اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 12:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2004, 07:54 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال (Re: Abdel Aati)

    الحصاد المر :
    السودان بعد 46 عاما من الاستقلال

    فى ذكرى الاستقلال ؛ يحتاج كل منا الى الوقوف لحظة لاستخلاص العبر من هذه الذكرى الجليلة ؛ وللسؤال ماذا حقق السودان بعد حوالى النصف قرن من استقلاله ؛ وما هو حصاد الشعب من تحقيق استقلال بلادنا الوطنى ؛ ومن الحكم " الوطنى " ؛ وهل توازنت التضحيات الجمة ؛ التى قدمها اجدادونا وآبائنا ؛ مع الثمار التى جمعناها ؛ والتى نمت على ارض مروية بعرقهم ودمهم .
    ان نظرة سريعة تكفى للاشارة الى الواقع البائس الذى تعانى منه بلادنا ؛ بعد 46 عاما من الاستقلال ؛ فلا يزال الدخل الوطنى واحدا من ادناها وسط شعوب العالم ؛ ولا يزال حظ الفرد من هذا الدخل واحدا من اقل الدخول ؛ ولا تزال الحرب الاهلية مستمرة ؛ تحرق الاخضر و اليابس ؛وتستنزف مواردنا البشرية والاقتصادية ؛ ولا تزال مؤسساتنا السياسية غارقة فى مستنقعات التسلط وعدم الاستقرار والفساد؛ ولا تزال الامية جاثمة على صدر نصف شعبنا ؛ ولا يكاد اسم السودان يذكر فى المحافل العالمية الا مقرونا بالكوارث والالام ؛ ولا يزال شعبنا ممزقا ووحدتنا الوطنية مهددة ونحن فى حالة من الاحتراب الداخلى وانعدام الثقة المتبادل .
    هذا الواقع ؛ يفرض علينا طرح حزمة من الاسئلة حول مسؤولية القوى والنخب المختلفة فى السودان الحديث عن هذا الفشل ؛ والى اى مدى تحكمت الظروف والمفاهيم والنخب التى انتجت الاستقلال ؛ فى توليد الفشل اللاحق ؛ وهل كان هناك طريق آخر ؛ يمكن ان يؤدى الى الرخاء وتحقيق السلام الاهلى وتعزيز الحكم الدستورى ؛ وهل هناك من منافذ للحل اليوم ؛ نحاول من خلالها ان نوقف هذا السير الانحدارى الى الهاوية ؛ ؛ الخ الخ من الاسئلة المصيرية .
    الاسئلة التى نطرحها ؛ لا تقلل بحال من احتفالنا بالمناسبة ؛ بل وقد تكون هى الاحتفال الافضل بذكرى الاستقلال ؛ فالتجربة التى لا تورث حكمة ؛ تكرر نفسها ؛ والتغاضى عن واقع السودان المر اليوم ؛ لن ينتج الا المزيد من الدمار والتفتت لبنية الوطن ؛ والا المزيد من الفاقة والعذاب لساكنيه .

    لماذا خسر السودان استقلاله ابتداءا :

    الحديث عن الاستقلال ؛ لا بد ان يبتدى بالحديث عن الاستعمار ؛ ولماذا خسر السودان استقلاله منذ البدء ؛ واى ظروف حكمت على بلادنا ان ترزح تحت النفوذ الاجنبى لاكثر من نصف قرن ؛ طوال القرن العشرين . اننا لا نتحدث هنا عن الحكم المصرى – التركى فى القرن التاسع عشر ؛ باعتباره قد انهزم تحت ضربات الثورة المهدية ؛ بل نتحدث عن السودان على تخوم القرن العشرين ؛ وتحديدا فى العام 1898؛ عام دخول وانتصار القوات الاستعمارية .
    ان الاستعمارالثنائى ؛ هذا الشكل الغريب والفريد للادارة الاستعمارية ؛ قد جاء كشكل مباشر لانهيار الدولة المهدية ؛ هذه الدولة التى تاسست على قاعدة من ثورة حركت ساكن الحياة فى كل السودان التركى - المصرى ؛ وخلقت مفاهيما جديدة وواقعا اجتماعيا جديدا ؛ تبلور بتحرير الخرطوم فى يناير من العام 1885 ؛ وانشاء الدولة المهدية ؛ بقيادة الامام محمد احمد المهدى ؛ كدولة سودانية مستقلة ؛ ضمت معظم حدود السودان الحالى ؛ وشكلت خطوة جديدة فى بناء الامة السودانية والوطن السودانى .
    الا ان الدولة المهدية ومنذ بدايتها ؛ وخصوصا بعد رحيل الامام المهدى ؛ ورغم العديد من ايجابياتها ؛ قد تميزت بعدد من المسالب ؛ والتى ما كان يمكن الا ان تؤدى الى انهيارها ؛ نذكر منها :
    · حكم الفرد الغاشم وانعدام المؤسسات : ففى مقابل القيادة الجماعية والشورى التى قام بها الامام المهدى ؛ فان الخليفة عبد الله قد ابعد عن مركز القرار اغلب قواد المهدية ؛ وادخلهم السجون ؛ ومارس سلطته بصورة فردية غاشمة وعشوائية ؛ واعتمد بشكل مباشر على اقاربه وابناء قبيلته .
    · حالة الاحتراب الداخلى والنزاعات الخارجية : فقد دخلت المهدية فى حروبات داخلية ؛ منها حروبها ضد الكبابيش ؛ وحروبها ضد التمردات القبلية فى دارفور وجبال النوبة ؛ ومحارتها لقواتها من الجهادية ؛ وحالة الاحتراب التى خلقتها ما بين اولاد البحر واولاد الغرب ؛ والحروب الخارجية التى شنتها ضد مصر وضد الحبشة .
    · الفوضى الاقتصادية والتخلف التقنى : فقد ادت الهجرات الواسعة من الغرب الى ام درمان ؛ وتجييش اعداد ضخمة فى جيوش نظامية ؛ وحالة الاحتراب السائدة فى اقاليم واسعة ؛ الى الفوضى الاقتصادية ؛ والى ضعف الانتاج ؛ والتى كانت من نتائجها سياسة المصادرة لاحتياجات الجيش ؛ الامر الذى زاد الطين بلة ؛ وقلل من التفاف الشعب ( الرعية ) تجاه الدولة .
    · التطرف الدينى ؛ والذى ظهر فى الغاء الطرق الصوفية كافة ؛ وفرض المهدية وتعاليم الامام المهدى كايدولوجية رسمية للدولة ؛ والتضييق على الجماهير فى عادتها وتقاليدها الاجتماعية ؛ وفرض نوع من السلفية القاسية الى تعارضت مع الطابع المنفتح والشعبى لاسلام معظم القبائل السودانية .
    ادى كل هذا ان تتحول قيادة الدولة المهدية الى عامل تفريق ؛ وليس عامل توحيد ؛ وان تنفر عنها جماهير واسعة ؛ وان تهدر امكانياتها المتواضعة فى مغامرات حربية لا طائل من ورائها ؛ وان تغرق البلاد فى ازمات من المجاعة والفوضى ؛ حتى قيل " انت قايل الدنيا مهدية " كناية عن حالة من الفوضى و التسلط والقرار العشوائى الغاشم .
    فاذا اضفنا الى ذلك ؛ اذدياد التنافس الاستعمارى حول افريقيا ؛ وكون معظم القارة قد خضعت حينها للنفوذ الاوروبى ؛ فاننا لا نستغرب ان تنهار الدولة المهدية بكل مشاكلها وصراعاتها المبررة وغير المبررة ؛ وقيادتها المغامرة ؛ امام قوة اجنبية منظمة ؛ تتفوق عليها تقنيا وعسكريا ؛ رغم البطولة التى حارب بها السودانيون دفاعا عن ارضهم وترابهم .

    حول الدور الاستعمارى فى السودان :

    درج الاستعماريون وتلاميذهم ؛ على القول بان الاستعمار قد حقق الكثير من التطور للسودان ؛ وقضى على فوضى الدولة المهدية ؛ وبنى مؤسسات وخدمة مدنية ؛ لم نستطع ان نحافظ عليها بعد الاستقلال ؛ الامر الذى يعبر عنه بعض من الجيل القديم فى عبارة " يا حليل زمن الانجليز " ؛ فالى اى مدى تكمن الحقيقة فى هذه المقولات.
    تتجاهل هذه المقولات حقيقتين هامتين ؛ الاولى هى ان غرض الاستعمار من احتلال بلادنا قد كان غرضا انانيا بحتا ؛ وهو الحصول على المواد الخام لصناعته واقتصاده ؛ وخلق سوق لتصريف منتجاته ؛ وقد كانت هذا الغرض هو الحاكم لكل السياسات الاستعمارية فى بلادنا ؛ كما فى غيرها من بلاد العالم .
    اما الثانية فهى ان الاستعمار؛ لتوطيد سيطرته وبناء الامن والنظام الذى يزعمون ؛ قد مارس قدرا من الوحشية والقتل فى بلادنا ؛ مما يفوق الوصف ؛ كما فى كررى مثلا ؛ الامر الذى وصفه مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة الى الشمال بجرثومة العنف الاوربية ؛ وهى جرثومة غاشمة كاسحة ؛ انتجت حربين عالميتين ؛ والعديد من المجازر البشرية ؛ فى الهند وناميبيا والجزائر والسنغال ؛ ومن بعد فى فيتنام وجنوب افريقيا وفلسطين ؛ والتى تنفى اى صفة حضارية او بشرية عن الاستعمار او ممثليه .
    ومما لا ريب فيه ان الاستعمار قد بنى لتحقيق اهدافه لبعض المؤسسات الانتاجية والخدمية والتعليمية ؛ الا ان هذه المشاريع التى قامت ؛ كمشروع الجزيرة مثلا ؛ كانت ترمى حصرا الى اشباع حاجة المستعمر للمواد الخام . وكما تنبه الى ذلك العديد من الباحثين ؛ فان المناطق البعيدة عن ميناء التصدير ؛ قد اهملت تماما فى خطط الاستعمار ؛ فبنى بذلك اولى لبنات التطور غير المتوازن فى السودان ؛ حيث عاشت مناطق كاملة من القطر فى نمط الاقتصاد المعيشى ؛ ولم تلمسها يد التحديث المزعومة .
    اما فى مجال السياسة التعليمية ؛ فقد وصفها معاوية محمد نور فى الثلاثيات بالتالى : " فسياسة التعليم فى السودان لم تكن ترمى الى نشر الثقافة والعلم بين ابناء البلاد ؛ وانما كان اكبر همها فيما مضى ان تخرج موظقيين وطنيين يشتغلون فى الوظائف الصغرى فى البلاد " ؛ والدليل على ذلك ان الاستعمار عندما خرج من بلادنا كانت نسبة الامية تقارب ال90% وسط السكان ؛ وتكاد تقترب من المائة بالمئة وسط جماهير المناطق المهمشة والنساء .
    وفى مجال المؤسسات السياسية والتمثيلية ؛ فقد قضى المستعمر بفظاظة على كل المحاولات لخلق هيئات سياسية وتمثيلية حديثة ؛ وخصوصا بعد نهضة العام 1924 ؛ ومضى بدلا عن ذلك الى تكريس القيادات القبلية والعشائرية ؛ فى سياسة الادارة الاهلية ؛ وتقسيم السودانيين على اساس قبلى ؛ وتوسيع نفوذ القوى الطائفية ؛ بما وفره لها من دعم مالى وسياسى وتنفيذى ؛ فى خطوة جديدة لتمزيق عرى الوطنية السودانية ؛ واعتقال تطور البلاد فى علاقات قديمة عفى عليها الزمن .
    وحينما نهض المثقفون من سباتهم ؛ وانشاؤا مؤتمر الخريجين على علاته ؛ وكانوا من صفوة النخبة المدينية المثقفة فى البلاد ؛ فقد حاربهم الاستعمار ؛ وادخل وسطهم دسائسه ؛ ومزق مؤتمرهم عن طريق القوى التقليدية ؛ ولم يتورع عن انشاء كيانات هزيلة ؛ كالمجلس الاستشارى لشمال السودان ؛ والجمعية التشريعية ؛ ودعم الاحزاب الطائفية والقبلية ؛ كحزب الامة ؛ والحزب الجمهورى الاشتراكى ؛ فى الوقت الذى كان يطلق النار فيه على المظاهرات الوطنية ويحاول تحطيم الحركة السياسية والنقابية والصحفية الناشئة .
    كما تمثلت محاولات ايقاف الاندماج الوطنى فى سياسة المناطق المقفولة ؛ والتى اوقفت تدفق السلع والثقافة والبشر ما بين مناطق البلاد المختلفة . ورغما عن الطابع الظالم والمهيمن لعلاقة الجلابة بجماهير الجنوب والغرب وجبال النوبة فى الحقبة قبل الاستعمارية ؛ فان الاستعمار لم يسع الى ترشيدها ؛ وانما الى ايقاف اى تبادل ؛ واغلق بهذه السياسة التطور الطبيعى لعملية الاندماج الوطنى ؛ وساهم بذلك فى ايقاف تطور بناء الامة السودانية ؛ وزاد من تكريس الفروقات التاريخية باخرى جديدة .
    اما محاربة الاستعمار للقومية السودانية ؛ فقد تمثلت بشكل رمزى بعد ثورة 1924 ؛ ففى مقابل السؤال عن جنسهم ؛ كان ثوار24 يردوا بانهم سودانيون ؛ الامر الذى عرضهم للضرب والتعذيب ؛ لكيما يتخلوا عن هذه الاجابة وينطقوا باصلهم القبلى ؛ ويا لها اذن من سياسة حضارية تمدينية راقية قام بها المستعمر فى بلادنا !!!
    ان ما سبق يوضح ان السياسة الاستعمارية فى السودان قد كانت سياسة انانية ؛ ولم تقدم للسودان ؛ فى مقابل الاستنزاف الواسع لموارد البلاد الطبيعية ؛ اى عائد يذكر فى مجال البنى التحتية او الصناعة او تحديث الزراعة او فى السياسة التعليمية ؛ الا من مشاريع هزيلة تعد على اصابع اليد ؛ اما سياسة الاستعمار الاجتماعية فقد كانت وبالا على شعبنا ؛ وتكريسا للقديم والمتخلف ؛ وجزءا من عقلية فرق تسد ؛ وجرحا عميقا فى النسيج الاجتماعى والوطنى ؛ تركه لنا الاستعمار كهديته المرة لنا ؛ وهو يخرج رسميا من بلادنا .









                  

العنوان الكاتب Date
اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Adrob wad Elkhatib01-01-04, 10:51 PM
  Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Adrob wad Elkhatib01-01-04, 11:09 PM
    Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Abdel Aati01-03-04, 07:52 AM
      Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Abdel Aati01-03-04, 07:53 AM
        Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Abdel Aati01-03-04, 07:54 AM
          Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Abdel Aati01-03-04, 07:56 AM
            Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Abdel Aati01-03-04, 07:58 AM
              Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال Abureesh01-03-04, 09:28 AM
                Re: اين انتم ولا كلمه واحده اليوم عن ذكرى الاستقلال اساسي01-03-04, 10:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de