|
قراءات..العودة يفند الفهم الخاطئ لفتوى ابن باز بتكفير تارك الصلاة
|
بعد انتشارها الواسع منذ بداية التسعينيات العودة يفند الفهم الخاطئ لفتوى ابن باز بتكفير تارك الصلاة سلمان العودة الرياض: وسيم الدندشي فند الشيخ سلمان العودة في سلسلة محاضراته العامة حول تفسير قصار السور الفهم الخاطئ الذي صاحب انتـشار الفتوى الشهيرة للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ رئيس هيئة كبار العلماء والمفتي العام سابقاً، التي أوضح فيها تكفيره لتارك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها. وقد انتـشرت الفتوى منذ بداية التسعينيات حتى هذه الأيام حيث مازالت تعلق في المساجد والأسواق وتتداول في المدارس والمراكز الصيفية. وانتقد العودة طريقة تداول هذه الفتوى وتعليقها في المساجد وأوضح أن الفتوى تم فهمها بشكل خاطئ، وأنها حمّـلت أكثر مما تحتمل. وبين في حديثه أن مسألة تكفير تارك الصلاة هي في الأساس قضية خلافية بين أهل العلم، فجمهور العلماء ـ أي المذاهب الأربعة ـ على عدم تكفير تارك الصلاة بمجرد الترك، ثم ركز حديثه حول معنى الترك، معتبراً أن المقصود بالترك عند الفقهاء هو الترك المطلق، فمن يؤدي الصلاة أحياناً أو بعض الفروض دون غيرها، أو يحافظ على الجمعة فإنه لا يعدّ تاركاً، واستـشهد بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه حين سئل عن تارك الصلاة أجاب: "لا نستطيع أن نقول عن تارك بعض الفروض دون بعض بأنه تارك بالكلية، وهذا حال عامة الناس، أنهم يقصرون في المواظبة". فعلق العودة قائلا: هذا الكلام كان في زمن شيخ الإسلام، حين بيّن أوضاع عامة الناس في عصره، فكيف بعصرنا الحالي. وبين العودة أن الصحيح هو أن تارك الصلاة أحق بوصف النفاق وليس الكفر، وهو ما اختاره الإمام بن قدامة في كتابه المغني، بالتالي لا يصح أن نردد أنه لابد من طلاق زوجته، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، وحرمانه من الإرث، فهذا كله كلام متداول ليس له في الفقه سند قوي. ثم ختم العودة تعليقه على الفتوى ببيان المقصود بالكفر، وأن القول بأن فلاناً كافر، يختلف عن قولنا بأن هذا الفعل كفر. فلكل حالة شروطها وضوابطها ومقتضياتها التي حددها العلماء. فالله عز وجل حين ذكر الحواريين بقولهم: "يا عيسى هل يستطيع ربك ... الآية"، فهم كفروا بالقدرة ولكن لم يطلق عليهم أنهم كفار.
عن جريدة الوطن السعودية 16 يناير 2004
|
|
|
|
|
|