|
Re: تاريخ أفريقيا ليس كما يصوره الغرب (Re: Tanash)
|
العرائض. ان الدستور "الفانتى" الذى تمت صياغته خلال مؤتمرات انعقدت ما بين 1865- 1871م, كان واحدا من أهم الوثائق الصادرة فى أفريقيا فى القرن التاسع عشر. و قد كانت هذه الوثيقة دستورا "لكونفدرالية" (الفانتى) و فى نفس الوقت عريضة مقدمة الى البريطانيين بخصوص ساحل الذهب. فى عام 1896م, نفى البريطانيين ملك "الأشانتى" (برميه), و لكن رغم ذلك لم يستطيعوا ضم أراضى ما وراء الساحل بصورة كاملة. الوطنيين من "الأشانتى", بقيادة (كاسلى هيفورد), بدأوا المطالبة بعودة الملك (برميه), و سرعان ما حولوا هذه المطالبة الى حركة تدعوا الى استقلال البلاد. بينما ظل البريطانيين العنيدين متمسكين برغبة تعزيزهم لسلطتهم داخل أراضى البلاد, و الثار للهزائم الكثيرة التى منيوا بها على أيدى "الأشانتى". و فى 1900م, عاد البريطانيين الى (كوماسى) عاصمة "الأشانتى", و هناك طالبوا بحق الجلوس على (العرش الذهبى). سير (فريدريك هودجسون), الذى قام بهذه المطالبة نيابة عن البريطانيين, كشف عن جهله التام بتاريخ و ثقافة و فولكلور "الأشانتى". فشعب "الأشانتى" تعلقوا "بالعرش الذهبى" باعتباره مركزهم الأعلى قدسية, فهو بمثابة رمز و حمى ميثاقهم و تعاهدهم. اذ حتى ملوك "الأشانتى" لا يسمح لهم بالجلوس عليه. و قد كانت المطالبة (بالعرش الذهبى) اساءة بالغة لكرامة شعب "الأشانتى", و كانت سببا فى بداية حربهم الأخيرة. و هى الحرب التى عرفت بحرب (يا أسانتبوا), نسبة الى (يا أسانتبوا) الملكة الأم الحاكمة "للأشانتى", و قد كانت الملهمة و أحد قادة هذه الحرب لانقاذ مملكة "الأشانتى" من الغزو البريطانى. بعد حوالى عام من الكفاح البطولى, تم أسر الملكة (يا أسانتيوا) مع قادتها الرئيسيين, و أخيرا تمكن البريطانيين من السيطرة على أراضى ما وراء "ساحل الذهب - غانا", و لاكمال سيطرتهم هذه كان عليهم محاربة "الأشانتى" الى ما يقرب المائة عام.
وفى نواحى أخرى من غرب أفريقيا, فان مناهضة الحكم الاوروبى كانت ما تزال قوية و عنيدة. ففى الوقت الذى لم تطوى فيه صفحة الدراما البطولية (للأشانتى) و لعدد من شعوب الساحل الذهبى, كان هناك أحد العبيد قد تمكن من التغلب على أصوله الوضيعة فى "نيجيريا", و استطاع أن ينافس فى مجال النشاط الاقتصادى فى الأسواق هناك. و قبل أن يتم نفيه عام 1885م من قبل السلطات البريطانية, كان قد توج ملكا على شعبه مرتين, و لقب عن جدارة: (الأمير "التاجر" لغرب أفريقيا). و قد كان أسمه الحقيقى (جاجا). لقد تفوقت قصة (جاجا) على كل القصص التاريخية المكتوبة و المشابه لها فى "نيجيريا", فقد جعلت منه مقاومته البطولية للحكم البريطانى خلال ثمانينات القرن التاسع عشر, الأب الروحى للقومية الأفريقية فى "نيجيريا".
و فى المستعمرات الفرنسية, كان هناك قائدان ثوريين رئيسيين: (بهانزين هوسو) فى (الداهومى) و (سامورى تورى) فى (غينيا). (بهانزين) هو آخر, و أحد أهم ملوك (داهومى) العظماء النابضين بالحياة, و أكثرهم قوة فى غرب أفريقيا خلال نهايات القرن التاسع عشر. فبعد سنوات عديدة من مقاومة الحكم الفرنسى فى بلاده, هزم على يد فرنسى خلاسى, يدعى الجنرال (الفرد دودس). و قد تم نفيه فيما بعد و توفى فى 1906م.
أما (سامورى تورى), جد (سيكو تورى) رئيس غينيا الراحل, فقد كان آخر محاربى (الماندينجو) العظماء. (سامورى) يعتبر أفضل القادة اللذين أنجبهم شعب (الماندينجو) فى السنوات التى أعقبت اضمحلال قوتهم و امبراطوريتهم فى السودان الغربى. تحدى (سامورى) قوة (فرنسا) خلال 18 سنة, مما حدى بأعدائه الفرنسيين تلقيبه "بنابليون السودان الأسود". و قد هزم و أسر فى 1898م, و مات فى أسره بجزيرة صغيرة على نهر (الكنغو) عام 1900م.
و كان هناك رجلان من السودان و شرق أفريقيا, سموا بالمحاربين "الدراويش", و هما (محمد أحمد), المعروف (بالمهدى), و (محمد بن عبد الله حسن), و يعرف (بمادمولا الصومالى), شكلا شوكة فى خاصرة الامبراطورية البريطانية. (محمد أحمد) حرر (السودان) من حكم البريطانيين قبل و فاته فى 1885م, و ظل السودان حرا ثلاثة عشر عام قبل أن يعاد يتبع ...
|
|
|
|
|
|