|
شبه فساد حول عطاء المشقل الثاني للهاتف السيار بالسودان
|
أجب بـ (نعم) او (لا) ..!! في مؤتمر صحفي عقده أمس الأستاذ الطيب مصطفى المدير العام للهيئة القومية للاتصالات تحدث عن خبايا وتفاصيل عطاء المشغل الثاني للهاتف السيار.. وهو عطاء كنا قد كتبنا عنه قبل حوالى عشرة أيام وذكرنا انه منذ لحظة اعلان وزير الاعلام عن سماح الحكومة بدخول مشغل ثان يكسر احتكار الهاتف السيار كادت تمضي عامان دون ان يحسم أمر الشركة الفائزة بالعطاء ..
الطيب مصطفى لخص القضية في معطيات بسيطة أهمها أن شروط العطاء مطية مصالح الدولة تحركها انّا شاءت وكيفما اتجهت رياح هذه المصالح وعليه لا ضرر في تخطى الحواجز الزمنية في التفاوض مع الشركات الثلاث الأولى وفي انتظار الشركة مثار الأزمة (بشائر) كل هذه المدة كي تدفع قيمة الرخصة..
لكن القضية الآن ليست تفاصيل دراما العطاء وإنما امر محدد واضح قدمته في سؤال للطيب مصطفى في المؤتمر الصحفي .. هل دفعت شركة بشائر مبلغ الـ (120) مليون دولار الذي وعدت به .. وهو الجزء الأول من مبلغ كلى حوالى (160) مليون دولار هي اجمالي قيمة رخصة المشغل الثاني التي يجب دفعه للحكومة لتسمح له بالعمل لمدة (10) سنوات..
الطيب مصطفى وزع ورقتين على الحاضرين في المؤتمر فيهما اشارات بنكية الاولى من بنك في جنيف تتحدث عن مبلغ (95) مليون دولار والثانية من بنك محلي تتحدث عن (25) مليون دولار.. سألت الطيب مصطفى هل يعني ذلك أن الهيئة القومية للاتصالات استلمت هذه الاموال وأنها موجودة في حساب الهيئة ببنك السودان ؟؟ إجابة الاستاذ الطيب مصطفى كانت مترددة بعض الشيء لكنه في النهاية اعتمد على افادة ذكر أنها جاءت من السيد محافظ بنك السودان د. صابر محمد الحسن .. ونائبه د.عبدالمنعم القوصي قالا فيها (شفاهة) أن المذكرة التي بحوزة الهيئة تعني أن المبلغ في حكم المستلم .. وإن لم يتم استلامه بعد .. وإلى هنا تبدو القضية في ضباب.. طالما أن كلمة (استلام) محفوفة بعبارة (تقريباً) .. فالمال في النهاية حساب .. إما تم استلامه أو لم يتم . وليس بينهما أمور مشتبهات ..
بعد المؤتمر الصحفي اتصلت ببنك السودان وتلقيت افادة من مصدر مطلع (جدا) أكد فيها ماذكره الطيب مصطفى.. لكنهم استخدموا عبارة (استلم تقريبا).. لكن المفاجأة كانت في نهاية اليوم إذ تلقيت افادة مضادة من مصادر بنكية أخرى.. كانت افادة خطيرة تطعن في المستند الذي يخص التحويل من بنك سوداني.. وهي الورقة التي وزعت في المؤتمر الصحفي وصفتها بأنها لا دلالة لها وهى لا تعني أن مبلغ الـ(25) مليون دولار قد تم تحويلها .. وأن الأمر ينطبق أيضا على الورقة الأخرى التي تتحدث عن تحويل من بنك خارجي في جنيف..!!
عموما اليوم الاثنين 30 ديسمبر هو الموعد المفترض (حسب مذكرة البنك الأجنبي ) أن يظهرمبلغ (95) مليون دولار في رصيد بنك السودان في جنيف .. ..!! وليس أمامنا جميعا اليوم إلا أن نسأل بنك السودان بصورة صريحة لا تقبل الجدل .. هل استلمتم مبلغ (120) مليون دولار ودخل في حسابكم كاملا أم لايزال الأمر في (حساب تقريباً) ..؟؟
الشعب السوداني غير مقيد بقبول أىة أجابة أخرى غير (نعم) أو (لا) ..!!
عثمان ميرقنى - صحيفة الرأى العام السودانية بتاريخ 30/12/2003م
|
|
|
|
|
|