هذا الرجل برغم جبهجيته وإختلافى السياسي معه ولكنى أقدره وأحترمه كثيرا"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2004, 05:19 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا الرجل برغم جبهجيته وإختلافى السياسي معه ولكنى أقدره وأحترمه كثيرا"

    غازي صلاح الدين ... علي صفيح ساخن :

    دكتور الترابي له فضل كبير ، وقربته كانت أشد ·· ولكنا قد تربينا علي نبذ الطائفية

    إقتحمت عقل غازي صلاح الدين ·· واخترقت بيت أفكاره ·· فحيّر افكاري ··

    فالرجل متماسك جداً ·· ومنطقي جداً ·· وعقلاني جداً ·· ومرتب ومنهجي ·· جداً جداً·

    { حاورته حول الخاص ، قبل العام ·· ولم اتحرج في طرح ما أشاء ، بدون خجل أو وجل ·· ولم يتبرم أو يتضجر او يتضايق ·· خليط من التبسم والجدية ·

    { الدكتور غازي صلاح مستودع كبير للأسرار ·· فحاولت من خلال هذا الحوار المطول ، انتزاع العام منها والخاص :

    ü من هو غازي صلاح الدين ··

    العمر والأسرة والخلفية الأكاديمية ؟ ·

    العمر الآن >52< سنة ·· من أسرة العتباني ·· أسرة معروفة ·· أسرة اتحادية ··· شارك مؤسسوها في السودان في الحركة الاتحادية ·· وبعضهم من مؤسسي مؤتمر الخريجين وهم أيضاً مهنيون تقلدوا مناصب معروفة ·· كان منهم الأطباء والقانونيون والمهندسون ·· الاهتمام الرئيسي للأسرة هو بالعلم والمجالات المهنية ··

    المولد في أم درمان ··

    الخلفية الأكاديمية : تنقلت في مدارس الجزيرة والمناقل ، لأن الوالد كان يعمل مفتشاً زراعياً في مشروع الجزيرة ·· فرضعت من ثدي الجزيرة من أخلاق اهلها ومن ثقافتها المحلية ·· وأثر هذا في تركيبتي الشخصية ·· درست الطب ·· ايضاً كان مؤثراً قوياً في تكوين منهجي للتفكير ·· ثم أديت دراسة عليا ببريطانيا ، في مجال الطب ، وتحصلت فيها على الدكتوراة ، وكانت هذه تجربة مفيدة للتعرف على الحضارة والثقافة الغربية ، ايضاً كان لها تأثير ··

    عملي ، في الحركة الاسلامية ، منذ ان كنت طالباً في الجامعة ·· وتقلدت فيه مواقع مختلفة ·· كان مكوناً آخر مهماً لشخصيتي ··

    ü في فترة الدراسة الجامعية ·· وانت كنت تمارس عملاً سياسياً ·· تعرضت لأي متاعب أو مشاكل اكاديمية ابان عهود الديكتاتوريات ؟ ·

    - الحمد لله، لمن اتعرض لاي اخفاقات اكاديمية طيلة فترة دراستي ، رغم انني كنت منشغلاً بالسياسة الطلابية وقد كنت في إتحاد طلاب جامعة الخرطوم لأكثر من مرة ··

    في السنة الأخيرة تفوقت أكاديميا في عدد من المواد ·· وأهلني ذلك لأن ألتحق بالجامعة استاذاً ··

    لم اتعرض لاي إخفاقات اكاديمية كما ذكرت ·· ولكنني سجنت ثلاث مرات لاسباب العمل السياسي ·· وفصلت من الدراسة لمدة عامين ، ايضاً بسبب النشاط السياسي ·

    ü المجذوب

    من من أقطاب وقادة الحركة السياسية السودانية زاملوك وعملوا بالعمل السياسي معك أو ضدك ؟

    - الأخوان مجذوب الخليفة ·· والطيب ابراهيم محمد خير ·· مصطفي عثمان ، تقريباً كان خلفنا بسنة واحدة ··

    اما من الشخصيات السياسية الاخرى ، فأذكر الاخ جلال الدقير ، حيث كان يتقدمنا بسنة ·· والأخ أحمد بلال ، وايضاً كان يتقدمنا بسنة في الجامعة ·· من حزب الامة : الاخ عبدالرسول النور ··

    ü من الذي جندك لحركة الاخوان المسلمين في الجامعة ؟

    - دخلت الحركة الاسلامية من خلال النشاطات أكثر منها من خلال التجنيد الشخصي ·· وبطبعي وتربيتي كنت اميل إلى الفهم الحركي للاسلام ، وإلى الالتزام في السلوك ··

    يعني اصلاً لم امر بفترة جهالة ، كما يقول ·· فقد جاء آخرون الى الحركة من تنظيمات أخرى ولكنني بطبيعتي منذ ان كنت صغيراً ، كنت أميل إلى الالتزام الديني ، مراقبة الاحداث في المنطقة العربية خاصة ، هزيمة 67، احدثت في نفسي تغيراً كبيراً، وكنت وقتذاك ابلغ حوالي الخامسة عشرة ·· هذه كانت في فترة تكويني، ومن أهم الوقفات في حياتي ·· حيث بدأت تبعث في نفسي احساساً قوياً بوجوب ان يكون الشخص رسالياً في الحياة ·· بمعني انه ازاء الهزائم التي ظل يتعرض لها المسلمون ، لا يمكن ان تختار جانب العيش الهانئ فقط ، دون ان تكون لك قضية أو رسالة ··

    في الثانوي كنت متديناً ولكني لم اكن ملتزماً مع حزب او حركة وفي الجامعة فان الحركة الاسلامية كانت هي الاقوى في الساحة ·· وكانت هي التي تعبر عن طموحات وأشواق الشباب مثلي ·· فوجدتها خياراً منطقياً وطبيعياً ، فانخرطت في نشاطها ··

    ü ولكن ، لابد ان يكون هناك شخص محدد جندك ·· أو علي الاقل جذبك ؟

    أكثر الاشخاص كان إلتصاقاً بي في تلك الفترة ·· كان مجذوب الخليفة ·· فاذا اردت ان تنسب الفضل لشخص ، فهو الاخ مجذوب·· فقد كان اقرب الناس لي ·· ولكن النشاط العام هو الذي جذبني ··

    ü الأخوان المسلمون

    دكتور غازي ·· انت تأثرت بالاخوان المسلمين في مصر ·· حسن البنا وسيد قطب ·· والبعض يرى في اسلوبك وجديتك شئ من الحركيين الاخوانيين ؟ ·

    - الحركة الاسلامية نفسها في السودان تقلبت في أطوار مختلفة ·· فرغم ما يقال عن خصوصية الحركة الاسلامية السودانية ، وهذا صحيح ·· ولكن ربما كان التفرد في الحركة الاسلامية السودانية على مستوي قياداتها ·· أما على مستوي قاعدتها ، فقد تأثرت كثيراً بافكار حسن البنا ·· وبتنظيم الاخوان المسلمين في مصر ·· ولكنها فيما بعد تجاوزت المرحلة التي جسدتها تجربة البنا قبل استشهاده فكان منطقياً ان تمضي في طور جديد ·· وان تتعامل مع طورها الجديد بفكر واشكال تنظيمية متقدمة ·· فهي بدأت كذلك ·· ولذلك فايما شخص تربي في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات ، في الحركة الاسلامية ، هو بالضرورة متأثر بتلك المدرسة ·· في قاع أو في جذور شخصيته ·· ولكن الحركة الاسلامية في السودان بعد ذلك، اخذت منحي جديداً تجاوز المرحلة التي وصلت إليها حركة الاخوان المسلمين في مصر في اوج نشاطها على فترة الامام حسن البنا ·· وواجهت تحديات مختلفة ·

    ü الحركة اليسارية

    مثلاً تحديات اقتصادية ، وحاولت الاجابة علي المشكلات الاقتصادية ·· وايضاً كانت واقعة تحت تأثير ضغوط شديدة من الحركة اليسارية في انها لا تملك برامج حقيقية وانما تملك شعارات فقط ، فتقول الاسلام هو الحل ·· لذلك فان الحركة الاسلامية في السودان حاولت ان توجد حلولاً وانماطاً عملية في مجالات الاقتصاد والعمل الاجتماعي الطوعي والدعوي ·· وفي المجال الفكري وفي المجال السياسي بالضرورة ·· والمشاركة في الحكم حدث هذا في زمن نميري ثم حدث في فترة الاحزاب الثالثة مع حكومة الصادق المهدي ··

    هذه الاطوار الجديدة فرضت فقهاً حركياً جديداً ·· وانماطاً وتقاليد جديدة ·· جعلت الحركة الإسلامية تبدو كأنما تحولت الى شكل اخر ، من الصورة التي كانت عليها في البداية حينما كانت اقرب واشبه بحركة الاخوان في مصر·

    ü تلميذ حسن الترابي

    دكتور غازي ·· انت كنت من انجب تلاميذ الدكتور حسن الترابي ·· وهذا ثابت تاريخياً ·· لا تستطيع ان تنكر انك تأثرت به ·· وشربت من معينه ؟ ·

    - هذا صحيح طبعاً ·· والدكتور حسن الترابي له فضل كبير في تشكيل تيار حركة إسلامية في الفترة التي ذكرتها من خلال افكاره ورؤيته السياسية ·· ومن خلال الانماط التنظيمية التي ادخلها يعني تأثيره تركز في ناحيتين : في ناحية الفقه الحركي ، الذي جاء به ·· وطوره مع اقرانه ·· هو صاحب الفضل في ذلك ، ولكنه ايضاً كان مسنوداً بفئة متميزة ، نخبة من المتعلمين ومن اصحاب المواهب الفكرية والتنظيمية ·· هذا جانب والجانب الاخر الذي تميز فيه هو ابداع الانماط التنظيمية التي استطاعت الحركة من خلالها ان تستوعب المد الاسلامي الواسع الذي كان يتجاوز دائرة النخبة ودائرة الصفوة الي البعد الجماهيري ·· وبذلك تحولت الحركة الاسلامية من حركة نخبوية في وقت ما الى حركة جماهيرية ·· واستطاعت ان تثبت وجودها في انتخابات >86< من خلال النتائج المعروفة ··

    فهو كان له اثر كبير على كل الذين من حوله ·· ليس على شخصي فقط ··

    ü قربي اشد

    ولكن كانت هنالك قربي اشد من خلال التفاعل الفكري والتنظيمي من افكاره كما ان هنالك طائفة واسعة من زملائي واقراني كانت لهم نفس العلاقة ·· ولكن احب ان اؤكد لك اننا تربينا في الحركة الاسلامية ايضاً على نبذ الطائفية ·· الطائفية كانت تعني بالنسبة لنا ان ينتهج انسان الى تقديس الاشكال التنظيمية والى تقديس الطقوس والشخوص بدلاً من الافكار والمبادئ التي تحويها ·· ولذلك فان العلاقة مع الدكتور الترابي لم تكن طائفية ·· برغم فارق السن وفارق الاجيال حتي نهاية الثمانينات او منتصف الثمانينات ·· كانت العلاقة بين أعضاء الحركة الاسلامية فيها قدر من الندية ·· فمثلاً كلمة >شيخ< لم تكن تستخدم آنذاك ·· كلمة شيخ ، جاءت فيما بعد من الموروث الصوفي ··

    ولكن ، كان الناس في اجيال مختلفة ، وهذا ماميز الحركة الاسلامية ·· يتواصلون عبر الفوارق الكبيرة في السن والثقافة والحظوظ المادية فمن الممكن ان طالب ثانوي جالساً مع الشيخ يس عمر الامام وقد فاق الستين من العمر ·· يجلسون في مجلس واحد ، ويتحدثون لغة واحدة ·· وربما يمزحون مع بعضهم البعض بصورة لا تجدها في الثقافة التقليدية للمجتمع السوداني ··

    ü الندية

    كان هناك احساس بالندية ، مع الاحترام للمقامات والأجيال ·· ولكن كان هناك احساس بالندية نابع من ادراك الجميع الي ان التحدي الذي يواجههم تحد واحد ·· وأنهم جميعاً يعالجون قضية واحدة ·· وانهم جميعاً ينطلقون من فقه واحد ·· لذلك ·· لم تكن العلاقة مع الشيخ الترابي ، علاقة طائفية ·· بل كان فيها قدر من الأخذ والرد وهو كان مرتاحاً لهذه العلاقة ·· وبقية القياديين كانوا مرتاحين لهذه العلاقة·

    ü مذكرة العشرة

    ولكنك كنت راس الرمح ومخطط ومدبر ومهندس مذكرة العشرة الشهيرة ·· ولسان حال الحزب والدولة في مواجهة حسن الترابي ابان قرارات الرابع من رمضان ؟ ·

    ما خبايا مذكرة العشرة ·· وما حقيقة الشطط في الغضب الذي ظهر عليك ابان قرارات >4< رمضان؟ ·

    - هذا كلام يطول ·· وانا لا احبذ الخوض فيه الآن ·· لانه يحتوى كثيراً من الحقائق غير المعلومة للناس التي قد تستدرجهم الي جدل غير مفيد ··إنني كشخصية عامة ، اشعر بالمسئولية إزاء ما اقول ·· ولذلك افضل تناول بعض المسائل عندما تأتي اللحظة التاريخية المناسبة للخوض فيها والافصاح عنها ··

    ولكن بصورة عامة اقول ان ما توصل اليه الراى العام حول الخلاف الذي ظهر في الحركة غير دقيق ·· وفيه كثير من الوهم الذي نتج عن عدم تداول القضية علي منبر مفتوح ·· وبالتالي اصبحت الاستنتاجات عرضة للمجازفات والتخمينات ·· هذا ما استطيع ان اقوله الآن ·· ولكن سيأتي اليوم الذي تتضح فيه الحقائق ·· عندها سيكون واجباً اخلاقياً على الذين عايشوا تلك الفترة ان يكتبوا بحيدة وموضوعية وبدون غرض ·· الآن النفوس ماتزال فيها بقية من التهابات ·· وإذا ما تحدث الانسان ، ربما يتحدث بلهجة غير صادقة ·· وهذا سيعمق الخلاف ··

    ü ولكن الناس فوجئوا بأن هناك قيادات بارزة ومؤثرة في الحركة الاسلامية مثل الاستاذ علي عثمان محمد طه ·· لم تكن ضمن اعضاء مذكرة العشرة ·· لماذا ؟ ·

    - هي لم تكن مذكرة ، اولاً هذه واحدة من الاشياء التي ينبغي ان توضح عند النظر المجرد والموضوعية لهذه المسألة في التاريخ هي لم تكن مذكرة وإنما مقترح لتعديلات في النظام الاساسي ·· قدمت امام مجلس الشوري وفق إجراءات متعارف عليها ·· وحيث كانت الاجراءات تسمح لاىة عشرة بان يتقدموا باى موضوع للعرض امام مجلس الشوري ·· فقدمت بهذه الصورة واجازتها هيئة الشوري ·· واصبحت قراراً جماعياً ·· هذا كل مااستطيع ان ان اقوله الآن كلمة مذكرة والاسقاطات التي حصلت عليها فيما بعد ·· هي كلها من باب المجازفات والتخمينات والتقديرات الخاصة ··

    كما ذكرت ·· لم يحن الوقت ·· وربما لم يكن مناسباً الآن ·· ان نتحدث عن هذه المسألة ·· لان الحديث في هذه المسائل الآن ، ربما ينجرف الى الاثارة ··

    ü زواج غازي

    نخفف الاسئلة بسؤال ذي طابع اجتماعي ·· متي تزوج الدكتور غازي صلاح الدين ·· وممن ·· وهل كانت هناك ظلال سياسية باعتبار ان الزوجة كانت بترشيح من حسن الترابي او برعاية منزل حسن الترابي · على الاقل ؟ ·

    - انا تزوجت سنة >80م< ثمانين وزوجتي هي سامية يوسف هباني ··

    بيت حسن الترابي له فضل كبير في استضافة اجيال متعاقبة من الحركة ·· وناس ظلوا يجتمعون هناك ويتسامرون ، يأكلون ·· يدخلون يخرجون ·· هذه حقيقة يصعب على اى انسان اصيل ان يتجاوزها مهما حدث من خلاف ·· واقول دائما لو ان اخاك او اباك مثلاً ·· اختلف معك جداً ، لدرجة انه خرج من ملتك بالجملة ·· فانت مدعو الى ان تحسن اليه ·· فما بالك لو ان الخلاف كان خلافاً سياسياً ·· نحن الان في موقع مختلف سياسياً مع الدكتور حسن الترابي وماتزال هنالك وجوه للخلاف السياسي قائمة ·· ولكن ، يصعب على ان الغي تاريخ العلاقة معه فقط لأنني غاضب ·· او لانني مختلف معه سياسيا ·· عندما تقيم علاقة مع بيت وليس مع شخص انت تتجاوز الشخصية الرئيسية الى ماورائها من زوجة وابناء ·· وتنمو ، علي مر الزمن ، علاقات خاصة تتجاوز البعد السياسي ·· وهذا موجود بدرجة ما في بيوت اخري في المجتمع السوداني ·· فأنا مثلاً اعرف بيت المهدي ·· زوجتي لها صلة بهذا البيت ·· اعرفهم قبل زواجي وبصورة اكبر بعد زواجي اراعي ان هذا بيت مهم من بيوت السودان واحترم دورهم التاريخي كذلك اعرف الطائفة الختمية من خلال اسرتي التي ينتمي اليها بعض افرادها للطائفة الختمية واعرف فضل هذا البيت ، وفضل هذه الطريقة ·· ولذلك سيكون من المغالطة وعدم الوفاء ان تتعامل سياسياً أو اجتماعياً بمعزل عن هذه الحقيقة ·

    ü التقريب والابلاغ

    فيما يتعلق بزواجي فان مبدأ الاختيار لم يكن للدكتور الترابي دور فيه ·· ولكنه ادي دوراً مهماً فيما بعد في دور التقريب وابلاغ الامر لنهايته ·· ولكن الاختيار الاولي كان اختياري انا ·· فهناك ايضاً سهم او مساهمة في هذه الناحية ·· هذه مسألة لابد النظر اليها بعين التقدير ·· افضل مايفعله المرء والشخصية العامة السياسية الآن فيما تبقي له من عمر ·· وصلاحية سياسية ·· هو ان يقرب بين السودانيين وان يجمع بينهم انا اعتبر ان هذه رسالتي الاولي ولن اتواني ولن اتقاعس عن ادائها مهما قيل ·· ومهما ثبط المثبطون ستظل قناعتي ان الرسالة الاوجب علينا هي ان نجمع الصف الوطني ·· هنالك ايضاً مشكلة مصداقية لانني اذا كنت لا استطيع ان اتقارب مع من كنت معه صفاً واحداً بالامس سيكون من الصعب على ان اقنع الآخرين بانني اوجه دعوة حقيقية للمجتمع السوداني ليتوحد ·· ولذلك عندما تعاملت في قضية الاتصالات مع الدكتور الترابي ، تعاملت معها من منطلق مبدئي اننا لن نكون مؤهلين اخلاقياً للدعوة لوحدة وطنية اذا لم يتقارب البيت الواحد او يتفاهم علي الاقل ويتعايش وبنفس هذا المنطق اخاطب من اعرفهم في الساحة السياسية من الاخرين ·· انا ذكرت في حديثي قبل ذلك ، ان تحدثت بنفس المعني مع السيد الصادق المهدي ومع الاخ مبارك المهدي في ان من مصلحة الحركة السياسية السودانية هي في التقارب والوحدة برغم إدراكي للخلافات العميقة بينهما ·· ولكن من مصلحة السياسة السودانية ان تتوحد هذه البيوت والطوائف والاحزاب الافضل لنا جميعاً ان يرتفع الولاء من القبلية والجهوية الي الرابطة الفكرية والجماعية والا فسينقسم السودان الى قبائل وجهات·

    ü وحدة الصف

    انا لا اري مصلحة في ان تنشق الحركة الاتحادية ·· او ان تنشق الحركة الانصارية ·· ولا ارى مصلحة في ان تنشق الحركة الاسلامية··

    وبدون هذا الموقف المؤصل المبدئي ، تصبح حركة الاتصالات السياسية محض انتهازية ·· يعني ان نجتهد في تعميق الفجوة بيننا وبين المؤتمر الشعبي ثم نسعي الى ان نقيم حلفاً أو شراكة من من كان إلى عهد قريب عدواً محارباً فان هذا في نظري ، سلوك قصير النظر لمبدأ ينبغي ان يكون مبدأ عاماً ·· فأنت اذا دعوت الي وحدة وطنية ، ينبغي ان تسعي الى تحقيقها مع الجميع وان تبدأ بمن كانوا معك في مسيرة التاريخ والفكرة ·· سيظل هذا موقفي وعندي ثقة كبيرة باننا سننجح انا ومن يشاركونني هذا الرأى واعلم كثيرين يشاركونني هذا الرأى داخل الحركة الاسلامية وفي داخل الحركة الاتحادية ·· وفي داخل الحركة الانصارية واعتقد ان الخير سينتصر في النهاية ·
    غازي : هذه هي القصة حول لقائي بدكتور الترابي

    { حوار هذه الحلقة ، مع الدكتور غازي صلاح الدين ، شهد ارتفاع حرارة وسخونة ·· ولكن الرجل بارد برود غير عادي ·· ما هذا ؟؟

    لا يغضب ·· ولا يُستفز ·· ولا يثور ·

    { كنت اظن ان بعضا من اسئلتي هي سلاسل الامتحان ·· ولكن الرجل يجيب ، متجاوزا - ببراعة - كل المطبات ·· بهدوء شديد ··

    { الحوار مع غازي صلاح الدين هو سياحة فكرية ·· تشاهد عبرها الطبيعة بمكوناتها ·· البحر والشجر والجبال ·· وبالجبال تضاريس وعرة ·· وبالبحار اسرار واسرار ·· وبالشجر ثمر ·· وثمر ·


    أين غازي صلاح الدين مما يجري في الساحة هذه الأيام ··؟

    أنت خارج الدولة ·· فهل انت مقاطعٌ أو غائب عن إجتماعات الحزب ؟؟

    هذا الحزب، هو الحزب الذي انتمي اليه انا شاركت في تأسيسه ··انا كنت امينا عاما له ، في وقت من الاوقات ·· أنا شاركت في الانقاذ ، منذ ان جاءت ··

    ينبغي ان تعلم ان هذه الرصيد ليس ملكاً لاحد أو لمجموعة ··هو إرثنا جميعاً، بما فيه من موجب ، ومن سالب ·· اقول ينبغي ان نكون مبدئيين لا استطيع ان اقول ان الانقاذ تملك الحق المطلق في أنْ تصف الحقيقة والحق، وان تصف ماهو باطل وما هو شر ·· هي تجربة لها ايجابياتها ولها سلبياتها ··هنا ايضا ارجو ان اثبت موقفي المبدئي : ما يمكن ان يوصف بانه سلبيات للانقاذ ،كما هو معلوم··ربما لم يكن لي فيه يد مباشرة ·· ولكنني لا أتنصل عنه ، واعتبر ان هذا تاريخ مشترك لنا جميعاً ·· كما اعتبر ان الايجابيات ، بنفس المقياس والمعيار ، لم يكن لي يد في كلّ الايجابيات التي حدثت ، كان الفضل فيها لآخرين ·· ولكننا نحملها سوياً ، إرثاً مشتركاً نفتخر به ··

    ما يهمني ، في هذه القضية ،ليس الوصف التاريخي او الحكم التاريخي على الانقاذ ، فهذا امر مهما سعينا الى التحكم فيه ، لن نستطيع ان نتحكم فيه ··لان هذا أمرٌ متروكٌ للأجيال القادمة ·· نحن معنيون باللحظة الراهنة ·· وفي اللحظة الراهنة انا اريد ان اطبق منهجاً موضوعياً دقيقاً لقراءة ما انا فيه من حالة ··فما هو موجب ابني عليه ، وما هو سالبٌ احاول ان استدركه وان اصححه ·· هذا هو الطريق الصحيح ، في نظري ··

    لن يكون مجدياً ان تخرج وان تبدأ في القذف من خارج الصف ، علي الصف الذي كنت فيه بالامس ··ولكن ، انت تحاول ان تصحح وتوجه ، وان تحمل هذا الصف علي الاستقامة ما استطعت ··واعتقد ، لو ان كل واحد تبنّى مثل هذا الموقف لامكن ان تتنهي الى حركة سياسية ناضجة ·

    علاقاتي طيبة مع كلّ الصف الموجود في داخل الحكومة الآن ·· اذا كنت ادعو الى وحدة وطنية والى التقارب ·· والي التواصل مع من يختلفون معنا سياسياً ··فمن باب اولى ان أقيم العلاقة مع رفاقي وزملائي ، على الصدق والمعاملة الحسنة وحسن الظن ·· وسيبقى هذا نهجي ··

    انا اساهم في كل المواقع التي انا فيها ·· وسأظل مساهماً فيها ··بهذه النية ،ولا اعتقد ان خلافي مع احد ·· والخلاف سُنة بين البشر ، يعني ان اتخذ موقفاً من جماعة ··فاذا كان الخلاف مع احد ، فسيبقي مع هذا > الاحد < ·· محصوراً مع هذا الشخص ··ولكنه لايمكن ان ينسحب علي جماعة ، لانه ليس هو اولى بالجماعة مني ·· وربما اكون في الحقيقة بتاريخي اولى بالجماعة منه هو ·· هذه هي القاعدة التي اتبعها ·· ولديّ ايمان قوي بان هذا المنهج ،متي ما استقام الوضع عليه ،سيوصلك الى النتائج الصحيحة ·

    دعني استفزك شوية : الناس يعتقدون ان دكتور غازي ·· لانه كان الاشرس ، في مواجهة الترابي ومجموعته مع بداية المفاصلة ·· فانه -اي غازي - يحسن بعقدة الذنب ·· فيحاول الآن التكفير عن الذنب ، بالالتقاء والاتصال الاجتماع بحسن الترابي ؟؟

    هذه ملاحظة غير دقيقة ،في الحقيقة ·· وليست حقيقية ··انا لم اتخل مطلقا عن الحماس والدفاع القوي عن فكرة الوحدة ··

    عندما اختار دكتور الترابي ان يخرج بحزبه وكذا ··هذا شكّل لديّ ردة فعل غاضبة ·· لانني كنت لا ارى مسوغا لهذا الفعل ··ولعلك تلاحظ المعنى الموجب في هذا··يعني انت غاضب علي اخيك ، لانه فارقك

    إذاً هو شعورٌ نبيلٌ؟؟

    هو شعور بالغضب ، لان هذا الشخص فارقني ·· وما كان ينبغي ان يقارفني ·· كان يمكن ان نتجاوز خلافاتنا بمنهج نتواضع عليه ··

    وما ازال احمل هذا الرأي ··وما ازال اقول للذين التقي بهم ، من الاخوة في المؤتمر الشعبي : ان من اكبر الاخطاء التي حدثت في تقديري ، من جانبهم هو هذا الذي حدث ·· ولكنني اقوله من باب الحرص علي وحدة الصف ·· هذا شئ ··

    الشئ الثاني ايضاً المذكرة التي وقعت مع الحركة الشعبية ، وما حوته من معانٍ رأيت فيها ايضاً ، تطويراً للخلاف ·· فغضبت لذلك غضبا مبدئياً ·· وايضاً هنا اقول : يمكن ان ترى البعد الايجابي في هذا الغضبة ··ما كان لاخي ان يشتط ، مثلاً ·· هذا الشطط صحيح ان هنالك مشكلة وخلاف ·· صحيح ان هنالك ربما، مظالم ، تكون موضوعية ·· وهذا لم يكن مدعاة للشطط ··وما ازال اقول في دفاعي عن هذا الموقف ، انني افرق بين تبني قضية الجنوب ··وانني اتعاطف مع الاخوة الجنوبيين في قضيتهم ··وبين التصرف بما يوحي بأن قضية الجنوب هي القضية التي تتبناها الحركة الشعبية ··الحركة الشعبية هي فصيل سياسي موجود في الساحة وهي تحمل السلاح·· ولكنها لا تحتكر الحديث باسم الجنوب ·· من الخطأ الافتراض بان اقامة العلاقة مع الحركة هي تصحيح لمجمل قضية الجنوب ·· لان مجمل قضية الجنوب هي اعقد من مجرد الحركة ··

    ولذلك ،فان التعبيرات التي صدرت مني : اولاً لم تتجه الى الاشخاص ،كما نُقل ·· بمعنى انني في تقديري كنت انتقد الفعل فلم أوجِّه اساءة مباشرة الى شخص ·· ولكنني وجهت نقدي القوي ، وعن ايمان ، للفعل ··وهذا كُله نبع ،في قاعة او اصله من احساس بالاخاء ··يعني الغضب نتيجة لاحساسي بان هذا الشخص ،بالتحديد ، ما كان عليه ان يتصرف بذلك ·· هذه قناعتي ، علي كل حال ··انا كما اقول في كل الامور : > رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب< ·· لا اتشدد في رأيي ·· ومهما كان ، سواء حدث فجور ، او حدثت قطيعة ، من هذا الجانب ،او من ذلك الجانب لن يفيدنا كثيراً ان نخيم في هذا الموقع ونبقى فيه ·· دعنا نتحرك منه الي الامام ·· ما حدث بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني ،حدث قبله بين طائفة الانصار والانقاذ ·· حدث بين طائفة الختمية والانقاذ ·· إذاً لا نتخندق في موقف واحد ،ولا نقول لانه تاريخياً حدث بيننا هذا الخلاف ·· وهذه القطيعة ·· وهذا الفجار ينبغي ان نقف عنده ، وألاّ نتعداه الي الامام ·· القائد هو الذي يحمل امته الى آفاق جديدة ·· هو الذي يفتح الامل امام امته ·· الشخص الذي يظل يدور في حلقة مفرغة ، لا يتقدم منها الى الامام ، لانه يحس بالمرارات او بروح الانتقام أو الثأر ··لايقود امة ·· الذي يقود الامة ،ينبغي ان يكون دائماً مستعداً للترفع ··ولذلك ،انا لا امانع ان يكون المكسب الذي يمكن ان نحصله من تحركنا هذا هو وحدة السودانيين··

    انا لا امانع ان يوقع عليَّ بكل الاخطاء ،وان يقال: هذا هو الشخص الذي أخطـأ جميع الاخطاء وينبغي ان نعزله ·· انا مستعد للانعزال ··

    اكدت عملياً انني استطيع ان اقدم استقالتي ،في ثقافة سياسية لا تعترف بالاستقالات ·· فلا امانع من هذه الاتهامات، لو ان منها جدوى في ان تحقق الوحدة بين السودانيين ·

    { دكتور غازي ··بدا بعدك الاستقالة الاقالة ··ان هناك تقارباً بينك وبين المؤتمر الشعبي ·

    الغرام القديم ·· ام المزايدة ·· ام استغلال الظرف والاصطياد في المياه العكرة ··

    لا ادري ··! ما الأمر بالضبط ؟؟

    -لعلك تشير إلى اللقاء الذي تم بيني وبين دكتور الترابي ، في نهايات رمضان ، كان لقاءً اجتماعياً ، في الحقيقة ··لم احمل اليه مبادرة بعينها ، لانني لم اكن مفوضاً من أية جهة ··لم احمل اليه حتي مقترحات ،يمكن ان تطور في شكل مُبادرة ·· هو لم يتقدم باقتراحات من جانبه ··ولكننا تحدثنا حديثاً عاماً عن المسئولية الاخلاقية والمسئولية التاريخية ··وكان ذلك بمبادرة مني ·· وتحدثت معه في ان واجب المرحلة علينا جميعاً ، يقتضي ان نخفف من لهجة القطيعة ، ومن أجواءات القطيعة ··وان نبحث بدلاً عن ذلك ، عما يقرب وما يجمع اكثر ·· ودار اللقاء كله حول هذه المعاني ·· وحول آفاق السلام ، وما يمكن ان يحقق منها للبلاد وللمجتمع السوداني ·· فلم تكن هي مبادرة بالمعني ··ولكنها في نظري ، كانت لقاءً مفيداً ·· وقد لمست منه استعداداً لان يتعامل مع هذه المعاني ··وهذا شئ موجب ··وكان يمكن ان يطور ·· انا لا اقول ان فلاناً مخطئ من هذا الجانب او ذلك الجانب ·· ولكنني اقول ان هنالك خلافات ينبغي ان نهيئ المناخ لمعالجتها ··وهذا ما نعيه بالمعالجة السياسية للمشكلة ··ايما مشكلة تحوي عناصر سياسية ··يعني المشاكل التي تحيط بنا الآن ، سواء ان كانت مشكلة الجنوب أو مشكلة دارفور ، او مشكلة العلاقات بين القوى السياسية المختلفة ·· هي ذات جذور سياسية·· احياناً قد يكون هنالك مسوغ قانوني لاجراء امني ، ولكن الاجراءات الامنية لا يمكن ان تستحيل الى منهج للمعالجة ··منهج المعالجة الكلي لابد ان يكون سياسياً ·· ويصعب ان تحقق معالجة سياسية في اطار استقطاب سياسي حزبي ·· فالشرط الاول ،للمعالجة السياسية لاي من قضايانا التي ذكرتها ··ستكون هي دعوة جادة وفاعلة وهادفة نحو الوفاق الوطني ، ونحو توحيد الصف الوطني ، بصفة عامة·· يصعب عليّ ان اتصور نجاحاً لاي معالجة سياسية تحدث في سياق الاستقطاب السياسي ·· ولهذا اؤمن رغم انه قد تكون المآخذ التي يراها بعض الناس ، تجاه هذا الطرف او ذاك رغم انها قد تكون صحيحة وحقيقية ·· تبقى القاعدة الصحيحة برغم هذه المآخذ ··برغم افتراض صحة بعض الاجراءات العسكرية والامنية ·· ولكن المنهج الكي لابد ان يكون منهجاً سياسياً·

    ولكن الاشاعات حول >علاقات واتصالات< بينك وبين حزب الشعبي ·· تملأ البلد ؟؟

    عموماً: في هذا السياق انا لست معتاداً على الاستجابة الفورية للاشاعات والتخمينات التي تظهر في الصحف ·· واعتبر ان هذا كله زبد سيذهب ··وما ينفع الناس يمكث في الارض ·· انا اؤمن جداً بالمعاني التي ذكرها زهير بن ابي سلمى :

    ومهما تكن عند امرئٍ خليقةٍ

    وان خالها تخفي على الناس تُعلمِ

    هذا يقيدني في تعاملي مع اشاعات الرأي العام ·· فهمها اشيع عنك من خير او شر ، سيتضح الحق فيه في النهاية ، حتي لو لم تتصدى له انت بالقول والنفي ·· احياناً··

    اتصدى بالنفي ،عندما يتعلق الامر بمصلحة عامة مترتبة على تصريح نُسب اليّ ·· لكن عامة فان الاشاعات لا اتعامل معها ··ولذلك لا ارى اي سبب يدفع الناس الي ان يفترضوا بانني اذا غاضبت فلاناً او علاناً ··انني سأذهب وابحث عن جماعة اخرى ·· هنالك ميثاقٌ بيني وبين الجماعة التي انتمي اليها غير مكتوب ، بالطبع ولكنه موجود ·· وما دامت هذه الجماعة ملتزمة بالمبادئ التي اؤمن بها ·· فانا فيها ·· وبالنسبة لي فان الانتماءات السياسية ليست كالمفاضلة بين سلع السوق ·· قبل ذلك، قال الناس انني اريد ان انضم الى حزب الامة ·· فلم اتعامل مع هذه المسألة ··والآن يقولون انني في طريقي الي ان انضم للشعبي ··ماذا سيفيد ، هذا الكلام ··وماذا سيقدم ، من القضية التي أدعو اليها الآن ·· لو انني تركت جماعتي وفئتي ·· يعني ما هو الجديد الذي سأقدمه ·· فما هو الجديد الذي سنأتي به من الانشقاقات نحن في فئة ، في طائفة ··تؤمن بمبادئ معينة ·· حظها من الاستقامة على تلك المبادئ ، يتفاوت بالطبع ، كعادة الناس جميعاً ·· أنا مؤمن الآن ، كشخص بمبادئ ·· بقيم ودين ·· ولكن إلتزامي بهذا الدين وبهذه المبادئ ، قد يتفاوت بين يوم وآخر ·· وربنا سبحانه يقول : (فاتقوا الله ما استطعتم)·· وكما قال الفقهاء : (الايمان يزيد وينقص) ··والعمل يزيد وينقص فلا يمكن ان اسجل ادانة لجماعة لأن هنالك مشكلة محدودة بيني وبين شخص ·· ولذلك ··يا اخي ·· فان هذه كلها تخمينات لا اساس لها في الحقيقة ·· والذين يطلقونها ، لا يعرفونني عن قرب ·

    ولكنه ·· عقب القرار الرئاسي بإعفائك ··لاحظت ان السيدة وصال المهدي حرم الدكتور حسن الترابي ·· كانت هنا في البيت ·· وجلست معك لوقت ليس بالقصير ·· ما حكاية وصال المهدي ؟؟

    -علاقتي مع السيدة وصال المهدي ·· هي غير علاقتي مع الشيخ حسن الترابي ··بالمناسبة ··يعني هي علاقة اسرة وعلاقة بيت ·· ومهما حدث من حدث من خلاف ··لا أنا راغب في ان يمس ، ذلك الخلاف ، علاقتي مع السيدة وصال ·· ولا هي راغبة فيما اعلمها من مشاعر اخاء تجاهي ·· لا هي راغبة في ان يفسد الخلاف السياسي هذه العلاقة ولا انا راغب ·· فهذه مسألة منفصلة تماماً ··

    { نخفف الكلام في السياسية شوية : كم لديك من الابناء والبنات ؟؟

    عندي اربعة ابناء وثلاث بنات والحمدلله ··

    ما اسماؤهم ؟؟

    سارة ، متزوجة الآن ·· ومحمد بعدها افتكر حوالي 22 او 21 وهاجر ··انا لا احفظ الاعمار كثيراً وهي في الجامعة ، وصلاح الآن في كلية الهندسة جامعة الخرطوم وخالد في المرحلة الثانوية ثم مريم في الاساس ويوسف ·

    أجرأ اللقاء الصحفى عادل سيد أحمد- جريدة أخبار اليوم السودانية

    (عدل بواسطة democracy on 01-07-2004, 05:24 PM)









                  

01-07-2004, 05:22 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا الرجل برغم جبهجيته وإختلافى السياسي معه ولكنى أقدره وأحترمه كثيرا&q (Re: democracy)

    حوار ساخن مع د.غازى صلاح الدين العتبانى (2)

    نعم ··انا كنت من الذين احتلوا > دار الهاتف < في يوليو 67، ولكن!

    {ليبرالية الرجل ·· شفافيته دفعتني الي > التجول < المطلق داخل ذهنه ··فاسأله مما يجوز ··ومما -يري البعض - انه لا يجوز ··

    ثم سألته··هل تسمع الفن والفنانين ؟؟!

    ومصدر سؤالي هذا ،انّ جدية الرجل لا تؤهله - في نظري - لانْ يستمع الي اغاني > الفيديو كليب< التي غزت بيوتنا ··وحرقت حشانا !!

    { دعنا نرجع قليلاً للتاريخ: انت كنت مدرباً عسكرياً، قبل احداث يوليو 67 ·· علي ايام الجبهة الوطنية المناهضة لنظام جعفر نميري؟

    ü نعم تلقيت تدريبات عسكرية ضمن عناصر الجبهة الوطنية·

    { غازي صلاح الدين كان مكلفاً باحتلال دار الهاتف بالخرطوم؟

    ü هذه حلقة في تاريخ التجربة السياسية التي عشتها كانت عملاً يستهدف التصدي لتجربة الحكم القائم آنذاك إزاء ما بدأ انه تضييق محكم ومفاصلة نهائية بين الحكومة - آنذاك - وبين القوى السياسية المسلحة وحتي بين القوى السياسة غير المسلحة، التي كنت انتمي اليها وهي الحركة الطلابية·· فالحركة الطلابية لم تكن تحمل سلاحاً··

    الشعور

    فتعمق الشعور، لدي المعارضين السياسيين، آنذاك، انه لابد من مقابلة القوة بالقوة·· فكانت حركة 67 وكانت مشاركتنا فيها في الحقيقة، كجنود، وليس كقادة نحن كنا جنوداً·· حيث كنا طلاباً في المرحلة الجامعية وشاركنا فيها ممثلين للحركة الاسلامية التي كانت منضوية تحت لواء الجبهة الوطنية التي كانت تجمع بجانب الحركة الاسلامية، الحزب الاتحادي وحزب الامة·

    { في تلك الاحداث·· انت حملت السلاح·· لو وصفت لينا بالضبط··· ما قمت به؟

    ü في التكليفات التي آلت الينا، نحن المجموعة الاسلامية·· وكنا جميعنا من طلاب الجامعات·· كانت تأمين المطار، وتأمين دار الهاتف ·· طبعاً في اي انقلاب عسكرية انت تسعى إلى التحكم في الاتصالات، وفي حركة الانتقال داخل البلاد وخارجها فهذا هو الذي آل إلينا·· وكان من نصيبي ان اكون جندياً في المجموعة التي احتلت دار الهاتف·

    تدريبات عسكرية

    لكيما نفعل ذلك اضطررنا الى ان نتدرب تدريبات عسكرية·· مهمتي والمجموعة التي كنت ضمنها محدودة وبسيطة وهي احتلال دار الهاتف·

    { ماذا حدث بالضبط؟

    ü في البداية لم يحدث شئ كنت واحداً من ثمانية احتلوا دار الهاتف كنت الوحيد الذي اعرف كيف اقود سيارة·· وبالتالي كنت السائق·· كانت مهمتي هي قيادة السيارة·· وعندما تأخرت الاعلانات عن التغيير وعن كنه التغيير ومحتواه بسبب الاخفاق في تشغيل الاذاعة طلب مني قائد المجموعة في دار الهاتف ان اذهب بالسيارة لاستطلاع النبأ في المدينة·· كان هذا عصراً فخرجت لوحدي بالسيارة حيث ذهبت الى المدرعات، وطفت في المدينة·· فأدركت ان الحركة كانت قد انتهت وفشلت تماماً·· وعند عودتي لدار الهاتف وجدت ان المعركة كانت قد دارت بالفعل اثناء غيابي واخذ الاخوة الذين كنت معهم ، كأسرى واعدموا من بعد، تقبلهم الله·

    { دعنا نرجع للحاضر: الآن تدور احداث مسلحة في دارفور·· وهناك اتهامات حكومية >متكررة< لدور حزب الشعبي فيها·· هل هي اتهامات دامغة ام انها في اطار لعبة >القط والفأر< بين الأخوين >اللدودين

    ü لاول مرة اعلق على هذا الموضوع ·· فيما يتعلق بمشكلة دارفور، لا مُشاحة في ان جذور هذه المشكلة، جذور سياسية·· طبعاً، كون ان المشكلة ذات جذور سياسية فإنّ هذا لا يعطي مسوغاً لاحد ليستغلها وان يحيلها الى مشكلة عسكرية·· ولكن جذور المشكلة جذور سياسية، وبالتالي فان المعالجة الكلية ينبغي ان تكون معالجة سياسية ·

    اجراءات

    قد تضطر انت إِزاء من يحمل السلاح الى اتخاذ اجراءات عسكرية وامنية ولكن ليست هذه هي المعالجة الحقيقية والمستدامة للمشكلة· ايضا فانني لا ارى معالجة سياسية لمشكلة دارفور الا في اطار معالجة اشمل، من خلال التحرك السياسي، على مستوى الوطن جميعاً·

    إذكاء الاستقطاب السياسي مهما كانت مبرراته لن يسهم إسهاماً موجباً في حل القضية·· أمَّا الحديث عن احتمال ضلوع الايادي التي تمتد الى داخل دارفور من تلقاء جهات اجنبية او من تلقاء جهات سودانية اراه احتمالا وارداً احتمال منطقي·· لان هنالك اعداءً دائما، عندما تتعقد العلاقة السياسية بين الاطراف يلجأون الي استخدام اساليب اخرى غير سياسية·· هذا شئ محتمل··

    حزب الشعبي

    { ولكن هل >الشعبي< بالفعل متورط في تلك الاحداث؟ ام >القط والفأر<؟؟

    ü ليس لديّ معلومات دقيقة وتفصيلية عن مدى تورط حزب المؤتمر الشعبي في احداث دارفور ولذلك لا استطيع ان اقول انه صحيحٌ او انه غير صحيح او انه مجاز من قبل اجهزتهم وقيادتهم ما دام ان الاجهزة الامنية قالت إنّه صحيح، فينبغي التعامل مع الاتهام بجدية، لانني اتصور انه نابعٌ من معلومات استخبارية ولكن بغض النظر عن صحة المعلومات، يبقي في اعتقادي ان المعالجة العسكرية والامنية، ستبقي معالجة جزئىة·· المعالجة الكلية لابد ان تكون معالجة سياسية والتعامل مع المؤتمر الشعبي في هذا الاتهام يجب ان يستند الى القانون وليس الى الاجراءات الامنية الاعتباطية، لان ذلك سيودي الى تزايد حدة الاستقطاب السياسي· من وجد مذنباً وفق معايير القانون يعاقب، اما محض التهمة فلا يسوغ العقاب·

    { تحقيق السلام، الذي تدور مفاوضاته الآن في كينيا·· سيفضي إلى ديمقراطية رابعة في السودان·· هل انت مطمئن لمكونات المجتمع السياسي السوداني؟ ام ان الانقلاب العسكري سيكون سبيل اليأس السوداني؟

    ü لست مُطمئناً من حيث تقديري للاستجابة الصحيحة من قبل الحركة السياسية ·· وهذا ما يشغلني الآن·· وهذا ليس المقصود منه الاتهام والنقد، ولكن المقصود منه محاولة تشخيص المشكلة والتعامل معها·· ولذلك اقول لك انني حريصٌ على ان تقوي الحركة السياسية ·· أن تقدم حركة سياسية فاعلة سواء في المؤتمر الوطني او في خصوم المؤتمر الوطني·· دعنا نقول الحركة السياسية ككل ينبغي أن تقوى·

    الحركة السياسية

    ماذا يعني ان تقوى الحركة السياسية؟؟ يعني ان يقوى الحراك الفكري·· ان تتولد الاطروحات الجديدة لان واجب الحركة السياسية ان تولد اطروحات جديدة ان تولد الحركة السياسية قيادات جديدة تدفع بها الى الساحة لتتم عملية الانتخاب الطبيعي، كما يحدث في الكائنات الحية·· اذا عقمت الحركة السياسية عن ان تبعث بقيادات جديدة الى >معمعات< السياسة فهذا سيكون من وجوه الضعف فيها··

    قوة الحركة السياسية تعني ان تتوصل القوى السياسية الى حد ادنى من المتواضع عليه والمتفق عليه، من الادب السياسي ومن القيم السياسية·· هذه مجرد عناوين عريضة لما اعنيه بقوة وضعف الحركة السياسية·· ولذلك اذا سألتني عن >اهلية< الحركة السياسية الكامل مع المعطيات والمتغيّرات التي سيأتي بها السلام، فاني اقول لك >انني قلق< من هذه الناحية·· اما من حيث التقاليد العامّة في الثقافة السياسية السودانية، والثقافة الاجتماعية فانني اكثر اطمئناناً وهذا ما أعنيه بالسياق وليس الحدث ايما حدث يحدث فانه يجري من خلال سياق معين والانسان يمكن ان يتحكم في الحدث ولكنه لا يستطيع ان يتحكم في السياق او انه يتحكم فيه بصورة اقل ولذلك، فان السياق يؤثر في >الصيرورة< النهائية للحدث··

    السلام والسياق

    { أرجوك اشرح لي النقطة >الفلسفية< دي؟

    ü مثلاً اننا نستطيع ان نوقع اتفاق سلام وهو حدث مفرد ولكننا لا نتحكّم في السياق الذي يجري فيه سواء كان هذا السياق علاقاتنا الخارجية وتأثيراتها سواء كانت الثقافة السياسية لشعبنا ووقعها علي سلوكنا السياسي سواء كانت حركتنا السياسية وقوتها أو ضعفها سواء كانت اوضاعنا الاقتصادية ·· الخ وعندما اقول انني اكثر اطمئناناً للاخلاق السياسية للشعب السوداني، والممارسة الاجتماعية ·· وهذا اعتبره من الرصيد الموجب للشعب السوداني، اقول ذلك وانا منطلق من ان هذا السياق مظنة ان تتأثر به الحركة السياسية تأثراً موجباً ان تتفاعل وتتكيف معه·· وتتشكل من جديد الي حركة سياسية قوية ولذلك في المحصلة الكلية، انا متفائل لان السياق اقوى من الحدث واشد تأثيراً على الناتج النهائي من الاحداث المفردة والشخصيات·

    { كيف تنظر لملف السلام·· وانت تحولت من >مشارك< كمسؤول عنه الى >مراقب< كيف تتوقعه وانت الآن >مسترخٍ<؟؟

    ü السلام لابد ان يأتي وهو سيأتي بخير عميم وسيأتي بتحديات وسيأتي بمخاطر أيضاً، ولكن، الموجب فيه اكثر من السالب·

    { انت طبيب تستخدم المبضع وتشخص·· هلا شخّصت لنا المؤتمر الوطني لنتعرف على >العلل< الحقيقية والكبيرة للحزب الحاكم؟؟ خاصة بعد بروز وانتقال >عدوى< امراض مزمنة في الاحزاب السياسية السودانية؟!

    ü هنالك نزعة عند المثاليين، اكثر من غيرهم لافتراض مثاليتهم هم·· بمعنى انهم ربما يعتقدون انهم لا يخضعون للنواميس والقوانين التي يخضع لها بقية البشر·· هذا يمكن ان يحدث على مستوى الافراد، ويمكن ان يحدث على مستوى الجماعات·

    النقد

    واحدة من اقوي وجوه النقد التي ساتعرض لها·· لو اتيح لي كتابة تاريخ الحركة الاسلامية هي ان الحركة وابناءها عانوا من هذا المرض·· كأنما افترضوا ان القوانين الاجتماعية والنواميس التي يمضي عليها الكون لا تنطبق عليهم·· ولذلك، عندما حدث الانشقاق والخلاف والتشرذم، وكذا·· صدمت الحركة صُدم ابناؤها كانهم لم يتحسبوا لهذا الاحتمال ولم يحتاطوا له، ولذلك اقول: اذا افترضت الحركة الإسلامية أو الاطوار التي تحولت فيها مثل المؤتمر الوطني·· لا ينطبق عليها ما ينطبق على الحركة السياسية الاخرى من ادواء وامراض ومن احكام التاريخ فسيكون هذا افتراضاً ضاراً·· ولكن نظرتي الى مقومات القوة والضعف في الحركة السياسية تجعلني أستنتج ان المؤتمر الوطني مؤهلٌ من حيث القدرات والامكانات الكامنة لان يشكل حركة سياسية قوية وموجبة·· اقوى من غيره من الاحزاب·· لماذا لم يتحقق هذا بالصورة الكاملة حتي الآن؟ لا نستطيع ان نلقي فيه باللوم على شخص او على افراد·· ولكن يمكن ان نرمي فيه باللوم على الظروف التي تحيط به·· يمكن ان نلقي فيه باللوم على الإنشقاق الذي حدث مثلاً·· ولكن ينبغي ايضاً، ان نتذكر ان المؤتمر الوطني يمكن ان يقدم عطاءً اقوي مما قدمه تاريخياً·

    الطموحات الشخصية

    { غازي ·· بصراحة كدا: الذي ابعدك من ملف السلام هي طموحاتك الشخصية·· ما تعليقك على هذا الاتهام؟

    ü الحديث المكرور عن الطموحات الشخصية·· هذا يقع في دائرة التخمينات التي لا احب ان اتصدى لها·· هذا الكلام اصبح يقال كأنه نوع من التخويف الفكري او الارهاب المعنوي ولكنه ارهاب لم يعد يرهبني·

    الحركة السياسية الناجحة، هي التي تستطيع تولد قيادات ·· واتطلع الى ان تتولد قيادات شابة تقود كل الحركة السياسية السودانية·· ليست لديّ عقدة من القاعدة الجماهيرية التي تسندني لديّ قاعدة في الحركة الاسلامية·· لديّ قاعدة ايضا، تشكلت في فترة الانقاذ والدليل علي ذلك انني في اية انتخابات حتى الآن جرت في داخل المؤتمر الوطني لم أخسر·

    الثقة بالنفس

    أنا واثقٌ من نفسي ولكنني لا أفاخر بهذه الثقة احداً، ولكن بالمقابل لا اقبل الافتراض بانني لا امتلك قاعدة·· هذا غير صحيح، فالأيام والتجارب العملية اثبتت ان هذا غير صحيح·· واعتد بهذه العلاقة بيني وبين قاعدة واسعة في الانقاذ سواء عَمّن جاءوا من روافد الحركة الاسلامية أو من جاءوا من التيارات الجماهيرية التي شكلت حركة الانقاذ منذ مجيئها·
    سائق تاكسي تبرع لي بقطعة كي اسكن فيها وشخص اخر تبرع لي بعربة >كامرى<

    ومع الوجه الاخر ··

    للدكتور غازي صلاح الدين العتباني

    { وليطمئن القارئ العزيز ، ان ما خرج من مخزن غازي صلاح الدين هو يسير من كثير

    فالرجل استفاد من الدبلوماسية التي اكتسبها جراء عمله كوزير دولة بالخارجية ·· حيث لم تخل اجاباته من>حصافة<

    وفد الحركة الشعبية في زيارته - التاريخية - للخرطوم ·· وانت صاحب الاختراق في مفاوضات السلام الحالية هل زارك؟؟

    - لم يزرني ·· لم يتصلوا بي ·· لأن البرنامج كان منظماً ، ولم تكن توجد خطة كهذه ··· ولكنهم - مشكورين - ارسلوا لي تحية مع طرف ثالث ورددت عليها بمثلها ·

    واذا تم السلام وفقاًَ للشروط المرضية والعادلة فهم سيكونون قوة سياسية بداخل المجتمع السوداني ·· هم مواطنون ونرجو ان يثوب ابناء الوطن الواحد الي سلام ·· وهذا سيكون مفتاحاً للتعامل مع كل القوي السياسية

    { انت الان تحولت من شخص كان مخططاً لملف السلام ·· الي مراقب يتلقي الانباء مثلنا ··

    كيف تُقوم سير مفاوضات السلام الحالية ··خاصة بعد التوقيع علي اتفاق > الثروة< ؟؟

    - لست مراقبا فقط · انا عضو في المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ·· لي علاقات واسعة مع المسئولين ،اكثر من مجرد علاقات ·· هي صلات قوية ·· وايضا ادعي للاجتماعات التي تناقش هذه المسائل ·· فلست بعيدا منها ·

    المرحلة التي تجري فيها مفاوضات السلام الآن ، هي مرحلة دقيقة وصعبة ··لانها نفذت من مرحلة سابقة ،تميزت بامكانية توليد الخيارات ·· اخذين في الاعتبار المعطيات الفنية ··

    المرحلة الان

    لكن هذه المرحلة الان هي مرحلة قرارات سياسية ، بعد ان اتضحت الخيارات الفنية ··والنجاح فيها يعتمد علي التكتيك اكثر من الاستراتيجية ·· هذا ما يميز هذه المرحلة ·· المراحل السابقة كانت تتميز بان الاستراتيجية فيها اغلب ، والتكتيك اضعف ·· الان فان التكتيك هو الغالب ·· وهذا ما يجعلها مرحلة دقيقة وصعبة ·

    خلافات مع النائب

    { بعض الناس يتحدث عن خلافات بينك وبين النائب الاول ··عصفت باستمراريتك في الاشراف علي ملف السلام ··

    فكان اخراج الاستقالة ؟؟

    - ارجو الا يشخصن هذا الخلاف ·· كما ذكرت في حديثي عندما علقت علي الترتيبات التي خرجت بموجبها ·· وانا التزم بذلك الذي وصفته ·· ما ازال اري ان الوقت غير مناسب الان ·· ولا المصلحة تقتضي الخوض في هذه المسألة تفصيلا··

    ولكن المؤكد ان هنالك خلافاً ، بالطبع ·· لا استطيع ان انكر ان هناك خلافا ·· في مسائل اراها جوهرية ومنهجية ، لا يمكن تجاوزها من وجهة نظرى ··ولكن هذا لا يجعلني منفصلا من المسيرة العامة التي تسعي الي تحقيق السلام·

    اي استنتاجات اخري تتعلق بدوافع صغيرة · كالغيرة السياسية ، غير صحيحة ·· حيث ظللت ، في ملف السلام ، اتعامل مع الجميع ·· اتعامل مع من هم فوقي ، واتعامل مع من هُم دوني ·· ولم اعترض علي التعامل مع اي من الاطراف ·· بل انني تعاملت بانفتاح واسع مع الحركة السياسية السودانية ، جُملة ·· وكانت لي اتصالات مع القوي السياسية الاخري·· اتصالات مع الصادق المهدي ·· مع السيد محمد عثمان الميرغنى ·· وحسن الترابي·

    ومعالجات كثيرة لاستجماع الصف الوطني ·· ولم اكن اتحرك في ذلك باي عقدة دونية اوعلوية ··

    { ولكن هناك حديثا حول ان الاستقالة - او الإقالة - كانت بسبب: احساس امريكى بانك >تعرقل< و>تُبطي<··

    ومعاناة من الحركة الشعبية ، بسبب >الصعوبة وعدم المرونة< في ادارتك >الحكومية< لملف السلام ؟؟

    - لاعلم لي بذلك · انا تعاملت مع الجهود الامريكية · لم ارفض التعامل معها ، لكنني فعلت ذلك وفي ذهني وضوح شديد للمبادئ والمصالح الوطنية وتعاملت بنفس الطريقة مع الحركة واستطعنا من خلال ذلك ان نحقق النجاحات الاساسية والمفصلية في ملف السلام وهي برتوكول مشاكوس ثم النصوص المتفق عليها ، ثم اتفاقية وقف العدائيات ثم آليات الرقابة علي وقف العدائيات ، ثم الاطار العام لقسمة الثروة وقسمة السلطة كلهانجاحات ما كانت لتتم لولا المرونة والالتزام اللذين ابديناهما·

    ومازلت أومن بان مبدأ الحوار مع أي طرف مؤثر في القضية مشروع بل ضرورى، ولكن ينبغي الا يتم علي حساب المصالح الجوهرية للشعب السودانى وللاجيال القادمة · والافضل للسلام المستدام ان يتعامل الامريكان ايضاً بهذه الطريقة مع قضية السلام في السودان

    قضايا فكرية

    { دعنى اميل معك الي قضايا فكرية مطروقة ومطروحة، هذه الايام : فرنسا منعت الحجاب وشيخ الازهر الشريف في مصر الشيخ الطنطاوي يفتي بجواز ذلك ما تعليقك؟؟

    - استوقفتني فتوي شيخ الازهر ·· ودهشت لها ·· اعتقد ان الواجب ، في الحد الادني ، علينا نحن المسلمين ، ان نصدع برأينا بشجاعة في مسألة كهذه وان ننصر الحق في هذه القضية

    هذا القانون الذي يتداول فيه ، واجيز في فرنسا ، يُسئ الي مكانة فرنسا التاريخية والي صورتها في العالم الاسلامي لانه تغول واضح علي الحريات الشخصية·

    من الغريب، ان الفكر الليبرالي اصلاً فقي بداية نشأته دار حول الحريات الشخصية··بمعني ماذا يعتقد المرء ·· ماذا يلبس ·· ماذا يأكل ·· هذه حريات شخصية ·· ثم تطور الفكر الليبرالي - بعد ذلك الي الخيارات السياسية ، والخيارات الاخري الثقافية

    برغم ان كل الاديان والمنابع الاخلاقية للانسان ، ترفض الفاحشة وترفض العهر ·· من الغريب ، انك في مجتمع ليبرالي تعطي المرأة الحق في ان تتجرد من ملابسها قطعة ، قطعة ·· حتي تُبدي اغلب السوءات ، وتحرم المرأة ، من موقف عقيدتها ، ان تغطي رأسها ·· لا استطيع ان اتبين المصلحة في اصدار قانون كهذا ·· هذا القانون فيه تعد واضح علي الحريات الشخصية واعتقد ان واجبنا كمسلمين ان نقول كلمة الحق ، في هذه المسألة ·· وان نسعي الي الا يقع هذا الظلم علي الاقلية المسلمة في اي مكان

    لا ·· للصراع

    اما قول شيخ الازهر بان هذا الامر هو شأن داخلي فانني اختلف معه اختلافا جوهرياً ·· ولا ادري مقتضي هذه الفتوي ·· هل القول بانه شأن داخلي ، يعني اننا لا نعلق عليه ابداً ·· بالطبع لا

    ومع كل ذلك ، فانا لا اريد ان تتحول القضية الي قضية صراع داخلي بين المسلمين ·· لا اريدها ان تتحول الي مدعاة ومسوغ للهجوم علي الازهر الطنطاوي ·· قال قولاً ، واذا اختلف مع بقية المسلمين يراجعونه في ذلك القول ·· ولكن ينبغي ان نحرص علي الا تتحول القضية من قضية استخلاص حق للنساء المسلمات في فرنسا ، الي قضية صراع جديد بين المسلمين·

    { دكتور عمر نورالدائم ·· هو البدر الذي افتقدناه ··

    غيابه شكل صدمة قومية ؟؟

    - نعم ·· غياب دكتور عمر نورالدائم · شكل صدمة قومية ·· وشكل لي صدمة ذاتية ، علي المستوي الشخصي ·· وفي الحقيقية ، كنت احبه جداً ·· وكان رجلاً قوميا بمعني الكلمة ·· كان رجلا جماعاً للكلمة·· وكان شخصية تلخص لك القيم السودانية ، في السماحة والكرم، والتواضع وفي حب الخير والقرب من المساكين ·· بصورة نادرة ··

    رحيله كان صدمة لكنني ايضاً شعرت بقدر من الغبطة له ، انه ذهب في تلك اللحظة التاريخية ، ليعرف الناس قيمته ·· هذا افضل له من ان يبقي معلقاً في دهاليز السياسة ، حتي يمله الناس ·· كما يحدث لبعض··

    رجل عطيم

    العزاء انه ذهب في قمة عطائه وكسبه ·· وذهب في رمضان ، وهو خارج لتوه من صيام ·· هذا يعزينا فيه ·

    لكنه رجل عظيم ، بمعني الكلمة

    { كيف عرفت بخبر رحيله ؟؟

    - كُنا قادمين من نيفاشا ، في تلك الليلة ·· ولأول وصولنا للمطار ·· ، وصلنا تقريبا - بعد حوالي ساعة من الحادثة ، وابلغنا بالخبر في المطار ··

    تحركت مع الاخ علي عثمان النائب الاول ·· تحركنا سويا نحو العزاء قدمنا واجب العزاء ··

    بالطبع فان الراحل عمر نورالدائم ،قريب الصلة بالرحم لزوجتي ·· وهي في الحسبة عمته ، برغم انه هو الاكبر سنا ·· لذلك اعتبر الفقد فقد شخصي ، علي مستوي الاسرة ولذلك جلست ببيت العزاء ، اتلقي التعازي

    شخصية العام

    نسأل اسئلة لذيذة شوبه : من هو شخصية العام ، في نظرك ؟؟

    - اتصور انه سيكون هنالك من هو جدير بان يكون >شخصية العام< ·· لكنني امسك عن الترشيحات ·· لست مجيدا لها

    هل تمارس اي نوع من انواع الرياضة؟؟

    - للاسف ، لا اجد لها وقتاً ·· ولا اجد لها مساحة ، لامارسها فيها

    كنت اهوي كرة القدم ·· وكنت لاعبا ممتازاً بالمناسبة ·· الان ، احيانا العب مع ابنائى ·· واعتقد انني العب افضل منهم من حيث المهارات ولكن تعوزني اللياقة البدنية ·

    ايضا كنت متميزا جدا في لعبة > تنس الطاولة< ·· لو انني مضيت فيها ، وربما كنت بطلا علي المستوي القومي ·· كنت في سنين الصبا العبها بصورة جيدة جداً ·· وفي الغالب · اهزم من يلاعبني

    مدافع ثم مهاجم

    { في كرة القدم ·· ماذا كانت خانتك في الميدان ؟؟

    - الغريبة حصل لي تحول ·· في البداية كنت العب مدافعاً ·· ثم تحولت الي الهجوم ، فيما بعد

    { فنانك المفضل ·· من هو ؟؟

    - هذا سؤال محرج ·· اقول دائما الذي لا يطرب ، هو حمار ·· ولست متأكدا ففي اعتقادي انه ، حتي الحمار ، يطرب ·· ربما لا يطرب لصوته هو ، ولكنه كحيوان مجبول علي الغريزة والفطرة الحيوانية ، لابد انه يطرب ·

    هذا شئ طبيعى في الانسان ·· اطرب للموسيقي في الشعر ·· يعني القصيدة ذات الموسيقي ، تطربني ·· ولذلك احب الاعشي ، الذي سُمى > صناجة العرب< ·· قصائده ملئّ بالموسيقي ··

    اطرب للصوت الحسن بالقرآن بالطبع

    اما في الفن : فانني اطرب للفن القديم ·· الكاشف كرومه ·

    { ماذا يفعل غازي هذه الايام ·· بعد ان ارتاح من الوزارة ·· وهمومها ؟؟

    - انا في العادة لا ارتاح اعتبر ان حياة المرء هي مجاهدة متصلة حتي يلقي الله سبحانه وتعالي ·· وعمل متصل ، حتي يتوقف القلب عن الخفقان

    ولذلك ، ففي ايما موقف جديد ابحث عن المعطيات الجديدة ·· الموقف الجديد للتعامل معه ·

    15ساعة

    الان انا اعمل - ربما- اكثر مما كنت اعمله في منصبي الرسمي السابق لانني افتح في افاق جديدة ، افاضل بين خيارات ·· ادرس ·· انا احب ان ادرس اي خيار ، دراسة متعمقة ، قبل ان امضي فيه ·· لذلك الان اعمل مالا يقل عن خمس عشرة ساعة في اليوم

    لانني اعتبر ان مرحلة التحول ، هذه مرحلة حرجة ، وتحتاج الي جهد اكبر في استبانة الخيارات ، والمعطيات الجديدة ·· واشعر بسعادة كبيرة ، بخلاف ما قد يظنه الناس انني مستاء لما حدث ·· ولكنهم يفاجأون عندما يلتقون بي ، انني اعيش في حالة سعادة ·· فقط لانني اطأ ارضاً جديدة ·· فاجد نفسي كالشخص الذي انتقل من بلد الي بلد ، ويعالج لحظات النشوة والبهجة، بانه انتقل الي بلد جديد · سيجد فيه مناظر جديدة شيقة ·· بالعكس تماما ، فان ايما موقف في الحياة مرّ بى ، تعاملت معه بهذه الكيفية ·· وانا اتعامل مع هذه الحالة الان ، بهذه الكيفية ·· مامضي ، مضي ·· هو الان وراء ظهري ·· افكر في المستقبل ، اكثر مما افكر في الماضي ·

    متى سترحل ؟!

    { انت حتي هذه اللحظة في >بيت الحكومة<

    ماعندك بيت >خاص< ؟؟

    الاهل والاصدقاء ، الم يعرضوا عليك >الاستضافة<

    وعربة الحكومة ·· هل سلمتها ؟؟

    وانت تكاد تدخل في الشهر الثانى ، من الاستقالة او الاعفاء ؟؟

    - اولا ، دعني اؤكد لك انني لا احب الاستعراض بهذه المسائل ولكن مادمت قد اجريت علي السؤال فانني

    اقول لا املك بيتا خاصا

    ولكن الذي حدث في هذا الجانب اخجلني ··

    ايضا اخجلني واحرجني ، امام الشعب السوداني : لانني عندما اتذكرايما خطأ ربما اكون قد ارتكبته في حق هذا الشعب ثم انظر الي الطريقة التي تعامل بها معي ·· اجد نفسي صغيرا امامه لهذا السبب فقد اصبح من رياضاتي اليومية المفضلة : التأمل في فضائل الشعب السوداني··

    اولاً : استلمت عربة جديدة، (كامرى) علي >الزيرو< من بعد >فعلة الخير< ·· انا امتلك قطعة ارض بحمد الله ·· وساشرع في بنائها بمساهمات كثيرة من اخوان واصدقاء يعنى سأنتهز هذه >الفرصة التاريخية< لاقتنى منزلاً ·· لن اضيعها ، لأن هذا حق طبيعى


    الصحفى عادل سيد أحمد - جريدة أخبار اليوم السودانية

    (عدل بواسطة democracy on 01-07-2004, 05:30 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de