاف أهدافها تعمل على مصلحة السودان ومصلحةالسودان فقط ... لوائحها الداخلية ... لابد من حد أدنى من القواعد العامة لضمان نزاهتها وشفافيتها ... تمويلها ...الدستور ... لابد من إشتراك الكل فى وضعه وحمايته كيفية تداول السلطة ؟ الجيش ... وضرورة إبعاده عن التطلع للسلطة وتحديد دوره بوضوح فى حماية البلاد ودستورها ... الجيش لابد من إنشغاله بأمن البلاد وليس حماية الحكام بالعاصمه...إلخ
    هذه بعض مؤشرات آمل فى مستهل دخولنا البورد أن نساهم معاً على إيجاد حلول لها ... ودمتم.








                  

01-22-2004, 03:17 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ... (Re: ibnomar)

    سلام جميعا
    الاخ ابن عمر
    شكرا على التحليل العميق و تقديمك الموفق،
    في العام الماضي حضر الى امستردام احد الاخوة العراقيين المتخصصين في الانثروبولوجي، و قد اجرى دراسة طويلة على قبيلة الشايقية في السودان، الحقيقة لم احضر الندوة لكن حدث نقاش مطول حولها مع العديد من الاصدقاء و قد ذكر لي احدهم ان الباحث اكد ما ذهبت اليه في تحليلك اعلاه، من مشكلة السودان في مثقفيه و قد عاش الرجل فترة طويلة في السودان و اتاحت له ابحاثه هناك الى التعرف على الكثير من الاوضاع و الناس،
    وقد ذكر ان مثقفي السودان لم يقوموا بمسئولياتهم الوطنية من التواجد في الاقاليم و توزيع الثروة عليها و الانخراط الملتزم بعمليات التطور الاجتماعي التي تحتاج و بشدة الى كوادر وطنية جادة و مجتهدة، و قد آثروا تركيز موارد البلاد في اماكن تواجدهم هم اي في المدن الكبرى و انتهى بهم المطاف الى تركيز الثروة في النهاية في العاصمة فقط

    و هذا ليس له علاقة بمجموعة او قبيلة معينة بل انها صفوية غريبة في تعاليها حتى على اماكن انحدارها، لذا لا نجد ان الشمالية مثلا تطورت مع ان كل حكام السودان منها سواء دكتاتورين او حكومات ديمقراطية، لذا فانا مثلا لا اتوقع ان تتطور الاقاليم الاخرى التي تنادي بالاستقلال و الحكم الذاتي لان المشكلة ليست فيمن يحكم بل كيف يحكم، و قد طالبنا بالاستقلال و حصلنا عليه، و طالبنا بالسودنة اعتقادا منا ان ذلك سيصلح السودان بان يحكمه ابنائه، لكن ذلك لم يحدث و كل التطور النسبي الذي كان في الخمسينات و الستينات حدث بقوة الدفع التي خلفها الاستعمار، و بالطبع هناك من حاولوا الكثير لكن في اختفاء ارادة عامة و نظرة مستقبلية واعية ضاع الكثير

    لقد اكتشفنا فعلا عجزنا كمتعلمين سودانيين في المهجر بعجزنا التام عن القيام باي عمل منظم مع توفر الديمقراطية في الدول التي لجأنا اليها، مع وجود كل فرص الدعم الجاد لكن عدم توفر الارادة المشتركة جعلتنا من افشل المهاجرين تنظيما مع ان نسبة المتعلمين في وسطنا بالمقارنة مع الجاليات الاخرى تعتبر عالية جدا

    و قد كتبت موضوع عن ازمة المتعلمين في هذا البورد و اسميته نعيب زماننا... و ساحاول ان ارسله هنا اذا وجدته
    لك التحية مرة اخرى
    امجد
                  

01-22-2004, 12:36 PM

ibnomar


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ... (Re: Amjad ibrahim)

    الأخ أمجد إبراهيم ... التحية والتجلة على مداخلتك الثرة ...

    يأاخى مشكلاتنا نحن السودانيين كثيرة ... والمدهش أن كثيراً منا يعرفها وحاسس بيها ... لكن ما أدرى هل هو الكبرياء والترفع ... أم اللامبالاة أم ضعف الإرادة ، هى التى تحركنا وتجعلنا أراجوزات !؟

    علينا فى هذا المفصل الهام والمنعطف الخطير فى تاريخ السودان أن نقوى إرادتنا ونشمر عن سواعدنا لأن الأمر أصبح أن نكون أو لانكون . وعلينا أن نقطر الأحزاب والسياسيين خلفنا إن هم توانوا عن الوصول الى مرحلتنا المتطورة من النضال من أجل السودان . ويمكننا ذلك عن طريق الموجة العالمية الجديدة بركوب موجة منظمات المجتمع المدنى لتحقيق أهدافنا التى هى أهداف الوطن السودان .

    أما بالنسبة لتمركز التنمية فى المدن بصفة عامة والعاصمة بصفة خاصة فهذه صارت محلولة أتوماتيكياً من خلال إتفاقية السلام بالرغم من أنها تحدثت عن الأقاليم بصورة عمومية مجحفة وعن الجنوب بصفة خصوصية مغرضة نوعا ما ، عليه يتوجب علينا الضغط بهذا الإتجاه الذى أصبح غالباً وإستغلال فوران الأقاليم سلمياً لتحقيق التنمية الشاملة بغرض تحقيق الإستقرار السياسى اللازم لتلك التنمية .

    نأمل من الأخوة البورداب المساهمة معنا للخروج بتوصيات تدفع للأمام . ولك التحية ولكل من إطلع على مداخلتنا .
                  

01-23-2004, 03:02 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ... (Re: ibnomar)


    سلام جميعا
    الاخ ابن عمر تحية و سلام
    استميحك عذرا في ان اختلف معك ان منظمات المجتمع المدني ستقوم وحدها بخلق الضغط الكافي على السلطة السياسية لاتخاذ قرارات وطنية
    اعتقد ان منظمات المجتمع المدني هي عوامل مساعدة و لا اقلل من اهميتها باية حال من الاحوال، لكن يبقى الاصلاح السياسي هو عامل جوهري لتهيئة المناخ لمثل هذه المنظمات للعمل و استقطاب الدعم الخارجي لممارسة نشاطاتها
    اخبرني ما ستفعل اذا قررت حكومة دكتاتورية حظر كل المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان، كيف ستستطيع ان تقوم هذه المنظمات بعملها في ظل قوانين قمعية كهذه، انا لا اتخيل دورا فاعلا لمنظمات المجتمع المدني بمعزل عن عملية اصلاح سياسي، و ليس بالضرورة ان تسبق اية من العمليتين الاخرى، بل يمكن ان تسير عملية الاصلاح السياسي الديمقراطي في خطوط متوازية مع عمليات قيام منظمات متعددة التخصصات

    في رأيي ان دور المثقفين لا يكمن فقط في فك الارتباط المقدس بينهم و بين احزابهم التقليدية بل في تكوين احزاب غير طائفية في منطقة يمين و يسار الوسط السياسي، ان مكوث المثقفين و المتعلمين السودانيين داخل احزابهم الطائفية لم يعجل بعملية الاصلاح الحزبي، بل ان المتابع لتطور الاحزاب الطائفية ( و قد ذلك مرات عديدة داخل هذا المنتدى) يرى عملية تطور سلبية في هذا الصدد، حيث ان بدلا من ان يتناقص نفوذ زعيم الطائفة و يصبح دوره رمزيا في الحزب، صار زعيم الطائفة هو رئيس الحزب الطائفي بصورة مباشرة كما حدث للحزب الاتحادي الديمقراطي الذي كان يعتبر حزب متعلمين فاصبح مؤسسة طائفية كاملة التكوين

    هذا التراجع ادى الى ظاهرة مشابهة في حزب الامة و خطيرة للغاية في نظري و هي تنصيب السيد الصادق المهدي لنفسه اماما للانصار قبيل انتخابات حزبه و التي مهدت لفوز الصادق المهدي الساحق بالرئاسة في انتخابات حزب الامة الاخيرة، و المؤلم انه كان المرشح الوحيد لذلك المنصب في تلك الانتخابات، ان من يتخيل ان هكذا احزاب يمكن ان تخلق واقع ديمقراطي تعمل فيه منظمات المجتمع المدني بحرية لهو ذاهل عن الواقع و التحليل المنطقي للاشياء، لقد راينا في الديمقراطية الثالثة ما حدث من اعتقال لدكتور عشاري و بلدو و هم يوثقون لقضية عادية في اطار نظام ديمقراطي من اعتقال ابان وجود السيد مبارك الفاضل المهدي كوزير للداخلية، الان لا اذكر تفاصي تلك الاحداث لكن اعتقد جازما ان هناك من في البورد ممن يمكن ان يسلط الضوء على هذه الحادثة

    اود ان اضيف للتأكيد من انني لا انادي بحل المؤسسة الطائفية كمؤسسة و لا اعاديها و لا انكر وجودها في الحياة السودانية، لكنني ارفض وجودها تماما تحت قبة البرلمان كحزب سياسي، لانها مؤسسة ليست مبنية على انتخابات و صراع ديمقراطي على السلطة داخلها، كما انها مبنية على اساس ديني و هذا يخالف حتى الاتفاقات التي وقعتها هذه الاحزاب الطائفية بنفسها في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية، و هي تمهد بذلك لانفصال حقيقي في سودان المستقبل حيث انني لا اتصور السودان الجديد بدون احزاب بها اعضاء من كل اقاليم السودان، و لا اعتقد ان الجنوبيين مثلا سيتدافعون زرافا و وحدانا للولوج في عضوية الحزب الاتحادي الديمقراطي و حزب الامة، مما سيدفع بهؤلاء بالضرورة لتكوين احزابهم الخاصة بهم و هذا لن يخدم قضية الوحدة باية حال من الاحوال و لا قضية الديمقراطية الحقة في نهاية المطاف

    هذا رايي و انا ادعو كل مثقفي هذه الاحزاب ان يتخذوا مواقف نقدية و شجاعة تجاه غياب الديمقراطية في احزابهم تلك، لانني اؤمن ان هذه الاحزاب شئنا ام ابينا سيكون لها الكلمة الفصل في قضايا السودان على الاقل في المرحلة القريبة القادمة
    لك الود
    امجد

                  

02-12-2004, 12:36 PM

ibnomar


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مشكلة السودان ... هى مشكلة مثقفيه !؟ ... (Re: ibnomar)

    الأخ أمجد إبراهيم ... تحية طيبة ... وبعد ...

    آسف للتأخر عن الرد ولكننى كنت أنتظر لأرى مداخلات أخرى من البورداب إذ أن الموضوع كبير وخطير وهام وفى مرحلة خطيرة من عمر البلاد كان الأحرى أن تتم مداخلات كثيرة من الأخوة لإثراء النقاش أو حتى لدحض ماأوردته من إتهام فى حق المثقفين فى عنوان الموضوع . ولكن كم خاب أملى كثيراً ، ويبدو أن البورد بمثلما دفعنا كثيراً للإشتراك بمثلما سيدفعنا لإتهامه بالشللية والمجاملات وبالتالى يدفعنا للإنزواء والفتور . نأمل ألا يكون هذا صحيحاً .

    أشكرك أخ أمجد كثيراً ؛ وأتفق معك بأن منظمات المجتمع المدنى ليست بالقوة التى تمكنها من إجراء الضغوط والتغييرات المرجوة فى الوقت الراهن ؛ ولكننى - وزهداً فى أحزابنا وممارساتها الخاطئة - أتطلع لأن تقوم تلك المنظمات فى مقبل الأيام (بعد توقيع إتفاقيات السلام) بالدور المطلوب منها لتعمل كمحفز وإستفزازى للأحزاب دفعاً لها فى الطريق الصحيح ألا وهو الإنحياز للجماهير ومشكلاتها ومشكلات السودان الكبرى الآنية والآتية . إذ أنه وعند حلول السلام ، من المتوقع حدوث إختلاف جذرى فى الواقع السياسى للسودان بدخول طرف قوة مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان كند للحكومة والحزب الوطنى - الطرف الأقوى - وكل ذلك محكوم بنصوص إتفاقيات السلام التى تؤطر للديمقراطية والتداول السلمى للسلطة . وبالتالى فيمكن قيام العديد من منظمات المجتمع المدنى الجديدة بأهداف ومسميات مختلفة فى إطار الجهات التى تنتمى لها وفقاً للحراك المأمول للمجتمع فى تلك الأيام القادمات ؛ على أن تتمحور تلك الأهداف حول مصلحة البلاد وفئات المجتمع وخدمة أهدافهاوأهداف البلاد نحو العمل السياسى والإقتصادى والإجتماعى .الأمر الذى سيثيرالأحزاب التقليدية ويدفع بها الى الإرتقاء الى مستوى المسئولية والخروج من النفق الذى حشرت نفسها فيه بإرادة أو من دونها وبالتالى محاولة إعادة تنظيم نفسها ومناهج عملها تزامنياً .

    ولابأس من نشوء أحزاب جديدة أيضاً فى يمين ويمين الوسط واليسار تهدف الى الإرتقاء بالعمل السياسى وتستشرف النهوض بالممارسة السياسية وتعمل من أجل السودان والسودان والسودان ؛ ثم يمكنها أن تعمل لمصلحة عضويتها التى يتوجب أن تكون متطابقة مع مصلحة البلد . ويمكن أيضاً أن يشكل نشوء أحزاب جديدة دافعاً مستفزاً قوياً للأحزاب التقليدية لإعادة الإتزان لعملها وممارساتها والإرتفاع الى المستوى المأمول منها . كما أتفق معك ، بأن الغرض ليس إلغاء الطوائف بل رسم خطوط فاصلة ما بين العمل الروحى الدينى والنشاط السياسى وممارساته وما يتطلبه من شروط أخرى بخلاف الإمامة والأبوة الروحية . إذ أن الطائفة لايمكنها التطلع لإستجواب أبيها الروحى بعكس العمل السياسى الذى تعتبر فيه المساءلة شىء أساسى لضمان تنفيذ الخطط والوعود والإلتزامات وضمان جودة الأداء . لذا أثنيك فى ضرورة الفرز مابين ماهو سياسى وماهو روحى دينى لضمان جدية الهدف والمسعى لكل منهما .

    وأعتقد أن أحزابنا التقليدية الطائفية رفضت مبدأ التسجيل كأحزاب وفقاً لقانون تسجيل الأحزاب السياسية الذى إستنته الحكومة للإلتفاف حوله والإحتفاظ بجماهيرها بدعوى أنها أصيلة وكبيرة عددية جماهيرها وبالرغم من المآخذ على قانون تسجيل الأحزاب وكونه صادر من الحكومة الأ أن الفكرة جوهرية لضبط العمل السياسى وضمكان تحقيقه لمصلحة البلد وعدم ولاءه لجهات أجنبية أو مشبوهة ، كما رأينا فى عز فترة المعارضة وبيع الذمم التى شهدناها لا بل وبيع أسرار الدولة حتى ولو زوراً وبهتاناً !؟ لذا لابد من تشكيل لجان وطنية متخصصة لوضع دستور للبلد ووضع ضوابط وترشيد العمل السياسى وتحديد هوية البلد ورسم سياسات الحكم وتدوال السلطة ووضع النقاط والحروف لكل مايشكل فى أمور الحكم والسلام ومتطلباتهما . ولابد من قومية تلك اللجان بحيث تكون توصياتها ملزمة للجميع حكومة وحركة شعبية أو أحزاب أو منظمات . إذا حدث ذلك ، فيمكن أن نعتبر أن السودان قبل التحدى وأن مشكلاته ستصير الى حلول بمشاركة مثقفيه وأنه سار على الدرب الصحيح . دعونا نأمل ... وحبذا لو شاركنا البورداب النقاش .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de