بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2004, 04:19 AM

ahmed abdul daim
<aahmed abdul daim
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 125

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة (Re: نصار)

    Quote: سؤال الأخ عمار كابيلا حول علاقتنا بالموتمرالوطني، لا أدري ماذا يقصد بالموتمر الوطني ؟!! إذا كان يقصدالحزب الحاكم في الخرطوم فمن البديهي أن لا تكون لنا أي علاقة مع من إغتصبوا حرية الشعب وغدروا به، نحن نؤمن بالديمقراطية والحرية والعدالة وهي صلب فكرنا وبرنامجنا السياسي والدم الذي يجري في عروقنا وأولئك يومنون بتضليل الشعب والشمولية والإنقلابات العسكرية من أجل الوصول للحكم، هل ترى أي تشابه بيننا بعدهذا أخي عمار؟!!

    الاخ حامد علي :
    بالطبع اقصد حزب المؤتمر الوطني المعارض وليس مؤتمر نظام الخاتم من يونيو البغيض و بالتالي لا وجود للشبه او الاشتباه !!!


    Quote: واضح من سؤال الاخ عماد انه يقصد حزب المؤتمر و فصيله الطلابى...اخى عماد كما ذكر الاخ حامد على و هو عضو مؤسسى فى تنظيمنا و رئيس او هيئة تنفيذيه للاتحاد الموحد, فأننا سعينا لطلاب المؤتمر فى مكان تمثيلهم الاوحد بمدينة بونا لكن لم نجد منهم تجاوباو اذكر ان احد قياداتهم من باكستان اسمه محمد قد عقد ندوة فى بونا و فى رد على سؤال حول توجههم السياسى قال بالحرف: النظرية التى نعمل بها اسمها نظرية الانتقاء و التركيب!!! و فسرها بأنها تعتمد على الانتقاء من الايدلوجيات و الفكر السياسى الانسانى قاطبة و نركب ما ننتقيه ليكون لدينا برنامج فيه شئ من الماركسية و اخر من الرأسمالية و هكذا,,و اقر هنا ان بعض الاخوة من مؤتمرجية الهند عن انكروا عليه هذا ,لكن تبقى الحقيقة ان هذا الفهم للاستقلاية يتعارض مع فهمنا لها تمام و اتمنى ان تثبت لى عدم صحة ما وصلتنا من مفاهيم و تسهم فى اعادة فتح ابواب الحوار. و لدى هنا تساؤل عن موقع حزب المؤتمر و علاقته مع قوات التحالف, هل مازال الحزب كيان قائم ذاته؟


    الاخ نصار :
    لك الشكر على التوضيح للاخ حامد و لك الشكر الجزيل على الحوار و التواصل .
    اولا" انا انتمي لتنظيم حركة الطلاب المستقلين السودانيين _ ٍباكستان و هو الفصيل الطلابي لحزب المؤتمر الوطني .

    ثانيا" انكر ماذكره الاخ محمد في ما ذكره و اقول بأن الاستقلالية في مفهومنا هي التفكير و العمل من موقع الحرية دونما اغتراب و التحرر و التخلص من قيود الارتباطاط العقائدية و المذهبية و رفضا" لكل انواع الطائفية و الافكار المستوردة ( ألقوالب الجاهزة ) فنحن تيار وسط بين اليمين المتزمت و اليسار المتطرف .

    ثالثا" بالنسبة لسؤالك حول موقع حزب المؤتمر و علاقته مع قوات التحالف , و هل مازال الحزب كيان قائم ذاته؟ ... الاجابة => حزب المؤتمر كان و مايزال منذ اعلانه في اواخر 1985م كيان جامع لقوى الوسط و يعمل من خلال مركز عبدالمجيدامام للثقافة و الدراسات الانسانية وله اسهامات عدة اخرها لقاء منظمات المجتمع المدني بوفد الحركة الشعبية :


    Quote: مركز عبد المجيد امام للثقافة والدراسات الانسانية
    لقاء وفد الحركة بمنظمات المجتمع المدني
    هيلتون الخرطوم
    التاريخ 8/ ديسمبر 2003
    الساعة 9:30 الي 13:30
    تلخيص

    المنصة : علي محمد علي
    ابراهيم الشيخ
    سمية مبارك

    الحضور 121 شخصا

    ابراهيم الشيخ : يرحب بوفد الحركة وينوه الي ان هذا اللقاء كان من المفترض بمقر المركز ولكن لاسباب تتعلق بالجدول الزمني للحركة تم في الهيلتون كسبا للوقت
    ياسر عرمان : الحركة الشعبية بعد السلام ستتيح فرص جديدة للقوي السياسية وانها ستكون مشاركة في السلطة وانها مؤمنه بانه اذا لم تحدث تغييرات جذرية لن يكون هنالك سلام وان العمل المسلح للحركة سيتحول الي العمل السياسي وان الحركة لم تستطيع تجاوز عقبات كثيره داخلها مما ادي الي قصور في عملها . وطلب ياسر من القوي السودانية الاشادة بجبال النوبة لانهم كان لهم دور كبير في ترسيخ مفهوم وحدة السودان داخل الحركة الشعبية .
    عمر الدقير :
    باسم مركز عبد المجيد امام رحب بالحركة واكد ان الوطن يعيش اشكاليات متعددة تحتاج لحلول جذرية ثم شن عمر الدقير هجوما عنيفا علي الخركة الشعبية وتعاملها الفوقي الذي وصل الي درجة الاهانة في تعاملها مع قوي السودانالجديد في هذه الزيارة وتخصيص اكثر من 80% من وقتها لقوي السودان القديم وهي التي تدعو لتغييرات جذرية في لالمفاهيم وبناء السودان الجديد واكد
    ان القوي الجديدة السياسية والمدنية هي التي ستقود التغييرات الجذرية .
    د/ الصادق عوض بشير : باسم مركز عبد الكريم ميرغني اكد ان هنالك تغييب للثقافة في الفترة السابقة وتساءل عن دور الحركة الشعبية في الثقافة
    د/حسن عبد العاطي : يجب الا يكون كل التركيز علي قضية قسمة الثروة والسلطة واهمال التنمية البشرية
    جون سايمون : شبكة حقوق الانسان : اثار قضية النازحين وتساءل عن دور الحركة في هذه القضية في مباحثاتها مع الحكومة
    د مرتضي الغالي : كلية الاعلام جامعة الاعلام
    تحدث عن قيام مؤتمر جامع للقوي السياسية وضرورة هذا الامر في استمرار العملية السلمية لانه يوفر نوع من المشاركة
    د/ كبج : تحدث عن ضرورة ارتباط السلام بالعدل الاجتماعي ثم تحدث عن الفقر وانتشاره واورد احصائيات عن ذلك .
    ابراهيم الشيخ : طلب من وفد الحركة الاجابة عن مجموعة من الاسئلة تتلخص في امكانية وحدة السودان في ظل اتفاق نيفاشا الثنائي وفي ظل اتفاق الرياض الذي يثبت الاجهذه القمعية وموقف الحركة من هذا الاتفاق وماهي ضمانات الحركة الشعبية لقيام سودان جديد وهي التي تعطي الاولوية لقوي السودان القديم وعن فرص التحول الديمقراطي في ظل حلفية الحكومة القمعية الشمولية والحركة الشعبية العسكرية .
    ياسر عرمان : اولا لااستطيع الاجابة عن اسئلة ابراهيم في هذا اللقاء , ساقول ملاحظات اولية ارد فيها علي عمر الدقير ونحن غير مستهينين بالقوي الجديدة ولم نقصد اهانتها ولكن نسبة لضيق زمن الزيارة وحضوع وفد الحركة بطريقة او باخري لجدول اعمال الحكومة جعل الترتيبات تاتي هكذا وكنا علي ثقة بان القوي الجديدة ستكون اكثر تفهما من غيرها لهذا الوصع الذي اعطي القوي الاخري زمنا اطول . وهدفنا من هذه الزيارة تمليك حقائق السلام والمفاوضات للقوي الجديدة ومنظمات المجتمع المدني . واحب ان اوكد اننا لم نهذم السلطة وهي ايضا لم تهذمنا ولكننا نتراوح في ذلك والسلام ليس حدث ولكنه احداث متتالية وفي المفاوضات هنالك كثير من القضايا لم نتحدث فيها ونعتبرها قضايا اساسية وديمقراطية واعترف هنا ان للحركة سلبيات كثيرة . ولكن دعونا نتفق ان اهم قضية الان هي قضية وحدة السودان وان هنالك تخوفات كثيرة من مجموعات وسط السودان من المغامرة مع الحركة الشعبية لان المسكوت عنه خطير جدا كالتمييز العنصري . ونحن في الحركة الشعبية نشعر ان مجموعات وسط السودان تطالبنا شهادات نثبت فيها اننا مواطنون سودانيون . ساترك بقية الاجابات للقائد باقان اموم
    د / محمود شعراني : قال ان ميشاكوس تتحدث عن اعادة هيكلة وليس قانون وان ميشاكوس ثبتت الشريعة في الشمال والاعراف والتقاليد في الجنوب وان الخطورة تكمن في ان التشريعات الاسلامية الموروثة بها الكثير من التمييز ضد المراة والغير مسلم . ولابد من فتح باب الاجتهاد في الفقه الاسلامي
    القائد باقان اموم : نحن في الحركة نري انه يجب علينا التواصل مع القوي التقليدية اولا ثم القوي الحديثة بفهم ان القوي التقليدية مازالت هي المسيطرة سلطويا وماديا وان القوي الحديثة هي الاقرب الينا فكريا واننا الان في مرحلة انتقال ويجب ان تكون لدينا نظرة للمستقبل وهذه النظرة تعني توحد كل القوي الديمقراطية .
    من الخطا ان يفكر الجميع بان الحركة الشعبية هي قوي عظمي واريد ان احذر قوي السودان الجديد من الافراط في التنظير لان ذلك يقود لاحتلافات كثيرة ويجب عليهم في المرحلة الحالية الاتفاق علي الحد الادني .
    للاسف ليس لدينا في الحركة الشعبية مركز متخصص للدراسات والبحوث وهذا خطا كبير .
    نحن نعتقد اننا وقوي السودان الحديد في معسكر واحد ويجب ان نتفق علي الخد الادني واذا لم نتفق سيكون هنالك عدة سودان .
    ساطع الحاج : المجموعة السودانية لحقوق الانسان . كنت اعتقد اننا سنلتقي بالخركة الشعبية كحاملي لقضية كل السودان .
    محجوب الزبير : اتحاد العمال الشرعي السودان الجديد احد همومنا ولابد للحركة في مفاوضاتها من احل السودان الجديد بالوضع القاسي للعمال .
    محمد فاروق : تحدث عن ضرورة مبدا المحاسبة ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
    سميرة سليمان : استاذ جامعة الخرطوم تساءلت عن لماذا البدء بالترتيبات الامنية وهل وقف الخر في الجنوب يعني وقف الخرب في كل السودان .
    باقان اموم : الحركة تجاوزت مرحلة الغرور بانها وحدها القادرة علي بناء السودان الجديد وانه وبعد اتمام الاتفاقية يجب علي كل فرد العمل اليومي في نزع الحريات وا لحقوق وليس الاعتماد علي الحركة او غيرها ويجب ان يكون هنالك قانون به حريات كاملة خاصة حرية اجهذة الاعلام ويجب نزع احتكار اجهذة تمليك المعلومات ويشمل دلك الحق في اقامة الاذاعات الخاصة والتلفيزونات الخاصة اما فيما يختص بمبدا المحاسبة فهنالك لجنة الايقاد كونت لهذا الغرض وفي النهاية هي مسالة معالجة للنفس من الجرائم وان المحاسبة ليست مسالة للتشفي . وحين اتحدث عن الجيش احب ان اؤكد ان الجيش السوداني ومنذ الاستقلال لم يقوم بمهام قتالية من اجل الدفاع عن حدود السودان بل كل مهامه كانت في حروب داحلية ضد ابناء شعبة والجيش كمؤسسة غير ملام في ذلك بل كل اللوم علي قيادته السياسية ونحن اتفقنا مع الحكومة انه في الفترة الانتقالية لن تكون هنالك اي مهام قتالية للجيش ويشمل ذلك الثلاثة جيوش . نعم الترتيبات الامنية لم تكن جيدة ولكنها تعبر عن واقع علي الارض يتمثل في وجود جيشين في السودان . واوكد ان الجيش الحكومي الحالي غير قومي . واوكد ايضا ان الغاء احتكار ادوات العنف عنصر اساسي لضمان السلام واتحدث هنا وانا معجب بالتجربة السوسرية التي الغت الجيش ولكن قانونا كل فرد سوسيري فوق 18 سنه لدية قطعة سلاح اوتوماتيكية جاهذه والحكمة في ذلك ان كل من سيفكر في احداث انقلاب سيفكر مليون مرة لانه لايدري من معه ومن ضده .
    هنالك اشكالية في المفاوضات اذ انها لم تسير بالشكل الذي يرتضيه السودان والحركة والمشكلة سودانية في راي الحركة ولكن الحكومة تقول لنا تحدثوا باسم الجنوب فقط والحلفاء يقولون اوقفوا الحرب اولا وعوما اقول ان هنالك مشكلة في فهم القومية السودانية اذا كانت هنالك مشكلة في الجنوب او الغرب او الشرق يقولون ان بالحنوب او الغرب او الشرق مشكلة واذا كانت هنالك مشكلة في الخرطوم يقولون ان للسودان مشكلة .
    اخيرا اقول ان الجميع يجب ان يعي انه حتي ولو اتت الحركة الشعبية الي الحكم منفردة وبكل شعارات الحرية والمساواة والعدالة فلابد ان تبحث انت كمواطن عن حقك كل صباح لان هنالك صراع دائم بين الحكومات والشعوب الي قيام الساعة .
    ولن نستطيع بناء السودان الجديد بدون صراعات ولكن يجب ان يكون الصراع باليات مجدودة حتي لايتحول الي حروب .
    ابراهيم الشيخ : يشكر وفد الحركة علي سعة صدرهم ومنظمات المجتمع علي تلبيتها دعوة مركز عبد المجيد امام



    اما بالنسبة لقوات التحالف فاليك بعض ما ذكره الامجد سيف الدولة احمد خليل عضو المؤتمر في رده لبوست عادل عبدالعاطي حول( حزب جديد للوسط و يسار الوسط ) و فيه اجابات شافية حول حزب المؤتمر و علاقة المؤتمر بقوات التحالف و جاء فيه :

    Quote: حوار مع عادل عبد العاطي
    حول حزب الوسط ويسار الوسط الليبرالي!!!
    سعدت أيما سعادة وأنا أطالع ما كتبتم في سودانيز اون لاين ومن بعده في سودانايل عن دعوة لحوار حول قيام حزب ليبرالي ديمقراطي للوسط ويسار الوسط. جاءت سعادتي لأمرين اثنين، أولهما أنني انتمي إلى تيار الوسط ،وبالتالي فان الموضوع يمثل هما عاما وخاصا علي حد سواء بالنسبة لي، وثانيهما ؛ أن الموضوع قد أوحي إلى بأن ضرورة قيام حزب للوسط قد دخل في دائرة الشعور السياسي وأن هنالك من استشعر الحاجة إلى قيام حزب كهذا الذي تدعو إليه . وهذا ، قطعا ، قد جاء بعد دراسة واعية لواقعنا السياسي، وقراءة سليمة لجدلية التركيبة السياسية ،وقد أكدت فقرات عديدة من مقالك موضوع بحثنا ،حدسي هذا .ورغم أنني اتفق مع كثير مما كتبت إلا أن هنالك ما لا اتفق معك حوله وما أظنه خطأ فكريا وما اعتقده نتيجة خاطئة لمعطيات صحيحة ، علي أي ، خوضك في هذا الموضوع أمر محمود ، وآمل أن يجد البحث والحوار اللازمين لترجمة أشواق هذا التيار الغالب إلى ميكانزم سياسي يخرج بنا من حالتي الاختناق السياسي والاهتراء الفكري اللتين نعاني منهما الآن ، فإذا ما كتب لهذا الأمر النجاح فأنا زعيم بأننا قد تنكبنا طريق الديكتاتورية، الاحتراب،الجهل ،الفقر، المرض والفوضى وإننا قد شارفنا بل كنا علي أعتاب واقع جديد تظلله رايات الديمقراطية ،السلام ،التنمية والوحدة .
    الحاجة إلى قيام حزب للوسط حاجة ماسة وضرورة ملحة ، إذ أن التشكيلات الاجتماعية الوسيطة من التكوينات الفئوية ،والتي تواطأنا علي تسميتها بالقوي الحديثة ، وصغار التجار والمزارعين وسكان المدن لم تجد من يعبر عنها تعبيرا حقيقيا ، رغم إن البعض يزعم أن الوطني الاتحادي ومثقفي الحركة الاستقلالية ،كانا يعبران عن هذه القطاعات ، وقد يبدو هذا الزعم صحيحا للوهلة الأولي ، ولكنه يسقط حال تعرضه لنار التحليل الهادئة والقراءة السليمة لتأريخ الحركة الوطنية . هذان الكيانان لم يكونا مستقلين عن الطائفية منذ أن كان إعضاءهما طلابا وظلت العلائق وشيجة بينهما رغم ما يبدو من حالات التمرد والنشوز التي تطل ما بين فينة وأخرى والتي عادة ما كانت تلجمها الطائفية بلي الذراع أو استخدام قانون بيت الطاعة . وحقا فقد كان الوطني الاتحادي الأكثر تمردا لا لرؤية فكرية أو تعارض في الطرح، وإنما يعود الأمر لطبيعة زعيمه المتمردة ولإحساسه انه سواء بسواء مع غيره ،فان كان السيد عبد الرحمن زعيما لطائفة الأنصار والسيد علي زعيما للطائفة الختمية فهو زعيم لطائفة المثقفين،وقد ورد في الأثر ما يؤكد زعمي ،فالأزهري رحمه الله ورغم مآثره التي لا تنكر ورغم افضاله التي لاتعد، لم يكن إلا زعيما طائفيا في زي افر نجي فكون لنفسه شخصية محورية وكاريزما خاصة قامتا مقام السلطة الروحية التي للسيدين، يدعم ذلك قبضة حديدية وسطوة لا تقاوم ،وما اكثر واشهر أكليشيهات ،إلى من يهمه الأمر سلام . لم يكن الأزهري ثوريا ولم يكن كذلك وسطيا ، فقد تبني مواقف اليمين بل وتزيد واشتط ، فمن الذي اجترأ علي حل البرلمان وهو لا يملك سلطة تخوله لذلك؟ من الذي حل الحزب الشيوعي؟ من الذي حقر القضاء؟ من الذي سعي ونادي بالدستور الإسلامي؟ وفي عهد من كانت جريمة عنبر جودة؟ ومتي ما قلنا أزهري فقد أردنا الوطني الاتحادي . فهو آمره وناهيه، وخلاصة الأمر أن الكادر المثقف ذلك الوقت لم يكن إلا مترجما ومعبرا عن الطائفية ومصالحها ومعلوم إن الطائفية لاتعبر أصالة عن التشكيلات الاجتماعية الوسيطة وإنما كانت تعبر بشكل أساسي عن الرأسمالية علي انحصارها حينذاك،البرجوازية الكبيرة، كبار التجار، كبار المزارعين، كبار الموظفين ، زعماء القبائل والبيوتات الدينية وهذا لا ينفي وجود جيوب من الوسط تمثلت في شرائح المثقفين وصغار الموظفين والتجار وسكان المدن… الخ ، وفي هذا لم يختلف الوطني الاتحادي عن حزب الأمة بأي شكل من الأشكال…. ولعل الوهم باختلافه جاء من حقيقة أن الوطني الاتحادي قد دخل الانتخابات الأولى من غير أن يكون مرتميا كلية في أحضان الختمية ،ولكن واقع الحال يقول أن الوطني الاتحادي قد دخل الانتخابات الأولى بمباركة الختمية وبدعم جماهيرها.
    نخلص إلى أن الحزبين التقليديين لا يمكن أن يصنف أي واحد منهما في موقع الوسط، وما كان المثقفين فيهما إلا طاقما يدير الحقائب الوزارية والوظائف الإدارية ،فهما من ناحية التحليل الطبقي والاجتماعي يعبران عن التشكيلات الاجتماعية التي تمثل اليمين وكذلك اطروحاتهما وممارستهما السياسية ، ولولا انقلاب جعفر نميري وحلفائه لعلت السلطة التنفيذية السلطة القضائية وحقرتها ولحلت أحزاب ولطبقت القوانين الدينية التي تمايز بين الناس علي أساس ديني ولحكم بالردة علي كل مفكر حر أو مخالف في الرأي ولتفاقمت مشكلة الجنوب ول…………….الخ
    هكذا، لم يكن المثقفين في المعسكرين الاتحادي والاستقلالي يوما بمنأي عن الطائفية وتأثيراتها ، [باستثناء احمد خير الذي سقط في مستنقع آخر ] ،ولم تدخل حركة المثقفين هذه دائرة الفعل السياسي إلا وهي ممعنة في طائفيتها ومن ثم يمينيتها ، وليتهم صبروا ولم يفعلوا ، لكان السودان والأجيال اللاحقة يعيشون في أمان وسلام ورخاء وحرية ، ليتهم كانوا في قامة قادة الحركات الوطنية في العالم الثالث حينذاك … كان الحزبان التقليديان سيعبران عن اليمين حصريا ،هذا قبل الحراك السياسي والاجتماعي الذي انتظم السودان في الثلاثين عاما الماضية والذي دفع بالحركة الإسلامية الأصولية إلى دوائر الفعل السياسي لتحتل مواقع اليمين بتمكن واضح ، فتزحزحت الأحزاب التقليدية
    قليلا لتحتل مواقع يمين الوسط ولا تزال تمني النفس بمواقعها السابقة… لكنها بأية حال من الأحوال وبحكم طائفيتها وتقليديتها والشرائح التي تنتمي إليها مضافا إليها الأفق والسقف الفكري لقادتها وتاريخها يجعل طريق تطورها ذو اتجاه واحد، ناحية اليمين.
    هذا ما كان من شأن اليمين، أما التكوينات الجهوية فهي بالقطع لا تعبر عن تشكيلات اجتماعية محددة ولا تندرج تحت التكوينات الحزبية ولايعول عليها في بناء المستقبل السياسي المنشود .
    دعنا نعرج إلى ثالثة الأثافي ، اليسار والذي أعده صرعة من صرعات المثقفين التي كتب لها الفشل والهزيمة ،فلم يشهد السودان في أي يوم من تاريخه حراكا اجتماعيا كان بمقدوره فرز التشكيلات الاجتماعية التي يعبر عنها اليسار ،فلم يحدث الفرز الطبقي لتبرز تلك الطبقات التي يستهدفها برنامج اليسار السياسي ،فلم يكن السودان دولة صناعية تتولد فيها طبقة عمالية تدير ذلك التناقض الرئيس بين العمال وأصحاب العمل ولم يشهد السودان إقطاعا بأي صورة من صوره ولم يكن هنالك نشاطا زراعيا خاصا يفرز طبقة زراع لتقود حركة الصراع الاجتماعي … كان اليسار متمترسا بشكل اكبر في قطاعات المثقفين الذين هم بالضرورة ليس القطاع المستهدف ببرامج اليسار … لذلك ظل اليسار ومازال يلعب في غير ملعبه ويصطرع خارج حلبته في مواقع الوسط والتشكيلات الاجتماعية المكونة له… فاليسار لم يكن له ماض ولن يكون له مستقبل فقد كان ولازال حركة ضاغطة ليس إلا … فليس هنالك من يعبر عنه اليسار في السودان ، وان اطروحاته السياسية تلقي رفضا نفسيا ومزاجيا من جماهير الشعب، وفضلا عما ذكرت فان السقوط المروع للاتحاد السوفياتي طعن في نجاعة الأيدلوجية التي كان يقوم عليها مشروع الاشتراكية العلمية والشيوعية، علاوة علي تفكك أنظمة المشروع العروبي وتهاويها سواء كان بالنسبة للناصرية في مصر او البعث في العراق . هذا الواقع حشر اليسار في مربع ضيق لايجاد المبررات والدفوعات التي تعلل سقوط مشروعاته المريع ،ناهيك عن محاولاته لخلق وجه جديد يطل به علي الشعب السوداني الذي ظل يرفضه دوما. وهذا يقودنا إلى الحديث عن التحالفات السياسية القائمة والدعاوى لتحالفات أخرى ولقيام حزب جامع من الحزبين الناصريين وواحد من أحزاب البعث ومجموعات من الجنوبيين اليساريين وحركة حق أي فلول اليسار والتي
    توجه دعوتها هذه إلى حزب المؤتمر الوطني المعارض وبعض الوطنيين الجنوبيين وحركة دكتور عبد الرحيم بلال ودكتور حيدر ابراهيم وشخصيات مستقلة لتكوين حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية إنها لعمري، محاولة بائسة ويائسة من فلول اليسار للتجمع واسترداد الأنفاس للانقضاض علي مواقع الوسط، وذلك بالتحالف مع كيانات وأحزاب الوسط ،لتحييرها وتسويقها للشعب في وجه جديد وفي ذات التو واللحظة ،تمارس حربها ضد أحزاب وكيانات الوسط وذلك بخنقها إعلاميا وسياسيا وتذويبها اجتماعيا في الكيان المتحالف، حتى لايكون هنالك حزب وسطي يعبر عن نفسه بملامح وقسمات واضحةوهو ،أي اليسار يظن انه يضمن بذلك القبول الإعلامي والوجود والفاعلية السياسية ، وهو يعتمد في تحقيق ذلك علي رؤيته الواضحة وحركيته المميزة مقابل عدم وضوح الرؤية والرخاوة التنظيمية التي تتصف بها تنظيمات الوسط كما يعتمد في تمرير مخططاته هذه علي الغافلين والمغفلين وذوي النوايا الحسنة… الدعوة لتحالفات كهذه محاولة لإحياء اليسار ممن يحسنون الظن به ومحاولة منه لضرب تنظيمات الوسط والسيطرة علي مواقعها في التشكيلات الاجتماعية الوسيطة.
    وهي في النهاية تحالفات محكوم عليها بالفشل لأنها ستضعف الوسط وتشل صيرورته ليتخلق وليكون الكيان الجامع الذي يعبر عن التيار الأساسي في حركة التغيير الاجتماعي والسياسي ومن ثم هم بوعي أومن غيره يعيقون حركة التطور الطبيعي للحركة السياسية والاجتماعية ، فضلا عن هذا فان الفشل حليف لمثل هذه التحالفات لعدم الوضوح الفكري، وعدم الوحدة الفكرية ،،والعقائدية التي تشكل خلفية لمعظم ناشطي هذه الكيانات ، مما ينذر مستقبلا بالشتات والتشرذم والانسلاخات ، وبالطبع فان المنسلخين سيكونون من أحزاب اليسار بعضويتهم التي دخلوا بها للتحالف زائدا ذلك الصيد الميسور من تنظيمات الوسط والأفراد… مستفيدين من المقاربة التي تخلقها أجواء التحالفات.. هذه التحالفات محكوم عليها بالفشل لان تأريخ بعض رموز هذه الكيانات يقف حائلا بينها وبين القبول الجماهيري.
    وقبل أن ادلف علي موضوعي الأساسي أود أن أؤكد أن الوسط لن يستطيع أن يكون ليبراليا ،فالليبرالية منهج فكري يعني ديمقراطية المؤسسة السياسية والحرية الاجتماعية والاقتصادية أي الدعوة إلى نظام رأسمالي وحتما هذا لا يعبر عن القطاعات التي يمثلها الوسط ، فالوسط مهما اختلف الناس حول تعريفه،فهو يظل تيارا ينبسط علي كل التشكيلات الاجتماعية الوسيطة ، من مثقفين ومهنيين وصغار المزارعين والتجار وسكان المدن والقوي الحديثة ، وهو بالتالي لا بد من أن يعبر عن رؤية فكرية وسيطة تقع وسطا بين الطرح الفكري لليمين واليسار.
    فمؤسسة الدولة يجب أن تقوم علي ديمقراطية راشدة تراعي أحوالنا الاجتماعية وقد يجري عليها تقييد في شروط الأهلية للترشيح مثلا بالتواطؤ علي سقف تعليمي محدد للمرشحين ، ولا بد أن تكون قائمة علي فصل السلطات الثلاث واستقلالية القضاء وحرية النشر والصحافة والتعبير والاعتقاد والتنظيم وكافة الحقوق الأساسية، وان يكون التمثيل الانتخابي نسبيا في كل الأجهزة المنتخبة وينسحب ذلك علي الأجهزة المعينة كالجهاز التنفيذي والقضائي ،يراعي في ذلك تمثيل المجموعات ألاقليمية والجهوية بنسبها الحقيقية .
    أما علي مستوي الطرح الاجتماعي فالمساواة هي الإساس، والمواطنة هي مناط التكليف ومسوغ اكتساب الحقوق، فلا فرق لرجل علي امرأة ولا لمسلم علي مسيحي أو وثني، أو عرقية علي أخرى وثقافة علي ثقافة، فالناس كلهم سواسية كسبا لما يستحقون والتزاما بما يجب عليهم القيام به حيال الدولة والمجتمع.
    ولعل وسطية الطرح الفكري تكون اكثر وضوحا حين الحديث عن الطرح الاقتصادي، والطرح الاقتصادي معلوم انه أساس التصنيفات السياسية، فبعد حادثة البرلمان التاريخية التي جلس اليمين فيها يمينا واليسار يسارا ، نشط الأدب السياسي لخلق التكييف الفكري والنظري لهذه التصنيفات فالذين ينادون بتمليك وسائل الإنتاج للدولة انفردوا بديباجة الاشتراكية واليسارية والذين نادوا بتمليك وسائل الإنتاج للأفراد علقت بهم الرأسمالية واليمينية . وحق للوسط أن يجد سبيلا بين هذين الطرحين وبذلك تكون ملكية وسائل الإنتاج جماعية ،للشعب كله ،من خلال قطاع تعاوني رائد تملك فيه وسائل الإنتاج بشكل مباشر للذين يعملون وينتجون في المشاريع التعاونية المختلفة زراعية أو صناعية اوخدمية ، هذا فضلا عن ادوار مرسومة ومجددة لقطاع عام ،خاص ومختلط.
    هكذا يتكامل طرح الوسط الفكري ،سياسة واجتماعا واقتصادا ،ولنا في السودان أن ندعوا الوسط لتبني اطروحات يتراضى عليها الناس جميعا فيما يختص بالمشروع القانوني الذي يجب أن يتكيف مع الانتماءات العقائدية والثقافية لجموع أهل السودان فلا بد أن يرتكز علي الأعراف ويسترشد بالأديان فيما ليس فيه خلاف. وكذلك مشروع السياسة الخارجية التي تعبر عن وجودنا الجغراسياسي، الثقافي، العقدي .فالسودان أفريقي ،عربي مسلم،،،له وجود إقليمي معقد فحدوده مفتوحة علي ثمانية دول وهو ضمن منظومة القرن الأفريقي وضمن منظومة الشرق الأوسط والساحل والصحراء وشرق ووسط إفريقيا، لا بد أن تكون سياسة وسطية متوازنة تهدف في الأساس للمصلحة الوطنية في المقام الأول والأخير.
    ولا يفوتنا أن نذكر السياسة التعليمية التي يجب أن تكون محصلتها محو الأمية أبجديا وحضاريا ومحصلتها الكادر المؤهل لقيادة التنمية من عمال وفنيين مهرة تزودهم التقنيات العالية والتعليم المهني بما يحتاجونه لاداء مهامهم الموكلة إليهم ومحصلة هذه السياسة التعليمية يجب أن تكون في إلزامية التعليم وتشجيع البحث العلمي والاهتمام بالتخصصات الرفيعة والعلوم الحديثة وفي ذلك هي تستند علي فلسفة قائمة علي تنوع ثقافاتنا ،لغاتنا ولهجاتنا ومن ثم فهي تستند علي التنوع في مناهج العليم ، هذه السياسة التعليمية مشفوعة بسياسة ثقافية تبعث ما اندثر من ثقافاتنا الثرة المتنوعة كلها لتتحاور وتتمازج مكونة ثقافة أهل السودان.ولتوطيد التعايش والتمازج القومي لابد من إشاعة ثقافة الوحدة وإشراك الشعب في حكم نفسه بتبني حكما لامركزيا يحفظ لكل إقليم وكل ثقافة خصوصيتها ، وتبني التنمية المتوازنة والمشاريع الاقتصادية المشتركة بين الأقاليم وإتاحة فرص التداخل الثقافي والاجتماعي بين الثقافات المختلفة ، فالناس لا تتحقق وحدتهم وانتماءهم لبعضهم البعض ألا إذا اشتركت مصالحهم وتوحدت مصائرهم ولا سبيل إلى ذلك إلا بخلق المشاريع المشتركة بين الأقاليم والقوميات المختلفة وانتهاج برامج للتخصص الإنتاجي والتبادل السلعي والمنفعي.
    كل هذا لن يجدي ما لم نحدد هويتنا ونقض علي كل ما يفرق مصائرنا ، مستقرئين لتراثنا وتأريخنا وروح التسامح فينا وروح الجماعة التي تنتظم كل مناشط حياتنا ، من هذه القراءة يأتي التنظير الفكري لحركة الوسط السودانية وبها يكون العمق .هذا طرح سياسي اجتماعي اقتصادي يمهد لما بعده ، فهو ليس الغاية وإنما وسيلة لغاية اكبر ،ألا وهي تكامل بناء الشخصية السودانية وخلق التدامج الثقافي وصولا إلى القومية السودانية وفي هذا الموضوع يجدر بي أن أردك إلى متسع فيه كتابات ومحاولات الرائعين محمد جلال احمد هاشم والدكتور أبكر آدم إسماعيل.
    بقيت نقطة أخيرة أود الوقوف عليها باقتضاب لا يخل ولايبتسر ،فقد تحدثت عن حزب المؤتمر الوطني المعارض ووصفت تجربته بأنها انتكست لأسباب عددتها في مقالك وسأناقشها تفصيلا . الادعاء بان التجربة انتكست فهذا ليس صحيحا ، فالمؤتمر الوطني موجود في الساحة السياسية وله دوره الفاعل وهو تنظيم مخضرم إن لم يكن عريقا فعمره الآن ناهز السبعة والعشرين عاما ، وكوادره وتكويناته التنظيمية تنتظم البلاد طولا وعرضا فضلا عن وجود هذه التكوينات في كل ارض حط فيها السودانيون رحالهم فهم بدول الخليج جميعها ،وهم في إنجلترا، فرنسا، أمريكا، هولندا، مصر، الهند، باكستان،بلجيكا وهناك في الطرف الآخر من العالم باستراليا، أما عدم الوضوح البرامجي فهذه فرية ولعل فيما طرحته ملامح من مخطوطات فكرية وبرامجية عمرها قارب العشرين عاما ولكنها ظلت حبيسة الأضابير،فالمال وشحه يقفان عقبة كأداء في طريق حزب يتمسك بالطهر السياسي ويعتمد علي ما يقتطعه أعضاءه من أقواتهم، فالمؤتمر لم يرتمي في حضن خارجي ولم يكن أعضاءه من ميسوري الحال ولو كانوا لما سمح لهم بتحمل التكاليف المالية عنه ،فمن يدفع يأمر ، وهذا ليس مقبولا في المؤتمر. وما اصدح به وغيري ممن ذكرت آنفا هو من معين المؤتمر الفكري ، وقريبا ستتنادى حشود المؤتمر ويؤسس منبره الإعلامي وتتلقف المطابع مخطوطاته ومجهوداته الفكرية . أما الضعف التنظيمي فهو حالة عامة يشترك فيها الجميع وليتك تذكر تنظيما واحدا لا يعاني هذا الضعف ،ولعل هنالك الكثير من الأسباب التي تبرره حالة القهر السياسي التي انتظمت البلاد، هجرة كثير من حركيي الأحزاب فضلا عما يكابده الذين ظلوا من عنت ومشقة . أما تمترس الحزب حول قيادات تجاوزها الزمن، قولك هذا يدل علي انك لا تعرف الكثير عن المؤتمر ،فالمؤتمر ليس له زعيم روحي وليس له رئيس ثابت ولن أزيدك فقد جانبك الصواب وخانتك دقة الباحث وفطنة المحلل .إما الذين انضموا بل قل إن شئت كونوا التحالف فهم قلة انتماءهم للمؤتمر الأصل لم يتعد سنوات قليلة ، فالمجموعة عبارة عن أصدقاء وزملاء جلهم من الأطباء الذين لا تنكر وطنيتهم ونقاءهم ، هذه المجموعة عند انتفاضة أبريل، حيث برز الأطباء في دائرة الفعل السياسي، علي نحو بروز الجزولي دفع الله وسليمان ابوصالح، كان لهذه المجموعة أيضا بروزها وطموحها اللذين أهلاها للعب دور فارق وسط الأطباء آنذاك،فطمحوا لتكوين حزب سياسي فا تجهوا إلى التنظيم الطلابي للمؤتمر في كلية الطب بجامعة الخرطوم، وبما أن الأخير كان رافدا من حزب قائم أصلا ومن أواخر السبعينات، فقد ردوهم إلى أصحاب الشان، ومن الخطأ أن انضمت هذه المجموعة كمجموعة وعلي مستوي قيادي اذ ليس لهم رصيد قاعدي آنذاك، وبعيد مجيء الإنقاذ سعوا كمجموعة أيضا ومن غير تفويض حزبي لتكوين التحالف، والحق يقال ، فقد كانوا اللاعب الأساسي في هذا الميدان ،فقد كان لهم تنسيق مسبق مع العسكريين منذ الانتفاضة ، وكان لهم فضل صياغة أدبيات التحالف مستفيدين من أدبيات المؤتمر التي جاءت في بعض الأحيان نقلا بلا تصرف، ولربما نجحت هذه المجموعة في جر بعض من شباب المؤتمر -خريجي الحركة المستقلة – والذين عاد معظمهم إلى مواقعه والآخرون في الطريق . في هذه الاثناءة ظل حزب المؤتمر الوطني ولا زال قائما كحزب مستقل، لا يربطه مع التحالف سوي التنسيق ،لان رؤيته للتحالف منذ بداية تكوينه انه تجربة غير ناضجة وانه مغامرة غير محمودة العواقب ولربما جر إلى الارتماء في أحضان الأجنبي والالتزام بفواتير خارجية ، فضلا عن أن البندقية صنو الديكتاتورية وقد أثبتت الأيام ما ذهب إليه حزب المؤتمر وأظنك تؤكد ذلك من واقع تجربتك الشخصية . واقر تماما إن تجربة هذه المجموعة كانت خصما علي حزب المؤتمر بما سببته من شروخات تنظيمية وإرباك خططي لازال المؤتمر يعاني منهما علاوة علي جرهم لبعض العناصر الشابة والفاعلة .
    أما سرقة النظام لاسم المؤتمر، فعجبت لعدم وقوفك عنده والمحاولة لمعرفة المغزى، ودعني أحدثك حديثا ادعي أنني اعرفه، فقد ظلت الحركة الإسلامية في الفترة الأخيرة وقبيل استيلائها علي السلطة هي افضل القوي السياسية من ناحية التنظيم والتحليل وقراءة الواقع السياسي وحسن التوقع ، لذا كانت تعلم تماما وعلي غير علم غيرها، انه ليس هنالك من منافس سياسي لها ،مستقبلا، إلا حزب المؤتمر وقد وقف علي ظاهرة حزب المؤتمر عرابهم الترابي في أول ندوة سياسية له بجامعة الخرطوم بعيد الانتفاضة ، فقد كان الشيخ يستعرض القوي السياسية الموجودة آنذاك فقال من بين ضحكته الهازئة : ,إن هنالك حركة من الطلاب وبعض المثقفين الذين احسب أن أثرهم لن يتجاوز حدود العاصمة …
    ورغم انه كان يسخر ألا انه كان يدرك بخبرة السياسي والمفكر إن الحركة في مهدها ولا تفتأ أن تشب عن الطوق وتلقمه أحجارا….كذلك تصريح محمد حسن الأمين حين تسجيل الأحزاب، فقد قال: كنت متخوفا من أن يسبقنا حزب المؤتمر الوطني السابق إلى التسجيل قبل حضورنا….
    كانوا يدركون ماهية المؤتمر ويختزنون في تلافيف وعيهم هزائمه لهم ومنافحته لهم ،لذا كان علي الدوام حاضرا في أذهانهم ومخيلا تهم…. إن للاسم مدلوله الذي يحمل الديمقراطية والوطنية وبضاعة الجبهة غير ذلك ،فأرادت أن تنفر الناس عن هذه المعاني وعن الشعارات والاطروحات التي تعبر عنها، وذلك بالصاق الاسم بما هو مناقض لمدلوله وبذا تقطع الطريق علي المؤتمر الوطني المعارض ظنا منها انه لن يستطيع ولن يقبل أن يجعل هذا الاسم عنوانا له. انهم يعلمون أن الأحزاب الطائفية لامستقبل لها وما هي إلا سنوات وتنهار، وان اليسار لاعب في غير ما ملعب ، وان الوسط هو الخطر إذا ما وجد من يقوده ولان المؤتمر مؤهل لذلك بما لديه من أطروحة وبرامج سياسية مقنعة جعلت جماهير الطلاب تلتف حوله لعقدين من الزمان في دائرة الفعل السياسي الوحيدة حينذاك-الحركة الطلابية- وانه قد استطاع أن يبسط نفوذه وسط القوى الحديثة فقد انتظمت حركته الأطباء ،المعلمون، المهندسون، البياطرة،الزراعيون،الصيادلة،القانونيون،الإعلاميون والاقتصاديون….الخ
    لذلك ظلت الجبهة أو أي اسم شئت ، تحارب المؤتمر وبأساليب شتي بسرقة الاسم،وإلصاق النعوت والأوصاف السالبة به كما كان يفعل نميري ، فان أتى المؤتمر بفعل وطني مميز نسب إلى الشيوعيين أو البعثيين أو غيرهما ،إضافة إلى تجاهلهم الإعلامي وأحيانا الأمني لكل ما يصدر عن المؤتمر ولو كان معركة مباشرة معهم ،حتى لا يقدموا له زخما إعلاميا وحملة دعائية تكسبه وتظهره ..مستفيدين في ذلك من تجربتهم مع الجمهوريين. وهم كغيرهم فالحرب علي المؤتمر تقوم بها جميع الأحزاب وبتكتيكات مختلفة ، محاولات الضم وسرقة المواقف والتعتيم من الطائفية ، محاولات زرع المشاكل وسرقة المواقف والتعتيم والإحاطة بسياج التحالفات من اليسار فالكل يقود حربه ضد المؤتمر.
    هذا لا يعفي المؤتمر من تبني بعض أسباب القصور في مسيرته، فلا بد أن يركز علي العمل المستقل ،وان يخلق مصادره المالية التي تعينه علي الحركة ونشر أد بياته وخلق منابره الإعلامية ، وان يسعى إلى مواقع القوي التقليدية والجماهير في مختلف قطاعاتها ، وان يتمسك بسياساته المتعلقة بانضمام العضوية بتوخي الحذر من ذوي التاريخ والانتماءات السابقة ، ورفض المجموعات والكيانات التي تأتي للانضمام متوحدة مخافة الانشقاقات واللوبي ومراكز القوي وان يكون الانضمام لكائن من كان ، من موقعه الفئوي لا من موقع القيادة والأجهزة العليا للحزب، بهذا يستعد المحل وتتسع المواعين لفتح قريب وحشود لا قبل للمؤتمر بها ، ويومها تتحقق أشواق ويحق لنا أن نحلم بسودان جديد.آمل أن تكون مداخلتي هذه مفيدة لإثراء الحوار حول الموضوع المطروح، وأتمنى أن يتواصل الحوار ولا ينقطع


    اخيرا"و ليس اّخرا" يبقى الحوار بيننا قائما و اتمنى لكم التوفيق و السداد و في انتظار المزيد من التفصيلات حول الاهداف و المبادئ و البرنامج الذي تدعون اليه و لتعلموا ان دعوتنا لتجميع قوى الوسط ليس حكرا" على مؤتمرنا او حركتنا المستقلة فالباب مفتوح على مصراعيه و اثبت ان الحوار سيكون قائما" و هادفا"و معا" نحو وطن يسع الجميع .


    عمار( كابيلا)
    باكستان








                  

العنوان الكاتب Date
بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-01-04, 06:20 AM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-01-04, 04:37 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة kamalabas01-01-04, 06:49 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Hamid Ali01-01-04, 08:21 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-02-04, 12:08 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة abuguta01-02-04, 12:16 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 07:54 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-02-04, 12:18 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Abdel Aati01-02-04, 08:28 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 07:59 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة adil amin01-03-04, 02:09 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة النسر01-04-04, 10:11 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Gazaloat01-04-04, 11:37 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:17 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:13 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-04-04, 11:48 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Elkalakla_sanga3at01-05-04, 01:20 AM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Ishraga Mustafa01-05-04, 01:26 AM
        Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة خالد الحاج01-05-04, 02:05 AM
          Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 09:14 PM
        Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:34 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:20 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة elsharief01-05-04, 08:56 AM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة BousH01-05-04, 08:12 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:43 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:39 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة بلدى يا حبوب01-05-04, 08:29 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 08:58 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة zumrawi01-05-04, 08:54 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-05-04, 09:08 PM
      Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة mohamed elshiekh01-06-04, 06:42 PM
        Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-06-04, 07:22 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة ahmed abdul daim01-06-04, 07:39 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة ahmed abdul daim01-06-04, 07:44 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Hamid Ali01-06-04, 09:44 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-06-04, 09:02 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-07-04, 12:42 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة ahmed abdul daim01-08-04, 04:19 AM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-08-04, 04:15 PM
  Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Amjad ibrahim01-08-04, 04:42 AM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة خالد عويس01-08-04, 06:43 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة Abdel Aati01-08-04, 06:53 PM
    Re: بيان تأسيسي....تنظيم القوى المستقلة الحرة نصار01-08-04, 09:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de