|
لماذا هجّرت المهدية قبائل كردفان قصراً إلى ام درمان
|
كما نعلم بأن الهجرة في فترة المهدية ارتبطت في اذهان الناس رباطاً دينياً بهجرة الرسول الكريم من مكة إلى المدينة مناضلاً في سبيل تحقيق الحق وتطهير المجتمع من براثن الجهالة والفساد. وبعد الإستجابة والتأييد الذي وجده المهدي من قبائل كردفان عامة ما عدا قبيلة الكبابيش التي لم تخضع ربما لتواطأها مع مصر، شرع الخليفة في سياسة تهجير أهل كردفان مستخدماً الترقيب والترهيب ، لتكملة بناء فكرة المهدية وبالفعل هاجرت معه بعض الجماعات طائعة راضية، ويرجع اصرار الخليفة على ضرورة تهجير هذه القبائل إلى عدة عوامل منها : 1- شعر الخليفة بأن هناك من ينكرون أحقيته في تولي الخلافة بعد المهدي وعلى رأس هؤلاء الأشراف وحتى يفرض وجوده فكان لابد من سند شعبي وهو قبائل البقارة التي ينتمي إليها الخليفة فجعل قادة الجيوش والأمراء وعماله الأساسيون من كردفان 2- إدعاء الخليفة بأن الكفرة قد تحركو نحو البلاد من الشمال وبذلك يكسب أهل كردفان لتهجيرهم لام درمان 3- من شعائر المهدية زيارة قبر المهدي واقامة المناسبات الدينية كالإحتفال بالمولد النبوي فكان يدعو اهل كردفان للحضور للإحتفال معه بالمناسبات الدينية بأم درمان وهي دعوة للهجرة 4- وبالهجرة وإلتفاف قبائل كردفان حول الخليفة هو نوع من الاستفتاء
ونجد ان الخليفة استخدم في خطاباته السياسية ولتوطيد سلطانه بأن من يقبلون الهجرة الطوعية فعليه حمايتهم والدفاع عنهم واما الذين يرفضون الهجرة والإنصياع فهم خوارج ومعارضون تعتبر كل ممتلكاتهم غنيمة يمكن تجريدهم منها ومصادرتها . ونجد معظم الذين هاجروا من كردفان فروا ورجعوا إلى أوطانهم ومن ذلك يمكن القول أن الخليفة لم يكن يدري بأنه من السهل أن تنسى القبائل أوطانها التي تربطها بها صلات وثيقة حياة البداوة والحنين الدافق للأرض ناهيك عن الحياة في ام درمان وطبيعتها واختلاف البيئة وكذلك لم تكن هذه القبائل تثق في دعوى الخليفة الدينية ناسياً انها لو تمردت عليه سوف تتركه في موضع ضعف وهذا ما اتضح له أخير مثلاً تمر اهل النهود - ما يسمى بتمر الجهادية عندما دارت المعركة في ساحة الإستعراض بالنهود ولاحقاً اخذ الخليفة يلاحق قبائل الحمر والمسيرية في كردفان بسبب رفضهم للأوامر موكلاً ذلك إلى عثمان ادم مما إطرت الملاحقة كثير من السكان اللجوء إلى الجبال أو الإنضمام إلى المناوئين للمهديةكما حدث عندما احتضن ناصر ولد نوح بعض مجموعات البقارة والكنانة ولكن الخليفة طاردهم ومنعهم من الإلتحاق بالجبال وارسل الخليفة فرقة عسكرية بقيادة الغزالي فضل الله وتمكنت هذه الفرقة من هزيمة بعض الحمر والمسيرية وفيها ايضاً قتل الغزالي فضل الله وثمانية من رجالته ، ثم بدأ الحمر والمسيرية في تجميع صفوفهم في منطقة بابنوسة وارسل اليهم الخليفة قوة بقيادة عثمان ادم والختيم موسى وانتصر جيوش المهدية وقتلت قادة المسيرية في المعركة وهم رضوان ابو دية وجمعة ابو رزقة وعوجان
هناك بقية المراجع تاريخ الثقافة العربية في السودان تاريخ المهدية في كردفان
|
|
|
|
|
|
|
|
|