|
|
 الرحيل المفاجئ للدكتور عمر نورالدائم : كريمته الحاجة فاطمة تتحدث باكية
|
الرحيل المفاجئ للدكتور عمر نورالدائم : كريمته الحاجة فاطمة تتحدث باكية
عمر نورالدائم ودع شقيقه إدريس ·· والدموع تنهمر من عينيه
حوار: عادل سيد احمد
ü لأول مرة ·· اجد نفسي اقوم بعمل صحفي ·· عدد حروف كلامته اثقل على قلبي من الدنيا ، ومافيها ·· فأنا انعي نفسي بنفسي ·· وأكتب حول الراحل الوالد د· عمر نورالدائم ·
ü حزن كبير وألم عظيم ·· وكارثة قومية ان يغيب الرجل القبيلة ·· وشيخ العرب ·· والفارس الذي ترجل ·· ان يغيب عن السودان وفي هذا الظرف ، بالذات ··
فماذا نقول غير ما يرضي الله : فالرب اعطي ·· والرب اخذ ··
ولاحول ولاقوة الإ بالله ·
ü قلت في نفسي ، إن عام الحزن الذي انتهي ·· هو عام لن ينساه اهل السودان ·· ويتوجب علي ان اكرم الراحل ·· كأكبر فاجعة في عام 2003م، بأن اجلس لاوثق مع كريمته ورفيقة دربه الحاجة فاطمة ·· والتي بكت وابكتنا ·· وجلست كذلك مع ابنه الاكبر مهدي ·· وقبلها ·· كنت قد جلست مع عمر الشهيد ·· الذي كان مع الفقيد ، حيث كان - الشهيد - يقود العربة في رحلة العودة من الدويم ··
ü إنه حوار الاحزان ·· في عام الحزن المنصرم :
ü الكريمة فاطمة
حاجة فاطمة ·· متي تزوجتي من الراحل د· عمر نور الدائم ؟
- الزواج كان شهر 5 سنة 57م·
ü اسمك بالكامل ·· وهل تربطك صلة قرابة بالراحل ؟
- انا فاطمة علي محمد بحار ·· والمرحوم عمر ، ود خالي طوالي ·· أنا أمي >هاجر بت نورالدائم< وابوه هو خالي >محمد نورالدائم< ·
ü كم لديكما من الأولاد والبنات ؟
- احمد الله ، عندي اربعة : مهدي وعابدين ·· ونون ·· وصفية··
ü نبذة عن حياتك مع الراحل ؟؟
- سافرت معه ، سنة >61< الي المانيا ·· عديت هناك ستة اشهر ، ثم عدت ··
ü اثناء عمل الراحل المعارض ضد نظام نميري ·· هل كنتم معه في الخارج ؟ ·
- كنا نمشي لنقابله في السعودية ·· وبعد غياب ، من سنة >69< وحتي سنة >72< قابلناه في اليونان ··في اثينا كل الفترة قضيناها انا واولادي في نعيمة
ü وفي عهد الانقاذ ؟
-طبعاً ، زي ما انت عارف ·· عمك عمر كان موجود في اسمرا ·· بعد ان صادروا بيتنا ، سنة >95< سافرنا للسعودية عمرة ·· ثم استقرينا مع المرحوم في اسمرا ، عابدين ونون وصفية مشوا امريكا ··
ü مهدي
يا مهدي ·· الدكتور عمر كان زاهداً ·· لم يكن يكنز المال أو يستغل السلطة كيف بنيتم هذا البيت في الرياض؟ ·
- هذا المنزل بنيته انا واذكر انني جاءتني بعثة دراسية >ماجستير< الي المانيا سنة >87< ولم يكن وقتها لدينا بيتاً ·· فنرحل في >بيوت الحكومة< من بحري الى ام درمان فرأيت ان نبحث لنا عن مستقر ·· فأعطانا السيد محمد طاهر جيلاني وزير الاسكان في حكومة السيد الصادق المهدي قطعة للوالد د· عمر عليه رحمة الله ·· وقطعة للوالدة ·· والقطعتان متجاورتان ·· حيث قال الوزير : >شيخ العرب دا بيتو كبير وناسو كتار ·· لازم يكون لديه بيت< بدانا نبني في البيت ·· وابوي ما كان شغال بالقصة دي ·· بعد الانقاذ ·· حضر اصحاب ابوي ، ووجدوا البيت في مرحلة الاساس ·· فبنوا البيت · كل واحد منهم تكفل بحاجة ·· واحد يجيب سيخ ·· وآخر يجيب اسمنت ·· لغاية ماتم البيت ، سنة >1992<·
ü متي قابلت الراحل الدكتور لاخر مرة ·· يا مهدي ؟
- صباح نفس يوم السفر ·· انا نازل من فوق ، فلاحظت ان هناك امرأة من اهلنا تعودت ان تأتي اليه في رمضان ·· فسلمت عليها من بعيد ·· ثم ذهبت طوالي·
ü كيف عرفت بخبر الحادث الحزين ؟
- اتصل بي احد الاخوان عبر الموبايل ·· حيث كنت في تلك اللحظة مع احد اصدقائي ··
فحضرت الي البيت ، حوالي التاسعة والنصف ·· فسألت عابدين ، اخوى ·· فاخطرني ان اتصالاً هاتفياً قد تم معه ، يخطره بان هناك حادث حركة للوالد وآخرين ، حدث بجبل اولياء ·· ثم جاءتنا بعد ذلك سمية هباني زوجة مبارك عبدالله الفاضل وسامية زوجة غازي صلاح الدين ·· والطيب حسب الرسول··
سمية عمتي ·· وايضاً سامية ·· فأخطرتني سامية بجوار الباب ·· وقالت لي الدكتور توفي ··
فدخلت علي الوالدة واخطرتها·
ü ماهي وصايا الراحل لك ·· دائماً يا مهدي ؟
- كان كثير الاهتمام بالعلاقة مع الاهل والانصار ·· كان دائماً ما يوصيني بالاهل ·· اصلاً انا في البداية لم اكن اعمل بالسياسة ·· ولكن بعد ان خرجنا الي اريتريا ·· دخلت العمل السياسي·
ü كيف ؟
- في اسمرا ، كنت منسقاً لجيش الامة ·· وفي نفس الوقت ، كنت مسؤول عن مكتب الامين العام·
ü الحاجة ·· مرة اخرى
ماذا كانت الاهتمامات ، في حياة الراحل الدكتور عمر نورالدائم ·· يا حاجة فاطمة ؟
- اهتمام الدكتور ، كان بالناس ·· يهتم بالناس وبحياتهم ومشاكلهم اكثر مما يهتم بالبيت·
ü ماذا ترك لكم ·· هل ترك لكم اموال وعقارات ؟ ·
- والله ماخلي لينا إلا الكلمة الطيبة ، والذكري السمحة ، والعلاقات مع أهلنا ومع الناس خارج السودان·
ü متي قابلتيه لاخر مرة ؟
- بالليل ، نمنا في البلكونة دي ·· زي الساعة اثنين صباحاً جاء الي البيت من عزاء ، بعد ان دفنوا·· سألني في حاجة في التلاجة فجبت حاجة ، شربها ·· ثم نام·· بعد ان اداني مفاتيح البيت ·· فودعته الصباح ·· وسألته >حاتفطر هنا ·· ولا في نعيمة< فقال لي >ما معروف< ·
ü من الذي تأثر اكثر من اصدقائه ؟ ·
السيد الصادق المهدي وكمان احمد عبدالرحمن ·· والله العظيم الناس كلهم تأثروا·
ü محمد ··· الألماني
الراحل ·· كان متزوجاً من المانية ·· هل حدثتنا قليلاً حول ذلك ·· يا مهدي ؟ ·
نعم ·· فوالدي كان ان سافر الى المانيا للدراسات العليا ، في الستينات ·· فتزوج من امرأة فاضلة المانية واصلها من هايتي وإسمها >كلوديت< وهي دكتورة ·· وانجب منها اخونا محمد حيث جاء محمد ، وعاش معنا في نعيمة ·· اخوي محمد يعيش الان في امريكا ·· وهو متزوج من اسرة سودانية عريقة ومحترمة ·· نحن صلتنا واتصالاتنا بزوجة والدي اصلاً لم تنقطع وكلما سافرنا إلى المانيا ننزل معها في بيتها ·· وهي الآن ستحضر إلى السودان خصيصاً كي تحضر حفل التأبين ·
ü عمر الشهيد
معرفتك بالراحل د· عمر كيف ومتي بدأت ؟
- معرفتي بدكتور عمر امتدت لاكثر من ثلاثين عاماً ·· في كل هذه السنوات ظل تعامل دكتور عمر معنا ، تعاملاً ابوياً واخوياً كان يفتح مكتبه بصورة دائمة ·· كان يتعامل تعاملاً مفتوحاً الدكتور كان بسيطاً في كل شئ ·· يبسط الامور بشكل مذهل ·· لا يعرف الروتين في الإدارة ينجز ويحل وطبعاً انا مدير المركز العام ·· واتبع مباشرة ، للنائب الاول لرئيس الحزب ، وهو الدكتور عمر نورالدائم ، لذلك ، مثلاً حينما كنا نتصل به عبر التلفون ونقول له >يا دكتور الحقنا - نحن ماعندنا قروش لتسيير شؤون الدار ·· < كان لا يحضر إلي الدار إلا ومعه القروش ·· علماً بانه كان لا يعرف كيف يعد القروش ·· وإذا قال لك اي انسان ان دكتور عمر >باتت< في جيبه قروش ، فقد كذب عليك ·· دكتور عمر كان انساناً نادراً واذكر جيداً ·· وأقسم بالله علي ذلك حتي إذا اعطاه امين المال مخصصات فان د· عمر كان ينفقها على الفور ·· فأي ورقة تأتي اليه لحل مشكلة الشان كان يضع داخلها جزءاً من مخصصاته ·· د· عمر اختار المكتب >التحت< دا ، ورفض ان يكون في المكاتب الرئاسية اعلى الدار حتي يكون مع الناس وفي مواجهتهم ·· لذلك لم يكن مطلقاً يغلق بابه في وجه أحد ·· دائماً فاتح·
ü طيب ، قبل رحيله بأيام ·· واعني ايامه الاخيرة كيف كنت تلحظها ؟
- اذكر انه بعد ان عاد من الصين ·· نزل لمكتبه صباحاً ·· حيث فوجئت انا بانه وصل من الصين ··· فسألني >كيف الامور< فقلت له >حالتنا تعبانة< فقال لي انا جئت مساء أمس ·· ووجدت احصائية بعدد سبعة اشخاص من احبابنا قد توفوا في غيابي ، لذلك لازم نمشي نعزي فيهم >والليلة < ثم اضاف لي قائلاً ياشهيد عليك الله اتدبر عشان نلف نعزي< فقلت له والله ماعندي فقال لي الله كريم ·· كدي نشوف · واثناء نقاشنا هذا دخل علينا احد اخوانه حيث كان ان ذهب اليه في بيته فلم يجده ·· وقال له >أنت حضرت متين من الصين ·· وطوالي كدا نزلت شغل ·· يااخي اقعد في البيت ، انا جئت مخصوص عشان افطر معاك< بعد ذلك ودون ان يلاحظ دكتور عمر ، قام اخوه بوضع ظرف مقفول وخرج ·· ففتح دكتور عمر الظرف ثم نظر إلي قائلاً >شوفت ربنا إن جاب كتالك ، بجيب حجازك< ثم قال لي >عد القروش دي< فوجدتها مليون جنيه فقال لي امشي جيب سبعة ظروف فاحضرتها فقال لي خت في كل ظرف مائة الف فتفذت ما قاله وطلب مني ان اترك باقي المليون في جيبي فسألني عربتك جاهزة فقلت له جاهزة··
فتحركنا من العاشرة صباحاً حتي الساعة الرابعة عصراً حيث لفينا كل البكيات ·· وبعد ان انتهينا من آخر عزاء ، في منطقة دار السلام ونحن في طريقنا من دار السلام ، قال لي يا اخي عندي اهلي هنا في الحارة الخامسة ، لازم نغشاهم نسلم عليهم وفعلاً ذهبنا اليهم فوجدنا >مجموعة من اهله ·· بعد ذلك بدأ كل مرة يلتفت على ويقول :> ادى دا خمسين الف< ·· ثم يلتفت بعد مسافة ويقول لي >ادي دا مائة الف< حيث لاحظت انه كلما يتونس مع واحد كأنما يدرس حالته ، وبعدها يأمرني بان اعطيه ما يساعده في حل مشكلته بعد ذلك ، وفي آخر مرة طلب مني ان اعطي واحداً منهم خمسين الف ، فدخلت يدي في جيبي فلم اجد شيئاً من الثلاثمائة الف المتبقية من المليون ·· فقلت له >كملت خلاص يادكتور< فرد على قائلاً خلاص نقوم نمشي< هل تصدق اننا في طريق الرجعة العربية قطعت بنزين ·· فقال لي القروش كانت عندي ولا عندك< فقلبت في جبيبي الثاني فوجدت >شوية< قروش فاحضرت بنزيناً وتحركنا·
ü ماذا حدث فيها ؟
تعود الرباعي دكتور عمر ·· ويابا عبدالله اسحق ، ودكتور الطاهر حربي ·· وانا·· كنا دائماً نترافق لزيارة الاحباب ، واداء واجب العزاء ·· كان د· عمر يترك عربته ويركب ليسافر معنا ·· يستمع في عربتي لشرائط عبد الكريم الكابلي ·· والمدائح ·· كان يترك عربته اللاندكروزر ليركب معي عربتي البوكس دبل قبين فأقول له >يادكتور كيف تترك عربتك المريحة وتركب العربية الحارة دي< فيقول لي >انت زول حاسد ، ما عاوزني اركب معاك< ·· اسمح لى احكي ليك حاجة بسيطة كنا في رحلة الي خشم القربة ·· وغشينا القضارف ·· ثم مدني لواجبات عزاء واتراح حتي اننا وفي اثناء مرورنا بالقضارف ·· حصلت حاجة غريبة جداً حيث تصادف أن توفي كبير قساوسة كنيسة القضارف فطلب مني د· عمر ان نمشي الى الكنيسة لنعزيهم ·· فوجدنا هناك >فيلوثاوس فرج< فيلوثاوس امر بضرب جرس الكنيسة وقال لدكتور عمر >انا حينما حضرت الى هذه الكنيسة لم يضربوا لي جرس الكنيسة ·· حيث لا يضرب جرس الكنيسة الا للصلاة والبابا ونحن احتراماً ليكم ضربنا ليك الجرس< ·
بعدها حضرنا للخرطوم ثم ذهبنا بعد ذلك الي كوستي ثم عدنا للخرطوم ·· لكن ذهبنا الي سنار وبرفقة هذا الرباعي ثم الكاملين وجئنا ثم الي رفاعة وجئنا ·· هذه كانت لمحة بسيطة من حياة د· عمر نورالدائم·
ü ليلة السبت الحزين ، كانت فكرة السفر الي الدويم ·· والأحد ، اول ايام رمضان ·· ودكتور عمر صائماً ، كان الموعد مع القدر الصعب ·· فكرة رحلة الوداع ·· وساعات الدكتور الاخيرة في الدنيا ·· والحادث المروع ·· عذراً هلا اجتررت شريط الاحزان لتحدثنا حول سيناريو القدر؟ ·
- نعم ·· انه سيناريو القدر ·· مساء السبت اتصل بي دكتور عمر وقال لي >تكلم يا أبا عبدالله ·· انا كلمت د· حربي ·· بكرة حانمشي نعزي في كتير بلة ·· وكتير بلة دي حتة قرب ام جر ·· فقلت له >يا دكتور ما تنسي انك انت كبير الناس ، وانت الان تتولي شئون الحزب في غياب الحبيب الامام ·· وصحتك ماتسمح ونحن سنقوم بالواجب< فغضب ولأول مرة اشعر بان دكتور عمر دا يخاطبني بزجرة ·· حيث خاطبني بلفظة لم نتعود عليها بالعكس نحن كنا نغلظ عليه ·· فزجرني قائلاً >انت ايمانك بالله ضعف ولا شنو ·· يا أخي انت ما قاعد تقرأ في القرآن ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدري نفس بأى ارض تموت ان الله عليم خبير< ·
لكن اضاف : الناس البنمشي نعزي فيهم ديل هم بقايا الناس اللي كبروا شجرة البلد دي مع الامام المهدي ، وكتلوا دبيبا وطردوا المستعمر ·· ومن الزمن داك ، رابطين الكراب في بطونهم وواقعين ورانا ·· نحن عندنا شنو قاعدين ندي ليهم ·· ماحاجتين فقط : الاول بنخاطبهم بكلمة الصدق ·· والثانية ، بنقيف معاهم في السراء والضراء ··· وإذا عجزنا نوفي امام ديل ، يبقي لا بارك الله فينا ·· فقلت له >يا دكتور انا متأسف جداً جداً ·· يبدو إنك فهمتني غلط فضحك وقال لي >كلم يابا عبدالله ، عشان نسافر بكرة الصباح بدري ان شاء الله< ·
üالمكالمة ؟
اتصلت انا يوم السبت بيابا عبدالله في منزله ، حيث لم اجده ·· ثم اتصلت به الساعة الثانية عشرة بالنهار فرد على ابن ابنته ، فسألته :> يابا موجود< فقال لي لا الساعة خمسة اتصلت ببيته ، فردت علي ابنته ·· فسألتها فقالت لي غير موجود ·· الساعة الثامنة مساء اتصلت فردت على ابنته وقالت لي >يابا حضر وذهب للجامع عشان يتحري رؤية هلال رمضان ثم سألتني انت مالك ·· داير ابوك دا لشنو< فقلت لها انا عاوزه في مسألة خاصة ·· خليهو خلاص ·· انا حا الاقيه ·· حقيقة انا فكرت اريح يابا من الرحلة لانو راجل مريض بالازمة ، والدنيا رمضان ·· وقررت حينها الاقي دكتور عمر احلف صادق انو لم اجد يابا عبدالله ·· ثم نبحث عن بديل·
ü مولانا آدم
وفي نفس مساء السبت كنا معزومين عشاء عند أحد احبابنا ·· وفي العشاء لقيت مولانا عبد المحمود ابو ·· ومولانا آدم أحمد يوسف ·· فاخترت آدم ، ليذهب معنا الي هذه الرحلة ·· لان آدم دائماً هو فاكهة الرحلة ·· فأخطرته >ياآدم نحن عندنا إشارة انو بكرة ماشين أم جر ·· انت ماشي معنا< ·
فقال لي >انا اول في رمضان ما بتحرك لانو اول يوم في رمضان بصدع< فقلت له قلت ليك دي اشارة والأمين العام ياهو دا قاعد ·· وبعدين ، يجي السيد الامام انا حا اشتكيك ·· فقال لي إذا حاتشتكيني انا ماشي معاكم ·· في هذه اللحظة اتصل بي د· حربي وقال لي خلاص ابونا عبدالله ، ماشي معانا ام جر< ·
فقلت لآدم >الله عفاك <·
ü بداية الرحلة
اتفقنا على ان نتجمع في دار حزب الامة بأم درمان ثم نتجه الى بيت دكتور عمر على ان نتحرك السابعة صباحاً وفعلاً الساعة السابعة إلا اربع دقائق كنت بجوار بيت د· عمر حيث اتصل عبر الموبايل ليسألني : إنتو وين فقلت له بجوار زواية بيتك وعندما وصلنا امام باب بيته وجدناه واقفاً ·· ركب في الكرسي بجواري ·· يابا عبدالله ، ودكتور حربي في المقعد الخلفي ·· الساعة السابعة بالضبط نحن تحركنا ··
ü السديس
فطلب مني دكتور عمر ان افتح الراديو حتي يستمع الى اذاعة الـ bbc والراديو بتاع عربتي اتومتيك ، حيث توقف المؤشر في إذاعة السعودية ، حيث كان السديس يقرأ القرآن ·· فطلب مني دكتور عمر ان نستمع الي القرآن ·· السديس كان يقرأ ويابا عبدالله اسحق كان يقرأ معه ·· السديس يبكي ، ويابا عبداله يبكي ·· لم نتكلم طيلة هذا الوقت ·· حتي قابلنا اخونا علي العمدة في التفتيش حيث وجدناه ومعه زوجته هذه هي >الحتة< الوحيدة التي تكلمنا فيها تاني حتي وصولنا الي المشرع ·· لم نتكلم ابداً·
ü أم جر
مشينا إلى ام جر ·· وقد كان قبلها ابن اخت دكتور عمر في انتظارنا ·· بعد ان انتهينا من العزاء ·· فجأة دكتور عمر ضرب رأسه قائلاً >الله انا تذكرت هو انو عندي ميعاد في الخرطوم الليلة الساعة حداشر<·
كانت النية اصلاً ان نبيت في ام جر ثم نواصل رحلتنا ثم نعود الي الخرطوم·
تحركنا من ام جر بعد ان ادينا معهم صلاة الظهر ·· اصروا عليه ليفطر معهم ·· ولكنه اعتذر · ثم قال لهم ياجماعة انا جاي لعزاء ما تتسموا بيها الجية دي ولو ربنا اطال العمر اجيكم ابيت معكم يوم كامل ·· خلوني الله يرضي عليكم انا عندي ارتباط عدنا الي الدويم ·· بعد ان عدينا ·· فاتجهنا الى >نعيمة< حيث اهل الدكتور عمر ·· وفعلاً وصلنا الى >نعيمة< حوالي الساعة الخامسة ونزلنا في بيت اخوه إدريس استرحنا ·· حتي صحانا ادريس للفطور ثم جلسنا حتي صلينا العشاء ثم صلي بنا ابونا اسحاق >تراويح خفيفة <··
ثم قررنا ان نتحرك ·
ü حاجات غريبة
وهنا احكي لك اشياء ، لا يمكن يصدقها عقل ·· دكتور عمر دخل ليسلم علي أهله في بيت اخوه ادريس ثم احتضن اخوه ادريس وبكي ·· فنفضه اخوه ادريس من صدره وقال له >مالك في شنو< ·
انا ايقنت ان ادريس بقلب الاخ ، اهتز في داخله ·· هل تصدق ان ادريس شال بطاريته وجاء فتش العربية بتاعتنا ·· قام بمراجعة العربية ·· وفتش اللساتك ·· وعاين لوش العربية ، فوجد طين خفيف في اللمبات ·· فاحضر قطعة قماش جديدة ·· نصها مبلول ·· فقلت له >يا ادريس عيب ·· انا بنظف اللمبة< فقال لي علي الطلاق انا بنظف اللمبة ·· ثم نظف زجاج العربية ·· ونحن طالعين من نعيمة قال لي الاخ حربي انا حا أسوق من نعيمة فقلت له انا متعود اسوق اطول زمن ممكن وبعدين انا عارف عيوب هذا الطريق ··
ü التاسعة مساء
تحركنا من هناك الساعة التاسعة مساء بالضبط ·· المسافة تستغرق حوالي ساعة وربع بالكثير تحركت بسرعة سبعين فقط ·· وعندما وصلنا بالقرب من القطينة طلب مني دكتور عمر ان اتوقف حيث قال انا عازمكم حاجة باردة وشاي وفعلاً توقفنا في القطينة ·· شربنا حاجة باردة وشاي ·· ثم سأل بتاع البوفيه ·· حسابك كم ··فرد عليه قائلاً تلات الاف ·· فأعطاه عشرة الف ، وقال له : خلي الباقي عندك ·· وهنا حدثت حاجة غريبة جداً ·· حيث اخرج باقي القروش ولفاها ·· ثم اعطاها لابونا عبدالله ·· فسأله يابا عبدالله ·· القروش دي انا اوديها وين ، واسوي بيها شنو فرد عليه دكتور عمر قائلاً ياعبد الله مش انت البتسوي بيها شنو ·· انا البسوي بيها شنو ·· علي الطلاق تشيلها وكانت تلك اول مرة نسمع فيها دكتور عمر يحلف الطلاق ··
ü بيت نقد
اذكر اننا دائماً حينما نمر بالقطينة فان د· عمر يصر علي ان نمر بمنزل اهل نقد محمد ابراهيم ·· ليسأل عنه وعن صحته وعن اخباره ·· وقد كنت الاحظ ان دكتور عمر يدخل جوا حيث يرافق اخو نقد ·· ثم يخرج لنستأنف الرحلة ·· ولكن ، في ذاك اليوم وبسبب ارتباط الدكتور في الخرطوم لم نتمكن من زيارة منزل ناس نقد ··
ü بداية السيناريو
تحركنا من القطينة ·· حيث حافظت علي سرعة السبعين في قيادة العربية ·· الجو كان جميل جداً وانا اسير بسرعة هادئة ثم لاحظت بعد ذلك انهم الثلاثة قد ناموا ·· كان د· عمر ويابا عبدالله نايمين نومة عميقة وفيها >شخير< عاينت بالمراية فلاحظت زجاج ابونا عبدالله فاتح نص ·· وزجاج باب دكتور عمر مقفول ، ففتحتوا ليهو نص ·· كنت مشغل >مونت كارلو< فاغلقت الراديو حتي لا ازعجهم·
ü القدر الحزين
ظللت محافظ على سرعتي ·· وكانت العربات تتجاوزني ·· حتي وصلنا قصاد >الياقوت< فاستيقظ د· حربي وسألني >نحن وين< فقلت له :> في الياقوت< فقال لي >نحن اصلوا راكبين نملة ·· ان افتكرت انو نحن وصلنا< وكانت بالضبط الساعة >10و 7< دقائق ·· اثناء هذا الكلام ، جاءت شاحنة ماشة ·· وانوارها جهرتني بطريقة حجبت عني الرؤية تماماً ·· >وكنتكت< لصاحب الشاحنة عشان يخفض الانارة ·· ولكن بدون فائدة ·· وما استجاب ··
وفجأة ، وعلي مسافة >7< امتار لاحظنا انا وحربي انا هناك لوري يقف في نص الشارع حيث نزل سائقه لنقطة التفتيش التابعة لناس الزكاة ·· بعد ان ان لفينا من المنحي وجهرنا بتاع الشاحنة اكتشفت فجأة ان امامي لوري ، يقف في نص الشارع فضربنا وجه العربية ·· طبلون العربية رحل فيني انا ودكتور عمر ·· حيث تكسرت ضلوعي وفجر الطوحال بتاعي · اما دكتور عمر ، فقد كانت الضربة في رأسه والغريب ان يابا عبدالله ، ماالذي ضربه ··· حيث يجلس بجوار حربي انا اعتقد ان يابا عبد الله كان >تاكل< راسو في المقعد ·· والضربة جاءته من المقعد ·· اما اخونا الطاهر حربي ·· فلم يصب باذي فطلع ونزل فوجدني بنزف ·· ومشي >هبش< دكتور عمر ويابا عبدالله ، فوجدهما قد توفيا ·· في نفس اللحظة ·· دكتور عمر نزف ·· ويابا عبدالله لم ينزف ·· وانا دخلت في غيبوبة وبعد ذلك حدث ما هو معروف لديك اذ تصرف اخونا حربي فاسعفني في مستشفي الجبل وحضرت عربات الاسعاف من الخرطوم لنقل جثماني د· عمر نورالدائم ، وابونا الشيخ عبدالله اسحاق ·· يرحمهما الله رحمة واسعة ، ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان ·· في هذه الفجيعة الكبيرة والمصاب الجلل !!·
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست