|
Re: وهنا ادونيس ومقدمة لتاريخ ملوك الطوائف واشياء أخري (Re: Abo Amna)
|
يتوكأ الزير سالم على أنصاره. يتوكأ جساس على صوته يتحد الغضب والسرور كمثل ونجه الورقة وقفاها. لا عداء في تباد" الكلمات بين المتحازبين، بل حركة أيد كأنها أغصان شجرة واحدة يحركها هواة عاشق. كل يقف وراء فارسه. أو يقدم له الشاي والهتاف. ينقش اسمه بأنفاسه على بشرة الوقت اخرجوا جيادكم من أقفاص الحلم وسرحوها. ليس في المقهى سروج تليق بها. ابحثوا لها عن سهوب أخرى. للمقهى أذنان مسدودتان. وفي الصراخ تتوحد الشفاه كأنها فم واحد. كلا، "لم يمت عنترة. ولا يزال الزير سالم وجساس يتقاسمان بركة الماء الفوارة في ساحة المقهى. ما أعند الحلم بالنصر. يتخذ من الجدران والطين أهدابا يرقد تحتها. يمتلئ المقهى بجثث القتلى، غير أن الروائح التي تتنشقها طيبة كأنها طالعة من ضفائر الغوطة ما له، حصان عنترة؟ يتساءل شيخ تبتلعه ثيابه، فيما يتابع معارك اللغة، ويرى إلى دمائها الجارية، كأنه يرى جيشا من الغيم نسيت عبلة أن تمسح قوائمه بعرار الصحراء للذاكرة ماء لا تتسع له بحيرة الحاضر نعم، لا يتوقف الباب والكرسي، القهوة والنارجيلة، الماء والجمر عن كتابة الشعر أسرار الليل أجنحة النهار يلبس المساء قناعا ليس إلا وجها للصباح يقال: لا تنام دمشق، ويقال: إن نامت، فنومها خفيف كالحلم لا جذر، لا ثمرة، يتشرد بينهما لا يعبد الشيء إلا لكي يستعبده دمشق، أنت حياتنا، لكن، ما هذه الحياة التي لا تعطينا إلا الموت
حييت عيواظ، وقلت لكراكوز: اسمح لي أن اقدم لك هذا الزمن في هذه الوردة اليابسة. كان خيال الظل يتسلق الشاي في الفناجين وعلى الشفاه، ويتأوه أو يمرح في صوت الحكواتي
من الخيال، جاءت الخيل من الخيلاء، جاءت الخيل أوحي إلى الريح الجنوب أن لمجتمع. اجتمعت. أخذ جبريل قبضة وخلق الخيل سلام لحصان عنترة. هو من الخلق الذي به العز. لم ينعقد بناصيته غير النصر
كان الغبار الذي تثيره حوافره يتموج أعلاما على سقف المقهى. آثر عيواظ و كراكوز، ذلك المساء، أن يتحدثا همسا. كانت الوردة اليابسة تسهر على الباب، وعلى السطح، وفي الهواء. أشارا إلى العشق بين الزهور. همسا للحضور أن يلصقوا آذانهم على أكمام الياسمين والورد لكي يسمعوا شهيق البراعم وهي تخلع سراويلها . و أخذت الأشجار التي تحيط بالمقهى تنقلب كلها إلى شجرة واحدة: عطر الليل. وأخذت الحجارة تتغطى بالعطر. لم تبق زهرة إلا تفتحت من التبلل بندى الحب. صارت الأزقة نفسها كمثل أعناق تتدلى منها عقود الياسمين. ولمحول الفضاء إلى حنجرة تهتف احتفاء بالعشاق
|
|
|
|
|
|