|
فضلاً نقطة نظام: هل يفترض بالحب أن يكون رومانطيقياً.....؟؟؟؟
|
نظر إلي صديقي ملياً ثم قال: لله مازلت في ضلالك القديم نظرت إليه متسائلاً فأكمل: ما زال فيك بعض النزق الرومانطيقي
ما أدهشني أني وجدت نفسي أدفع عني كمن وصم بالسرقة؟؟؟
فهل الرومانطيقية أصبحت في هذا الزمن المعوج تهمة؟؟؟
إذا لم نبتهج حتي القاع بقصيدة جيدة؟؟؟
لم يرتج القلب فرحا كطفل لأغنية جميلة؟؟
لم ننحني قسرا لنداعب وردة تفتحت في البكور؟؟
لم يلتوي عنقنا رغما عنا لمرور إمرأة جميلة؟؟؟
للصراحة والحقيقة خفق قلبي بعنفٍ لعشرات النساء خلال رحلة الحياة، ولكن اللائي إحتللن مساحة حقيقة فيه لا يتعدين أصابع اليد الواحدة، معظمهن تسللن إليه بهدوء ودون ضجيج, بل أن بعضهن فوجئت بوجودة هكذا.. متربعاً على عرشه دون إذن أو تخطيط، وعندما أرحل بذاكرتي متأملاً.. أجد أن أعنف المشاعر رافقت عادة.. أو في الغالب الأعم.. مظاهر الإنجذاب الحسى في مستواه الأدنى.. الذي ينطفئ بالإرتواء تارة.. أو.. بظهور عاملٍ محركٍ جديد.
الآن وبعد نصف قرنٍ هو مدى وجودي الزمني.. أنظر خلفي وأرى.. كمٌ هائل من العشوائية الحسية التي أورثتني عدد من علاقاتٍ فاشلة في خطوطها العريضة إجمالاً.. وأفكر كم كنت أوفر على نفسي والآخرين عبء تلك القساوات.. لو ملكت المعرفية الآنية، رغم أن تلك هي مصدر ذات المعرفية و.. يبقى سؤال لا يزال ينتظر الإجابة:
هل الرومانطيقية مظهر عرضي لحالة الحب.. أم هي جزء من ميكانيزمات نسيج الحب بذاتها؟؟
بالنسبة لي الآن الحب يمثل حالة خاصة متناهية البساطة، أو بمعني آخر هو إمرأة أجالسها عصراً تحت ظل الحائط نصنع القهوة ونتسامر بحكايا الجيران، وأتأبط يدها نتجول علي الأرصفة و.. نرتاد المكتبات، تحادثني عن رامبو وعن جذور المادية في فن سيزان، نختصم حول الفرزدق ثم نلتقي سراً عند دومة ودحامد، إمرأة تحدثني عن أولادنا كمن ملك صهوة قصيدة... تنادمني كأساً من الحباب بنفس الصفاء الذي توقظني به لصلاة الفجر، إمرأة حميمة لا أجد حرجاً من البكاء لديها.. تحتلني بلطف وتحتويني بهدوء تملاؤني بتلك التفاصيل الصغيرة المدهشة، أنثى دافئة عندما تأخذني لذراعيها أحسني ملكت طفولتي البيضاء بصورة شاهقة، ترتاد دهاليزي وأقبيتي وتصعدني سلمة سلمة بذكاء.. ودون عجل، إمرأة عندما تلوح ساعة الفرار إلى إمرأة أخرى أندى جمالاً وشباباً وبهاء.. أختار بملئ إرادتي.. البقاء و.. إضاعة الفرصة.
هل هذه رومانطيقية...؟؟؟ لا أدري... أنتم خبروني
|
|
|
|
|
|